fbpx

أطلق هشام الهاشمي قبل اغتياله حملة للإفراج عنه:
ماذا تريد الميليشيات من علي المكدام؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في المحصلة انتهت قصة الناشط علي المكدام بإفلات خاطفيه من العقاب وتعذيبه من دون قتله…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في ظروف غامضة، اختفى الصحافي والناشط في احتجاجات العراق علي المكدام، وفي ظروف غامضة أيضاً، أفرج عنه.

“أشعر بأن قلمي قد انكسر”، هذا جزء من الكلمات التي باح بها الناشط خلال لقاء متلفز بعد تحريره من الاختطاف. 

عن تلك الساعات يقول المكدام: “مسلحون يرتدون الأقنعة قاموا بإرغامي على الصعود في سيارة مدنية، من إحدى مناطق بغداد”، ويتحفّظ  المكدام عن ذكر اسم الجهة التي اختطفته، بسبب استمرار التحقيقات الأمنية في قضيته. لكنه يتذكّر تفاصيل ترتبط بعملية اختطافه: “سارت السيارة مدّة، في ما بدا طريقاً غير معبّد، يقود إلى بناء في منطقة لم أتمكن من تحديدها ثم تم تعذيبي بالصواعق الكهربائية والهراوات التي ضربوني بها على قدمي وكسروا أنفي”.

كرّر الخاطفون سؤال المكدام عن مقاله المنشور في “معهد واشنطن” للأبحاث نهاية حزيران/ يونيو، والذي تضمّن تنديداً بالاغتيالات التي استهدفت نشطاء منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وعن “الحق الذي يجعله يكتب بهذه الطريقة عن قادة النصر” في إشارة إلى أبو مهدي المهندس، أحد أبرز قياديّي الحشد الشعبي، وقاسم سليماني، القائد في الحرس الثوري اللذين قتلا بغارة أميركية مطلع عام 2020 قرب مطار بغداد.

أطلق الخاطفون سراح المكدام بعدما “أحسوا بأن القوات الأمنية تقترب من اعتقالهم”. أعطوه مادّة مخدّرة “ولم أشعر إلا بأنني بالقرب من القوات الأمنية والتي اعتبرها هي من حررتني”.

“الشباب الذي دخل في احتجاجات تشرين لن ينكسر”

مسؤولون توافدوا لزيارته!

خلال مكوثه في مستشفى اليرموك في العاصمة بغداد تفقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الناشط المكدام، وقال الأخير إنه خاطب رئيس الحكومة بأنه يشعر بأن “قلمه قد انكسر” في ظل الأوضاع والانفلات في العراق، ليتعهد الكاظمي له بـ”الحفاظ على سلامته وعائلته”، قائلاً: “سوف تعود وبقوة”.

“الشباب الذي دخل في احتجاجات تشرين لن ينكسر”، هذه الكلمات نقلها المكدام إلى رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، التي قامت بزيارته هي الأخرى في غرفته داخل المستشفى.

من هو الناشط المكدام؟

المكدام هو واحد من نشطاء حراك تشرين المطالبين بإصلاحات سياسية شاملة، ولد في بغداد عام 2000 ولم يكمل دراسته الجامعية لانشغاله بإعالة عائلته بعدما اغتيل والده إبّان الحرب الطائفية في العراق 2006-2008 وكذلك حالت ظروفه الاقتصادية بينه وبين تحقيق أحلامه، كما يقول.

هو باحث وصحافي يكتب في مواقع مختلفة، كتب مقالاً لـ”معهد واشنطن” ندد فيه بالاغتيالات التي تستهدف النشطاء. كما شارك في احتجاجات 2018 واعتقل فيها عندما كان عمره 18 سنة، وفي حينها أطلق الباحث والخبير الأمني هشام الهاشمي، الذي اغتيل العام الماضي برصاص الميليشيات، حملة للإفراج عنه.

«تغريدة الخبير الأمني هشام الهاشمي عن الناشط علي المكدام 2018»

أفرج عن المكدام بعد هذه الحملة، لكن المضايقات والتهديدات التي تعرض لها لم تنتهِ، وبعد مشاركته في احتجاجات تشرين 2019  وتوثيقه الانتهاكات التي تعرض لها النشطاءآنذاك، تعرض لتهديدات بالقتل، ما دفعه إلى مغادرة بغداد العاصمة والتوجه إلى إقليم كردستان العراق ومن ثم إلى تركيا، لكنه عاد إلى بغداد قبل أيام فقط، وسرعان ما تعرّض للاختطاف والتعذيب فور عودته.

 رسائل مشفرة!

يكشف نشطاء عن حملة منظمة تستهدف قيادات ونشطاء حراك تشرين قبل موعد الانتخابات، بعدما تلقوا رسائل تحذير بأن شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، سيكونان قاسيان عليهم.

في هذا السياق، يوضح الناشط حسين الطائي لـ”درج” أن اختطاف الناشط علي المكدام والإفراج عنه بهذا الشكل «رسالة مشفرة من الخاطفين إلى النشطاء بأننا قريبون منكم، ونستطيع الوصول إليكم في أي وقت، وأرواحكم ومصيركم في يدنا».

ويقول الناشط قاسم حميد لـ”درج” إن «هذا الأسلوب اعتاده النشطاء قبل الانتخابات السابقة، وأن كثراً من المستقلين ظنوا أنهم سينافسون على مقاعد انتخابات مجلس النواب العراقي، ولكن الأحزاب المتنفذة لم تسمح لهم حتى بالمحاولة عبر إشهار سلاح التهديد والاختطاف والقتل».

في المحصلة انتهت قصة الناشط علي المكدام بإفلات خاطفيه من العقاب وتعذيبه من دون قتله، ولإنهاء هذه الحالة دشن نشطاء وصحافيون حملة بهذا الصدد تحت هاشتاغ #إنهاء_الإفلات_من_العقاب.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!