fbpx

ما بين سعد الحريري وباسم عوض الله

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الحريري عاد إلى بلاده، بعد تجربة استثنائية ومهينة عاشها وأسرته في الرياض، اما عوض الله فسيقضي 15 عاما  من عمره خلف القضبان ما لم تتمكن السعودية من استعادته كمواطن سعودي. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، علق المغني اللبناني راغب علامة وهو يقف على خشبة المسرح في موسم احتفالات الرياض قائلا : “في لبنان نتمنى وجود شخص مثل محمد بن سلمان لمكافحة الفساد”، وابتسم علامة سعيداً بتعليقه فيما صفق الجمهور الحاضر له.  

كان ذلك بعد مرور عامين على ما أثير حول اختطاف رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري واجباره على اعلان استقالته من الرياض، تزامنا مع ما سُمي حينها بحملة مكافحة الفساد التي طالت شخصيات سعودية نافذة بينهم أبناء الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ورجال أعمال ووزراء، مازال بعضهم حتى اللحظة قيد الاحتجاز دون توضيح لمجريات محاكماتهم أو ظروف سجنهم.

 في المقابل تابعنا في الأردن في الأسابيع الماضية ما عرف بقضية “الفتنة” التي أعلن مؤخرا عن الحكم فيها بإدانة كل من باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي الأردني السابق والمستشار الحالي لولي العهد السعودي. كما تمت إدانة الشريف حسن بن زيد أحد أبناء الأسرة الملكية الأردنية، بالسجن 15 عاما لكل منهما. 

ترى، أي النموذجين يتمنى علامة وغيره ممن أبهرهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟

باسم عوض الله يدفع ثمنها في الأردن، وسعد الحريري دفع ثمنها في بلده أيضاً

تتواتر الأحداث في السعودية بشكل متسارع منذ تولي العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز الحكم في البلاد عام 2015, وتولي نجله ولاية العهد عام 2017، فبين أمنية علامة واختطاف رئيس وزراء بلاده، ظهر الحريري  على المنصة إلى جانب محمد بن سلمان في جلسة بمنتدى مستقبل الاستثمار في الرياض في تشرين الأول/أكتوبر 2018 بُعيد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في جريمة قتل متعمدة ومروعة في قنصلية بلاده باسطنبول والتي شكلت نقطة تحول عالمية تجاه سياسات محمد بن سلمان. ظهر الحريري حينها حيث مازحه ولي العهد السعودي : “جالس يومين لا تروجوا لاختطافه”.

أدار الجلسة تلك رئيس الديوان الملكي الأردني السابق باسم عوض الله مستشار ولي العهد السعودي ونزيل السجن الأردني اليوم. 

مشهد يكاد يختصر مصير الرجلين عوض الله والحريري اليوم، فلكل منهما مصير مواز: الأول عاقبه بن سلمان، والثاني عاقبه عبدالله بن الحسين. 

الحريري عاد إلى بلاده، بعد تجربة استثنائية ومهينة عاشها وأسرته في الرياض، اما عوض الله فسيقضي 15 عاما  من عمره خلف القضبان ما لم تتمكن السعودية من استعادته كمواطن سعودي. 

وبرغم عدم وجود دليل معلن حتى اللحظة على ارتباط السعودية وتحديدا ولي العهد السعودي في هذا الملف، الا ان زيارة وزير الخارجية للأردن بعيد الحادثة لتسليم رسالة تضامن من العاهل السعودي، والحديث المستمر عن جنسية عوض الله السعودية يجعل للقضية  تحمل أبعاداً وخلفيات متداخلة. في الأردن، ما زال الكثير من الكلام يثار حول علاقة بن سلمان في قضية الفتنة، ما يعني أن الأول (الحريري) احتجز في السعودية لكونه مواطنا سعوديا، والثاني (عوض الله) تطالب السعودية باستعادته كونه سعوديا، هذه حكاية الجنسية السعودية في صيغتها الحالية ، أي صيغة الفقاعة التي صاغها بن سلمان وينجذب اليها كثيرون! 

باسم عوض الله يدفع ثمنها في الأردن، وسعد الحريري دفع ثمنها في بلده أيضاً. 

إقرأوا أيضاً: