fbpx

ما وراء “عضلات” عبد الله رشدي:
طريد الأزهر وخليفة عمرو خالد

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كأن عضلات عبد الله رشدي كانت تشير إلى أن المؤسسة الدينية لم تفقد قوتها وحيويتها، فلا تزال فتية، مفتولة العضلات، شابّة، قادرة على المناظرة، “تفتح صدرها” على كل من يتجرَّأ على الدين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“المجاهرة- دون مبيح شرعي- بالفطر في نهار مضان ذنب يجب منعه بالقانون ويستوجب العقوبة شرعاً بسلطان الحاكم لا غير”.

استهل الداعية المعروف عبد الله رشدي شهر رمضان بهذه التغريدة على “تويتر” لإحداث ضجيج اعتاد إثارته. لا يتوقف عبد الله رشدي عن إثارة الجدل، مرة بعد أخرى. يطالب بعقوبة قانونية للمجاهرين بالإفطار في رمضان، ويهاجم المفكرة نوال السعداوي، ويبرر التحرش بملابس المرأة وسلوكها، ويبحث عن مخرج لشيخه “المزواج” محمد حسين يعقوب، باعتبار الزواج حرية شخصية، والتعدد تطبيقاً لشرع الله، وتأكيده أن استبدال المرأة بأخرى يندرج تحت مظلة “أما بنعمة ربك فحدث”، متحرراً من دعواته السابقة إلى “جهاد النفس”.

 الأمر نفسه حين يفعله القريب يصبح من صحيح الدين، وحين يقترفه غريب أو بعيد يتحول إلى “ذنب ومعصية ودياثة وقلة رجولة”، كما يرمي الشيخ رشدي أعداءه بلا تردد، وآخرهم الفنان المصري أحمد حلمي، الذي احتفى بظهور زوجته في أحد المهرجانات الفنية.

وكأنّ السب والقذف وملاحقة الآخرين بالسوء والخوض في القضايا الشخصية و”رمي المحصنات” والعيب في الأبرياء لا يحرّمه الإسلام، لكن الشيخ الأزهري المعلق قلبه بشِبَاك السوشيال ميديا، وغواية “الظهور” تحكمه قوانين “الأكثر مشاهدة”، و”صناعة الترند”، مهما كلفه ذلك من دينه، أو عقيدته، أو قرارات رسمية لتوقيفه كإمام مسجد، وتعطيل تأثيره في البسطاء، الذين يعتبرون المنابر والمساجد “قبلة” ومن يقف فيها مقدَّساً، وما يقال عليها صحيح الدين.

عضلات عبد الله رشدي لا تطيق الاختلاف

كان رشدي وجه لائق يتم تجهيزه ليصبح ممثلاً دائماً لمؤسسة الأزهر الشريف، وهو ما دفعها لاختياره ممثلاً رسمياً عنها لمناظرة إسلام بحيري، الذي كان مزعجاً لجميع السلطات الدينية في مصر، عام 2015. 

تلك المناظرة التي نقلت الشيخ الأزهري الشاب إلى مساحة أخرى من الدعوة، فأصبح “أسد الإسلام”، و”غضنفر الدعوة”، الذي يطارد العلمانيين والملحدين والمتمردين على الدين، ويناظرهم، ويحرجهم، وتحول من داعية مغمور يظهر على قنوات محدودة الانتشار كـ”الفجر” و”الصحة والجمال” إلى قنوات أكثر مشاهدةً وانتشاراً.

تميز رشدي بظهوره عبر فيديوات يبدو فيها حريصاً على مظهره، فهو رياضي يظهر بكامل لياقته فيرتدي ملابس ضيقة حديثة تكشف عضلات كتفيه وذراعيه. وكأن عضلات عبد الله رشدي كانت تشير إلى أن المؤسسة الدينية لم تفقد قوتها وحيويتها، فلا تزال فتية، مفتولة العضلات، شابّة، قادرة على المناظرة، “تفتح صدرها” على كل من يتجرَّأ على الدين.

عبدالله رشدي

 والداعية الشاب، المولود عام 1984 في القاهرة، حصل على إجازة في الدعوة الإسلامية من كلية الدعوة الإسلامية وإجازة في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، وهو متخصص في مقارنة الأديان والمذاهب، ومن سماته الشخصية، أنه جريء، وسليط اللسان، وخطيب مفوّه، فهو إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة في القاهرة، أي أنه يجيد تقديم الخطب للحشود، ويقدم برنامجاً على فضائية “الفجر” الدينية بعنوان “القول الفصل“.

يبدو من عنوان برنامج عبد الله رشدي أنه لا يطيق الاختلاف، فما يقوله هو الأول والأخير، ويحسب له أنه أزهري وخطيب في أحد أهم مساجد مصر تحت إشراف مؤسسة رسمية، وفي مصر، يعتبر المؤهلان كافيان لإسكات الخصوم، أو المشككين، وربما كان رشدي يعبر عن الوجه الحقيقي للأزهر، في إحدى فترات أزماته حين كان يتعرض للنقد والتشكيك في وسطيته يومياً، حتى من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فالإمام الأكبر أحمد الطيب، في ذلك الوقت، لم يكن يطيق سيرة تجديد الخطاب الديني، ولا تكفير تنظيم “داعش” الإرهابي، أو إعلان رأيه في جماعة الإخوان، إلى الدرجة التي سمحت له بإصدار بيان يدين فض اعتصامي “رابعة والنهضة”.

بدا عبد الله رشدي مناسباً للدور الذي يريد الأزهر لاعباً فيه، يواجه من يتطاولون على المشيخة، ويدخل مناظرات نيابةً عنها، ويضرب بذراعها، بعدما عجزت عن إيقاف “بحيري” ووصل الأمر إلى أزمة كبرى بين الأزهر وباحث يدعو إلى تنقيح النصوص التراثية، وتنقية الكتب القديمة، فلم تجد المشيخة بداً من إصدار بيان لتأليب الرأي العام ضده، وتقديم شكوى رسمية لإيقاف برنامجه، وانتداب أحد أبناء المؤسسة لمناظرته. 

ويبدو أن الأزهر بحث عن أكثر رجاله قدرة على المواجهة ومناورة الخصوم، لا علماً في الدين… شيخ مفوّه، جريء، طويل اللسان والحجة، درس جميع مناهج التراث وكتبه، مراوغ، ويجيد الاشتباكات، ويسرد نصوصاً وأحاديث وحكايات من التراث حتى يتوه المحاور والطرف الآخر في المناظرة فيحاصرهما ويعامل الطرف الآخر كمارق ومتهم، لا بد أن يتوب ويرجع إلى الله لتنتهي المناظرة في مصلحته، يدمج الفصحى بالعاميّة، ويستخدم ألفاظاً جديدة تجعل الشباب يعتبرونه “واحداً منهم”، فللمرة الأولى نرى شيخاً يصف آراء معارضيه بـ”الهري”، على عكس مشايخ الأزهر الهادئين، المتسامحين، الذين يطفئ المشاهدون التلفزيون حين يطلون، فكان عبد الله رشدي. 

أراد أن يدشّن موضة أخرى لـ”الدعاة الجدد”، فالجيل الذي بدأ بعمرو خالد انتهى بمعز مسعود ومصطفى حسني، اللذين أصبحا عنصرين “أليفين”، الأول أدمن زواج الفنانات وغادر الدين والدعوة ليصبح منتجاً سينمائياً، والثاني تحول إلى راوي حكايات من الدين، وتبرّأ من أفكاره القديمة، وحتى عمرو خالد، صمت تماماً، وتوقف عن الاشتباك، أو الدعوة إلى الصلاة والحجاب – خوفاً من اعتباره سلفياً أو إخوانياً – فتركت الساحة فارغة بلا دُعاة شباب يخاطبون الشباب. وكانت الصيحة التي اتَّبعها رشدي هي مسايرة العصر.

ميليشيات عبد الله رشدي… ضرورات صنع الظاهرة

 يوجّه رشدي ميليشيات، ويديرها لتصبح جيشه في مواجهة الناقدين والغاضبين، في لعبة مصالح واضحة: أخدمكم بالدين، تخدمونني في المعركة. كانت هذه إحدى الخطوات الأساسية لرشدي ليبقى ظاهرة، ولا يموت إعلامياً بعد مناظرة بحيري.

ومنذ يوم المناظرة، لم يخرج من دوّامات الجدل قط، على رغم إبعاده والتخلي عنه – ظاهرياً – من جانب المؤسسة التي يعبر عن وجهها الحقيقي، وفي ما بعد، طردته جميع القنوات التي كان يعمل فيها، وتدريجاً، أوقفته وزارة الأوقاف المصرية من الإمامة والخطابة، وتحللت منه، وأعلنت أنه لم يحصل على درجة “الدكتوراه” كما يدعي، فلم يبق له إلا جمهوره وميليشياته وقناته على “يوتيوب”، وصفحته على “فايسبوك”.

طريد المشيخة.. لماذا تخلى الأزهر عن نجمه؟

أصبح عبد الله رشدي نجماً ومناضلاً بالنسبة إلى مريديه، لكن الأزهر لم يتحمّل ظهوره، ففي المناظرة التي أطلقت عصره، حاد عن مواقف المشيخة وخطها الديني، ولجأ إلى آراء متشددة، ومفخخة، يخفيها الأزهر داخل مناهجه لاعتبارها جزءاً من تاريخ الفقه الإسلامي، فتحدث بلسان مشايخ السلفية – على رغم أنه مندوب رسمي للأزهر في الحلقة – عن  موافقة الشريعة على زواج القاصرات، وأصر على ذلك حتى الآن. فقال إنه حتى لو لم تبلغ الفتاة “يمكن تزويجها، إذا كانت تطيق الوطء، أو بلغت 9 سنوات”، وكان يلمح دائماً إلى تكفير أي معارض لما يقول، وأشار إلى جواز “نكاح السبايا” في العصر الحديث، وبدا أنه غارق في الفتاوى والآراء السلفية، والفقه الوهابي بأكثر مما يتحمّل الأزهر – بعمقه الثقافي التاريخي ومسؤوليته السياسية والاجتماعية وأهمية أن يكون وسطياً ومتزناً – إعلانه عن نفسه، حتى لو كان يخفي تلك الآراء والمواقف والروايات في مناهجه.

الفتاوى التي يقدمها رشدي من قماشة فتاوى السلفية الجائرة على الحياة العامة والقوانين المصرية والدولية، كزواج القاصرة، التي تخالف القانون المصري الذي حدد سن الزواج بـ”18 عاماً”، ونصّ على أن من يفعل ذلك يحاكم بالسجن عامين.

إقرأوا أيضاً:

عمرو خالد… ورحلة البحث عن “شيخ للأثرياء فقط”

قبل عبد الله رشدي بقليل، كان الدعاة “المودرن”، يروّجون قشوراً، ولا يهتمون بعمق الأمور أو ما وراءها، يتحدثون عن فضل الحجاب، ويظهرون بسراويل “جينز” وبعضهم من خريجي الجامعة الأميركية، ويمكن أن يكونَ عمرو خالد مثالاً لهم… فكل الذين أتوا بعده ساروا على نهجه.

شاب مصري من مواليد الإسكندرية، وهي مدينة ساحلية تعتبر معقلاً للجماعات السلفية المتشددة، درس المحاسبة في جامعة الإسكندرية، وعمل في أحد مكاتب المحاسبة لـ7 سنوات، ثم افتتح مكتباً خاصاً به في شارع جامعة الدول العربية في ضاحية المهندسين في القاهرة. وفي ذلك الوقت، نمت علاقته بشيخه “المتشدد والمحرّض” وجدي غنيم، يأخذ عليه العهد، وفي أحد مقاطع الفيديو القديمة، يظهر وهو يقدم محاضرته للمصلين في أحد المساجد، قائلاً: “هذه المحاضرة، يا إخوة، ليست من أجل الإعجاب، ولا مصمصة الشفايف، ولكن حتى نعود إلى بيوتنا، ويأخذ كل واحد منا جوار الله، ويكتب: ماذا فعلت للإسلام؟”.

هذه المصادفة جعلت منه شيخاً منتظراً، ومصادفة أخرى أحالته من اللهو إلى الالتزام الديني.

كان متجهاً إلى الصلاة، وبدلاً من أن يصلي ذهب ليلعبَ كرة القدم، وهو يلعب كسرت قدمه، وبحسب كتاب “دعاة وأدعياء معاصرون“، أحس يومها أن هذه رسالة موجهة إليه مباشرة.

والمصادفة الثالثة، حين ألقى كلمة عن أخلاقيات الإسلام في الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية، في حفل عيد ميلاد ابن صديق له في نادي الصيد، فطلب منه أصدقاؤه ألا يحرمهم حديثه الحلو.

يومها، اكتشف موهبته في الخطابة و”الكلام الحلو” الذي لم ينقطع لأكثر من 20 عاماً.

بدأ شيخاً للأثرياء، أعضاء نادي الصيد، أهل الطبقة الراقية في مصر، ولمدة عامين، ظلَّ يلقي دروساً في مسجد النادي. اشتد الإقبال الجماهيري على عمرو خالد فانتقل إلى مسجد آخر في ضاحية السادس من أكتوبر، التي كانت، حينذاك، المكان الذي ينتقل إليه الأثرياء الجدد، وملاك “الفيلات” وصغار رجال الأعمال، باعتبارها مهرباً من الحياة الملوثة في وسط القاهرة، حتى التقطه الشيخ السعودي صالح كامل ليقدم برنامجاً على شاشة قناة “إقرأ” الفضائية.

وجد عمرو خالد البيئة التي نشأ فيها تدفعه إلى مزيدٍ من العلم الدنيوي والانفتاح على العالم، فكان الإسلام – بالنسبة إليه – هو إسلام الأثرياء، الذين لا يريدون الدخول في تفاصيل، يريدون فقط استراحة روحية، وإشارة إلى أن الله يرضى عنهم، ويبغون منهجاً سهلاً يعملون به في حياتهم اليومية ويضمن لهم دخول الجنة، فبدأ عمرو خالد يسجّل أشرطة دينية، من قماشة: كيف نعبد الله في مارينا؟ (مارينا كانت أحدث مصايف المشاهير والفنانين، وأكثرها انفتاحاً).

حصل على إجازة في الدراسات الإسلامية حتى يكون تبسيطه الدين والدنيا على أساس ديني، فلا يخرج عليه أزهري ليقول له: أنت لم تدرس! ثم انفتح أكثر ليحصل على ماجيستير في الاقتصاد الإسلامي، فأغلب من يحاورونه ويطلبونه لإلقاء الدروس في منازلهم رجال أعمال صغار، يريدون ألا يخالفوا الله في تجارتهم، فكان هذا البرنامج مناسباً لمعظم الأسئلة التي يتلقاها، ولأنه وجد نفسه غارقاً بين المختلفين، والأضداد، أصبح مضطراً إلى تبسيط الدين إلى أقصى مدى، حتى لا ينفر منه أحدهم فيبتعد من الدين، وتبور تجارته. وتحولت موجات الإرهاب والضربات الغاشمة بالقنابل والمفخخات والمفخخين إلى “تريند” هذا الوقت، وكان الغرب يبحث عن متسامحين عرب كي يكونوا مسلمين على الطريقة التي يفضّلها، إسلام سهل ومتسامح يقدس آيات الرحمة ويفنّد آيات التدمير والتعذيب والقتل والعدوان، فحصل على درجة الدكتوراه في الإسلام والتعايش مع الغرب من جامعة “ويلز” في بريطانيا.

البيئة، التي أنبتت عمرو خالد، انتزعته من “إسلام” وجدي غنيم إلى إسلام أكثر رحابة، فكان هذا طريقه إلى الآن، كان يتحوّل كلما تطلّب الأمر كي يجاري “التريند” ويبقى حاضراً حتى أنه شارك في إعلان ودعا الله من الحرم وهو ينظر إلى كاميرا الهاتف ويدير ظهره للكعبة… ظلت حياته مصادفات مستمرة… من مجاورة وجدي غنيم، وكسر قدمه، وخطبة نادي الصيد، وتحوله إلى شيخ على مقاس الأثرياء المنفلتين، الذين يريدون أن يصاحبوا من يمنحهم أملاً في النجاة، على رغم ذنوبهم، فتجاوزه الواقع، لأن النزعة الدينية التي كانت تحيط الأثرياء والفنانات والفنانين اختفت تحت ضغط الزمن وسرعة التغييرات والشدّ والجذب، وتجديد الخطاب الديني، وطغيان السوشيل ميديا، التي تجاوزت الخطابات الدينية المحايدة… لتنتشر وتطغى، لا بد أن تدخل في معركة، ومغامرة، وتصبح طرفاً في استقطاب ما.

لا يدخل عمرو خالد هذه اللعبة، لأن وراءه مئات المواقف التي تؤخذ عليه… فاللعب على الحبال كلها يجبر الإنسان على السقوط في أخطاء، مهما حاول الإفلات منها.

عمرو وعبدالله… وجهان لـ”إسلام السوق”

لا تختلف مسيرة عبد الله رشدي كثيراً عن رحلة عمرو خالد، فالاثنان مسحوبان وراء ظروفهما على منهج “الدعاة المودرن”، فرشدي وجد نفسه محاصراً بجيوش من الغاضبين من الإسلام المتسامح، الذي يناسب الصوابية السياسية، ورغبات تجديد الخطاب الديني حتى يصبح مخالفاً لأهوائهم وما نشأوا عليه من الإسلام، وخالد نشأ في نادي الصيد، حيث يمضي أثرياء مصر أيامهم، ويريدون من يؤكد لهم أن “الحسنات تمحو السيئات”، لا من يلقي بهم في النار ويتوعدهم بالعذاب ويكفر الطبيب الذي يعالجهم من أمراضهم… وكان الصوت المتسامح غريباً وفريداً.

والمقاربة بين الاثنين تكشف أنهما وجهان لعملة واحدة، هي “إسلام السوق”، الذي اختلف كثيراً، ففي أيام عمرو خالد كان إسلاماً يخاصم الإرهاب، وينفق على نموه واستمراره، الأثرياء، والدولة، كلاهما كان يريد إسلاماً متسامحاً معه، ويمنع جماعات كالإخوان والسلفيين من القفز على السلطة.

أمَّا في زمن عبد الله رشدي، فالباحثون عن شيخ ليسوا أثرياء يرتكبون آثاماً يومياً، إنما هم شباب لا يملكون القدرة – المادية والاجتماعية – على ارتكاب الذنوب، ويريدون من يضعهم في مرتبة أعلى من الجميع، وآخرون ناقمون على النظام السياسيّ الذي لا يرضى عن رشدي وادعاءاته ويمنعه من الظهور، فيعتبرونه معارضاً ومناضلاً ويشيّعون مواكبه الافتراضية من باب النكاية السياسية.

كما أن جميع الأصوات – البارزة حالياً – متسامحة، ومتهاونة، وتحلل كل شيء، وأصبح الإسلام غريباً على ما هو موجود في كتب التراث والأزهر وحتى أحاديث النبي محمد، والصوت الوحيد المختلف، الذي لا يجدون صوتاً غيره، هو عبد الله رشدي فلماذا لا يسيرون وراءه ليذوقوا الاختلاف ويتمردوا قليلاً؟ هكذا جمع “الشيخ مجانص” مريديه.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!