fbpx

اتهامات لتركيا وميليشياتها السورية بنبش مقابر عفرين وسرقة شواهدها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

محاولات التغيير الديمغرافي الكردي لم تسلم منه حتى المقابر.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

على سفوح تلال عفرين وفي محيطها وقراها تنتشر عشرات المدافن التي تحول  بعضها إلى أكوام من حجارة، وبعضها الآخر سويت بالأرض، وشيدت فوق هياكل الموتى اسواق بيع المواشي ومراكز عسكرية وأخرى مدنية في خطوة وصفها الفارون من المدينة والنشطاء المدافعون عن حقوق الإنسان بـ”محاولة التغيير الديموغرافي  والقضاء على هوية المنطقة ذات الغالبية الكردية”.

كما حولت السلطات المحلية المدعومة من أنقرة  شواهد المقابر الى تجارة رابحة بعد “انتشالها وبيعها في الاسواق” بحسب شهادات الهاربين من مدينة عفرين الذين وصلوا مؤخراً الى مناطق الشهباء في الريف الحلبي.

يقول محمد، مفضلاً عدم الافصاح عن اسم شهرته، وهو واحد من الفارين من عفرين  باتجاه الشهباء، إن اتساع دائرة العنف الممارس ضد من بقي في عفرين من خطف وقتل وابتزاز دفعت به و30آخرين إلى حزم امتعتهم والهروب تحت ظلام الليل في اتجاه مخيم برخدان وسردم لنازحي عفرين في ريف الشهباء.

تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تُظهر عناصر من المجموعات السورية المعارضة، الموالية لأنقرة، ينتهكون إحدى المقابر في عفرين، ويقومون بتخريبها وتحطيمها ونبشها في المدينة التي هجرها سكانها الكُرد بعد احتلالها من قبل الدول التركية والفصائل السورية المعارضة  منذ آذار

وحول استمرار مشهد انتهاكات المقابر يشير محمد إلى أن فصائل المعارضة السورية “نقلت هياكل الموتى من مقبرة أفستا مؤخراً  في المدينة التي كانت تحوي رفات العسكريين من وحدات حماية الشعب والمدنيين  وكومتها ورمتها داخل ابار جفت مياهها في محيط المراكز العسكرية التابعة للفصائل في ريف المنطقة”.

ونقلت وسائل اعلام كردية قيام فصيل فيلق الشام  بقيادة شخص يدعي أبو أشعد بقطع اشجار مقبرة خاصة تضمّ رفاة أطفال، في منطقة ميدانا التابعة لناحية راجو بريف عفرين فيما قامت بجرف مقابر أخرى.

وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تُظهر عناصر من المجموعات السورية المعارضة، الموالية لأنقرة، ينتهكون إحدى المقابر في عفرين، ويقومون بتخريبها وتحطيمها ونبشها في المدينة التي هجرها سكانها الكُرد بعد احتلالها من قبل الدول التركية والفصائل السورية المعارضة  منذ آذار2018 ، تاركين وراءهم شواهد مقابر موتاهم من أحبّتهم والمقاتلين الذين استبسلوا في الدفاع عن المدينة إثر هجوم عسكري  تركي واسع مع فصائل سورية موالية لها ربيع عام 2018.

جاء ذلك بعد إعلان وزارة الدفاع التركية في تغريدة نشرتها عبر حسابها الرسمي على تويتر عثورها على حوالي 73 جثة داخل أكياس في مقبرة  بمدينة عفرين، واتهمت وحدات حماية الشعب الكردية بارتكاب جريمة حرب.

واتهم رحمي دوغان محافظ مدينة هاتاي الحدودية مع سوريا المقاتلين الأكراد بارتكاب مجزرة بحق المدنيين الذين دُفنت جثثهم في المقبرة المكتشفة، من دون تقديم أدلّة على اتهاماته، وقال إن الجثث تعود لأهالي عفرين وقد أعدمتهم وحدات حماية الشعب قبل أيام من الهجوم التركي على المدينة في مارس آذار 2018.

إقرأوا أيضاً:

رواية مغايرة

من جانبه، نفى ابراهيم شيخو المتحدث الرسمي لـ”منظمة حقوق الإنسان في عفرين”، وهي منظمة مدنية تنشط داخل مناطق الإدارة الكردية، الرواية التركية. وأكد شيخو لـ”درج”، أن المقبرة تعود لمدنيين وعسكريين دُفنوا على عُجالة بعد محاصرة عفرين وقصفها بسلاح الجو التركي طيلة ثمانية وخمسين يوماً متواصلة لم تتمكن فِرق الإنقاذ من دفنهم في مقابر قراهم بسبب قطع الطرقات المتصلة بالمدينة والمقابر المخصصة في ضواحيها وقراها.

وكانت القوى الأمنية التابعة للتشكيلات السورية المعارضة قد أبلغت عدداً من الصحفيين، أن المقبرة تعود لقوات سوريا الديمقراطية وأنهم ظنوا أنها مقبرة جماعية بسبب عدم وجود شواهد موضوعة عليها.

ردّ تقرير لمؤسسة “سوريون من أجل الحقيقة” وهي منظمة حقوقية معنية بتوثيق الانتهاكات في سوريا، على الادعاءات التركية، ووصفتها بالمضللة، وحمّلت أنقرة المسؤولية عن ضحايا المقبرة، وأكدت في بيانٍ أن فريق التحقيقات الخاص بالمنظمة جمع عشرات المقاطع المصورة والصور، وجرت مقارنتها مع صور الأقمار الاصطناعية التي صوّرت مكان وجود المقبرة والتي أظهرت عدم وجودها خلال المدة التي سبقت عملية الاجتياح التركي لعفرين.

كما أكد القيمون على “سوريون من أجل الحقيقة”  تواصلهم مع شهود عيان في عفرين فنّدوا الاتهامات التركية، وأفادوا أن إنشاء المقبرة  بشكل استثنائي وعلى عجالة في منتصف اذار من 2018، وذلك بسبب عدم قدرة المدنيين والسلطات المحلية آنذاك على دفن موتاهم في مقابر رسمية نتيجة الحصار المُطبق عليهم من قبل القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها.

 شيار عفرين وهو ناشط اعلامي وأحد الشهود المتطوعين الذين شاركوا اثناء حصار عفرين في دفن العسكريين والمدنيين الذين قضوا خلال العمليات العسكرية  التركية على المدينة، يفنّد ادعاءات الحكومة التركية حول المقبرة ويؤكّد لـ”درج” أنهم وضعوا كل جثة بعد تكفينها في كيس دونوا عليه اسم المتوفي وحافظوا على التباعد بين الجثث في المقبرة  واضاف :” كنا نخطط كفريق تطوعي على اعادة دفن الجثث في المقابر الخاصة  بالقرى التي يتحدرون منها في حال هدأت الأوضاع لكن احتلال عفرين حال دون ذلك”.

إقرأوا أيضاً:

شواهد القبور للبيع

وتواصل المجموعات السورية المسلحة المسيطرة على عفرين تخريب المقابر ونبشها ونهب شواهد مقابر الموتى وعرضها كسلعٍ، كما يكشف شيخو، مشيراً إلى أن “المزارات الدينية في عفرين وريفها ومنها عائدة للإيزديين باتت في مرمى عمليات السلب والنهب التي تنفذها فصائل أنقرة المسلحة من السوريين، مؤكداً أن سياسة تدمير المقابر في عفرين بدأت منذ الساعات الأولى لاحتلال المدينة ومنها مقبرة قرية “شيخورزي” التي دُمّرت لغرض البيع أو تحويلها لأسواق لبيع المواشي بعد اقتلاع الموتى من قبورهم”.

يؤكد شيخو أن الآليات التركية الثقيلة جرفت قبل حوالي أسبوعين مقبرة كانت تقع بجانب مبنى المجلس المحلي في عفرين، واستخرجت 70 جثة تعود لمدنيين وعسكريين قضوا خلال الهجمات الجوية التي نفذّتها الطائرات التركية على المدينة في شباط  2018.

من جانبه، يكشف الصحفي والناشط الحقوقي دلشير آفاستا المنحدر من مدينة عفرين لـ”درج”، أن جرافات التشكيلات السورية المعارضة التي تعرف بالجيش الوطني السوري المعارض، دمّرت مقبرة أثرية في عفرين وأخرى في قرى آفستا ومتينا وقازقلي وحولتها لأسواق بيع الماشية، بعد سرقة شواهد القبور: “لقد دمروا مقابر أحبتي واقربائي في عفرين وسرقوا شواهد القبور الرخامية وباعوها، كما نبشوا مقابر الإيزيديين، الذين اعتادوا دفن اغراض موتاهم الثمينة وحليهم الذهبية معهم، وجرفوا مزاراتهم الدينية ودمروا المقابر وفجروا بعضها منذ اليوم الأول لاحتلالهم المدينة”.

وكانت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين” قد اتهمت في بيان لها مقاتلي لواء صقور الشمال المنضوي تحت راية الجيش السوري المعارض الموالي لتركيا بنهب وتخريب وسرقة شواهد المقابر ورخامها في قرية شيخورزه في ناحية بلبل بعفرين وامتدت عمليات نبش المدافن من قرى حفتار وعبودان  الى بلدة جنديرس وحسن ديرا في ناحية بلبل  تحت انظار الدولة التركية وجنودها.

إقرأوا أيضاً: