fbpx

الصراع الإيراني الإسرائيلي: الأيادي التي نفخت في النار تحاول الآن إطفائها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يختلف تفسير إدارة بايدن للمسألة النووية اختلافاً كبيراً عن الخط المتزمت المثير للذعر الذي يتبعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فكيف ذلك؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصدرٍ في الجيش الإسرائيلي قوله إن إسرائيل تريد تهدئة الأوضاع مع إيران ولا تخطط للرد على الهجوم الإيراني الأخير على سفينة شحن يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجر.

إذ تعرضت السفينة، التي كانت تبحر في بحر العرب، لأضرار طفيفة. جاء الهجوم الإيراني، وهو الثالث خلال حوالي ستة أسابيع، رداً على عددٍ من الهجمات التي نُسبت إلى إسرائيل ضد سفن إيرانية ووقعت بعد الإعلان لأول مرة عن الهجمات الإسرائيلية.

استطاعت صحيفة نيويورك تايمز، غير المحكومة بالرقابة الإسرائيلية، الإشارة إلى الهجمات الإسرائيلية على أنها حقيقة، وقالت إن إسرائيل طلبت مساعدة الأمريكيين تحديداً في السفينة الأخيرة، هايبريون راي، التي تعرضت للهجوم. ولعل هذا السبب هو ما جعل السفينة تتعرض لضرر طفيف فقط وتتمكن من مواصلة الإبحار. 

أعقب الصاروخ الذي أُطلق على هايبريون راي ثلاث هجمات إسرائيلية منسوبة إلى إسرائيل خلال أقل من أسبوع. تكونت هذه الهجمات من قصف روتيني على شحنة أسلحة إيرانية في دمشق، وتفجير سفينة قيادة تابعة للحرس الثوري الإيراني في البحر الأحمر، وتفجير في منشأة نطنز النفطية، التي عطلت أنشطة أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يبدو أنه سيستمر على مدى شهور قادمة.

ردت إيران بإعلانها تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، ولعل ذلك حدث في منشأة تخصيب الوقود الأخرى التي تمتلكها في فوردو. وقع تفجير نطنز، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال حوالي 9 أشهر، قبل ساعات قليلة من وصول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل، في أول زيارة أعمال له.

إقرأوا أيضاً:

أثارت كلمات أوستن ولغة جسده شكوكاً بأن إسرائيل لم تحذر الولايات المتحدة مسبقاً، مما تسبب في إحراج كبير لمبعوث رسمي كبير في إدارة بايدن. ذكرت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، يوم الأربعاء 14 أبريل/نيسان، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في محادثات استئناف الاتفاق النووي مع إيران، فسرت تحركات إسرائيل الأخيرة بأنها تستهدف الإضرار بمحادثات فيينا.

تكمن المسألة في ماهية الشيء الذي تريده الولايات المتحدة الآن. شدد أوستن، الذي أشار إلى القضية النووية باختصار فقط، على التزام الإدارة بأي حل أمني. نشر مجتمع الاستخبارات الأمريكية في الأسبوع الماضي تقييم التهديدات السنوي لعام 2021. قال التقرير إن إيران قد تستمر في تشكيل تهديد على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

ويقول التقرير إن “إيران سوف تبقى طرفاً إشكالياً في العراق”، وإنها “عازمة على الإبقاء على نفوذها في سوريا” وإنها “سوف تظل قوة مزعزعة للاستقرار في اليمن”. 

فقد جاء في التقرير: “سوف تبقى إيران طرفاً إشكالياً في العراق، وهو ما سيكون ساحة المعركة الأساسية لنفوذ إيران هذا العام وخلال الأعوام العديدة التالية، وستظل الميليشيات العراقية الشيعية المدعومة من إيران مصدر التهديد الأساسي لموظفي الولايات المتحدة في العراق”.

لكن التقرير يذكر أن التقييم الأمريكي يشير إلى أن إيران غير منشغلة الآن بالجوانب العسكرية للبرنامج النووي، أي أن إنتاج الأسلحة النووية سيظل بلا تغيير. تخلى الإيرانيون عن بعض التزاماتهم في الاتفاق النووي لعام 2015 في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، لكن خطواتهم يمكن التراجع عنها وهم حريصون على العودة إلى الاتفاقية مقابل رفع العقوبات، وذلك حسبما يقول الكُتّاب.

يختلف تفسير إدارة بايدن للمسألة النووية اختلافاً كبيراً عن الخط المتزمت المثير للذعر الذي يتبعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إذ إن الخطوات على الأرض، إضافة إلى النُهُج المختلفة، تزيد من احتمالية وقوع صدام معلن مع واشنطن.

وفي غضون ذلك تبقى مسألة رد إيران معلقة. فهل سوف تدبر إيران أمورها عن طريق إطلاق الصواريخ على السفن؟

تمتلك إيران وسائل أخرى للإضرار بإسرائيل، لكنها تستطيع كذلك اتخاذ قرار بوقف تحركاتها العسكرية، إذا توصلت إلى استنتاج مفاده أن فرصة الحصول على اتفاقية سريعة مع الأمريكيين بشروط ملائمة، ليست بعيدة المنال.

 هذا المقال مترجم عن موقع Haaretz.com ولقراءة المادة الاصلية زوروا  الرابط التالي.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!