fbpx

لا انسحاب أميركي من العراق… ولا ايراني!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“من الصعب تصور أن الفصائل لا تستخدم وجود أي قوات أميركية في العراق من أجل التحشيد وإعطاء نفسها مهمة سياسية وأمنية جديدة بذريعة التواجد الأميركي، وهي تستفيد من ذلك الوجود لإعطائها شرعية جديدة بأن العراق لا يزال مهدداً وتحت الخطر، وتستخدم الوجود للضغط على حكومة الكاظمي”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يعيد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عرّاب الانسحاب الكبير من العراق عام 2011، ترتيب أوراق العلاقة العسكرية بين بغداد واشنطن، بعيداً من الطريقة الأفغانية التي تكللت بانسحاب شامل. في الحالة العراقية يعمل أوستن على إنهاء مهام قوات بلاده القتالية في العراق رسميا بحلول نهاية العام الحالي، واقتصار واجبها على تقديم الاستشارة والتدريب.

ويتذكر العراقيون أوستن عندما قاد القوات الأمريكية لدخول بغداد عام 2003 في أول مرة، وعندما غادرها في مهمة سحب نحو 50 ألف عسكري أميركي 2011، وحينما عاد إليها مجدداً خلال الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث شغل منصب القائد الثاني عشر للقيادة المركزية للقوات العسكرية بين عامي 2013 و2016، واليوم يقود مهمة جديدة تحت إدارة بايدن بإنهاء القتال للبعثة الأميركية في العراق.

وينسق الجنرال الوزير أوستن عمله مع العراق -وهو العارف بخريطته السياسية والأمنية- عبر تعاون عسكري جديد نتج عن الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، والتي توصف بأنها الأصعب.

وبحلول نهاية العالم الحالي تنتهي «المهام القتالية» للقوات الأميركية على أن يستمر التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى التدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي وبناء القدرات الاستشارية والتعاون في مجالات أخرى، بحسب بيان مشترك عقب لقاء في البيت الأبيض جمع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن، وقبل ذلك اللقاء أجرى الكاظمي والقادة العراقيون محادثات رفيعة المستوى في البنتاغون مع وزير الدفاع لويد أوستن، حول تفاصيل الوجود الأميركي وإعادة تعريف المهام.

منذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة «داعش»، ينتشر بموجبه نحو 3000 جندي للتحالف في البلاد، بينهم 2500 أميركي.

“الإطار الاستراتيجي”

في ختام الاجتماع الرابع للحوار الاستراتيجي الذي بدأ في 11 حزيران / يونيو العام الماضي، والذي يعد جزءا من اتفاقية الإطار الاستراتيجي (وقعت في العام 2008) للتعاون بين بغداد وواشنطن اللتين تبحثان عن علاقة طويلة الأمد، أكدت واشنطن «احترامها لسيادة العراق وتعهدها بمواصلة توفير الموارد التي يحتاج إليها للحفاظ على نزاهة أراضيه». 

في المقابل جددت بغداد التزامها بحماية أفراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب للقوات العراقية، على ألا يكون هناك أي وجود لقوات قتالية بحلول 31 كانون الأول / ديسمبر المقبل، مع إعادة تأكيد أن جميع قوات التحالف أتت بناءً على دعوة عراقية. 

الوفدان أكدا التزامهما بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية الصحافة، مشيرين إلى أن الانتخابات الحرة والنزيهة المقرر إقامتها في تشرين الأول المقبل «ستدعم سيادة العراق وديمقراطيته وتنميته».

يأتي إعلان إنهاء المهمة القتالية الأمريكية بعد 18 عاما على دخولها العراق، رغم أنه لا يؤدي إلى خفض كبير في عديد القوات، في أعقاب قرار الرئيس الديمقراطي بايدن الانسحاب الكامل من أفغانستان بعد ما يقرب من 20 عامًا على اجتياحها بقرار من الرئيس الجمهوري جورج بوش.

ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة «داعش»، ينتشر بموجبه نحو 3000 جندي للتحالف في البلاد، بينهم 2500 أميركي.

وترسل واشنطن بشكل متكرر إلى العراق قوات خاصة لا تُعلن عديدها، وللولايات المتحدة وجود عسكري في عدد من القواعد الجوية والعسكرية، يؤدون دور «مستشارين» أو «مدرّبين» بمناطق مختلفة من شمالي بغداد وغربها، وفي إقليم كردستان، من أهمها: «التاجي» (30 كم شمال بغداد)، و«بلد» (80 كم شمال بغداد)، و«النصر» قرب مطار بغداد الدولي، و«عين الأسد» في الأنبار (غرب)، و«القيارة» بمحافظة نينوى (شمال) و«قاعدة حرير» في أربيل. 

إقرأوا أيضاً:

إيران حاضرة في الكواليس!

وعلى الرغم من عدم وجود أي تصريح معلن في أن تكون إيران محوراً في المباحثات العراقية الأميركية فإن كواليس لقاء الكاظمي وبايدن سجلت حضوراً إيرانياً في ورقة ملاحظات بايدن؛ إذ رصدت عدسة المصورين تدوين الرئيس الأميركي ملاحظتين على ورقة كان يمسكها بيده، بينما كان يرد على أسئلة الصحفيين كتب فيها نقطتين، تتعلق الأولى ببلاده، جاء فيها:  «الولايات المتحدة مستعدة للرد على الهجمات»، أما النقطة الثانية فتتعلق بإيران وجاء فيها: «إيران تأخذ بعين الاعتبار وقف الهجمات»، وتأتي هذه الرسائل غير المباشرة في وقت تخوض واشنطن وطهران حرباً خفية في العراق، على وقع مفاوضاتهما النووية، بضربات متبادلة.  

وعن دلالات وتفسيرات تدوينة بايدن سياسياً، يعتقد الأكاديمي والباحث العراقي المقيم في واشنطن عقيل عباس «إن الرئيس الأميركي ينسى كثيرا ولا يقصد إيصال رسائل سياسية إلى الصحفيين، وهو يكتب دائما ملاحظات في مؤتمراته الصحفية».

وحول انعكاس الاتفاق على الداخل العراقي يرى عباس أنه «من الصعب تصور أن الفصائل لا تستخدم وجود أي قوات أميركية في العراق من أجل التحشيد وإعطاء نفسها مهمة سياسية وأمنية جديدة بذريعة التواجد الأميركي، وهي تستفيد من ذلك الوجود لإعطائها شرعية جديدة بأن العراق لا يزال مهدداً وتحت الخطر، وتستخدم الوجود للضغط على حكومة الكاظمي».

الفصائل قد تخفف معارضتها للوجود الأميركي في العراق، بحسب عباس، “لكنها ستعود إلى الضغط في وقت لاحق، أما إيران فلا أعتقد أنها ستقبل بالاتفاق بين بغداد وواشنطن”.

قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات المبكرة يحاول الكاظمي الاستفادة من الدعم الخارجي للتعويض عن موقعه السياسي في الداخل في مواجهة «الجماعات المسلحة» التي تواصل هجماتها على المصالح الأميركية في العراق ليس بالصواريخ فحسب، بل ايضاً بهجمات عبر طائرات مسيّرة، وهي أكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة إلى التحالف الدولي؛ وبلغ عددها نحو 50 هجمة منذ مطلع العام. 

إقرأوا أيضاً: