fbpx

كم يمكن لحياة امرأة عزباء في الأربعين ستكون بهذا الجمال

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

غلينيس هنا لتخبرك أن الحياة بصفتك امرأة عزباء في الأربعين من العمر وبلا أطفال- وهو الأمر الذي تعلمنا وتربينا على الخوف منه وتجنُّبه بأي ثمن!- هي في الواقع رائعة جداً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

غلينيس ماكنيكول هنا لتخبرك أن الحياة بصفتك امرأة عزباء في الأربعين من العمر وبلا أطفال- وهو الأمر الذي تعلمنا وتربينا على الخوف منه وتجنُّبه بأي ثمن!- هي في الواقع رائعة جداً. اقتربت ماكنيكول من عيد ميلادها الأربعين “مع كثيرٍ من الفزع والخزي” وذلك لأنها لم تملك ما كان من “المفترض” أن تمتلكه؛ زوجٌ وطفل أو طفلين. كانت تلك السنة صعبة في بعض النواحي: إذ كانت ترعى والدتها، التي كانت تعاني من الزهايمر، كما هرعت لمساعدة أختها- الأم العزباء- عندما ولدت طفلها الثالث. لكنها كانت أيضاً سنة مبهجة مليئة بالمغامرات، بحلول نهايتها، فكرتْ، “أنا غاضبة جداً لأن أحداً لم يجهزني لاحتمالية أن الحياة يمكن أن تكون رائعة”.

إليكم حوارنا، الذي تم تحرير نصه من أجل الوضوح وتجنباً للإطالة.

ليزا بونوس: تدور كل الرسائل الموجهة إلى النساء اللواتي في الأربعينات من أعمارهن وغير المتزوجات حول ما فاتهن أو ما حُرمن منه. ما الذي وجدته مختلفاً؟

غلينيس ماكنيكول: أفكر في كثير من الأحيان في كيف أننا نبدأ إعداد النساء من أجل التعامل مع شؤونهن المالية، وأننا لا نجهزهنّ بأي شكلٍ من الأشكال للتعامل مع الحرية بطريقة غير محفوفة بالخزي. لا نتفهم كيفية الحديث إزاء حياة النساء باعتبارها إنجازاً، ما لم يشتمل الحديث على أطفال أو حفلات الزفاف. لا توجد قصص حول نساء فوق سن الأربعين، لا يكنّ حقاً وفي المقام الأول مجرد تابعاتٍ أو شخصيات ثانوية سواء في حياتهن الخاصة أو في أنظمة داعمة. أرى حقيقة تلك الحيوات، وأعيشها، وأشاهدها تحدث مع صديقاتي في كل مكان حولي. لا أرى تلك القصة الأخرى. لذا فإن العنوان فعال ويعمل على أكثر من صعيد.

بونوس: من هنّ النساء العازبات اللواتي تعتبرينهنّ قدوة لكِ، سواء في الثقافة الشعبية أو الحياة الحقيقية؟ لم أستطع التفكير في شخص ما في الثقافة الشعبية قد تختارينه.

ماكنيكول: ألا يعتبر هذا جنوناً؟ أحد الأسباب التي دفعتني إلى تأليف الكتاب هو أنني وبصفتي قارئة، كنت أعتمد بشكلٍ كبير على القصص باعتبارها مخططاً نموذجياً، وحافزاً، وانعكاساً للواقع، ثم نظرت حولي وأدركت أنه لا توجد حرفياً أي قصص تدور حول النساء ولا تنتهي بالزواج أو إنجاب طفل. لدينا الكثير من النماذج التي يحتذى بها، متمثلة في فتيات صغيرات- في مرحلة النمو- يمكن اعتبارهنّ شخصيات نسائية مستقلة، مثل شخصيات أعمال: “الجاسوس هارييت” -Harriet the Spy، و”الحديقة السريةThe Secret Garden، The Hunger Games”،  ويمكنك الاستمرار في عد المزيد. لكن تلك القصص تنتهي بشكل أساسي مع وصول البطلات إلى مرحلة البلوغ، حتى قصص جين أوستن تنتهي دائماً بالزواج.

انتهى بي المطاف بالبحث والنظر في من حولي، من النساء اللواتي أصادقهنّ. هذا أمرٌ رائع لأنه يصرف انتباهك ويشغلك عن أي شكلٍ من أشكال الوحدة المباشرة التي تشعرين بها، ولكن أيضاً: نتصارع جميعاً من أجل استكشاف ذلك. وهذا أمرٌ مرهق.

بونوس: في الفصل الأول من كتابك، تكتبين عن عيد ميلادك الأربعين المخيم عليك مثل مقصلة، وهي طريقة معبرة ودقيقة لتناول هذا الخوف من وصول المرأة إلى سن الأربعين. على الجانب الآخر، أي نوع من الحكمة تمتلكين؟

ماكنيكول: حياتي أكثر متعة الآن من أي وقت مضى، وأكثر إنجازاً، وتعمقت علاقاتي بالآخرين، أجد أن علاقاتي أصبحت أكثر إرضاء وقيمةً، كما أشعر بمزيد من الأمان والثقة. الكلمة التي أكررها باستمرار هي أنني أشعر بقوة هائلة. هذا هو نقيض ما فُرض عليكِ التفكير فيه واعتقاده، يفترض أن تنظري إلى نفسك باعتبارها كياناً زائلاً بلا تمثيل.

لا يمكن أن يكون التوقيت الزمني في منعطف التاريخ أفضل من ذلك، على رغم وجود الكثير من القوى التي تحاول إضعافنا وتجريدنا من سلطاتنا. عندما ننظر إلى بعض الحشود التي يملكها الرئيس، والناس الذين ما زالوا يهتفون “احتجزها” -Lock her up، أفكر، “حسناً، من تكون هي؟” أعتقد أننا: نحن المقصودات بكلمة هي.

بونوس: كيف توصلت إلى ذلك الربط؟

ماكنيكول: كنت في وايومنغ، على ارتفاع 8000 قدم، وفجأة بدأ هاتفي يهتز بإشعارات من صحيفة “نيويورك تايمز” New York Times . كان هناك هذا النوع من الانفصال والانعزال بين المكان الذي أنا فيه وأحداث ما كنت أقرأه. رأيت مقطع فيديو أو مقالة عن “احتجزها-lock her up”، وتساءلت، “من؟ من المقصود بكلمة هي؟” ومن ثم تربطين بين هذا الأمر وبين قصص العائلات التي تم فصلها عن أطفالها، وأعتقد أن: هذه الأشياء ليست منفصلة أو بمعزلٍ عن بعضها. ليس بمعزلٍ عنها أنني، بصفتي امرأة عادية تمارس أمور يومها، لدي القدرة على فعل ما أريد. هذا مقلق للغاية بالنسبة إلى كثيرين من الناس الذين اعتادوا امتلاك كل القوة والنفوذ. هناك الكثير من القوى التي تحاول إزالة كل تلك الوسائل التي تُمكن النساء من التحكم في حياتهن وأجسادهن، وهذا ليس من قبيل المصادفة.

بونوس: بالعودة إلى فكرة هذا المخطط النموذجي. أنا عزباء، وعمري 36 سنة، وليس لدي بالضرورة مخطط نموذجي للطريقة التي ستسير بها حياتي، ولكن بعد ذلك التفت حولي لأدرك أنني أملك مخططاً بالفعل؛ كل ما هنالك هو أنني من صنعته. عشت حياتي، وهذه هي الكيفية التي تكتشفين بها أمر هذا المخطط. إذاً كيف يبدو هذا المخطط النموذجي بالنسبة إليك؟

ماكنيكول: عندما تمتلكين طفلاً… فإنكِ تنظرين إلى السنوات الـ18 المقبلة من حياتك على كونها مرتبطة بالجدول الزمني الخاص بمن لديهم طفل أو هم في في إطار زواج. منتهى التحرر ألا تمتلك شيئاً من هذا القبيل. بإمكاني اتخاذ قرارات مبنية على القليل المال، وهناك لحظات يكون فيها من المرهق جداً عدم امتلاكك خطة مرنة قابلة للتمدد. كما أن هناك لحظات أود خلالها أن يقوم شخص آخر بتقديم التأمين الصحي الخاص بي. أو ألن يكون لطيفاً إذا اتصل شخص آخر وحجز سيارة من أجلي؟ لكن تنتابني تلك المشاعر خلال لحظات أقل من نصف الوقت؛ تتقلب تلك اللحظات ذهاباً وإياباً.

على الأرجح أن الحقيقة هي أننا: أنا وأنت وكل شخص في مثل عمرنا يعيش هذه الحياة، نُنشئ مخططاً نموذجياً بينما نسير ونمضي في الحياة. أعيش في بناية؛ حيث تعيش أعز صديقاتي في نيويورك، وزوجها وأطفالها في الطابق السفلي. وعلى رغم ذلك تبدو ظروف حياتي في بعض الأحيان مثل مسلسل كوميدي… أعرف عدداً من النساء غير المتزوجات اللاتي لديهن الوضع المعيشي ذاته. يبدو أنني على الأرجح أقوم على نحوٍ غير مقصود بصياغة سيناريو سيصبح أكثر شيوعاً.

واحدة من فوائد الوصول إلى سن الأربعين هي أنني توقفت عن القلق بشأن المظاهر، من زاوية: هل تبدو حياتي غريبة؟ هل تشبه حياة أي شخص آخر؟ هذا شيء لا نشجع النساء على القيام به، ولكنني تعلمت أن أثق في غرائزي. إذا بدا لي أن شيئاً ما جيد، وكنت سعيدة به، عندها أتوقف عن التساؤل حول مدى ملاءمته.

بونوس: بالحديث عن الحدس، في هذا القسم من الكتاب الذي برعتِ فيه وساعدت أختك في رعاية أطفالها الثلاثة، فهناك هذه اللحظة التي تحدقين فيها إلى ابن أختك كونور، وتسألين نفسك، “هل أريد طفلاً؟” كيف تصلين إلى قرار حول سؤال كهذا؟

ماكنيكول: نخطئ عندما نفكر في الأمر على أنه قرار واضح قاطع. هذه الأسئلة حول (الأمومة والزواج) يتم تقليصها إلى ردود قاطعة إما أبيض أو أسود، والتي نادراً ما تعكس حقيقة ما نشعر به.

أعرف بعض النساء اللواتي لا يردن أطفالاً بوضوح. لكن بالنسبة إلى كثيرات منا، إنها مسألة: هل سأكون بخير من دون طفل؟ أم أنني أريد طفلاً بشدة لدرجة تعكر علي صفو حياتي؟ وكانت إجابتي على ذلك أنه: سأكون بخير من دون طفل، ولا أريد طفلاً بشدة لدرجة تعكر صفو حياتي.

هذا السؤال، عندما تكونين امرأة عزباء، يعتبر سؤالاً مالياً ضخماً. يصبح كل شيء ضخماً. أقضي الكثير من الوقت بصحبة الأطفال، لذا كنت على وعيٍ تام، بقدر ما يمكن أن تكوني، بالأشياء العظيمة التي كنت على الأرجح أرغب في رفضها، إضافة إلى الأشياء الصعبة للغاية والتي تستهلك وقتاً وجهداً كبيرين.

بونوس: دعينا نتحدث أكثر عن تقديم الرعاية وتوفيرها، تكتبين عن كونك الشخص الثالث في علاقات أصدقائك؛ الشخص الذي يساند الجميع عندما يموت ابن شخص ما أو عندما ينهار زواج شخص ما. كيف تتعاملين مع هذا الدور إذ تقدمين الكثير لأصدقائك في حين أنك تعرفين أنهم سيساندونك بطرائق مختلفة؟

ماكنيكول: الأمر معقد للغاية. كان رقمي هو الرقم الأول أو الثاني على لائحة أرقام الطوارئ لمجموعة من الأشخاص، وحدث أنهم اتصلوا بي كلهم مرة في الوقت ذاته. كان ذلك هائلاً حقاً. كانوا أولئك هم: والدتي، وابنة أختي وابنها، وشريك في عملي، وصديق لي. ومع ذلك، لا يوجد اعتراف بدوري كشخصٍ يقدم الرعاية للجميع، لأننا لا نرى قيمة المرأة سوى من خلال الزواج والأمومة. عندما يتغير ذلك، ستتغير هذه المحادثات.

بونوس: كيف تطلبين من الناس المساعدة عندما تكونين في حاجةٍ إليها؟

ماكنيكول: أنا شخص مباشر بطبعي، وأنا محظوظة لأنني أسكن فوق شقة صديقة، أنزل باستمرار إلى المنزل في الطابق السفلي لتناول العشاء. أكون مباشرة أيضاً وأقول، “لست على ما يرام الآن”، أو”أحتاج أن يزورني شخص ما”.

عندما تكونين امرأة عزباء وتعيشين بمفردك، فإنكِ تقومين بتقوية قدراتك الجسدية وتنميتها للاهتمام بنفسك في الشدائد… كما أننا أحياناً نحتاج إلى التمرن على قول “أحتاج إلى مساعدة”. تعلمت بصعوبة أن الناس دائماً يحتاجون إلى من يساعدهم. عليك أن تسمحي للناس بمساعدتك.

 

هذا المقال مترجم عن washingtonpost.com ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي