fbpx

أمال ماهر وتركي آل الشيخ… “اللي قادرة على التحدي” تعود إلى المربع صفر!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يستحق الأمر بحثاً طويلاً في ما حصل لآمال ماهر منذ تسريب نبأ زواجها السريّ من تركي آل الشيخ حتى الاعتزال الغامض، الذي يمكن التفكير به كنتيجة لتزاوج السلطة بالفن، وتداخل النفوذ والمال الخليجي في إدارة أمور الفنانين والرياضيين المصريين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

موجة تضامن “افتراضية” غمرت الفنانة المصرية المعروفة أمال ماهر فور إعلان اعتزالها قبل أيام. فأمال، التي لقِّبت بـ”خليفة أم كلثوم”، صوت مصري دافئ حظي بشعبية واسعة، وقد ارتبط اسمها بالكثير من المناسبات المصرية السعيدة والمؤلمة في آن، لكن هذا الصوت لم ينج من تدخلات السياسة في مصر وخارجها، حتى بدا وكأن هذا الأمر يكاد يودي بحضورها الفني والعام بالكامل.

اعتزال أم استغاثة  

كان عمرها لا يتجاوز 15 سنة، حين غنَّت أمام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، ليصعد اسمها ويتكرس حضورها في الحفلات الرسمية وليالي التلفزيون المصري، وتصبح اسماً مكرساً فنياً. لكن التعاطف الحاصل حالياً مع ماهر، مرتبط بحكايات كثيرة يتم تداولها همساً، إذ لم تعلن صراحة عن ما يقف خلف اعتزالها.

الفنانة المصرية آمال ماهر

الحكايات كلها تتمحور حول علاقة تمتد إلى سنوات بين ماهر والمستشار السعودي واسع النفوذ فنياً وسياسياً تركي آل الشيخ، وقد تكرر مراراً دون تأكيد رسمي أنهما قد ارتبطا بالزواج.

لم يكن خبر الزواج رسمياً، كما أخبار الانفصال، فحين تتعرَّض ماهر لوعكة فنية، يقال إنها انفصلت عن تركي آل الشيخ وتنتشر أنباء وثرثرة حول ما فعله بها، وحين تحيي حفلاً كبيراً أو تظهر كثيراً أو تصدر ألبوماً أو تعيش انتعاشاً فنياً يكون ذلك دليلاً على عودتها إلى إمرة الثري السعودي.

لا تخرج أمال ماهر عن حدود هذه المعادلة، في تقييم تصرفاتها، حتى إعلان اعتزالها، راهناً عبر صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن سوى فصل من اللعبة، لا أحد يعرف متى ينتهي، أو متى تعود مرة أخرى لتركي آل الشيخ، وفق هذه المعادلة. 

أعقب اعتزال ماهر توقيع اتفاقية تفاهم وشراكة بين المتحدة للخدمات الإعلامية، الشركة الأولى في الإنتاج الإعلامي والدرامي في مصر، ومجموعة “MBC” وشركة “العربية” الخاضعتين لتركي آل الشيخ باعتباره رئيس هيئة الترفيه السعودية، وهو ما يوحي بأن شيئاً ما دار في هاتين الليلتين لتطويع ماهر، فانتهى الأمر بإعلانها الاعتزال بصيغة مريبة اختتمتها بتوقيع “الإنسانة المصرية أمال ماهر”.

إعلان ماهر الاعتزال بدا وكأنه استغاثة مبطَّنة أكثر منه إعلان اعتزال، وكأنها مجبرة، ولم تقرر الابتعاد بكامل إرادتها. 

ما الذي حصل؟

يستحق السؤال بحثاً طويلاً في ما حصل لماهر منذ تسريب نبأ زواجها السريّ من تركي آل الشيخ حتى الاعتزال الغامض، الذي يمكن التفكير به كنتيجة لتزاوج السلطة بالفن، وتداخل النفوذ والمال الخليجي في إدارة أمور الفنانين والرياضيين المصريين. لكن مهما يكن من أمر لا تمكن تبرئة ماهر أو شيطنتها تماماً حتى إعدامها مبكراً فنياً وغير فنياً.

طائرة خاصة وشركة إنتاج وأغنية “برج الحوت”… حصة أمال ماهر من خزائن “الترفيه” السعودي

ظلّ زواج آل الشيخ وأمال ماهر يتداول به سراً حتى أفشاه الإعلامي المصري محمد الغيطي في برنامجه التلفزيوني عام 2017. كان الزواج قائماً منذ 2016 ولم يكن تركي مشهوراً وذا نفوذ في مصر كما هو الآن. لم يزِد الأمر، في ذلك الوقت، عن ثري عربي مقرّب من العاهل السعودي وولي عهده ويعمل وزيراً في الديوان الملكي، يتزوّج مطربة مصرية، ويضع تحت تصرّفها طائرة خاصة، ويخفيها عن الأضواء موقتاً كيْ لا تجرح صورته ونفوذه كأمير سعودي تعمل زوجته السرية في الفن. 

استمر إخفاء الزواج لفترة طويلة، ووعد تركي أمال ماهر بأن يعبر لها عن حبه على لسان أشهر مطرب عربي، واتفق مع عمرو دياب على أغنية “برج الحوت” لأنها من مواليد هذا البرج. 

ظنّ كثيرون أن المطرب المصري يقدم الأغنية قرباناً لصديقته السابقة، دينا الشربيني، لكن الحقيقة أنها كانت هدية زواج أمال ماهر من تركي آل الشيخ كما تسرب. 

طريق أمال ماهر مفروشاً بالكثير من الأموال… والأهوال 

طائرة خاصة تحت تصرفها، وملايين في حسابها المصرفي، وأغنية شهيرة على لسان عمرو دياب الذي حصل في المقابل على مليون دولار و4 سيارات لعدم تغيير أي كلمة في الأغنية، وأسس لها شركة لإنتاج كل أعمالها الفنية وتنظيم حفلاتها، بعد فسخ عقدها مع المنتج المصري محسن جابر، وأهداها ستديو خاصاً مجهّزاً بأحدث التقنيات والمعدات في العالم لتسجيل أغنياتها، وألبومات سجَّلت بعض أغنياتها ما بين لندن ولوس أنجلوس، وشارك في إعدادها أبرز الملحنين والشعراء والموزعين العرب. هذا إضافة إلى حفلات فخمة، ودعاية إعلامية عملاقة “مدفوعة الأجر” على شاشات مصرية وعربية، وضخّ الكثير من الأموال لنقلها نقلة أخرى في الحياة الفنية بعدما كانت “مطربة كسولة”، بحسب رأي الملحن المصري حلمي بكر، ولا تجيد إدارة أعمالها أو موهبتها أو مشروعها الغنائي. 

الحكايات كلها تتمحور حول علاقة تمتد إلى سنوات بين ماهر والمستشار السعودي واسع النفوذ فنياً وسياسياً تركي آل الشيخ، وقد تكرر مراراً دون تأكيد رسمي أنهما قد ارتبطا بالزواج.

مثَّل تركي آل الشيخ نقلة مالية ودعائية كبيرة في حياة ماهر. جعلها لعبته، فما إن يرضى عنها، حتى تفتح لها القنوات والصحف وحسابات المصارف، لتتقدَّم نحو الشهرة والنجومية، وحين تعصاه يغلق كل شيء في وجهها. 

يبدو أن ماهر جذبتها سطوة تركي آل الشيخ، وما يمنحه إياها من نفوذ ونجاح ودعاية وتنازلت كثيراً لتبقى معه… كان يوفر لها وصولاً أسرع ونجاحاً أسهل وحياة أنعم. لا تبدأ بالطائرة الخاصة ولا تنتهي بحياة القصور وسط الحراسات الخاصة. فسحبها إلى ملعبه وأوهمها بنفوذه وقدراته المالية الجبارة، وكانت – ولا تزال – رهن إصبعه خزائن الترفيه السعودية العامرة منذ الانفتاح السعودي على الفن والحفلات ومدن الملاهي للإنفاق على القوى الناعمة وكانت النهاية مأسوية، لتأتي المطربة المصرية، البالغة 36 سنة، وتعيد التجربة مرة أخرى.

ضربها في الشارع وحذف جميع أغنياتها ومنعها من الظهور

بدأت أهوال ماهر، التي دبّرها تركي آل الشيخ، سريعاً، فلم يمر عام 2018 من دون أن يترك “فضيحة” في قلب العلاقة السريّة، فقد حرَّرت ماهر بلاغاً ضده تتهمه بضربها في الشارع أمام منزلها في حي المعادي وقدَّمت تقريراً طبياً، يؤكد أنه اعتدى عليها وأصابها في عينها اليسرى بلكمة، ومنذ ذلك اليوم يبدو أن قرار تهميشها قد صدر.

بحسب مصادر نشرت في الإعلام، أعقب البلاغ فرض الإقامة الجبرية عليها في منزل أحد أقاربها بأمر تركي آل الشيخ حتى أن أنباءً تحدثت عن تعرضها للإخفاء القسري ليضطر هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، للتكذيب، فضلاً عن حذف قناتها على “يوتيوب”، وشراء حقوق ملكية جميع أغنياتها للتحكم بمصيرها. وتلقت شركة “صوت الدلتا” التي تملك بعض أغنياتها تهديدات، وأزيلت جميع حسابات وصفحات “فانز” أمال ماهر، وتم حذف أي أغنية تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بصوتها بحجة سرقة المحتوى، إضافة إلى حرمانها من المشاركة في الحفلات الوطنية واللقاءات، وتحريض الشعراء والملحنين الكبار على عدم التعاون معها في أي ألبوم.

لجأت، في ألبومها الجديد، لجوء اضطرارياً إلى ملحنين وشعراء جدد، وحتى هذا الألبوم لن يخرج من حدود الاستديو الخاص بها بعد اعتزالها وحذف جميع المنصات التي تنشر عليها أعمالها، ودعا آل الشيخ “غريمتها التقليدية” المطربة المصرية أنغام إلى إحياء حفل في فعاليات اليوم الوطني السعودي. وبَدا على الدعوة  على “تويتر” في الخامسة فجراً أن الهدف منها مكايدة ماهر وإثارة غيرتها.

 مصر تتحالف مع مسؤول سعودي ثري لابتزاز مطربة مصرية!

كان مبارك هائماً بأمال وداعماً كبيراً لموهبتها مذ سمع صوتها مصادفةً للمرة الأولى، خلال إحدى زياراته إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري “ماسبيرو”، وكان عمرها لا يتجاوز 15 سنة. طلب من مسؤولي وزارة الإعلام الاهتمام بها، ورعاية موهبتها، واستدعاءها للغناء في الحفلات التي يحضرها، شاركت في حفلات بالأوبرا، وغنّت أمام الرئيس، الذي صرف لها مكافأة بقيمة 5 آلاف جنيه، ثم غضب عليها حين طلبت وساطة ملك البحرين.

كانت تحيي حفلاً في البحرين، وقابلت الملك الذي كان معجباً بصوتها فقال لها: اطلبي ما تريدين. فطلبت منه أن يتوسط لها لإعفائها من نسبة الحضور في المدرسة التي كانت تدرس بها في مصر، وفي اتصال تلفوني بين ملك البحرين ومبارك، أوصاه بحل المشكلة وإعفائها من الحضور اليومي إلى المدرسة لتتفرغ لخدمة الفن المصري، فانزعج مبارك وغضب منها، واعتبرها سقطة كبيرة.

ويروي الشاعر المصري عمر بطيشة، في كتابه “ذكرياتي مع نجوم الأغاني”، إن أقصى ما فعلته مؤسسة الرئاسة، استجابة لغضب الرئيس، هو عدم دعوتها إلى الحفلات التي يحضرها مرة أخرى، على رغم استمرار صرف راتبها الشهري من التلفزيون المصري، وقال صفوت الشريف، وزير الإعلام: لن نذبح أمال ماهر على غلطتها. 

إعلان ماهر الاعتزال بدا وكأنه استغاثة مبطَّنة أكثر منه إعلان اعتزال، وكأنها مجبرة، ولم تقرر الابتعاد بكامل إرادتها. 

انتهت المشكلة، من دون حرمان أو منع أو حجب أو تهديد أو إذلال، وكوّنت تلك الذكرى كل تصورات أمال ماهر عن الأذى، فتخيَّلت وهي توقع عقد زواجها بتركي آل الشيخ أن أقصى مداه في الأذى لن يفوق مدى رئيس مصر الأسبق الذي أحرجته أمام ملك دولة أخرى. 

واعتقدت أنها ستكون في مواجهة مع شخص، لكن تداخل النفوذ بالسياسة والفن والرياضة والمال جعلها في مواجهة منظومة فاسدة يرتبط جميع عناصرها برابط المصلحة، فلم يتضامن معها فنان واحد، ولم تشر قناة تلفزيونية أو صحيفة إلى أزمتها، وتجاهلها الجميع خوفاً من غضب تركي آل الشيخ، الذي كان، في ذلك الوقت، صديقاً لجميع الفنانين والإعلاميين، ومصدر دخل لأغلبهم، كونه كان مسؤولاً عن معظم البرامج في مجموعة MBC، والقنوات السعودية الأخرى، فضلاً عن الهدايا الثمينة والخدمات و”الأظرف” المنتفخة الشهيرة التي تكون بانتظارهم بعد كل لقاء ودي عابر في قصره المهيب بالقاهرة أو بالرياض. 

حتى الدولة المصرية كانت في صفه، فمنعت إذاعة أغنياتها بجميع القنوات التلفزيونية والإذاعات بقرار “صوري” من الهيئة الوطنية للإعلام، وأوقفت النيابة العامة عن متابعة التحقيقات وإخطار السفارة السعودية بضرورة مثول المسؤول السعودي البارز أمام النيابة للتحقيق، لكن ما حدث كان مختلفاً.

فوجئ الجميع بحذف خبر اعتداء آل شيخ وبلاغ ماهر، من جميع المواقع الإخبارية المصرية بـ”الأمر”، ولم يخضع “تركي” للتحقيق، ونشرت صحيفة “اليوم السابع” واسعة الانتشار في مصر نفياً لوجود أي مشكلة على لسان أمال ماهر، التي قالت في نصّ الخبر إنها “مستمرة فى مشروعاتها الفنية المشتركة معه في إطار من الاحترام المتبادل بين الطرفين”.

لم تكتف مصر “الرسمية” بذلك، بل توسّعت في الأمر حتى حجبت “في الفن”، الموقع الفني الأول في مصر، لتفجيره الأزمة من البداية وامتناعه عن حذف الخبر، في محاولة لإنقاذ سمعة رجل الأعمال السعودي.

وتوالت المصائب الشخصية على رأس ماهر.. اختفت من مواقع التواصل الاجتماعي بعد حذف حساباتها، واقتحمت قوات الأمن منزلها والاستديو الخاص بها، وأقفلا بالشمع الأحمر، مع صيدلية شقيقها، من دون أسباب واضحة، وكانت تتلقى سيلاً من التهديدات والشتائم عبر هاتفها وهواتف أفراد أسرتها..عاشت أسوأ أيامها، بينما كانت حسابات مزيفة تنشر أنها تلقت هدايا مقابل خدمات من نوع خاص. 

المعركة مشتعلة والفنانة المصرية لا تجد منصة للردّ، على رغم كل ما جمعته من أموال من وراء تركي آل الشيخ، حتى أدركت أن الوقوع في فخاخ أصحاب النفوذ لعنة تطارد صاحبها إلى نهايته. وكانت تتعرض لضغوط بكل الأشكال الرسمية وغير الرسمية بهدف واحد، هو العودة إلى تركي آل الشيخ بعدما طلبت الطلاق. 

“اللي قادرة ع التحدي” تعود إلى المربع صفر!

قاد الثري السعودي حروباً لتطويع أمال ماهر إليه مرة أخرى، ونال ذلك بعدما تحالفت جميع أدواته ونفوذه. كانت أولى هداياه لها حفل كبير “بدون جمهور” تحت سفح أهرامات الجيزة مع بداية تفشي “كورونا” في القاهرة، وفق لعبة “عضّ الأصابع” التي يتبعها تركي آل الشيخ في إدارة علاقته بماهر، فعودتها إلى سطوته تعني تقديم فروض الرضوخ.

اختفت الأنباء حول تركي وأمال طويلاً فعاشت بهدوء، من دون أضواء أو صخب إعلامي، على رغم ما يدور في خاطرها من قلق ومخاوف حول مصيرها ومستقبلها الفني، حتى جاءت هديته الثانية لها بغناء تتر مسلسل “ليه لأ” الذي يدور حول شخصية نسائية عنيدة، تترك عريسها في يوم الفرح، وتهرب، وتعيش بمفردها بعيداً من أهلها، وبثّته منصة “شاهد” السعودية، التابعة لـMBC، وكان مطلع الأغنية “اللي قادرة ع التحدي وع المواجهة” شبيهاً لما تخطط له ماهر، لتصبح الأغنية آخر علاقة بين أمال ماهر وجمهورها، فلم تغنِ بعدها شيئاً ولم تظهر إعلامياً حتى إعلان اعتزالها الأخير.

إقرأوا أيضاً: