fbpx

لعنة الوجوه اللبنانية المبتسمة في قصر المهاجرين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نعم انتصر المحور ومات الناس، تماماً مثلما انتصر بشار الأسد وانتهت سوريا، فالمهم في حضرة هذا الانتصار الكبير أن نحيي الأعراس في قصر المهاجرين وفي فنادق النجوم الخمس.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كان على حلفاء النظام السوري في لبنان، وعلى أتباعه أن يعيدوا الأمانة لبشار الأسد، وها هم يفعلونها، فيتقاطرون زرافات ووحداناً إلى دمشقه، ويحتفلون باستسلام لبنان مجدداً لإرادة المحور. 

الخطوة الأولى كانت توجه وفد وزاري “رفيع” إلى دمشق ليطلب “مساعدة” من نظامها، والخطوة الثانية كان زفاف نجل وئام وهاب في قصر المهاجرين الذي كان سبقه حفل مُهيب للعروسين، أين منه حفلا زفاف ابني مدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان ومدير عام الأمن العام عباس إبراهيم، ناهيك بحفل زفاف ابنة القيادي في “حزب الله” نوار الساحلي الذي لا ندري ما إذا كان انتهى في قصر المهاجرين!

نعم لقد انتصر أهل “المحور” ولبنان الآن جوهرة بين أيديهم! لبنان هذا يليق ببشار الأسد وبحسن نصرالله، وبعرائس أهل النظام وهم يتغطرسون في فنادق الخمس نجوم، فيما اللبنانيون المهزومون جوعى ويحتضرون على أبواب المستشفيات. انتصر أهل المحور ولم يُهزم سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، فهؤلاء يحيون احتفالات موازية في صوامع الخمس نجوم الخاصة بهم. انتصر بشار الأسد بعدما قتل نصف مليون سوري وهجّر نحو عشرة ملايين ودمر المدن والأرياف! وانتصر حسن نصرالله وربعه بعدما سطت المصارف على ودائع نحو مليون ونصف المليون لبناني، وبعد انفجار دمر العاصمة وبعد اختناق اللبنانيين بإفلاس أتى على كل شيء، وها هم يتزاحمون على أبواب السفارات بحثاً عن فرصة للهرب تشبه الفرصة التي أتيحت لأقرانهم الأفغان، ما أن انتصر أهل المحور هناك. وعلينا هنا أن نلحظ تشابهاً بين طالباننا المنتصرة وطالبانهم العائدة، فالعائدون من كلا المحورين يحتفلون بالانتصار على أميركا من جهة، ويبدون غبطة لإمكان أن تبدأ واشنطن بإعادة النظر بالعقوبات التي فرضتها عليهم من جهة أخرى. فالفارق يا أيها المنتصرون ليس كبيراً بين المشهد في مطار كابول والمشهد في مطار بيروت، لا من حيث كثافة المغادرين ولا من حيث انقطاع الكهرباء. 

نعم انتصر أهل المحور وانتهى لبنان. الوجوه المبتسمة في قصر المهاجرين لا أثر عليها لعلامات النهاية، والصحافيون الذين احتلوا الشاشات لتحليل المشهد لم تعد المأساة اليومية في بيروت جزءاً من همومهم. الغبطة تغمر وجوههم كما لو أن الزمن عاد بهم عقدين إلى الوراء. ترسانة مفوهي النظام السوري استيقظت من سباتها لتفسر لنا ما يحصل في فنادق دمشق وفي قصور السلطة فيها. إنها وقاحة المنتصرين تلك التي ارتسمت على وجوههم، فيما الناس يئنون جوعاً ومرضاً. 

كان علينا نحن ضيّقي الأفق والمعرفة، أن نعرف سر الاختناق اللبناني. لا كهرباء في لبنان من دون عقد هذا الصلح المهين. لكن هل سيأتينا هذا الصلح بالكهرباء؟ فالكهرباء انقطعت لأن أهل المحور وخصومهم غير المهزومين سرقوا الودائع، والانفجار الكبير حصل لأننا كنا نستورد الأمونيوم للنظام لكي يقصف شعبه، والبنزين اختفى لأنهم كانوا يهربونه إلى نظامهم في دمشق. وحين كان أمين عام “حزب الله” يتحدث عن حصار وعقوبات تقف خلف هذا الاختناق وكنا نتساءل عن أي حصار يتحدث، كان علينا أن نعرف أنه يعني حصار النظام في سوريا، والعقوبات التي فُرضت عليه، وكان علينا نحن أن نكسر الحصار وأن نلتف على العقوبات. هذه مهمتنا وقد أنجزناها ودفعنا بلدنا ثمناً لها.

ليس صعباً أن نعترف بالهزيمة، فهذا شأننا منذ أكثر من عقد. لكن كيف سيصرفون نصرهم وسط هذا الخراب كله؟ صحيح أنه نصر يليق بهم، لكن عليهم أيضاً أن يحددوا هوية من أصابته الهزيمة. فهل من أصابته العتمة من بيئة أهل المحور منتصر؟ أو من قتله الانفجار أو من مات بعدما عجز عن الحصول على الدواء منتصر أيضاً؟ 

نعم انتصر المحور ومات الناس، تماماً مثلما انتصر بشار الأسد وانتهت سوريا، فالمهم في حضرة هذا الانتصار الكبير أن نحيي الأعراس في قصر المهاجرين وفي فنادق النجوم الخمس.    

إقرأوا أيضاً: