fbpx

“حانة الست”: قصص مهجورة في حياة أم كلثوم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أظهرت الرواية حقيقة بعض جوانب الأنانيّة والانتهازيّة والحسد والمكايدات والصراعات في الوسط الفني، واللؤم لدى أم كلثوم، وكيف تسببت في خلق أزمات نفسيّة وحتّى جسديّة لعبدالحليم حافظ، وأجبرته على الركوع لها والاعتذار منها بذلّ ومهانة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل للمتخيّل الأدبي، الروائي تحديداً، أيّ آصرة بالتحليل النفسي؟ أو هل يستطيع التحليل النفسي أن يرتدي لبوس التخيّل الأدبي، ويتوارى خلفه، أثناء تناول حياة شخصيّة عامّة، ضمن عمل روائي؟ إذا كانت اشتغالات التأويل النقدي وانشغالاته، في أحد أوجهها، قائمة على تفكيك الشخصيّة لتحليلها، فكيف يمكننا نفي فعل توريط  التخيّل الروائي أو تشبيكه بين التأويل النقدي والتحليل النفسي؟ ربّما أولى بأرباب علم النفس والطبّ النفسي، أو النقّاد الأدبيين الذين ينحازون إلى التحليل النفسي للنصوص، الإجابة على تلك الأسئلة، من أرباب الصنعة من الروائيين والروائيات.

تلك الأسئلة وغيرها، برقت في الذهن، أثناء قراءتي رواية “حانة الست: أم كلثوم تروي قصّتها المحجوبة”، للروائي والقاص والصحافي المصري محمد بركة، التي صدرت من دار “المثقّف” المصريّة في 294 صفحة من القطع المتوسّط. هذه الرواية، وطبقاً لما يفصح عنه عنوانها الفرعي، تتناول سيرة “كوكب الشرق” أم كلثوم. ما يعني أن العنوان والمتن، كانا متلازمين منسجمين إلى درجة التعاضد والتلاصق أيضاً، ولم يكن توظيف اسم أم كلثوم، من باب الاستثمار الذي يحاول جذب القارئ واستدراجه، من دون أن يقدّم المتن ما يروي فضوله. على العكس، عرضت “حانة الست” حياة أم كلثوم، منذ الولادة والطفولة، الفقر والعوز، وإلى مرحلة الشهرة والغنى والبطر والغطرسة والنمردة، وصولاً إلى مرحلة النهاية، وحديث روحها المحلّقة فوق جسدها، وهي تختتم الرواية، بمثل ما افتتحتها، عبر ضمير المتكلّم الخفي.

ومع ذلك، لا يمكنني اعتبار “حانة الست” من طينة روايات السيرة الذاتية، لأكثر من سبب، لعلّ أبرزها: عنصر الخيال الذي أضاف إلى السيرة المتداولة المعروفة. لكن أن تكون خاتمة الرواية سؤالاً، في سياق كلمات أغنية “حانة الأقدار”: “حانة الأقدار… عربدت فيها لياليها، ودار النور، والهوى صاح *** هذه الأزهار كيف نسقيها وساقيها بها مخمور، كيف يا صاح؟”. (ص290). ثم يكرر الكاتب السؤال على لسان بطلته التي تغادر الحياة بذلك السؤال “حقّاً وصدقاً كيف؟”، هذا السؤال، لا يقفل نهاية العمل بموت بطلته، بل يبقيها مفتوحة على المزيد من الأسئلة. ذلك أنه مهما بلغت حياة المشاهير من الشفافيّة والشيوع، والقيل والقال، واللبس، هنالك دائماً مساحة من الغموض والمسكوت عنه، يفترض أن يلوذ الكاتب بها، ويحرّك أسئلته هناك.

وهذا ما فعله محمد بركة. وعليه، وسط اختلاط الواقعي المعروف والمتداول عن أم كلثوم، والمتخيّل الذي أضافه بركة في هذه الرواية، تظهر صورة جديدة لهذه الفنانة. صورة غير نمطية، أشكلت على القارئ، بحيث صار من العسير عليه الفصل بين الحقيقي والمتخيّل. وهذه نقطة تسجّل للمؤلّف. وهنا مكمن المجهود الإبداعي الذي بذله محمد بركة، إذ قدّم عملاً لن يثير جدلاً وحسب، لجهة كميّة المعلومات الجديدة الواردة، بل على صعيد اللؤم السردي، وسياقات إعادة ترتيب السيرة، والانحياز للأسئلة. ذلك أنه قلّما يختتم روائي عمله بعلامة استفهام وطرح سؤال! هنا، حيرة القارئ العادي، وربّما الناقد أيضاً، تلزمهما بضرورة البحث وإعادة النظر في مجمل ما قرأه عن أم كلثوم، لمعرفة الحقيقي من المتخيّل الأدبي في “حانة الست”، ليكتشف أن بعض ما وصله من معلومات قيل عنها إنها حقيقيّة، اتضح أنه غير ذلك، أو مبالغ فيه، أي متخيّل. 

وبالتالي، يمكن إحلال المتخيّل في “حانة الست” محلّ الحقيقي في الأعمال الروائيّة أو التلفزيونيّة التي تناولت حياة هذه الفنانة العريقة. ملعب خطير دخله محمد بركة، ولعبة روائيّة خطرة حاول خوضها، والرهان كان وما زال وسيبقى على سؤال الإبداع متّقداً؛ وما الذي أضافه بركة إلى سيرة أم كلثوم عموماً، وإلى ما راكمه من خبرة ودهاء، كحكّاء وسارد، له تجربة يعتدّ بها في فنّ كتابة الرواية، على وجه الخصوص. 

الأنوثة المغدورة

“عنقي غليظ، أكثر مما تظنون. سمرة بشرتي تفاجئ كثيرين من جمهوري حين يطالعون صوري القديمة بعد معالجتها بالألوان… صوتي يقع في المنطقة الوسطى بين الذكورة والأنوثة… كفّي رجوليّة ضخمة، وأصابعي لم توهب طراوة أصابع بناتكم الحسان (…) وحين ارتديت نظاراتي السوداء صباحَ مساء، طبعت واحدة من أعجب الصورة النمطية لعجوز، لا يوجد ما يثبت أنوثتها سوى خانة النوع في البطاقة الهويّة” هكذا تقدّم البطلة نفسها، بضمير المتكلّم المفرد. كاشفة عن حيرتها، لجهة الخشونة التي يميل إليها في جسدها وصوتها، وتحاول التماس المبررات لذلك على ابنة الفلاحين المعدمين… وإصابتها في الغدّة الدرقيّة. ثم أضافت إلى ذلك أنها “تعلّمت أن الأنوثة عار، فعشت أجمل سنوات العمر متنكّرة في عقال بدوي، ومعطف أزرق وحزام يشد البطن، حتّى أبدو للجميع رجلاً من ظهر رجل، فتتجنّب عائلتي فضيحة أن لديها ابنة تغنّي” (ص6). ما تلبث أن تطرح البطلة على نفسها السؤال الذي حام حول ميول أم كلثوم، واحتمال أن تكون مثليّة، بقولها: “هل يعني هذا أنني عشت أعاني خطباً؟ اضطراب غامض في الميول والرغبات؟” (ص6). ومعلوم شائعات أثيرت بهذا الخصوص حول ميولها المثليّة. لكنها، في هذه الرواية، تنفي عن نفسها تلك الشائعة (التهمة): “أنا راهبة الإسلام، خاتمة المطربين والنساء، يأتي اليوم الذي تختصرون فيه تاريخي في شائعات رخيصة وهمساتٍ جبانة” (ص6). 

وسأتحدّث عن ذلك لاحقاً. بمعنى آخر، صحيح أن الرواية كشفت الكثير من تفاصيل حياة أم كلثوم غير المعروفة أو المتداولة، إلا أنها، في غضون ذلك، وعلى لسان البطلة، كشفت الكثير من التفاصيل الأخرى عن حياة فنانين وملحّنين آخرين أيضاً. على سبيل الذكر لا الحصر؛ عبدالحليم حافظ، محمد عبدالوهاب، أسمهان، أحمد رامي، رياض السمباطي، محمد القصبجي… وآخرين وأخريات، وتشير إلى خلافاتها معهم، وكيف عالجت أم كلثوم تلك الخلافات بعناد وغطرسة.

كذلك فتحت رواية “حانة الست” ملف علاقات أم كلثوم السياسيّة، وكيف أنها كانت مطربة الملوك والرؤساء، وغنّت للملك فؤاد، ومن بعده للملك فاروق، ولملك العراق فيصل، ثمّ غنّت لجمال عبدالناصر ونظامه، وكيف كانت تستثمر علاقاتها السياسيّة لتصفية خلافاتها مع بقية الفنانين. وأظهرت الرواية حقيقة بعض جوانب الأنانيّة والانتهازيّة والحسد والمكايدات والصراعات في الوسط الفني، واللؤم وكيد النساء لدى أم كلثوم، وكيف تسببت في خلق أزمات نفسيّة وحتّى جسديّة لعبدالحليم حافظ، وأجبرته على الركوع لها والاعتذار منها بذلّ ومهانة. كذلك كشف العمل عن طبيعة علاقة أم كلثوم مع عائلتها؛ والدها، أمها، شقيقها، وأختها…الخ، وعدم رضاها، بل انتقادها الشديد لوالدها وشقيقها.  

جدل العنوان

في انتقاء عناوين رواياتي، أجدني أكثر ميلاً إلى العناوين المركّبة، شريطة ألا يكون العنوان الفرعي، شرحاً للعنوان الرئيس. وعليه، “حانة الست” عنوان لافت، مبهم، يثير الفضول. بينما العنوان الفرعي “أم كلثوم تروي قصّتها المحجوبة”، يأتي لشرح العنوان الأول. وأكاد القول: العنوان الفرعي، قلل من شأن العنوان الرئيس، لجهة قتل الغموض الذي كان يوحي به. زد على ذلك، العنوان الفرعي، انعكس سلباً أيضاً على المتن و”فضحه”، وفق القول الدارج: “المكتوب مبيّن من عنوانه”! ما يعني أن القارئ سيعرف سلفاً أن الرواية عن أم كلثوم، وأن الوارد فيها سيكون مختلفاً عن المتداول والمعروف عنها، ومن طينة المحجوب أو المسكوت عنه، وها هو يظهر للعلن على لسان صاحبة الحكاية نفسها.

والسؤال هنا: هل كل ما ورد في الرواية كان محجوباً وغير معروف لدى القاصي والداني؟ طبعاً لا. إذا كان المتن يتناول “السيرة المحجوبة” على لسان صاحبتها، وهي حقّاً هكذا، إلاّ أن تفاصيل كثيرة واردة هنا، معروفة ومكشوفة، ولا حجاب عليها. إذاً، والحال تلك، كيف يستطيع القارئ أو الناقد، أن يقدّر نسبة الجديد، المحجوب، الذي كشف عنه بركة في روايته هذه، وأضافه إلى كم الكتب والأفلام الوثائقيّة والمسلسلات والأفلام التي تناولت حياة أم كلثوم؟ صحيح أننا هنا لسنا إزاء رواية وثائقيّة بدليل التنويه الموجود في نهاية الكتاب وشفاعته: “الوقائع الواردة في هذه الرواية حول حياة السيّدة أم كلثوم، صاغها خيال المؤلّف استناداً إلى وقائع مغيّبة وحقائق منسية” (ص291)، لكن الصحيح أيضاً، أن المتخيّل الروائي، أو الخيال الروائي لدى بركة، كان من الجرأة بحيث تطرّق إلى جوانب حساسة من تجربة الفنانة و”الهرم الرابع” في مصر. 

مقصدي مما سلف، في انتقاء العنوان الفرعي “أم كلثوم تروي قصّتها المحجوبة” غلب الطابع الصحافي (الإعلاني) على الجانب الفنّي، للفت انتباه القارئ وجذبه. وهذا الأمر، أجده جائزاً بل مستحبّاً في التحقيقات الصحافية الاستقصائيّة أو الحوارات الصحافيّة، واعتبرهُ مكروهاً على صعيد فنيّة العناوين الروائيّة. وربّما أكون مخطئاً أيضاً. إذ أجد أن العنوان الفرعي، إن لم يزد من غموض العنوان الرئيس، أقلّه يفترض به ألاّ يخفف من ذلك الغموض، ويترك للمتن؛ الرواية، حريّة فك شفرة العنوان. إجمالاً؛ أتت لغة المتن بسيطة، فصيحة، مطعّمة بالعاميّة المصريّة أحياناً، تتخللها نفحات شعريّة، عذبة.

إقرأوا أيضاً:

سؤال المثليّة

حامت شبهات المثليّة الجنسيّة حول أم كلثوم. وأشارت رواية “حانة الست” إلى ذلك، على لسان البطلة، نفياً لتلك التهمة، وذمّاً وتقريعاً لأصحابها وسخطاً وغضباً عليهم، ومدحاً وتفخيماً وتعظيماً للذات.

يحاول الروائي نفي المثليّة عن أم كلثوم، على لسانها بالقول: “نعم، أحببتُ النساء حبّاً رقيقاً ناعماً له ملمس الحرير، لكنه ليس ذلك الحبّ الشرير الذي يلهم قصيدة شريرة (…) لي أكثر من صورة أتبادل القبلات في الفم مع بعض المعجبات” (ص7). 

هنا، ينصّب بركة نفسه محامي دفاع عن أم كلثوم، عبر نفيه شبهة المثليّة الجنسيّة عنها، على لسان البطلة نفسها. لكن هذا النفي الواضح الصريح الدامغ الساخط الذي لا لبس فيه، ولا يقبل الجدل، ربّما يرى القارئ أن الكاتب نفسه، وفي نهاية الرواية، يعيدُه إلى المربّع الأوّل، بشكل خفي “ألعوباني” وبنفس المتخيّل الروائي اللئيم المحنّك، في لحظات مفارقة أم كلثوم الحياة في المستشفى: “… انفصلتُ عن جسدي تماماً، أرقبُ بتعاطف حيرة الأطباء وذعر الممرضات، وددت لو أهمس في أذن ممرضة شابّة ناعمة للغاية بواحدة من أحبّ الألحان إلى قلبي، فلم أستطع” (ص289). 

يعني، روح أم كلثوم، وهي في أعلى الغرفة، تشرف على تفاصيل مشهد البكاء والنحيب، وحيرة الأطباء وذعر الممرضات، وسط أجواء الحداد والنحيب تلك، كانت أم كلثوم تودّ أن تهمس في إذن ممرضة شابّة جميلة ناعمة، بأحبّ لحن على قلبّها، لكن لم تستطع فعل ذلك! هذا المتخيّل الروائي الجميل واللئيم، كفيل بنسف نفي شبهة المثليّة الوارد في بداية الرواية. وكأنّ الكاتب يريد تعزيز موقفه في حال اتهمه البعض من عشّاق أم كلثوم و”عبدتها”، بأنه يثبت شبهة المثليّة عليها، عبر إبراز ذلك النفي (الشكلي) في مستهلّ الرواية. ولأن الأمور بخواتمها، فهل سيأخذ القارئ بالنفي الموجود في بداية “حانة الست”، أم بالخاتمة التي تعيد إثارة شبهة المثليّة، في نهاية الرواية؟ وعليه، إنه الصنف من الروايات القائمة على الدهاء والحنكة، كأنّ الروائي يودّ دسّ سرّ ضمن النصّ، أو يحاول اقتراف الجريمة الكاملة عبر كتابة عمل روائي. وينتظر قارئاً أكثر لؤماً منه، يحاول الاجتهاد وحرث النصّ، والتقاط شِفراته وتفكيكها وتحليلها.

التفويض

محمد بركة؛ الصحافي، القاص، والروائي المصري، بعد أربع مجموعات قصصيّة، وأربع روايات؛ “الفضيحة الإيطاليّة” (2005)، “عشيقات الطفولة” (2012)، “الزائر” (2017)، و”أشباح بروكسل” (2019)،  حاول في رواية “حانة الست” توظيف ما راكمه من خبرته في تلك الأصناف من الكتابة. ومنح نفسه تفويضاً متخيّلاً من أم كلثوم على أنها هي التي خوّلته كتابة هذه الرواية: “سكنتُ جسد كاتبي. خبرتُ هواجسه، وبيدي الشريفة رفعت الغطاء عن بئر مخاوفه: ستكتبني بحبّ، فلا تخشى أحداً. قل لمن يلومك: عظمة أم كلثوم الفعليّة تتجلّى عبر اكتشاف الحقائق الخاصّة بحياتها، وليس بإضافة المزيد من الأساطير. قل: آن الأوان أن نحبّها بطريقة جديدة، عبر اكتشاف إنسانيّتها” (ص8). 

في هذا المقتبس، يظهر التحسّب الاستباقي والاستشرافي لاحتمال ما يمكن أن تثيره الرواية من زوابع تطاول الكاتب. ومع ذلك، تبقى “حانة الست” رواية الأسئلة المشروعة التي تحاول إزالة ستار القداسة عن الشخصيّات العامّة، عبر وضع أم كلثوم، وسط لؤم التخيّل الأدبي وخبثه. ذلك أن تراكم طبقات القداسة على المبدعين، بفعل الإعلام والنقّاد والأنظمة، بحاجة إلى مطارق من صلب التخيّل الأدبي العنيد واللئيم، حتّى تمكن إعادة الشخصيّات العامّة إلى التوازن الإنساني، بكل ما فيه من اختلال، وانفعالات، رغبات مشروعة ومشبوهة أو مشتبه بها. ربّما تفتح رواية “حانة الست” الباب لظهور روايات عن “حانات” أخرى تتناول حيوات فنانين ومبدعين ومبدعات، أكسبهم الإعلام والنقّاد هالة القداسة، والاقتراب منهم، ونبش سيرهم، باتا من المحرّمات. يعني، هل يمكن أن نقرأ رواية تتناول حياة نجيب محفوظ، بخلاف ما يعرفه القارئ المصري والعربي عن هذا المبدع، وبات مكرّساً في الوعي الثقافي والنقدي؟ أو روايات عن حياة الملك فاروق، أو محمد نجيب، أو عبدالناصر، بالضدّ من السرديّة الرسميّة الناصريّة عنها؟ إجمالاً، أعتقد أن “حانة الست” فتحت أبواب متحف الزعامات السياسيّة والثقافيّة المقدّسة في مصر، أمام رياح المتخيّل الروائي النقدي، وربّما الساخر أيضاً. بابٌ، ربّما تحاول السلفيّة السياسيّة والثقافيّة والنقديّة، إيصاده. فهل ستنجح في ذلك؟

إقرأوا أيضاً: