fbpx

نفط لبنان المسروق بين النظام السوري
وإسرائيل وصمت الدولة المريب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أغلب الظن أننا كلبنانيين محاصرون بين التصلب جنوباً، والصمت شمالاً، نرى واحداً من أهم الموارد الاقتصادية التي يمكن أن تساهم في إخراج لبنان من أزمته يمضي مكثِّفاً عسره تحت وطأة السياسة والمحاور وصراع الدول…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 ببيان مقتضب مصاغ بديبلوماسية رد تيار رئيس الجمهورية على توقيع النظام السوري بدء التنقيب عن النفط في مجال جغرافي لبناني، هو نتاج ترسيم للحدود البحرية المشتركة مع سوريا عام 2011، والذي رفضه النظام السوري حينها. البيان كسر “صمت القبور” الذي تعيشه الممانعة أمام الحدث، وصمت خصومها على السواء.

 العبارة على مجازيتها ليست بلا دلالات، فأمام الوعيد والتهديد، ومزيدات أطراف السلطة عن الأكثر سيادية في ترسيم الحدود جنوباً، تتكفل “الحفارة” الروسية قريباً في شمالنا بالمواءمة بين النفط المغصوب والصمت المريب.

وما اقترفه النظام السوري يستدرج المرء إلى البحث في كنه العلاقة اللبنانية- السورية التي لا تني أدبيات الممانعة عن تذكيرنا بأنها مميزة. فلا العلاقات المميزة بين الدول، ولا الخصومة في أقصى تجلياتها، تفضيان إلى ما يشبه المبادرة المشؤومة التي باشرها النظام السوري، فهي في الحالة الأولى محكومة بالحوار المسبق على ما يجري الحال جنوباً بيننا وبين إسرائيل، أو بالحرب في الثانية، إذا ما توفرت العداوة مسكونة بالشيطان كثالث الحاضرين، لكننا في حالتنا مع سوريا ونظامها لسنا هذه أو تلك. إننا باختصار أمام علاقة مميزة استثنائية تستقي ميزتها من تاريخ امتد لأكثر من عقدين، هو في المحصلة احتلال مقنع بهذا الرتق البغيض المسمى علاقات مميزة تسمح لأحد طرفي المعادلة بأن يفعل ما يشاء، ومتى يشاء.

وأغلب الظن أن الذاكرة التسلطية للنظام السوري حتى بعد انسحابه العسكري من لبنان، ووهنه الراهن داخل حدوده، يحفزانه على سرقة نفطنا. وهي مسألة تتكئ على معرفة هذا النظام بالسلطة الحاكمة في لبنان، والتي ما زالت تتصرف كقاصر يثابر على فعل الطاعة لأبوة فقدت الكثير من جبروتها، لكن قصورها صار من مواصفاتها بقدر ما ما زال الوصي يعيش سيادته عليها، فلا هي في وارد الخروج عن الطاعة، ولا هو في وارد إعتاقها منه طالما أنها على هذه الهشاشة السيادية.

الصورة الراهنة لسوريا في ظل نظامها الحالي، هي المؤشر الأهم للاعتداء السوري على نفطنا، فهو يفعلها تماماً في المجال الجغرافي الذي يشكل قوته، تماماً كما ضعفنا، وهي قوة تستقي متنها من علاقته بالسلطة الحاكمة في لبنان.

والحال، فإن ما يتنكبه النظام السوري راهناً في الـ750 كلم مربعاً من حدودنا الشمالية، هو استكمال لماضيين بعيد وقريب كان النظام السوري باشرهما في مزارع شبعا، وبلغ ذروته مع الوصاية التي استحالت احتلالاً ناجزاً، كان فيه قصر المهاجرين يملك وحده مفاتيح قصور لبنانية يتسابق الطامعون إلى سكناها على تأدية فروض الطاعة له. وصار لبنان في ظلها رافداً مهماً لرتق الاختلال الاقتصادي للنظام وحاشيته، مع مناعة وحماية وفرها ذلك النظام للفساد السلطوي، وهما مجتمعان أسسا للانهيار المعيشي الذي نعيشه، إضافة إلى الإيغال الكلي في محور الممانعة الذي بوشر به منذ عام 2011، حين باشر السوريون ضرب مفاصل النظام لينتهي على صورته الراهنة.

والصورة الراهنة لسوريا في ظل نظامها الحالي، هي المؤشر الأهم للاعتداء السوري على نفطنا، فهو يفعلها تماماً في المجال الجغرافي الذي يشكل قوته، تماماً كما ضعفنا، وهي قوة تستقي متنها من علاقته بالسلطة الحاكمة في لبنان. فحين لم تعد تسعفه شحنات المشتقات النفطية المهربة عبر المعابر الحدودية  من لبنان في ظل شح هذه المشتقات عندنا، وفيما مناطق النفط السوري صارت مشاعاً للدول التي تفيض بها أرض سوريا، تأتي عملية التنقيب شمالاً كبديل مسكوت عنه لبنانياً، وبلا ثمن، وبرعاية روسية لها بلا شك أثمانها، وبغض نظر أميركي.

وأغلب الظن أننا كلبنانيين محاصرون بين التصلب جنوباً، والصمت شمالاً، نرى واحداً من أهم الموارد الاقتصادية التي يمكن أن تساهم في إخراج لبنان من أزمته يمضي مكثِّفاً عسره تحت وطأة السياسة والمحاور وصراع الدول، والأرجح أن وعد رئيس جمهوريتا ميشال عون بدخول لبنان عالم الثروة النفطية لا يزال بعيداً.

للأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني عِبارة ذم مخففة عن نظرة النظام السوري للبنان. يقول خالد حدادة إن لبنان يقع بين عدو جشع وجار”طمِّيع”، ومع ما في العبارة من تشاطر على نظرة حزب حدادة وموقفه من النظام السوري كتواطؤ أقرب منه إلى حقيقته العارية، فنحن راهناً نحاول بصعوبة البحث عن الافتراق بين الطمع والجشع، على رغم اختلاف الجهات.

إقرأوا أيضاً:

كريم شفيق - صحفي مصري | 29.03.2024

محمد جواد ظريف… حبال السلطة الصوتية في إيران بين المنع والتسريب!

ظريف، وبحسب التسريب الأخير، قام بعدّة أدوار وظيفية، ربما جعلته يتفادى هجوم الأصوليين، وجاهزيتهم للعنف والاتهامات سواء كانت بـ"الخيانة" أو "العمالة" أو "الجهل".