fbpx

مقتدى الصدر “يقاطع” الانتخابات:
المناورة المكشوفة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قرار الصدر هذا لاقى تفاعلاً من أتباعه السياسيين والعامة فأغلب مرشحي الكتلة الصدرية المشاركة بالانتخابات أعلنوا انسحابهم تضامناً مع قرار قائدهم…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يستغرب كثر من العراقيين ومعهم باحثون في الشأن السياسي العراقي مقاطعة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانتخابات البرلمانية المرتقبة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. فالصدر بات معروفاً بتذبذبه، وبانقلابه على  قراراته، ومقاطعته المتكررة للانتخابات، ثم عودته، سريعاً عن المقاطعة. 

أولى انسحابات الصدر من العملية السياسية برمّتها كانت عام 2014، وقال حينها: “أعلن عدم تدخلي بالأمور السياسية كافة ولا كتلة تمثلنا بعد الآن ولا يوجد لنا منصب داخل الحكومة أو خارجها ولا في البرلمان”، وكان القرار في وقتها صاعقاً لجمهوره وكتلته السياسية، إذ جاء من دون مقدمات. لكن القرار لم يقترن بأي إجراءات عملية، إذ بقيت مكاتبه الحزبية مفتوحة، إضافة إلى قناة “الأضواء” الفضائية وإذاعة “القرآن الناطق” التابعتين له، كما بقيت  مؤسسات خيرية وتعليمية وإعلامية عائدة له، تعمل بشكل طبيعي.

الصدر عاد ليعدل عن رأيه عام 2015 ليزج بأنصاره في تظاهرات ساحة التحرير تحت شعار “محاربة الفساد والمفسدين وإجراء إصلاحات سياسية وإنهاء المحاصصة الطائفية والسياسية”. وكان التيار الصدري يمتلك 39 مقعداً في البرلمان آنذاك فضلاً عن عدد من الوزارات الخدمية والدرجات الخاصة من منصب وكيل وزير أو مدير عام في الوزارات العراقية. 

“لا يمكن التكهن بنتائج الانتخابات المقبلة، خصوصاً انها تأتي بعد حراك احتجاجي يعد الأقوى في تاريخ العراق وهذا قد يقلب موازين النتائج”.

قرارات الصدر المتذبذبة لم تقتصر على الشأن السياسي، بل شملت أيضاً فصائله المسلحة إذ قام عام 2015 أيضاً بتجميد سرايا السلام ولواء “اليوم الموعود” على خلفية مقتل شيخ عشيرة الجنابات قاسم الجنابي والنائب زيد الجنابي في وسط بغداد. وقال إن التجميد جاء كبادرة حسن نية، بحسب تعبيره، مطالباً  السلطات الحكومية بلعب دورها في البحث عن الجناة وقال في وقتها “إن العراق يعاني من ميليشيات وقحة تسلطت على رقاب الشعب المظلوم”، وعادة ما يستخدم كلمة “ميليشيات وقحة” في إشارة إلى “عصائب أهل الحق” بزعامة قيس الخزعلي الذي انشق عن التيار الصدري.

في انتخابات عام 2018 البرلمانية أعلن الصدر عن عدم دعمه أي كتلة سياسية، ثم ما لبث أن خرج يوم الانتخاب من منزله الى مركز الاقتراع، وظهر في فيديو يسير لوحده من دون حمايات، ما أثار عاطفة  قواعده الشعبية في وقتها للذهاب والمشاركة في الانتخابات حتى شهدت صناديق الاقتراع إقبالاً واسعاً بعد ساعات قليلة من ظهوره وحصد تياره السياسي 54 مقعداً في البرلمان، فضلاً عن مقاعد وزارية في الحكومة التي تلت الانتخابات.

دعا الصدر عام 2020 إلى تظاهرات في مدن العراق تطالب بإجراء انتخابات مبكرة والمشاركة فيها وأن تكون انتخابات خالية من الوجوه القديمة “شلع قلع”، بحسب تعبيره.

وكعادته، عاد وغيّر رأيه، قبل أن ينقضي عام على موقفه السابق، وأعلن عدم مشاركته بالعملية السياسية والانتخابات، معلناً أسفه على حال العراق الذي “تكالبت عليه من الداخل والخارج مافيات الفساد”. وقال إن قراره بالمقاطعة يأتي من باب “الحفاظ على ما تبقى من الوطن الذي أحرقه الفاسدون وما زالوا يحرقونه”، معلناً سحب يده “من كل المنتمين لهذه الحكومة الحالية واللاحقة، وإنْ كانوا يدَّعون الانتماء لنا، آل الصدر، فالجميع إمّا قاصر أو مقصر أو يتبجح بالفساد، والكل تحت طائلة الحساب”.

قرار الصدر هذا لاقى تفاعلاً من أتباعه السياسيين والعامة فأغلب مرشحي الكتلة الصدرية المشاركة بالانتخابات أعلنوا انسحابهم تضامناً مع قرار قائدهم، إذ اعلن نائب رئيس مجلس النواب حسن الكعبي والمرشح للانتخابات انسحابه من الانتخابات المقبلة وكذلك رئيس لجنة الطاقة البرلمانية صادق السليطي وعضو “لجنة الصحة البيئية” غايب العميري، لكن، على تجري العادة، لم ينسحب أحد من الذين يمثلون الكتلة الصدرية في المواقع التنفيذية وابرزهم أمين عام مجلس الوزراء حميد الغزي وغيره من وكلاء الوزارات.

إقرأوا أيضاً:

وناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أن عدداً من اتباع الصدر أقدموا على حرق بطاقاتهم الانتخابية استجابة لقائدهم بعد هذا الإعلان.

الباحث السياسي مفيد السعيدي يرى في قرار الصدر مناورة سياسية تتكرر مع كل دورة انتخابية، “فهو يعلن الانسحاب ومن ثم تشكل لجنة لادارة شؤون التيار الصدري، وهذا نوع من التهرب من المسؤوليات وعدم عدم التصدي بشكل مباشر للشأن السياسي”.

اثار قرار الانسحاب ردود أفعال سياسية كبيرة وأطلق قادة حزبيون وزعماء ميليشيات مناشدات، وكان وفي مقدمتهم أبو ألاء الولائي زعيم ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” والذي دعا الصدر في تغريدة إلى “العدول عن قراره”، واصفاً الصدريين بأنهم “رأس الرمح في مقاومة المحتل واصرارهم على قرار إخراجه”، وأن وجودهم “ضمانة لاستقرار البلد”.

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي غرّد إثر إعلان الصدر، قائلاً إن العراق “أمانة في أعناق الجميع ولا يمكن تصور عدم مشاركة التيار الصدري في الانتخابات”، والتيار الصدري يشكل “شريحة مهمة في المجتمع”، فيما تناقلت أنباء عن احتمال زيارة رئيس الجمهورية برهم صالح الى الحنانه في النجف مقر إقامة الصدر لإقناعه بالعدول عن قراره باعتزال السياسة.

الباحث وسام الموسوي يرى أن خطوة الصدر هي “لعبة سياسية” سبق له أن استخدمها لتمنحه أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، لكن السحر قد ينقلب على الساحر، إذ “لا يمكن التكهن بنتائج الانتخابات المقبلة، خصوصاً انها تأتي بعد حراك احتجاجي يعد الأقوى في تاريخ العراق وهذا قد يقلب موازين النتائج”.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!