fbpx

لماذا يرتبك الأطباء في التعامل مع حالات اضطراب الهوية الجنسية لدى الصغار

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أظهرت الدراسات أن دعم الأشخاص المحيطين بالشباب غير المتقيدين بالتنميطات الجنسانية، وهي الفئة الأكثر عرضة للاكتئاب والانتحار، يقلل من مستويات الاكتئاب وأعراضه

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

دائماً ما يهتم روبرت غاروفالو، رئيس قسم طب المراهقين في مستشفى “آن وروبرت لوري” للأطفال في شيكاغو، أثناء تقديمه ندوات لأطباء الأطفال حول كيفية التعامل مع الأطفال غير المقيدين بالأنماط الجنسانية ومع الشباب المتحولين جنسياً، برواية قصة الطفل الذي يدعى أندرو البالغ من العمر ست سنوات. ولد أندرو بتركيبة بنيوية ذكرية، إلا أنه كان يحب اللعب بالدمى ومستحضرات التجميل، ومنذ بلغ الثالثة، عُرف أندرو على أنه أنثى. وعندما بلغ أندرو الرابعة من عمره، اعتبر أحد الأطباء سلوكه مجرد مرحلة  وتستمر.

بعد مرور عامين، بدأ والدا أندرو يتساءلان عما إذا كانا قد ظلما ابنهما، إذ لاحظا أن أندور يكون أسعد في البيت، حيث يسمحان له بارتداء الفساتين. أما خارج البيت، فقد بدأ الطفل البالغ من العمر ستة أعوام بالانعزال اجتماعياً، وأصبح يخشى فكرة الذهاب إلى المدرسة.

يتخصص غاروفالو في علاج الأطفال المنتمين إلى ما يسميه الفئة المهمشة من الشباب، بخاصة الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمثليين جنسياً، وتخدم قصة أندرو، وهي قصة مركبة نوعاً ما، مبنية على تجارب الحياة الواقعية للكثير من مرضى غاروفالو على مر السنين، كرواية تحذيرية لأطباء الأطفال حول خطر التعامل باستخفاف أو بشكلٍ متناقض عندما يكون الأطفال غير المتقيدين بالأنماط الجنسانية وذووهم في حاجة إلى التوجيه. فبالنسبة إلى الكثير من الآباء والأطفال، فإن مكاتب أطباء الأطفال هي المحطة الأولى التي يمرون بها عندما تظهر على الطفل بوادر الانزعاج من جنسه، إذ يوجه آباء بالطبع، الأسئلة المماثلة لـ “ابني يرتدي الفساتين”، و”كيف ينبغي علي أن أتعامل مع ابنتي التي تخبرني بأنها صبي”، إلى المكان ذاته الذي يوجهون إليه عدداً لا يحصى من الأسئلة الأخرى مثل “ماذا يجب أن أفعل، هل هذا أمر طبيعي”، وهي تساؤلات تصاحب الأبوة دائماً.

يمكن أن تتحول الأسئلة الروتينية المتعلقة بأساليب حياة الأطفال والشباب البالغين والنظم الصحية التي يتبعونها إلى لحظات من الخجل وتوجيه النقد

تُمثل عيادة طبيب الأطفال بالنسبة إلى كثر من هؤلاء الأطفال والعائلات، المكان الأول الذي سيحصلون فيه على إجابات حقيقية، وكذلك الدعم الذي يحتاجونه خلال رحلة البحث عن تلك الإجابات، وفهم ما تنطوي عليه تساؤلاتهم. فمن خلال مثل هذه الأماكن يمكنهم التعرف إلى أشكال التعبير الجنساني، والتحول الاجتماعي، وخيارات العلاج الطبي المتاحة مثل مثبطات البلوغ ومن ثم العلاج الهرموني، أو على الأقل أن تتم إحالتهم إلى عيادة أخرى أو أخصائي يمكنه توفير هذا النوع من الدعم. لكن بالنسبة إلى آخرين، فإن عيادة طبيب الأطفال قد تُمثل طريقاً مسدوداً، وفي بعض الحالات يُمكن أن تُعد مكاناً يصيبهم بالارتباك والشعور بالخزي.

أظهرت الدراسات أن دعم الأشخاص المحيطين بالشباب غير المتقيدين بالتنميطات الجنسانية، وهي الفئة الأكثر عرضة للاكتئاب والانتحار، يقلل من مستويات الاكتئاب وأعراضه، وبينما ركزت الأبحاث على الدعم المقدم من قبل العائلات والآباء، فإن الرعاية الإيجابية والداعمة من قبل الأطباء يمكن أن تكون أمراً غاية في الأهمية. إذ يعتقد الأطباء المتخصصون في المسائل الجنسانية عند الشباب وصغار السن، أن أحد العوائق الشائعة التي تقف بين أسئلة الأطفال المصابين باضطراب الهوية الجنسية والرعاية التي يمكن أن تمكنهم من الحصول على أفضل النتائج الصحية هي أطباء الأطفال من مقدمي الرعاية الصحية الأولية الذين لا يقدمون أي مساعدةٍ تذكر لهؤلاء المرضى.

في بعض الأحيان، يصل الأطفال غير المتقيدين بالتنميطات الجنسانية وعائلاتهم إلى طريقٍ مسدود لأن الطبيب يرى أن سلوكياتهم غير أخلاقية أو ببساطة “مجرد مرحلة” عمرية. وفي بعض المجتمعات الأكثر تحفظاً، يمكن أن يكون من الصعب العثور على طبيب مستعد ليخاطب الطفل باسمه أو يشير إليه بالضمير المفضل لديه. تقول إكسيمنا لوبيز، أخصائية الغدد الصماء، ومؤسسة برنامج التربية الجنسية والرعاية والدعم المتعدد التخصصات في مركز دالاس الطبي للأطفال، إن ذلك “يحدث دائماً”. فقد شاهدت لوبيز كثيرين من المرضى الذين أصر أطباء الرعاية الصحية الأولية الخاصين بهم على مخاطبتهم بالاسم وضمير الجنس، اللذين سجلوا وفقهما عند الولادة. وتقول “إنه مع تقدم هؤلاء المرضى في السن يصبحون رافضين لفكرة زيارة طبيب الأطفال من مقدمي الرعاية الصحية الأولية، لأنهم يعلمون بأنهم سيتعاملون معهم بعكس جنسهم أو سيُشعرونهم بالإحراج”.

وفي بعض الحالات، يمكن أن تتحول الأسئلة الروتينية المتعلقة بأساليب حياة الأطفال والشباب البالغين والنظم الصحية التي يتبعونها إلى لحظات من الخجل وتوجيه النقد، على سبيل المثال، يقول بريت سرفانتس البالغ من العمر 26 عاماً، وهو متحول جنسي، إنه كان يتجنب الذهاب إلى عيادات الأطباء لوقتٍ طويل بعد أن تحول موعده مع الطبيب لمعالجة إصابة بالركبة حدثت له أثناء مرحلة تحوله الجنسي إلى محاضرة من مساعد الطبيب حول الأسباب التي يعزى إليها ضرورة عدم تناول الفتيات العلاج بهرمون التستوستيرون”. يعمل الآن سرفانتس كمنسق لبرنامج التنوع الجنسي في قسم طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا، بمدينة إرفاين. ويتمثل جزء من وظيفته في تقييم مدى معرفة عيادات أطباء الأطفال باضطراب الهوية الجنسية وملاءمتها لاستقبال حالات المتحولين جنسياً، ومساعدة الأسر على إيجاد الرعاية المناسبة لأطفالهم غير المتقيدين بالتنميطات الجنسانية.

يُعد أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فشل بعض الأطباء في مساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية هو أنهم ببساطة يفتقرون إلى التدريب أو المعرفة الضرورية للقيام بالعمل المطلوب على أكمل وجه.

ربما لا ينبغي أن يكون عدم وجود الكثير من المخططات لمقدمي الرعاية الصحية الأولية شيئاً مثيراً للدهشة في هذه المرحلة، فعلى رغم أن هناك زيادة في عدد حالات اضطراب الهوية الجنسية المبلغ عنها لدى أطباء الأطفال، فإن نسبة الأطفال الذين يختلف جنسهم بعد النمو عن الجنس الذي ولدوا به ضئيلة، وفقاً لما ذكره هانت. وكليات الطب وفق ما يقول غاروفالو “يجب أن تتطرق إلى الكثير من الأمور” لكن، على رغم من ذلك، لا يزال الواقع هو أن احتياجات الأطفال المتزايدة لا تتم تلبيتها لأن الأطباء ببساطة لا يعرفون بعد كيف يقومون بذلك. ويضيف: “إن هناك تحسناً، لكن كثيرين من الأشخاص يقولون (حسناً، لا أعرف الكثير عن هذا الموضوع)، ثم يتراجعون عن الغوص فيه”.

يبدو أن تدريب أطباء الأطفال حول اضطراب الهوية الجنسية ومشكلات التحول الجنسي أمر جوهري وبحسب الخريطة الصادرة عام 2014، عن حملة حقوق الإنسان ومجلة Pediatric Annals الطبية، فإن برامج الرعاية السريرية للمتحولين جنسيا والشباب غير المتقيدين بالتنميطات الجنسانية قليلة للغاية، وغير مترابطة، ويتعذر على الأغلبية الوصول إليها.

يقول غاروفالو: “يستحق هؤلاء الشباب امتلاك حق الوصول إلى الرعاية، والذي لا يتطلب منهم قيادة السيارة أو الصعود على متن طائرة أو السفر لمدة 4 إلى 8 ساعات، كما أن هذا المجتمع لا يستحق فقط إمكان الوصول إلى الرعاية، بل يستحق أن يتلقى رعاية على الوجه الأمثل كذلك”.

 

هذا المقال مترجم عن موقع the atlantic ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.