fbpx

كيف تنافس كرة القدم الدين في الفوز بقلوب الأفارقة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يجاري الرياضة في جذب انتباه الجمهور سوى قلة من الأحداث، وهذا ما تظهره لنا بطولة كأس العالم هذا العام في روسيا، التي يتابعها ملايين بل مليارات الناس حول العالم من أمام شاشات التلفزيون. وفي هذا الوقت، يشاهد المختصون والمشجعون العاديون في القارة الأفريقية المفتونة بكرة القدم مباريات كأس العالم ويناقشونها ويحللونها. ولكن يأتي هذا الشغف والإثارة مرافقين بتحد فريد من ديانات القارة السمراء، إذ لا تزال أفريقيا خاضعة وبقوة لمعتقدات دينية مختلفة. ووفقاً لدراسة سكانية حديثة، من المتوقع أن تصل نسبة المسيحيين حول العالم إلى 40٪ بحلول عام 2060 مقارنةً بـ26٪ عام 2015، كما تتوقع الدراسة أن تصل نسبة المسلمين في منطقة جنوب الصحراء الكبرى المعروفة باسم “أفريقيا السوداء” إلى 27٪ بحلول عام 2060 مقارنةً بـ16% عام 2015. ونتيجة لذلك فإن الدين يعد الوسيلة التي ينظر بها سكان القارة السمراء إلى العالم، إذ لا يفضل الأفارقة الاستماع إلى القادة السياسيين نظراً إلى عزلتهم وابتعادهم من المجتمع، بل يفضل السكان الاستماع إلى توجيهات كبار علماء الدين، نظراً إلى اعتقاد هؤلاء البسطاء بأن رجال الدين بمثابة جنود الله في الأرض. وفي الجانب الآخر، يمثل الشغف الكبير بكرة القدم تحدياً لهذه المعتقدات الدينية، إذ تعمل كرة القدم على توحيد الناس بمختلف هوياتهم ومعتقداتهم خلف حلم وهدف واحد، وتسببت شعبية كرة القدم في…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لا يجاري الرياضة في جذب انتباه الجمهور سوى قلة من الأحداث، وهذا ما تظهره لنا بطولة كأس العالم هذا العام في روسيا، التي يتابعها ملايين بل مليارات الناس حول العالم من أمام شاشات التلفزيون.

وفي هذا الوقت، يشاهد المختصون والمشجعون العاديون في القارة الأفريقية المفتونة بكرة القدم مباريات كأس العالم ويناقشونها ويحللونها. ولكن يأتي هذا الشغف والإثارة مرافقين بتحد فريد من ديانات القارة السمراء، إذ لا تزال أفريقيا خاضعة وبقوة لمعتقدات دينية مختلفة.

ووفقاً لدراسة سكانية حديثة، من المتوقع أن تصل نسبة المسيحيين حول العالم إلى 40٪ بحلول عام 2060 مقارنةً بـ26٪ عام 2015، كما تتوقع الدراسة أن تصل نسبة المسلمين في منطقة جنوب الصحراء الكبرى المعروفة باسم “أفريقيا السوداء” إلى 27٪ بحلول عام 2060 مقارنةً بـ16% عام 2015.

ونتيجة لذلك فإن الدين يعد الوسيلة التي ينظر بها سكان القارة السمراء إلى العالم، إذ لا يفضل الأفارقة الاستماع إلى القادة السياسيين نظراً إلى عزلتهم وابتعادهم من المجتمع، بل يفضل السكان الاستماع إلى توجيهات كبار علماء الدين، نظراً إلى اعتقاد هؤلاء البسطاء بأن رجال الدين بمثابة جنود الله في الأرض.

وفي الجانب الآخر، يمثل الشغف الكبير بكرة القدم تحدياً لهذه المعتقدات الدينية، إذ تعمل كرة القدم على توحيد الناس بمختلف هوياتهم ومعتقداتهم خلف حلم وهدف واحد، وتسببت شعبية كرة القدم في القارة السمراء بإطلاق اسم “الديانة الأفريقية” عليها.

تتطلب لعبة كرة القدم الاهتمام الدائم، إضافة إلى التفاني والإخلاص مقابل توفير البهجة، وهو ما يزعج رجال الدين.

ولا توجد أهداف مشتركة بين الدين وكرة القدم، إذ تهدف التعاليم الدينية إلى إدخال الطمَأْنينة والسكينة إلى النفس البشرية، بينما توفر الرياضة الاحتياجات الترفيهية والجمالية، وعلى رغم ذلك، فإن هناك الكثير من الأسس والقيم الثقافية المشتركة التي تجمع بين الدين والرياضة مثل العدل والانضباط والالتزام، إلى جانب الكثير من القيم الأخرى التي يمكن استخدامها في مواجهة الكثير من أزمات القارة السمراء وحلّها.

المعضلة الدينية

وتكمن الأزمة بين كرة القدم والدين في الطريقة التي ينظر بها كثرٌ من المتشددين إلى الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً، إنهم ينظرون باحتقار.

وتعد ظاهرة استخدام السحر واحدة من أشهر القضايا المثيرة في كرة القدم الأفريقية، إذ يلجأ لاعبون أفارقة، ومنتخبات في بعض الأحيان، إلى الذهاب لرجال الدين لممارسة بعض الشعائر الواهية مثل معتقد “Juju” لإمداد اللاعبين بالقوة الروحية اللازمة قبل المباريات، والحماية من الخصوم على أرضية الملعب، والأهم من ذلك، التأثير في نتائج المباريات.

وليس من الغريب أن تتم ممارسة مثل هذه المعتقدات تحت إشراف رجال الدين الذين لا يجدون في ذلك حرجاً، زاعمين أن مثل هذه الممارسات تمد اللاعبين بقوى خارقة بدلاً من القيام بالأعمال الشاقة في التدريبات، كما هو مذكور في كتبهم المقدسة.

وعلى صعيد آخر، يعتقد بعض المتشددين أن كرة القدم تمثل تهديداً للمكانة الدينية في القارة السمراء، إذ يخشون أن تصبح كرة القدم بمثابة ديانة مُتبعة في ما بعد، نظراً إلى ما تتطلبه كرة القدم من ولاء وشغف عاطفي مفرط.

وبالنظر إلى الهدف والفكرة العامة من الرياضة، نجد أن مثل هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، فعلى سبيل المثال، كان معبد زيوس الأولمبي في أثينا أول من استضاف دورة الألعاب الأولمبية ولم تكن مجرد دورة لممارسة الرياضة والحصول على الجوائز بل استحضار للتاريخ الإغريقي القديم، حيث كانت الألعاب الأولمبية مهرجاناً للطقوس الدينية التي تقام على شرف آلهة الإغريق، وكان يقوم خلالها قدماء الإغريق بتقديم القربان وتجديد القسم للملك زيوس المعروف باسم “أب الآلهة والبشر”.

ولا تعد معارضة بعض رجال الدين تأثير اللعبة الأكثر شعبية في العالم أمراً مفاجئاً، إذ يتمتع نجوم كرة القدم بحب الجماهير الأفريقية بشكل لافت راهناً، وما يزيد من مخاوف رجال الدين هو إطلاق بعض الألقاب الدينية على نجوم كرة القدم مثل تسمية ليونيل ميسي نجم برشلونة الأرجنتيني “بالمسيح” وإطلاق لفظ “الإله” على كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد والمنتخب البرتغالي.

الفراغ السياسي

تُشكل الرياضة بُعداً مهماً في حياة ملايين البشر، فإضافة إلى تقديمها المتعة المفقودة، فهي تعطيهم هوية وشعوراً بالانتماء، وتساهم في خلق حالة من السعادة والنشوة (اعتماداً على النتيجة)، وهي قطعاً مصدر للتنفيس في القارة السمراء، إذ تلهي الرياضة المواطنين العاديين عن المشكلات اليومية التي يعجزون عن إصلاحها.

وإضافة إلى كونها منفذاً للهروب من المشكلات اليومية يعد مجال كرة القدم من المجالات النادرة التي يستطيع أن يرى فيه الأطفال الأفارقة أبطالاً أفريقيين لديهم مكانة دولية، فعلى سبيل المثال لا الحصر يوجد صامويل إيتو نجم الكرة الكاميرونية وديدييه دروغبا أسطورة ساحل العاج، إضافة إلى النجم النيجيري الشهير نوانكو كانو.

ومن أهم أسباب انتشار لعبة كرة القدم في بلدان أفريقية كثيرة، أنها المنفذ الوحيد الذي يستطيع فيها الناس ممارسة حرية التعبير عن أفكارهم من دون خوف من العقاب، إذ يمكنهم انتقاد أرسين فينغر أو الاستهزاء من جوزيه مورينيو أو دراسة طريقة لعب بيب غوارديولا، ثم الذهاب إلى النوم من دون قلق من مداهمة رجال الأمن منازلهم في منتصف الليل بسبب انتقاد مثل هذه الأسماء اللامعة.

أرضية مشتركة

تعاني قارة أفريقيا انقسامات على أسس أيديولوجية وعرقية وإقليمية، ومن الممكن أن يساهم كل من الدين وكرة القدم في إيجاد أرضية مشتركة لتوحيد الشعوب أو إحداث نزاع، وهذا يرجع إلى كيفية تطبيقهما على أرض الواقع.

إذ يتمتع كلاهما بقدرة فريدة على كسر الحدود وربط الناس بعضهم ببعض بغض النظر عن اختلاف مرجعياتهم الثقافية والسياسية والأيديولوجية، وتكمن قدرة كرة القدم على الجمع بين أصحاب الديانات المختلفة خلف هدف واحد، بينما يستطيع الدين الجمع بين أشخاص لديهم خلفيات سياسية وثقافية مختلفة.

وهناك طرق مشتركة يمكن من خلالها أن يكمل كل منهما دور الآخر، إذ يصعب على الأفراد في الثقافة الأفريقية البروز في المجتمع إلا من طريق اتباع الهوية العشائرية والعرقية. أما كرة القدم فتحدث نوعاً من التوازن في القارة السمراء بين النشاط الفردي والجماعي، في حين تحث التعاليم الدينية على ضرورة مساعدة الغير كضرورة للتقرب إلى الله، وبذلك فإن كلا النهجين يساعد على خلق مساحة لمساعدة الناس على اكتشاف مواهبهم.

وإذ يمكن للدين أن يساهم مع كرة القدم ومختلف المجالات الاجتماعية الأخرى على تجاوز شعور النجاح اللحظي لتحقيق احساس بالرضا الدائم.

ولا يجب في أي حال من الأحوال أن تتسلل مشاعر الخوف من اللعبة الأكثر شعبية في العالم إلى قلوب رجال الدين وعامة الملتزمين دينياً، وبدلاً من توجيه النقد للرياضة، يجب عليهم إيجاد مساحة لعمل دمج حقيقي للقيم المشتركة من أجل المساهمة في تقدم المجتمع، إذ توفر كرة القدم العديد من الفضائل والمعاني السامية التي يمكن أن تطبق في حياتهم اليومية، ويتوجب على الأفارقة إعادة التفكير في السبل المؤدية للنجاح بعيداً عن معتقد ال” juju” الذي يشجع على الخداع للوصول للهدف، والاعتماد بدلاً من ذلك على الالتزام والعمل الجاد الذي تحث عليه الرياضة.

هذا المقال مترجم عن موقع qz.com ولقراءة المقال الاصلي زوروا الموقع التالى

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.