fbpx

حكومة مسيلة للدموع

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بلا أي برنامج مكتوب وبلا خطة عمل واضحة، خرج ميقاتي ليبكي أمام اللبنانيين، هو الذي سُئل قبل أسابيع خلال زيارة له إلى قصر بعبدا عما إذا كان قد ناقش برنامج الحكومة مع رئيس الجمهورية، فأجاب: “لم نتطرق إلى ملف البرنامج الحكومي لكن البرنامج موجود في ذهني”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

غصّ نجيب ميقاتي بدموعه في كلمته بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة بعد 13 شهراً من استقالة حكومة حسان دياب. كادت دموعه تخونه وهو يتحدث عن معاناة اللبنانيين، عن الأطفال والحليب، عن الأبناء وأسئلة الهجرة للآباء، عن الأمهات اللواتي يعانين لشراء “حبة بانادول”. قال ذلك عن الأمهّات، وحكومته ذكورية بـ23 رجلاً مع خرق نسائي يتيم تمثّل في إسناد وزارة التنمية الإدارية إلى نجلا رياشي. 

هي “دموع من القلب”، كما قال ميقاتي، وهي دموع يعرف اللبنانيون أنها على ما سيأتي، وليس على ما ولّى فقط. يبكي رئيس الحكومة، لأنه يعلم تماماً أن حكومته التي أعلنت بالأسماء قبل كلمته، ستكون مسيلة للدموع بكل ما للكلمة من معنى. 

حكومة فيها حصة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر وزير المالية يوسف الخليل، وحصة لبشار الأسد عبر جورج قرداحي وحصص لأحزاب المنظومة، وثلث معطّل ضمني لجبران باسيل، سيكون دورها إبكاء اللبنانيين بدل الدموع دماً. سيرفع الدعم، لأن “لا مال لندعم” كما صارح ميقاتي اللبنانيين في كلمته. وستستمر سياسة التسوّل. سيطرق ميقاتي كما أكد، أبواب العالم العربي “لوصل ما انقطع”، وسيعمل مع صندوق النقد الدولي، لإدارة الفقر، بعد إحراق جميع المراحل واستنفاد جميع الحلول التي كانت ممكنة قبل فوات الأوان. 

في كلمته، شكر ميقاتي حسان دياب. شكره على إنهائه الـdirty job، وعلى فوات الأوان. ولا شيء أسوأ من فوات الأوان عموماً، لكن ليس بالنسبة إلى ميقاتي. سيقال إن الأوان قد فات في ولاية حسان دياب، وإن ميقاتي يعمل في زمن الاستحالات الاقتصادية. يأتي ميقاتي بعد حسان دياب، وسيقدّم نفسه على أنه “الكحل” وأنه أفضل من “العمى”. وسيقدم لنا “حلولاً” ترقيعية من وزراء ينتمون إلى منظومة كانت هي سبب المشكلات كلها. 

“الناس شبعت كلام”، قال ميقاتي، بعدما تحدّث لما يزيد على 12 دقيقة كانت كلها كلام بكلام، ولم يأت على ذكر التحقيقات في انفجار المرفأ بكلمة واحدة. تغاضى عمداً عن الحديث عن الجريمة التي استقالت بسببها حكومة دياب، في وقت تعمل المنظومة السياسية على دفن التحقيقات، ومهاجمة المحقق العدلي. 

بلا أي برنامج مكتوب وبلا خطة عمل واضحة، خرج ميقاتي ليبكي أمام اللبنانيين، هو الذي سُئل قبل أسابيع خلال زيارة له إلى قصر بعبدا عما إذا كان قد ناقش برنامج الحكومة مع رئيس الجمهورية، فأجاب: “لم نتطرق إلى ملف البرنامج الحكومي لكن البرنامج موجود في ذهني”. فعل الأمر نفسه في كلمته اليوم. قال إنه يُفترض على رئيس الحكومة بعد إعلان الأسماء أن يقرأ بياناً مكتوباً يحدد فيه برنامج حكومته وتوجهاتها. لكنه قرّر، بدلاً من البرنامج، أن يتحدث إلى اللبنانيين “بكلام من القلب”. لا برنامج لحكومة ميقاتي. هذه حكومة ارتجال على مسرح قائم فوق الركام، فوق جثث ضحايا انفجار المرفأ، وفوق أكتاف الفقراء والمسحوقين. 

إقرأوا أيضاً: