fbpx

“لا جدوى من العيش”: شبان عراقيون يرفضون لقاحات “كورونا”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“هل فرض الحظر الشامل لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع يمنع انتشار الوباء؟ وبقية الأيام؟ أي منطق هذا؟ لا جدوى من التلقيح مع السياسات العبثية المتبعة”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يرفض ياسر رحيم وضع كمامة طبية وهو يحدّثنا، وحتى في أي وقت آخر من حياته اليومية. يقول إنه لن يذهب لتلقي اللقاح المضاد لفايروس “كوفيد- 19” إذا توفّر. 

رفض ياسر وضع الكمامة لا يعود لعدم قناعته بخطورة الفايروس أو بضرورة الوقاية. هو ببساطة لا يريد الاحتياط لسبب آخر، إنه اليأس التام من الحياة. 

بالنسبة إليه وصلت طموحاته في العيش في العراق إلى حائط مسدود، “عشت فترة شبابي بين الموت والانفجارات وحلم الوظيفة الحكومية”. 

يحمل ياسر شهادة ماجيستير في الرياضيات، لكن خيبات الأمل المتتالية جعلته لا يهتم لفايروس “كورونا”. يقول إن معظم الشباب العراقي مثله تماماً، “ليس لأننا شباب غير واع، بل لأننا أصبحنا نفضّل الموت على العيش في العراق”. 

وفي حين تحمل أسباب ياسر لرفض تلقي اللقاح رسالة سياسية ضمنية، يعزو حسان الجميلي رفضه تلقي اللقاح إلى عدم ثقته بالحكومة العراقية وقدرتها على السيطرة على الوباء. برأيه عملية التطعيم صفقة كبيرة، و”ستذهب مليارات الدنانير المخصصة لشراء 16 مليون لقاح هباء، وستنتهي في جيوب الفاسدين”. بالنسبة إلى حسان، الوباء الحقيقي الخطير في العراق هو الفساد.

أما عمر فرحان، فيرفض بدوره تلقي اللقاح، والسبب فوضى الإجراءات المتبّعة من وزارة الصحة واللجنة العليا للصحة والسلامة، وهو ما يجعل التلقيح عبثياً ولن يأتي بنتيجة كما حدث مع سياسة الحظر : “هل فرض الحظر الشامل لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع يمنع انتشار الوباء؟ وبقية الأيام؟ أي منطق هذا؟ لا جدوى من التلقيح مع السياسات العبثية المتبعة”. 

ترافقت عمليات التسجيل عبر المنصّة الإكترونية وتلقي اللقاح مع بعض التساؤلات عن اتباع السلطات الصحية الرسمية الأصول المعتمدة عالمياً في تحديد الفئات التي لها أولوية تلقي اللقاح، خصوصاً كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، وطبعاً الطواقم الطبية. السلطات العراقية قامت مع وصول أولى دفعات اللقاح الصيني بتلقيح الطواقم الطبية، وبدأت بعدها باستهداف الفئات الأخرى، لكن تواجه وزارة الصحة العراقية قلة في الإقبال على اللقاحات بسبب الدعاية السيئة التي رافقت وصولها، بعد بث شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما دفعها إلى فتح إمكان التلقيح لجميع الفئات التي تسجّل على المنصة لكسب عدد أكبر من الإقبال الذي قد يشجع بقية المواطنين على التقدم لتلقي اللقاحات.

لا مضاعفات

إن أعداد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في عموم العراق لا تتعدى الـ 1 في المئة من السكان، وهو رقم ضئيل جداً مقارنة بعدد سكان العراق، لكن مدير عام وزارة الصحة العراقية رياض الحلفي يتوقع أن يرتفع العدد في الأسابيع المقبلة، مطمئناً عبر “درج” إلى عدم وجود أي مضاعفات سلبية عانى منها أي من الملقّحين حتى الآن.  

ويشرح الحلفي آلية التطعيم، اذ يقوم المركز الصحي بإبقاء من تلقى اللقاح لمدة 15 دقيقة تحت المراقبة لمعرفة حدوث أي مضاعفات من عدمها”، لافتاً إلى “ارتفاع حرارة من يتلقون اللقاح وقد يترافق الأمر مع صداع في الرأس نتيجة استجابة الجهاز المناعي، وهذا أمر إيجابي”. 

ينفي المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية الدكتور سيف البدر كل الشائعات التي أثيرت حول عدم فعالية اللقاحات المتوفرة حالياً”. 

البدر وفي مقطع فيديو نشره في “فايسبوك” وهو يقوم بالتطيعم بلقاح استرازينيكا في أحد المراكز الصحية في العاصمة بغداد، يشرح أن “العراق استورد اللقاح من مناشئ عالمية رصينة وأثبت فعاليته الصحية”، ودعا البدر “جميع المواطنين المشمولين إلى التسجيل من خلال المنصة الإلكترونية أو مراجعة أقرب مؤسسة صحية”.

وبحسب بيانات رسمية، فقد تسلم العراق راهناً نحو 336 ألف جرعة لقاح من نوع استرازينيكا مصنعة في كوريا الجنوبية تم توزيعها على أكثر من 660 منفذاً تلقيحياً في عموم البلاد، فيما تسلم العراق سابقاً نحو 50000 جرعة من اللقاح الصيني سنوفارم الذي تبرعت به بكين مقابل وعد من السلطات العراقية بشراء مليوني جرعة إضافية في وقت لاحق.

وتؤكد وزارة الصحة بحسب بياناتها أهمية التطعيم باللقاحات المتوفرة حالياً لديها لتخفيف حدة ارتفاع الإصابات بفايروس “كورونا”، واحتمالات الحاجة إلى الاستشفاء، بعد بلوغ الإصابات اليومية رقماً قياسياً عراقياً وصل إلى أكثر من  6000 إصابة.

ثورة تشرين والتطعيم

شباب انتفاضة تشرين العراقية، أخذوا على عاتقهم التصدي للانهزامية في التعاطي مع اللقاح، ومحاولة تشجيع الشباب على التطعيم. ووفقاً للصحافي سلام الحسيني، فإن “شباب تشرين في محافظات عراقية عدة بدأوا بأخذ اللقاح أمام أقرانهم ونشر صور لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لتأكيد إيمانهم بالعلم وفاعليته التي تحرج الجهل والخرافة لترسيخ مفهوم المسؤولية ودورها تجاه المجتمع لمواكبة العالم”. بالنسبة إلى هؤلاء الشباب، التطعيم ضد “كورونا” واجب وطني كمكافحة الفساد. الحسيني يقول إن رؤساء حكومات دول العالم قاموا بأخذ جرعات اللقاح المضاد لفايروس “كورونا” لتطمين شعوبهم وتحفيزهم للتلقيح والقضاء على الجائحة المميتة، فيما يتنصّل قادة الكتل السياسية في العراق من هذه المسؤولية ويتركون جماهيرهم فريسة الخوف والجهل”. 

ضرورة التوعية

ينتقد المختص في الأمراض التنفسية الدكتور ستار عبد الرسول الحمداني من يقوم “ببث الشائعات حول وجود مؤامرة أجنبية بزرع رقائق إلكترونية داخل جسم الإنسان من طريق اللقاح”.

ويضيف الحمداني لـ”درج”: “دور الكثير من وسائل الإعلام والصحافة ضعيف جداً ويلعب دوراً سلبياً في تكريس نظرية المؤامرة كما أن الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً سلبياً وتقوم بتزييف الحقائق العلمية والطبية”. ويؤكد أن عدد الإصابات “تشهد انخفاضاً ملحوظاً في الدول التي بدأت التطعيم منذ شهرين ومنها دول أميركا و الإمارات ودول أوروبية عدة”.

إقرأوا أيضاً: