fbpx

ضريبة الاستغاثة:
تنكيل بعائلة “الشويخ” بعد فضح انتهاكات في السجون المصرية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كان على عائلة الشويخ أن تدفع ثمن فيديو استغاثة الأم، أفراد العائلة جميعهم باتوا داخل السجون ومقرات أمن الدولة -عدا الابن عُمر الشويخ المهاجر خارج مصر.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“أنا مستنيكي يا أمي مش هاكل ولا هشرب خالص، المخبر حسين والمخبر أشرف ومعاهم عساكر وضابط مباحث اعتدوا علي وقاموا بتعذيبي، أشد ما حصل معايا في السجون يوم 6/4/2021 ليس تعذيباً فقط بل اعتداء جنسي مخليني مش طايق نفسي…”.

وردت هذه العبارات في خطابين تم تسريبهما من داخل السجن للمعتقل عبد الرحمن الشويخ (30 سنة) كان يستنجد فيهما  بوالدته بعد سلسلة من الانتهاكات التي يتعرض لها داخل السجون المصرية، أولها التعذيب النفسي والبدني وآخرها الاعتداء الجنسي عليه بأكثر من وسيلة.

 لم تتحمل هدى عبد الحميد والدة عبد الرحمن الشويخ ما قرأته، وقررت الاستغاثة بالنائب العام  من خلال فيديوات على “فايسبوك” تتحدث فيها عن انتهاكات مورست ضد نجلها عبد الرحمن المحبوس فى سجن المنيا شديد الحراسة منذ دخوله السجن، من بينها تعرضه للتعذيب والاعتداء الجنسي، وهي الانتهاكات التي تقدمت بخصوصها بشكوى إلى نيابة المنيا الجزئية ضد إدارة سجن المنيا المتورطة في تعذيب نجلها. لكن المفاجأة أن قوة أمنية اعتقلتها وزوجها وابنتها بتهم نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية.

“اخويا الصغير عبد العزيز (24 سنة) اعتُقل في 2017، في رمضان، من جامعة الأزهر  على ذمة قضية عسكرية وأمضى حكماً بالسجن لمدة 3 سنين، بعدها تم إخفاؤه قسراً في مقر أمن الدولة في السويس لمدة 52 يوماً، وبعدها ظهر على ذمة قضية جديدة، بعد فيديو استغاثة والدتي  تم تغريب عبد العزيز  من سجن الاستقبال إلى سجن العقرب 2 كعقاب له ولعائلتنا لأننا تحدثنا عن أخي عبد الرحمن”. 

كان على عائلة الشويخ أن تدفع ثمن فيديو استغاثة الأم، أفراد العائلة جميعهم باتوا داخل السجون ومقرات أمن الدولة -عدا الابن عُمر الشويخ المهاجر خارج مصر. بعد أيام  أُرج عن الابنة سلسبيل (18 سنة)، بعد تحقيق متواصل داخل مقر أمن الدولة لثلاثة أيام، لكن حتى الآن ما زالت الأم تخضع لاتهام مباشر بنشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية. والأب جمال متولي الشويخ  مختف قسرياً وترفض الأجهزة الأمنية الإفصاح عن مكان احتجازه، والابنان عبد العزيز وعبد الرحمن في سجنين متفرقين، في ما يبدو أنه عملية انتقامية لإبلاغهم عن واقعة الاعتداء الجنسي والتعذيب التي تعرض لها الشويخ، وتم اصطحاب الأسرة بكاملها الى مقر الأمن الوطني في المعصرة في منطقة حلوان. 

“أنا والدة عبد الرحمن الشويخ، ابني اتعرض للتعذيب ضربوه وعذبوه تاني بعد ما عملنا الشكوى في النيابة وقدمنا البلاغ هناك، ضربوا عبد الرحمن وعذبوه وودوه المستشفى أكثر من مرة، هما مبيودوش حد المستشفى بسهولة، معنى كده أنه اتعذب واتبهدل جامد، أنا متوقعة في أي لحظة انهم يبعتولي يقولولي عبد الرحمن مات”

كشفت والدة عبد الرحمن الشويخ في الفيديو الذي بثته أن الضابط  سألها في آخر تحقيق معها قبل القبض عليها إن كان عبد الرحمن يعاني من مرض نفسي، السؤال الذي أرعبها حيال الوضع النفسي لنجلها داخل السجن، زخافت أيضاً من أن تكون هذه محاولة ليفلت المعتدون من العقاب، بذريعة أن الشاب مريض نفسياً.

كانت والدة الشويخ في 15 نيسان/ أبريل بعدما تلقت الرسالة من ابنها، قد تقدمت بشكوى كتابية إلى رئيس نيابة مركز المنيا حول واقعة الاعتداء الجنسي والتعذيب التي تعرض لها ابنها وتطالب النيابة بالتحقيق في الواقعة، وحررت الواقعة في محضر رقم 545 لسنة 2021 إداري، قسم المنيا الجديدة 502، حصر تحقيق نيابة مركز المنيا. لكنها فوجئت في 25 نيسان برسالة أخرى من داخل السجن تفيد بأن ابنها تعرض للتعذيب والضرب مرة أخرى بعد تقديمها شكوى إلى النيابة، وتم نقله إلى مستشفى السجن مرات عدة جراء التعذيب.

عمر الشويخ شقيق عبدالرحمن، يقول لـ”درج”: “والدتي يتم التنكيل بها لمجرد أنها أطلقت استغاثة بسبب ذعرها مما يحدث مع شقيقي داخل السجن، إذ طالبت السلطات بالتدخل لإنقاذ أخي، اليوم أنا وحيد بالكامل  بلا أب ولا أم ولا إخوة، حين نشرت أمي الفيديو كنا نعلم أننا سندفع ثمناً كبيراً جداً، لكنه كان ضرورياً كي ننشر ونتحدث ليس من أجل شقيقي عبد الرحمن فقط، بل من أجل عشرات آلاف المعتقلين والمختفين قسراً، ومن يتم إعدامهم ظلماً… خلاص طفح الكيل “.

إقرأوا أيضاً:

تواجه الأم تهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية لمجرد أنها قالت “انقذوا ابني”، وتم ترحيلها إلى سجن القناطر  وتواجه مصير الحبس الاحتياطي والتجديد لها، على رغم أنها تعاني من مرض السكر الذي يوثر في بصرها ولم تأخذ أدويتها معها لحظة القبض عليها. 

عبد الرحمن الشويخ صاحب واقعة التعرض للاعتداء الجنسي داخل سجن المنيا الجديد، اعتُقل يوم 14/ 11/ 2014، من أمام منزله، وبحسب تصريحات شقيقه عُمر الشويخ لـ”درج”، تم تعذيبه لمدة خمسة أيام في مقر أمن الدولة العليا في السويس، ثم في مقر سجن عتاقة المركزي في السويس، واتُهم في خمس قضايا منها التظاهر بدون تصريح والانضمام إلى جماعة إرهابية.

يواجه عبد الرحمن الشويخ أحكاماً  بالسجن لمدة 32 سنة، منها 8 سنوات في أحكام نهائية، يقول عمر الشويخ “عبد الرحمن راح سجن وادي النطرون تعرض هناك للانتهاكات بعدها نزل سجن الزقازيق و تم تعذيبه ورش غاز مثير للأعصاب  على عينيه  لدرجة أنه كاد يفقد  عينيه، نقلوه من سجن الزقازيق إلى سجن المنيا الجديد وهناك  تعرض للانتهاك الجنسي في 6 نيسان 2021”.

يضيف عمر الشويخ: “اخويا الصغير عبد العزيز (24 سنة) اعتُقل في 2017، في رمضان، من جامعة الأزهر  على ذمة قضية عسكرية وأمضى حكماً بالسجن لمدة 3 سنين، بعدها تم إخفاؤه قسراً في مقر أمن الدولة في السويس لمدة 52 يوماً، وبعدها ظهر على ذمة قضية جديدة، بعد فيديو استغاثة والدتي  تم تغريب عبد العزيز  من سجن الاستقبال إلى سجن العقرب 2 كعقاب له ولعائلتنا لأننا تحدثنا عن أخي عبد الرحمن”. 

والدتي يتم التنكيل بها لمجرد أنها أطلقت استغاثة بسبب ذعرها مما يحدث مع شقيقي داخل السجن، إذ طالبت السلطات بالتدخل لإنقاذ أخي، اليوم أنا وحيد بالكامل  بلا أب ولا أم ولا إخوة

رصدت “الجبهة المصرية لحقوق الإنسان” بتاريخ 27 نيسان 2021 ظهور هدى عبدالحميد محمد أحمد والدة المتهم عبد الرحمن الشويخ ( 55 سنة) في نيابة أمن الدولة وتم التحقيق معها على ذمة القضية 900 لسنة 2021 حصر أمن دولة عليا، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر وإذاعة أخبار كاذبة، وقامت النيابة يوم 28 نيسان باستكمال التحقيقات معها وقامت  بفض الأحراز الموجودة في القضية وهي عبارة عن صور من حسابها على “فايسبوك”، وفيديو نشرته عن نجلها وما يتعرض له من انتهاكات، وقررت النيابة حبسها 15 يوماً على ذمة التحقيقات.

وطالبت “الجبهة المصرية لحقوق الإنسان” في بيان لها  النيابة العامة المصرية بالتحقيق العاجل والفوري في واقعة الاعتداء الجنسي والتعذيب الجسدي التي يقول المسجون عبدالرحمن الشويخ أنه تعرض لها في 6 نيسان 2021 في سجن المنيا شديد الحراسة، كما طالبت مصلحة السجون بنقله إلى سجن آخر إلى أن تنتهي التحقيقات، لضمان سلامته الجسدية. ودعت الجبهة المصرية الأجهزة الأمنية إلى الإفراج الفوري عن والدته #هدى_عبد_الحميد ووالده وشقيقته الذين قبض عليهم فجر يوم 27 نيسان، في ما يبدو أنه إجراء انتقامي لإبلاغهم النيابة عما تعرض له الشويخ من انتهاك.

اعتبرت  الجبهة المصرية ما يحدث مع المسجون الشويخ انتهاكاً صارماً للحق في الحرية والحماية من التعذيب، وتعتبر القبض على أسرته إجراء انتقامياً واحتجازاً تعسفياً من الأمن، يهدف إلى التعتيم على الانتهاكات التي يرتكبها موظفو السجون في ظل حالة من التواطؤ من قبل النيابة العامة. وذكرت الجبهة المصرية النائب العام حمادة الصاوي بمسؤولية النيابة العامة المصرية القانونية بالإشراف على السجون وحماية الشكاة وضحايا الانتهاكات.

الشويخ أعلن إضرابه الكامل عن الطعام والمياه لحين محاسبة المسؤولين عن الاعتداء عليه، وطلب من والدته إبلاغ النيابة أن حياته في خطر داخل سجن المنيا شديد الحراسة، وعبر عن تخوفه من التعرض للتعذيب أو الانتهاك مرة أخرى بسبب إضرابه عن الطعام، خصوصاً أن السجن يشتهر بإجبار المضربين عن الطعام على تناول الأطعمة باستخدام القوة لفك إضرابهم.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!