fbpx

الحشد يستعرض قوّته في وجه الكاظمي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ظهور قاسم مصلح في الاستعراض ومعانقته قيادات “الحشد” يشكّل بحسب مراقبين، تأكيداً على الخطوط الحمراء التي تضعها الميليشيات لمنع ملاحقة قياداتها، ودليلاً على ضعف الدولة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في أول استعراض عسكري رسمي للفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي في العراق في الذكرى السنوية السابعة على تأسيسه عام 2014 كشفت تلك الميليشيات المسلحة وبشكل صريح عن قدراتها العسكرية و التسليحية، إذ يصل عديد مقاتليها، بحسب تقديرات، الى 170 الف مسلّح، تدين قياداتها بالولاء لإيران.

الاستعراض المسلح الذي استمر لأكثر من ساعتين أقيم في معسكر “أبو منتظر المحمداوي”(كان يسمى “أشرف” سابقاً وكانت تشغله منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المناوئة للنظام الحاكم الحالي في إيران)، ويقع في محافظة ديالى.

الملفت في هذا الاستعراض انه سجل حضور كبار القيادات الحكومية في العراق، وعلى رأسها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى جانب رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ورئيس اركانه أبو فدك المحمداوي ووزير الدفاع العراقي جمعة عناد ورئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير يارالله ورئيس منظمة “بدر” هادي العامري وبعض قيادات الفصائل والميليشات فضلا عن بعض القيادات السياسية السنية، وأبرزها سليم الجبوري رئيس مجلس النواب السابق. واشترك في العرض العسكري أكثر من 20 الف مقاتل من جميع ألوية الحشد، واستعرضت قوتها المدرّعة من الدبابات الروسية الصنع T72  والمحدثة من قبل شركة زين الدين الإيرانية التابعة للحرس الثوري بحسب قناة الفصائل “صابرين نيوز”، بالإضافة الى عدد من الطائرات المسيرة الضخمة من طرازات مختلفة، والمحمولة على آليات مكشوفة، فضلاً عن راجمات صواريخ وقوة مدفعية ومدرعات عسكرية.

حضور الكاظمي في الاستعراض بدا مستغرباً لكثيرين، لكن الكاتب غسان العطية يجد ان حضوره الى الاستعراض “خطوة باتجاه التسوية والحلول الوسط والتي عادة ما تميل اليها ايران في الوقت الحالي وسط انشغالها بالمفاوضات النووية، إذ لا تود أن تشغل نفسها بأكثر من جبهة ومكان”.

تخلل الاستعراض حضور مجموعة من رجال الدين السنّة وهم يحملون وشاحات على صدورهم كتب عليها “كما حررنا الديار نحرر الأفكار”، ومجموعة اخرى لشبان يرتدون الأزياء الإيزيدية، ومجموعة أخرى ترفع صليباً في إشارة إلى مشاركة المسيحيين في العرض، بعد الجدل عن وجود فصيل باسم كتائب “بابليون” تابع للمكون المسيحي يرأسه الشاب ريان الكلداني وأنكرت الكنيسة الكلدانية في الفترة السابقة صلتها به، وجرى إدراجه مع قيادته على لائحة الإرهاب بحسب وزارة الخزانة الأمريكية في تموز 2019.

القوة المسلحة التي تم استعراضها هذه المرة “تنافس” قدرات وتسليح القوات المسلحة العراقية من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والصنوف العسكرية النظامية الأخرى واعتبر مراقبون انها تحمل “رسائل مبطنة لجميع خصومهم وفي مقدمتهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي”، سيما وأن الأخير وبحسب مصادر كان من أشد المعارضين لإقامة العرض العسكري، إلا أن تسوية أجريت معه بأن يكون خارج بغداد وهذا ما بيّنه احد قيادات منظمة “بدر” رزاق الحيدري بأن اختيار محافظة ديالى يمثل الحل الوسط ما بين الكاظمي والفصائل لوجود “تشنج بين الحشد ورئيس الوزراء على خلفية اعتقال القيادي قاسم مصلح ومن ثم إطلاق سراحه”.

مصلح حضر الاستعراض العسكري في اشارة إلى الغطاء الذي يؤمنه له “الحشد”، بعد اعتقاله وإطلاق سراحه على خلفية تهم تتصل بالإرهاب وقتل الناشطين وابرزهم ايهاب الوزني في كربلاء. ظهور مصلح في الاستعراض ومعانقته قيادات “الحشد”، وأبرزها رئيس الأركان ابو فدك المحمداوي، يشكّل بحسب مراقبين، تأكيداً على الخطوط الحمراء التي تضعها الميليشيات لمنع ملاحقة قياداتها، ودليلاً على ضعف الدولة.

حضور الكاظمي في الاستعراض بدا مستغرباً لكثيرين، لكن الكاتب غسان العطية يجد ان حضوره الى الاستعراض “خطوة باتجاه التسوية والحلول الوسط والتي عادة ما تميل اليها ايران في الوقت الحالي وسط انشغالها بالمفاوضات النووية، إذ لا تود أن تشغل نفسها بأكثر من جبهة ومكان”. لكن الكاظمي لا يجب أن يكون في وارد التمادي في السماح للحشد بأخذ مداه، وخلق جيش رديف للجيش العراقي، لأن هذه الحالة هي استنساخ للتجربة الإيرانية في لبنان، كما حدث مع “حزب الله”. 

رئيس هيئة “الحشد” فالح الفياض ذكر في بيان له ان قوات “الحشد” هي مساندة للقوات المسلحة والأمنية وانها استلهمت معاني النجاح في تجربتها وتمكنت من اخافة “اعداء أبناء الرافدين”، وانهى بيانه بشكر رئيس الوزراء لرعايته وحضوره الاستعراض.

الكاتب احمد الحداد يرى ان رئيس الوزراء كان مرغماً، بمنطق السياسة، على حضور الاستعراض. واختيار المكان هو محاولة لإبعاد المسلّحين عن العاصمة بغداد وعدم عسكرتها من قبل جماعات مسلحة غير منضبطة. في المقابل يحاول “الحشد” ان يرسل رسالة واضحة بأن الفصائل جميعها فاعلة على الأرض العراقية ويجب ان تكون واقعة ضمن أي توافقات تتم في المستقبل وعدم التخلي عنها بعد أن كثر الحديث مؤخرا عن إمكانية حل “الحشد” او دمجه مع قوات الجيش او الداخلية. وغرد رئيس الوزراء عبر حسابه الشخصي على تويتر عن حضوره استعراض “ابنائنا في الحشد الشعبي”، مؤكداً أن “عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا”.

الباحث صلاح حسن يعتبر أن العلاقة “جيدة” ما بين الحشد الشعبي وتحديدا الفصائل المسلحة ورئيس الوزراء رغم توترها في الأيام الماضية. والطرفان يتخذان أسلوباً تكتيكياً جديداً، إذ لا ترغب الميليشيات بالصدام مرة أخرى مع رئيس الوزراء فهي تمتلك اذرعاً سياسية تستند الى قواعد شعبية تساعدها على الفوز بالتمثيل الانتخابي المقبل، بالإضافة إلى أن الكاظمي يعمل على كسب الوقت مع قرب الانتخابات لغرض انهاء هذا الملف لينأى بنفسه عن المواجهة.

وبدا لافتاً في الاستعراض الذي نقلته الكاميرات، عدم رصد أي صور لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي اغتالته غارة اميركية مع نائب رئيس هيئة “الحشد” ابو مهدي المهندس. لكن جرى تداول مقاطع فيديو، لمقاتلين في “الحشد” يتوسطهم رجل دين بعمامة سوداء، وهم يرددون وراءه “نعم نعم خامنئي”، “نعم نعم سليماني”، “نعم نعم المهندس”، ومن بعدها شعارات مناوئة لإسرائيل.

إقرأوا أيضاً: