fbpx

هل الاستخبارات الروسية وراء مقتل 3 صحافيين معارضين لبوتين في أفريقيا؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أعاد مقتل 3 صحافيين روس في افريقيا الوسطى، كانوا يعدّون فيلماً وثائقياً عن التدخل الروسي في النزاعات الداخلية في دول أخرى، تسليط الأضواء على نشاطات وأدوار المرتزقة الروس من جيش (فاغنر) وشركته الامنية الروسية شبه العسكرية التي تقاتل بدفع من موسكو في عدة جبهات خارجية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أعاد مقتل 3 صحافيين روس في افريقيا الوسطى، كانوا يعدّون فيلماً وثائقياً عن التدخّل الروسي في النزاعات الداخلية في دول أخرى، تسليط الأضواء على نشاطات وأدوار المرتزقة الروس من جيش (فاغنر) وشركته الأمنية الروسية شبه العسكرية التي تقاتل بدفع من موسكو في عدة جبهات خارجية. ففرق المرتزقة هذه ترتبط بعقود مع وزارة الدفاع الروسية، فتقاتل في أوكرانيا مع الانفصاليين من المناطق الشرقية، وفي سوريا الى جانب جيش بشار الأسد.

يعتبر الضحايا الثلاثة من الصحافيين البارزين في مجال الصحافة الاستقصائية في روسيا. سبق أن قاموا بتحقيقات حول فضائح الفساد في الكرملين والسلطة. والصحافيون هم :

المراسل الحربي أورهان جمال (51 سنة)، وهو ابن حيدر جمال رئيس الرابطة الإسلامية في روسيا. ذاعت شهرته بعد قيامه بإعداد تحقيقات مصوّرة عن البؤر الساخنة في أفغانستان والقوقاز وليبيا والعراق وسوريا ولبنان وجورجيا واوكرانيا.

الكسندر راتسورغييف (47 سنة)، وهو مخرج أفلام وثائقية معروف بكونه معارضاً شرساً لنظام بوتين والاوليغارشية المرتبطة به. ذاعت شهرته بعد فيلمه عن فظائع وجرائم روسيا في الشيشان.

أما ثالث الضحايا فهو المصوّر التلفزيوني الشاب كيريل رادتشنكو.

وكان الثلاثة يجرون تحقيقاً في إطار مشروع يموله (مركز ادارة التحقيقات)، أطلقه المعارض الروسي الثري في المنفى ميخائيل خودوركوفسكي، حول تورّط روسيا عبر ميليشيا (فاغنر) في الصراعات الاهلية في افريقيا الوسطى. وقالت مساعدة رئيس المركز اناستازيا غورشكوفا،”إن الصحافيين الثلاثة حاولوا قبل اغتيالهم الوصول إلى قاعدة يتمركز فيها مرتزقة ( فاغنر)”. وقال خودوركوفسكي عبر حسابه الشخصي في  فايسبوك، إن الصحافيين كانوا يتعاونون مع مشروعه الاستقصائي الذي عنوانه “المرتزقة الروس”، حسبما ذكرت وكالة اسوشيتد برس. وأفاد تقرير أعدته صحيفة كابيتال الصادرة في صوفيا، ونشرته على صفحتها الالكترونية، “إن دائرة ضيقة من الزملاء في العمل كانت تعرف بالمهمّة التي كان يقوم بها الصحافيون الثلاثة في افريقيا الوسطى،لأن المركز حرص على ابقائها سراً وبعيدة عن السلطات في روسيا وفي افريقيا الوسطى وكذلك عن بعثة الأمم المتحدة”.   

وكان الصحافيون الثلاثة وسائقهم قد تعرّضوا لهجوم بالقرب من مدينة، سيبيو، شنّه مسلّحون تابعون لميليشيا تحمل اسم “سيليكا” وغالبيّة عناصرها من المسلمين، وذلك وفقاً لبيان للسلطات الامنية في جمهورية افريقيا الوسطى. وقالت السلطات ” عثر على الصحافيين قتلى بعدما اختطفهم 9 رجال كانوا يرتدون العمائم ويتحدثون العربية”. ووفقاً لما ذكره رئيس تحرير مركز ادارة التحقيقات اندريه خونياخين فإن الصحافيين الروس، “توجّهوا الى شمال البلاد للتحدّث مع ممثل الأمم المتحدة هناك، وكان في حوزتهم عدة الاف من الدولارت نقدا لدفع تكلفة الاقامة في افريقيا الوسطى، بالاضافة الى معدّات وكاميرات باهظة الثمن”. وتوصف هذه المجموعة بأنها ميليشيات معظم عناصرها من المسلمين تأسّست عام 2012 من مجموعة من المتمردين المعارضين لحكم بوزيزب، وقد استولت على السلطة في 24 آذار/مارس العام 2013 وتولى زعيمها ميشال دجوكوديا قيادة الدولة كأول رئيس مسلم، غير انه اضطر الى الاستقالة بعد انجراف البلاد الى حرب عرقية ودينية بين المسلمين والمسيحيين تسببت في مقتل الالاف ما استدعى تدخل القوات الفرنسية والافريقية لايقافها وفرض الامن والاستقرار في البلاد.

إقرأ أيضاً: كيف فضح ذلك الصحافي الذي زُيّفت وفاته عصابات روسيا وجواسيسها؟

ويقول مسؤولون من أفريقيا الوسطى، إن الصحافيين تجاهلوا نصيحة عدم السفر ليلا، وتم نصب كمين لهم على بعد نحو عشرين ميلا (32 كيلومترا) شمال مدينة سيبوت، بينما يوضح مركز التحقيق، أنه تفاجأ بمكان الكمين، حيث انخفض وجود المتمردين به خلال الأشهر الماضية، وهو ما يؤكد أن الكمين تم نصبه عمدا من أجل قتلهم. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «حسب المعلومات التي قدمت إلى السفارة الروسية في افريقيا الوسطى، لم يجد الأطباء خلال فحص أولي أي أثر لتعذيب، بل وجدوا جروحاً بالرصاص”. وقال  خونياخن، الذي يعمل محرراً في مركز إدارة التحقيقات لأسوشييتد برس، إنّ الصحافيين استخدموا تأشيرة السفر السياحية حتى يتمكنوا من العمل بسرية، وإنّه يشكّ في أنّهم تعرّضوا لحادثة سرقة. وأكد “إنَّ “الجريمة نُفِّذت بأسلوب لا شكّ في أنَّه من تنفيذ جهة معيّنة، فإذا كان بإمكان اللصوص سرقة كلّ ما لديهم، لماذا يقتلونهم إذن”؟ وتساءل ” لماذا لم يهتم المهاجمون بتغطية آثارهم، وإخفاء السيّارة، ولماذا تركوا السائق حيّاً، اذا كان بإمكانهم اخذ كل شيء منهم، فلماذ قتلوهم اذن؟”.

تقوم روسيا منذ مطلع العام الجاري بتقديم الدعم العسكري للنظام الحاكم في أفريقيا الوسطى، وأرسلت لهذا الغرض مستشاريين عسكريين. ويتولى جنود وعناصر أمن روس حماية الرئيس فوستان اركانج توديرا، الذي أبرمت حكومته مع موسكو صفقات أسلحة

في السنوات الأخيرة، عمل صحافيون روس على توثيق محاولات موسكو وانشطتها للتدخل في النزاعات الاهلية  في أوكرانيا ووكلائها في سوريا وافريقيا ومناطق اخرى في العالم، وتعرية الفساد في مؤسسات الحكم والعلاقات بين الكرملين وجماعات الاوليغارشيا الروس التي تسيطر على مقدّرات الدولة، وهو ما يثير غضب السلطات الروسية وعنف أجهزتها السرية ضد الصحافيين والمدونين. ومؤخراً اضطرت الشرطة الروسية إلى القبض على ستّة حراس في أحد السجون بعد تسريب مقطع فيديو لواقعة تعذيب. ومنذ عام 2000، قتل على الأقل 28 صحافيا في روسيا، وفقًا للجنة حماية الصحافيين.

“فاغنر” جيش الظل الروسي

كان جيش (فاغنر) الذي قاتل عناصره الى جانب الانفصاليين الروس في أوكرانيا هدفاً لغارة نفّذتها الطائرات الحربية الأميركية على دير الزور السورية في 7 شباط – فبراير الماضي، حيث سقط أكثر من 200 قتيل، في صفوف هذه الميليشيات الروسية التي تدعم الجيش السوري في معارك استعادة المنشآت النفطية.

وقد وصف الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بافل باييف “فاغنر” بأنها، “جيش ظل روسي يقدّم فائدة مزدوجة”، فبحسبه، فإن بوتين يستخدم هؤلاء المرتزقة بهدف”التقليل” من خسائر جيش بلاده في نزاعات الخارج. لكنه أضاف، “المشكلة مع مقاتلي فاغنر أنه لا يمكن السيطرة عليهم على الدوام”. وبحسب أسبوعية سوفيرشينو سكريتنو أو “سرّي للغاية”، فإن 40٪ من عناصر (فاغنر) اوقفوا سابقا لارتكابهم جرائم خطيرة. ويتلقّى هؤلاء ما بين 3500 – 5200 دولار شهريا. ورغم عدم قانونية هذه الشركات إلا أنها شكّلت مكوّناً أساسياً للعمليات الروسية في سوريا وأوكرانيا. فقد حصرت القوانين الروسية مسألة تقديم الخدمات الأمنية بالقوّات المسلّحة وبالأجهزة الأمنية الرسميّة. لهذا، لا توجد رسمياً شركات أمنية خاصة في روسيا. وبحسب المحلّل في الشؤون الروسية بيتار كارابويف، “تُمارس الآن  ضغوط كبيرة لمنح هذه الشركات تراخيص تضفي على نشاطاتها الشرعية”.ويفرض قانون العقوبات الروسي السجن ما بين 4- 8 سنوات لكل من يشارك في تشكيلات شبه عسكرية تشارك في نزاعات خارجية” ،إلا أن هذا لم يمنع حصول قادة ميدانيين في (فاغنر) على جوائز من الكرملين.

في العام 2012 كشفت وسائل إعلام روسية قيام شركة أمنية روسية  تحمل اسم (Moran Security Group) بالعمل في نيجيريا حيث تولّت مهام حماية السفن وناقلات النفط ضدّ هجمات القراصنة. و في العام 2013 ظهرت معلومات عن شركة أمنية روسية جديدة باسم  “الفيلق السلافي”، تبيّن أنها أرسلت مقاتلين للمشاركة إلى جانب قوات الأسد في القتال ضدّ المعارضة المسلّحة، وقبل ذلك كانت شاركت في النزاع في أوكرانيا في الفترة من 2014- 2015 .ويشير كارابويف إلى أن، “هذا الفيلق هو نواة شركة فاغنر”.

فاغنر وطباخ بوتين

يقف وراء تشكيل هذه الميليشيا ضابط سابق في الاستخبارات الروسية يدعى ديمتري اوتكينوكان. هذا الضابط سبق أن استقبل مع نائبه اندريه تروشيف في كانون الأوّل/ ديسمبر العام 2016 في الكرملين، وظهر في التلفزيون خلال حفل خاص لتكريم “ابطال” سوريا كما تم وصف المقاتلين العائدين فتم  تقليدهما نجوماً ذهبية تثميناً لجهودهما في “تحرير” مدينة تدمر السورية من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية داعش، وفي اليوم نفسه التقطت صورة لهما مع بوتين. وعمل اوتكين الذي يُلقّب بفاغنر حتى العام 2013 قائداً لقوة خاصة تتكوّن من 700 جندي في القوات المسلحة الروسية، أما تروشيف فلقد شارك في حرب أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي وعمل سابقاً في القوات الخاصة للشرطة الروسية. وتشير التقارير إلى أن هذه الميليشيا تضم آلاف المرتزقة بينهم جنود وضباط متقاعدون في الجيش الروسي. ويدير هذا الجيش من وراء الكواليس ويموّله رجل الأعمال المقرّب من بوتين، يفغيني بريغوجين، المعروف بأنه طباخ بوتين الذي جنى ثروته من ورش الترميم قبل أن يوقع عقداً مع الجيش والادارة في روسيا. وكانت قد اعتبرته واشنطن المموّل الرئيسي للماكينة التي تروّج الأخبار الكاذبة والمعلومات المفبركة على الانترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتسهيل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية العام 2016 ضد منافسته مرشحة الحزب الجمهوري هيلاري كلينتون.

دور روسيا الخفي

تقوم روسيا منذ مطلع العام الجاري بتقديم الدعم العسكري للنظام الحاكم في أفريقيا الوسطى، وأرسلت لهذا الغرض مستشاريين عسكريين. ويتولى جنود وعناصر أمن روس حماية الرئيس فوستان اركانج توديرا، الذي أبرمت حكومته مع موسكو صفقات أسلحة. وتقول موسكو “إن وجودها العسكري في هذا البلد هدفه تعزيز قدرات الجيش لاستعادة السيطرة على مناطق كثيرة مازالت تحت سيطرة مجموعات مسلحة متمردة”.

في تشرين الاول/اكتوبر العام الماضي، زار الرئيس تواديرا مدينة سوتشي، حيث التقى بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وطلب منه تزويد ثلاث كتائب محلية بأسلحة روسية، وهو طلب استجاب له الكرملين. في 31 آذار/مارس الماضي، استضاف تواديرا بشكل رسمي موكباً تابعاً لجيش افريقيا الوسطى، كان عناصره يرتدون زيّ الجيش الروسي ويحملون أسلحة روسية. وكشفت صحيفة (فزغلياد) المقربة من الكرملين أن ” أحد الضباط الروس يتولّى مهمّة المسؤول الامني التي تقضي بإدارة عمل مجموعة الحرّاس الشخصيين للرئيس”. وذكرت (لوموند) أنه كان أيضاً،” منسّقاً رئيسياً لكل الاتصالات الامنية والعسكرية والاقتصادية بين افريقيا الوسطى وروسيا”. وسلّطت شبكة “سي إن إن” الأمريكية الضوء على الأنشطة غير القانونية لروسيا في القارة السوداء، موضحةً أنه مطلع العام الجاري، حطّت أول طائرة من نوع (كارجو -67) في مطار بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، وكانت جزءاً من 9 طائرات، نقلت أطنانا من الأسلحة لتعزيز سلطة الحكومة. وتشير شبكة سي أن أن إلى أن هناك شركة أخرى تدار من قبل الروس منذ 45 عاما عن طريق شخص يدعى ” افجيني خودوتوف”. وقالت “إن روسيا تستغل النزاعات القائمة في افريقيا لتعزيز دورها العسكري والامني والسياسي وتحقيق مصالحها الاقتصادية، ولهذا حرصت على تجهيز حكومات دول عديدة في القارة بالأسلحة والمعدّات الحربية”. وكشف تقرير للأمم المتحدة أن جنوداً روس قاموا بتدريب وتسليح نحو 900 شخص من القوات الحكومية في افريقيا الوسطى لمواجهة المليشيات المسلّحة.

اقرأ أيضاً: مسؤوليّة روسيا في إدلب

بوكاسا لا يرقد بسلام في قبره

كانت السلطات الحاكمة في افريقيا الوسطى فتحت قصر (بيرينغو) امام العسكريين القادمين من موسكو. وقد كان هذا المبنى المهجور على بعد 60 كيلومتراً عن غربي بانغي، منزل جان بيدل بوكاسا، الذي تولّى السلطة بين 1966 و1979، ودفن في هذا المكان. وقد أثار هذا الاكتشاف جدلاً كبيراً بين الحكومة وعائلة بوكاسا، التي لم تكن على علم بتحويل القصر، بالإضافة إلى 40 هكتاراً من الأراضي المحيطة به إلى ثكنة عسكرية للروس. في بيان لهم، أورد ورثة بوكاسا، “لقد تلقينا بكل تأثر وفزع خبر وجود القوات الروسية على أراضي قصر بيرينغو الذي يعود لاجدادنا”، ودعوا إلى اخراج الروس من مدفن من أعلن نفسه “الإمبراطور” في سنة 1976. و ندّد ابن بوكاسا، جان سيرج بوكاسا في  تغريدة له على تويتر بقرار إسكان الروس قائلاً: “لقد كان الأمر بمثابة مفاجأة كبرى… والدنا دفن هناك، ولكنه لم يعد يرقد في سلام”.

إلا أن التجمع الروسي الكبير في بيرنغو لم يستمر طويلا، ويقول بردوان “ان المرتزقة الروس سرعان ما انتشروا في المناطق الاخرى على الرغم من أنهم كانوا يرغبون في البقاء متخفّين، وهو أمر غير ممكن لأن الرجال الذين يرتدون بزّات عسكرية ولو غير رسمية، وذوي بشرة بيضاء وليسوا ناطقين بالفرنسية، فإنه يسهل معرفتهم في بانغي. وفي غضون أسابيع لاحقة، تم رصد الروس في مقر رئاسة الجمهورية، وفي بعض الإدارات، وبرفقة جنود جيش افريقيا الوسطى أثناء التدريب، ولكن أيضا أثناء تجوّلهم في المدينة مع دوريات الدرك أو أثناء تسوّقهم في محلات السوبر ماركت اللبنانية في شارع بوغندا. كما شوهد بعضهم في المناطق الداخلية، ويقول اوردان “يتجوّل في شوارع بانغي أشخاص يبدو أنهم من (السبيتسناز)، وهي فرقة من القوات الروسية الخاصة، في سيارات الفورد الجديدة التي سلّمها الأمريكيون لقوات افريقيا الوسطى”. ويضيف “كما ويواصل الاتحاد الأوروبي برنامجه التدريبي الخاص بجيش أفريقيا الوسطى… والغريب أيضاً أن واشنطن زوّدت جيش افريقيا الوسطى بمبلغ 12.7 مليون دولار، أي 10.3 مليون يورو لشراء المركّبات ومعدّات الاتصال وتدريب الضباط في الولايات المتحدة”، واصفا ذلك بأنه “يبرز قدراً كبيراً من التناقض والازدواجية  في السياسة الغربية، لاسيّما وأن الهدف من هذه المساعدة هو مواجهة النفوذ الروسي”. 

يثير النشاط الروسي في المنطقة، والذي يتبع محوراً يمتد من السودان إلى أنغولا،  قلق الأميركيين والاوروبيين في ما يتعلق بأفريقيا الوسطى. فلا يزال المرتزقة والجنود الروس ينتظرون رد فعل الجانب الفرنسي. ويبقى السؤال المطروح حول إمكانية سماح القوة الاستعمارية السابقة لموسكو بمدّ جذورها في قلب السلطة في جمهورية أفريقيا الوسطى. الا ان دبلوماسياً  فرنسياً أبلغ الصحيفة أن “هذا خيار سكان أفريقيا الوسطى” وأقرّ” إننا لا نمتلك الأساليب نفسها التي يوظفها الروس. ففي الواقع، يعمل الروس على رشوة كل من فتح أمامهم الأبواب بكل وقاحة”.