fbpx

“لا يُمكننا أن نظل صامتين بعد الآن”:
عرب الداخل يرفعون صوتهم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم كل محاولات الدولة لتقسيمنا، فإننا نتضامن باعتبارنا أمة واحدة، نضالنا واحد. إننا جميعاً شعب واحد، وهذه الدولة تعتبرنا أعداء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
نادين أبو لبن – فاطمة خميسي – ماريا راشد – فادي عامون – زينة أبو زرقة – حنين مجادلة

“منصتنا هي الشارع”. “إن التعبير عن تضامننا مع سكان حيّ الشيخ جرّاح هو بالنسبة إلي التزام وطني وإنساني وعالمي”. “لا يُمكننا أن نظل صامتين بعد الآن”.

قبل التصعيد في قطاع غزة وأحداث العنف التي اجتاحت إسرائيل، خرج آلاف المواطنين الإسرائيليين إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة، وشاركوا في تظاهرات قانونية سلمية في المدن المختلطة العربية- اليهودية، وفي البلدات العربية وعند التقاطعات الرئيسية. تحدث المتظاهرون خلال مقابلات مع صحيفة “هآرتس”، حول الأسباب المختلفة التي دفعتهم للخروج إلى الشوارع، وأوضحوا ضد من يحتجون وأسباب هذا الاحتجاج.

“لا نستطيع أن نظل صامتين حول ما يحدث في حيّ الشيخ جرّاح”

نادين بدوية (22 سنة، مدينة الرملة)، تقول “إننا نتظاهر لنُعرب عن استيائنا. ولسنا مهتمين بالاشتباكات العنيفة مع الشرطة. نود أن نُعبر عن أنفسنا بطريقة لائقة تحفظ كرامتنا، لأننا لا نستطيع أن نظل صامتين إزاء ما يحدث في هذا البلد. وعلينا أن نتوحد ونُعرب عن عدم استعدادنا لقبول الأعمال المُغرضة التي تحدث في حيّ الشيخ جرّاح وأعمال العنف التي يشهدها المسجد الأقصى.

كيف يُمكننا أن نظل صامتين بينما لا يُسمح للمُصلين بالوصول إلى مكان عبادتهم؟ لم يسبق لي أن رأيت يهودياً يُمنع من الدخول إلى مكان عبادته. لماذا من الجائز فعل ذلك بالمسلمين؟ ففي النهاية، شهر رمضان هو أقدس أشهر السنة، لذا أعطهم حريتهم الدينية. إذا كانت هذه الدولة ديموقراطية حقاً، فهكذا يجب أن تكون. علاوةً على ذلك، ثمّة الكثير من الأطفال والنساء والرجال الذين كانت أمنيتهم الوحيدة هي الصلاة في المسجد. لماذا تهاجمهم؟ لا علاقة لهم بما يحصل، إنما يريدون فقط أن يفعلوا ما يفعلونه كل عام خلال شهر رمضان – وهو الصلاة.

كما أننا نتظاهر أيضاً للتعبير عن مُعارضتنا العمليات التي تحدث في حيّ الشيخ جرّاح، إذ ينتهك مستوطنون الأوامر الأخلاقية. ويحتاج الأهالي الذين يعيشون هناك إلى أن نقف بجانبهم؛ نحن جميعاً معاً في هذا الكفاح”.

“سنتظاهر حتى يتم إلغاء أوامر الإخلاء”

روان بشارات (38 سنة، مدينة يافا) تقول إن “هناك سياسة تواجهنا، نحن الأمة العربية. هذه سياسة تهدف إلى اجتثاث الناس من منازلهم في حيّ الشيخ جرّاح ويافا، وتركهم من دون أي مأوى. وهناك حالياً 700 منزل في انتظار أوامر الإخلاء في هذا الحيّ، ومئات الأشخاص منازلهم مُهددة، ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك. والحكومة ليس لديها ما تقدمه لهم.

لا يكمن الحل في الدولة. لأن هؤلاء الناس لن يحصلوا على منازل جديدة من الدولة. بل يكمن الحل في المقاومة الشعبية، ولهذا السبب أنا هنا في الشارع. هذا هو الحل الوحيد. لا حل عند الحكومة أو البرلمان، الحل الوحيد سينطلق من الشوارع، من الشعب، ولهذا السبب ترون الآن تظاهرات في كل مكان، في الشيخ جرّاح ويافا وحيفا والناصرة وجميع المدن العربية. فتضامننا كعرب على قدر كبير من الأهمية. فضلاً عن أن التضامن الدولي يساعد في الضغط على صانعي القرار.

نحن هنا اليوم، وسنعود كل يوم. وسنتظاهر حتى إلغاء أوامر الإخلاء. أعتقد أنه سيكون هناك تغيير. في الانتخابات الأخيرة قال الناس إن المواطنين العرب لا يبالون، وإنهم لن يخرجوا ليدلوا بأصواتهم. لكننا لا نُصوّت أو نُشارك في اللعبة الديموقراطية لأن الكنيست ليس ساحتنا. ساحتنا الفعلية هي الشارع. هذا هو المكان الذي نُعبر فيه عما نشعر به – لن نبقى صامتين!

على رغم كل محاولات الدولة لتقسيمنا، فإننا نتضامن باعتبارنا أمة واحدة، نضالنا واحد. إننا جميعاً شعب واحد، وهذه الدولة تعتبرنا أعداء. يمكنكم أن تروا ذلك بوضوح في الطريقة التي تتعامل بها الشرطة مع المستوطنين، مقارنةً بطريقة تعاملهم مع المتظاهرين العرب.

إقرأوا أيضاً:

“واجب قومي ووطني”

سيرين جبارين، (25 سنة، مدينة أم الفحم، أحد مؤسسي الحراك الفحماوي الموحّد) تصرح: “أنا أتظاهر باستمرار في مدينة أم الفحم، وفي الأسابيع الماضية ذهبت إلى حيّ الشيخ جرّاح. فقد كنت من أوائل المتظاهرين العرب الذين وصلوا إلى حيّ الشيخ جرّاح ودعوت الآخرين إلى الحضور وتقديم دعمهم وتضامنهم مع الأهالي الذين يعيشون هناك.

لماذا ذهبت إلى هناك؟ لأنه في المقام الأول تعبير عن التضامن الإنساني الأساسي. فضلاً عن أن لدي واجباً قومياً ووطنياً تجاه شعبي. فقد ظهرت أولى بوادر حركة الاحتجاج الشعبية في مدينة أم الفحم حول مسألة مختلفة، وهي الاحتجاج على انتشار الجريمة المنظمة في المجتمعات العربية. وقد أدى ذلك إلى اندلاع موجة من التظاهرات والاحتجاجات دفعت الناس إلى الخروج من منازلهم. فقد جاءت معظم الحافلات من مدينة أم الفحم، لتنقل الناس إلى القدس للإعراب عن دعمهم لأهالي حيّ الشيخ جرّاح والمصلين في المسجد الأقصى.

أعتقد أن هناك صلة مباشرة بين ما يحدث في المجتمع العربي في إسرائيل وتفشي الجريمة المنظمة، وتقاعس الشرطة المتعمد، وسرقة الأراضي والمنازل الفلسطينية، والأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى. إننا نقف إلى جانب إخواننا وأخواتنا في القدس”.

“‘ما يحدث في حيّ الشيخ جرّاح هو تطهير عرقي”

ميرال عماشة (22 سنة، مدينة عسفيا) توضح: “أنا درزية، وأشارك في هذه التظاهرات ليس لأنني عربية، لكن لأنني إنسانة في المقام الأول. إذ أن المشكلة هنا ليست مشكلة سياسية أو وطنية أو دينية. بل إنها مسألة إنسانية. ففي حيّ الشيخ جرّاح يطردون الأهالي من منازلهم. من بينهم رجال في عمر جدي، فضلاً عن النساء العجائز والأطفال الذين يتعرضون للترحيل القسري من منازلهم ليسكن فيها المستوطنون الأجانب، وهم أشخاص لم يولدوا هنا حتى. إنهم يسرقون منازل العرب. بل يتباهون بفعلهم ذلك، ويحتفلون تحت حماية الشرطة”.

“صرخة في وجه سياسة عنصرية”

رواء نصار (19 سنة، مدينة عرّابة)، تقول: “نتظاهر أنا وأصدقائي ونُعبر عن تضامننا مع سكان حيّ الشيخ جرّاح، لإيماننا بأن هذا واجب وطني وإنساني وعالمي. فحضورنا وتضامننا مع سكان حيّ الشيخ جرّاح صرخة ضد السياسات العنصرية للدولة. أُشارك في المظاهرات لأنني على قناعة تامة أن الاحتلال هو أصل كل الشرور ولأنني أعارض سياسات الاستيطان الإسرائيلية ومحاولات الاجتثاث والإساءة والاضطهاد المُمارس ضد شعبي. أُناضل من أجل حقوق شعبي، وخاصة بعد التصعيد البربري الذي قامت به قوات الشرطة. لقد وصلنا إلى نقطة نُدرك فيها أهمية الوحدة والتضامن”.

“هذه نكبة ثانية”

رجاء كايدان (23  سنة، مدينة باقة الغربية) تلفت إلى أنه “بسبب الأحداث في القدس والمسجد الأقصى، أعتقد أن علينا زيادة حجم حضورنا والوقوف بوجه الاحتلال. سنُبيِّن أننا لن ندع أهل القدس وحدهم ولن نتخلى عنهم، على رغم العنف والقمع المستخدم ضدنا. فالوحدة مصدر قوتنا، ومن خلالها سنهزم أولئك الجنود المختبئين خلف أسلحتهم وقنابلهم وكل تلك التدابير التي يستخدمونها لقمعنا وردعنا ولجعلنا نخشى على حياتنا لننسحب ونتراجع عن دعمنا لسكان القدس.

نريد الوقوف مع أهل حيّ الشيخ جرّاح لأنه لا يمكننا التفكير في طرد عائلات كاملة من منازلها دون تعويض. و”ليس هناك أي تعويض عن اقتلاع الإنسان من بيته. هذه نكبة ثانية. يقولون إن الفلسطينيين مجانين حين يعارضون القمع والوحشية بالتظاهرات والاحتجاجات، ولكن ما رأيكم؟ هل من الطبيعي أن تُسرَق من الأبرياء بيوتهم ويُرمون في الشوارع أو تُحتل بيوتهم لمجرد كونهم فلسطينيين؟”.

“جيل الشباب يرغب في التغيير”

ليما أبو فنا (7 سنوات، كفر قرع)، “أتظاهر لأن هذا حقي. بخروجي إلى الطرقات أُمارس هذا الحق وأُشعرهم بوجودي. فالتظاهر أقل ما يمكنني فعله للشعب الذي أنتمي إليه. ومن خلال التظاهر نُشكل ضغطاً على مَن لديهم القدرة على التأثير في مُجريات الأحداث. لا نحصل على حقوقنا بالشكل الأمثل في هذه البلاد، حتى حقنا في التعبير عن أنفسنا يظل محدوداً. فقوانين هذا البلد لا تأخذنا في الاعتبار، بل تعمل ضدنا. أهم ما أريده هو التغيير، وأعمل على تحقيق هذا. كما أن جيل الشباب الذي أُمثله يريد هذا. ولذلك خرجنا إلى الشوارع والطرقات. فمن خلال وجودي في المظاهرات أُعلن وعيي بالأحداث الجارية من حولي وأنني لست جاهلة كما يدعي الطرف الآخر”.

“لن أسمح بطرد عرب آخرين من بيوتهم”

عبد الله (27 سنة، مدينة رَهَط) يقول: “جئت إلى هذه التظاهرات لسبب بسيط: هذا شعبي. على مدار السنوات الخمس الأخيرة دُمِّرَ 11 ألف منزل في منطقة النقب، حيث أعيش. فهناك أسر بأكملها وجدت نفسها من دون سقف يُؤويها؛ وهذا هو ما يحصل في حيّ الشيخ جرّاح بالقدس. تُصادر ممتلكات الناس على الرغم من أن الأرض ملكهم”.

ويضيف: “مثلما وقف أبناء شعبي بجانبي في أوقات المحن، أقوم بالأمر نفسه معهم. فالسبب المُشترك في جميع أعمال الإزالة والمصادرة هو أننا عرب. فمهما يكن مدى ملاءمتنا مع الأوضاع، ومدى عملنا وتقديمنا يد المساعدة، ما زلنا عرباً. لقد حان الوقت للوقوف بجانب شعبنا وإيقاف عنف الشرطة ضد العرب في القدس. لو كان مثيرو الشغب يهوداً، ما كان الأمر كما هو اليوم.

ويتابع: “أشعر، في هذه الأيام أكثر من غيرها، بأن القانون لا يحمينا، بل يعمل ضدنا. نستحق العيش بحرية في مناطقنا وفي بيوتنا وفي مساجدنا. لهذا السبب أنزل إلى التظاهرات احتجاجاً على التمييز العنصري الذي برَز هنا في جميع جوانب الحياة. لن أسمح بطرد المزيد من العرب من بيوتهم”.

“ما زلنا مجروحين بالمعنى الجمعي”

توفيق النجار (28 سنة، مدينة حيفا)، “ليس لدى نتانياهو خطوط حمر في معركته من أجل البقاء في السُلطة. حين يقول أحد مأموري الشرطة (لقد أظهرنا الكثير من ضبط النفس، والآن نخلع قفّازاتنا)، فإننا نواجه أيام عصيبة للغاية، وليس الأمر مسألة هوية وطنية بل مسألة قِيم. في كتابه (ستار من رمال) (Curtain of Sand)، كتب إيغال آلون أن الشعب الذي لا يعرف تاريخه يُصبح حاضره بائساً ومستقبله غامضاً. لنتوقف لحظة وننظر إلى الماضي. فهذه هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها يمكنك استخلاص النتيجة الأهم. لقد بقينا مجروحين بشكل جمعي، في انتظار شفاء الجُرح”.

هذا المقال مترجم عن موقع Haaretz.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

إقرأوا أيضاً: