fbpx

دراما رمضان على أنغام قمع الحريات و”كورونا”!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عاماً بعد عام تسيطر شركات إنتاج مقربة أو تابعة مباشرة للانظمة على الإنتاج الفني، فتبدو الأعمال الدرامية صدى مباشراً للخطاب السياسي…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

صدمة ودهشة رافقتا هذا العام انطلاق ماراثون الأعمال الدرامية الرمضانية، بعدما تذمر المتابعون من تكرار قصص مسلسلات 2021 الرمضانية للأعوام الماضية، فضلاً عن تدني مستوى الحبكة الدرامية والنصوص الحوارية وغيرها في معظم أعمال هذا العام.

وعلى رغم أن هذه الحالة بدأت تتكشف بوادرها على السطح خلال الأعوام القليلة الماضية، إلا أنها تبدو أكثر وضوحاً اليوم، ففي خلال الأعوام القليلة الماضية تابعنا عدداً من الأعمال التي قدمت بلغة وخطابات موجهة بدائية في إيحاء منها لحرية التعبير والمواضيع الدرامية، وما أن وصلت الرسائل وحققت أهداف أصحابها حتى تضاءل دور الأعمال الممتعة أو المختلفة والمتنوعة، عاماً بعد عام.

قد يجزم البعض أن جائحة “كورونا” وتبعاتها وما خلفته من ظروف اقتصادية لعبت الدور الأساسي في تراجع المشهد الدرامي هذا العام، لكن الواقع يؤكد أن الابداع لا ينحني أمام المال أو الظروف الصحية، بل أمام الحرية فقط، فوحدها الحرية تمنح المبدع مساحته للارتقاء وتقديم الأفضل.  

بعد التغييرات التي شهدتها المنطقة إثر تباطؤ ثورات الربيع العربي التي شهدت علواً على مستوى سقف الحرية في دول عربية عدة كانت تشكو الأمر، وبعد فورة مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل واضح في رفع الصوت وانتقال أمواجه من دولة عربية إلى أخرى، تواجه الشعوب العربية  منذ ذلك الحين تزيداً في منسوب قمع الحريات، ويبدو أن الأمر بات ينكشف أكثر فأكثر من خلال الإنتاج الفني العربي الذي تترقبه الشعوب العربية خلال السنوات الأخيرة الماضية، بين مسلسلات تفتقر لادنى مستويات النكتة أو الإبداع أو المواضيع التي تعكس الحالة العامة ، فضلاً عن غياب المشهد السياسي وإسقاطاته بشكل واضح في تلك الأعمال.

عاماً بعد عام تسيطر شركات إنتاج مقربة أو تابعة مباشرة للانظمة على الإنتاج الفني، فتبدو الأعمال الدرامية صدى مباشراً للخطاب السياسي.

وهذا العام يبدو أن الأعمال والبرامج قد بلغت ذروتها من تعتيم الرؤية وتسطيح الذائقة العامة، غير أن مسلسلات معدودة تمكنت من لفت النظر، على رغم بساطتها، فعلى صعيد المسلسلات المصرية، تمكن مسلسل “لعبة نيوتن” وبجدارة من لفت الأنظار، انطلاقاً من فكرة قانون نيوتن “لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس في الاتجاه”. يحاكي بقصته العاطفية قضايا الزواج والطلاق وبعض جوانب الهجرة والحصول على الجنسية. فيما قدم مسلسل “الطاووس” قضية من قضايا جرائم الاغتصاب الجماعية وتوثيقها. أما مسلسل “نجيب زاهي زركش” المقتبس من عمل ايطالي فقدم مادة فكاهية لطيفة بأداء يحيى الفخراني المبدع.

وعلى صعيد الدراما السورية ما زالت آثار أضرار فرقة بيت الدراما السورية واضحة، ولم يتمكن أي عمل من لفت الأنظار هذا العام، وإن كان ظهور بعض الأسماء السورية البارزة في مسلسلات عربية لا يمكن تجاهله، مثل دور قصي خولي في مسلسل “2020”، الذي يعد أحد أبرز المسلسلات اللافتة هذا العام، والذي حاول بقصته البوليسية تسليط الضوء على عمل العصابات وقضايا تهريب المخدرات التي جاءت مشابهة كثيراً لأحداث واقعية في رمضان، بعد ضبط شحنات تهريب مخدرات داخل أطعمة في السعودية آتية من لبنان.

ومع شح الأفكار والإبداع، انشغل المتابعون بإبداء إعجابهم بأداء الممثلين وقدرتهم على إيصال الشخصيات، إلا أن الأدوار النسائية كانت الأبرز، فعلى رغم شخصيات مسلسل “لعبة نيوتن” اللافتة بأداء محمد ممدوح ومحمد فراج… إلا أن أداء منى زكي كان الأبرز من دون منازع، فضلاً عن الوجه الجديد الاء سنان. وفي مسلسل “2020”، برزت الممثلات كارمن لبس ورندة كعدي ونادين نجيم أمام الفنان قصي خولي، وحتى الوجه الجديد ماريتا الحلاني قدمت دوراً جيداً كتجربة أولى، فيما أثنى كثر على أداء سهر الصايغ في مسلسل “الطاووس”، التي تقوم بدور الفتاة المعتدى عليها جنسياً، حتى أن أصواتا تعالت تطلب من المشاهدين التركيز على أهمية القصة وهدفها بدلاً من الانشغال بتقييم الأداء.

باختصار، إنها سنوات باهتة تمضي بشح ثقافي إبداعي مادي وحتى سياسي، باهتة تماما كما مرت علينا أيام الحجر المنزلي وليس أمامنا خيار سوى أن نتابع الأعمال العالمية ونقرأ كتباً بغير لغتنا.

إقرأوا أيضاً: