fbpx

هل يتسق الموقف المصري مع القضية الفلسطينية بالافراج عن رامي شعث ومحمد جابر المصري؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

” إذا كانت خطابات السلطة المصرية في الأيام الأخيرة أصبحت في موضع تصحيح الخطأ تجاه القضية الفلسطينية، فمن باب تصحيح الخطأ أيضًا أن يتم إنصاف من تم عقابهم منذ عامين على أنشطة سلمية وقانونية مناصرة للقضية الفلسطينية”…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نحو عامين أمضاها كل من الناشطين رامي شعث ومحمد جابر المصري في السجن الاحتياطي. وشعث هو مؤسس ومنسق “الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل “BDS Egypt والمصري هو نائب المنسق في الحركة.

 كلاهما واجه اتهامات تتعلق بأنشطتهما التي تستهدف بشكل أساسي مقاطعة الشركات المطبّعة مع إسرائيل في مصر، بالتعاون مع مقر الحركة الرئيسي في الولايات المتحدة.

سيلين زوجة شعث

 الأكثر إثارة للقلق أن اسم رامي شعث تم إدراجه ضمن قوائم الإرهاب في 18 إبريل/نيسان 2020، وطعنت النيابة المصرية في منحه جواز سفر مصري، رغم الحكم الصادر بشأن الموافقة على منحه إياه عام 2013. وتصر وثائق المحاكم المصرية على وصف رامي شعث بالفلسطيني وكأنها تهمة! 

شعث من مواليد مصر ووالده هو نبيل شعث، وزير خارجية فلسطين الأسبق وهو يحمل الجنسيتين المصرية والفلسطينية، ووالدته مصرية. يواجه رامي شعث عقوبات مضاعفة، تسببت له بمضايقات لا حد لها، منها منعه من السفر في حال إطلاق سراحه.

تم اعتقال محمد جابر المصري في 8 أكتوبر 2019 على هامش التظاهرات التي اندلعت في مصر في سبتمبر 2019، وبحسب عضو قيادي في BDS Egypt فإن المصري  بدأ نشاطه مع تأسيس الحركة في مصر، وتمكنا كلا من المصري وشعث بالتعاون مع فريق الحملة من إجبار شركة الاتصالات الفرنسية الضخمة أورانج (Orange) على الانسحاب من السوق الإسرائيلي بعد حملات ضدها في فرنسا ومصر بسبب دور وكيلها الإسرائيلي في دعم الجيش الاسرائيلي وفي توفير الخدمات للمستعمرات الإسرائيلية، كما كان لهما دور في نشاطات مشابهة عديدة.

بعد القبض على المصري وشعث، انسحب عدد كبير من أعضاء الحركة في مصر خوفُا من  ملاحقتهم والقبض عليهم بالتتابع. يقول المصدر القيادي بالحركة إن التنكيل الذي تعرضت له الحركة غير مفهوم خاصة أن الحركة ليست كيان سياسي وأعضاؤها غير منتمين لأحزاب سياسية ولا تتلقى تمويلات، وإن كانت مصر تتبنى اليوم بشكل رسمي موقفًا مساندًا للقضية الفلسطينية لماذا لا تفرج عن عضويّ الحركة المعتقلين، وتسمح للحركة بممارسة نشاط علني بدون خوف من الملاحقة؟

رامي شعث وظروف احتجاز قاسية  

يتعرض رامي شعث مثل الآلاف في السجون المصرية لمخالفات في قانون السجون، خاصة تلك التي تحدث داخل السجن الاحتياطي ومنها عدم تلقي الرعاية الصحية الواجبة والمنع من التريض والمياة الساخنة في الشتاء.

 الحقوقي خالد علي وهو محامي شعث قال خلال ندوة عقدتها “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” مؤخراً، إن الأمن المصري اقتحم منزل شعث وزوجته سيلين يوم 5 تموز/يوليو 2019،  وفتشوا المنزل دون إظهار إذن النيابة، واعتقلوا رامي شعث وأخفوه قسريًا لمدة 48 ساعة فيما اقتادوا زوجته سيلين الفرنسية الجنسية، ونقلوها الى المطار دون رغبتها ودون السماح لها بالاتصال أو التواصل مع سفارتها، وجرى  ترحيلها من دون قرار رسمي.

رامي شعث تم عرضه على نيابة أمن الدولة ووجهت إليه عدة تهم منها “مشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها ونشر   أخبار وبيانات كاذبة” وأدرج ضمن القضية المعروفة إعلاميًا بقضية “الأمل” رغم أن القبض على نشطاء قضية الأمل تم  قبل أشهر من القبض على رامي ولم يكن ضمن المتهمين في القضية من البداية.

يشير المحامي خالد علي، الى أن أسرة رامي تزوره بشكل دوري، وبعد لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فرنسا كانون الأول/ديسمبر 2020 ذكر ماكرون اسم رامي شعث، وبعدها سمح السيسي لسيلين زوجة رامي شعث في فبراير 2021 بزيارة مصر لمدة اسبوع واحد فقط، وخلاله تمكنت من زيارة زوجها في السجن ثلاث مرات، بعد قرابة عامين من منعها من زيارته أو دخول مصر.

إقرأوا أيضاً:

الحقوقي المصري حسام بهجت مؤسس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، تمنى الاستجابة لطلب إخلاء سبيل رامي شعث ومحمد جابر المصري، وقال” إذا كانت خطابات السلطة المصرية في الأيام  الأخيرة والخطاب الإعلامي بالتحديد أصبحت في موضع تصحيح الخطأ تجاه القضية الفلسطينية، فمن باب تصحيح الخطأ أيضًا أن يتم إنصاف من تم عقابهم منذ عامين على أنشطة سلمية وقانونية مناصرة للقضية الفلسطينية التي أصبحت الدولة نفسها تدعمها الآن وتستخدم نفس خطاب الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل”

بهجت اعتبر بقاء رامي ومصري في السجن بسبب نشاط سلمي وقانوني في حملة شعبية رسمية هو احتجاز لا يُغتفر وليس له أي تفسير أو تبرير ،خاصة أن كلاهما يتم هذا العام المدة القصوى في فترة الحبس الاحتياطي. 

 الصحفي خالد داود منسق حركة EGYPT  BDS قال في تصريحات لـ”درج” إن الحركة بدأت عملها بشكل سلمي وركزت على اعتبار إسرائيل دولة عنصرية تنتهك حقوق الإنسان وتنتهك القانون الدولي، وهناك مسؤولية من جانب المجتمعات ليكون التعامل معها له ثمن مقابل الممارسات العنصرية التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال. وأضاف داود بغض النظر عن موقف الحكومات فنحن نجهد لأن نؤثر على الشركات الكبرى التي تتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي وندفعها إلى مقاطعة التعامل معه، من خلال المقاطعة وسحب الاستثمارات، وهذه هي الشعارات التي ترفعها حملة BDS EGYPT. 

وكانت منظمات حقوقية دولية قد دانت اعتقال شعث من بينها “العفو الدولية” التي اعتبرت أن شعث سجين رأي واحتجازه ناجم فقط عن ممارسته السلمية لحقه في حرية التعبير وحقه في المشاركة في الشؤون العامة.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!