fbpx

جريمة مرفأ بيروت:
العضو الذكري في مواجهة السلطة!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

التمعن في كلام وليم نون بشقيه، “البذيء” والموجع، يضع المرء أمام تشريح دقيق للتواطؤ السلطوي أمام التبعات الجرمية لمقتلة المرفأ، وقد ساقه نون بكثافة وجدانية لم يفقدها التعبير “الإباحي” سلطتها على مشاعرنا…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

من تسنت له متابعة البرنامج السياسي “صار الوقت” على محطة “أم تي في” اللبنانية، لم يفته بلا شك الكلام “النوعي”، والخارج عن المألوف، أقله على الهواء مباشرةً، والذي ساقه بوجع الشاب وليم نون شقيق أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت جو نون.

  في كلامه، استحضر وليم نون عضوه الذكري في وجه السلطة أكثر من مرة، وفي مشهد يُرجَّح معه أن أهل الضحايا، ومن يشاطرهم وجعهم، لم تعتريهم في تلك اللحظة مقاربة أخلاقية واحدة تفضي إلى تغلُّب الحياء على الوجع، وأغلب الظن أنَّ الحياء كمفهوم أخلاقي سيستعصي عليه حضوره متى صارت المقاربة بين وجع وليم ومن يمثل، وبين سلطة فاقدة لمعناه.

 فعلاً لقد حان الوقت لنطرح على أنفسنا السؤال التالي: ما الأكثر خدشاً للحياء؟ هل ما قاله وليم؟ ام حضور ضيوف البرنامج السياسي، وهم بمعزل عن انتمائهم السياسي، يمثلون نموذجاً عن كل حضور سياسي آخر؟ 

     فالتمعن في كلام وليم نون بشقيه، “البذيء” والموجع، يضع المرء أمام تشريح دقيق للتواطؤ السلطوي أمام التبعات الجرمية لمقتلة المرفأ، وقد ساقه نون بكثافة وجدانية لم يفقدها التعبير “الإباحي” سلطتها على مشاعرنا، بل لعله ضاعفها، وبدا معها ممثل تيار المستقبل تحديداً، الأكثر عرضة لتبعات السؤال عن تواري الحياء وراء سطوة عضو ذكري كرافد للاحتجاج على منظومة حاكمة، وسطوعه أمام السياسة كشاهد على عهرها، وتحديداً حين قارب  نون جريمة المرفأ  بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويوم السابع من أيار/ مايو عام 2008، كنموذجين عن العري السياسي للتيار، فصرنا والحال أمام مواراة القيمة المحمودة للعضو الذكري في وظيفته التناسلية، بالوظيفة التي اضفاها عليه شقيق الضحية جو نون. والأرجح أن التوظيف المذكور خرج مع وليم من خفره العميم في يومياتنا، إلى فضاء معلن، لم يكن قائله ليجرؤ عليه لو لم يخضع لقهر أخلاقي يقع عليه، وعلى أهل الضحايا، من سلطة صار فجورها نازعاً لأي حياء.

    عموماً، مشهدية وليم نون، أعادت الذاكرة إلى مشهديات حفل بها يوم 17 تشرين وما تلاه، لكن نون بدا ضنيناً بالسياسيين أكثر من حناجر المتظاهرين التي لم توفر حينها مذمة أهل السياسة من موطئ تناسلي آخر تنكب جبران باسيل ذروته، وهو ما يحسب لوليم في لحظة ألم كثيف، في حين كانت مذمة أرحام أمهات السياسيين رهينة الأزمة الاجتماعية التي قد تنتهي مفاعيلها يوماً حين لا تنتهي مفاعيل الموت.

   إذاً فعلها وليم نون، وهو كان فعلها قبلاً، وربما يفعلها لاحقاً، وبكثافة موصوفة على الأرجح، كلما شعر أن المسار القانوني لمآل جريمة المرفأ يتجه ليكون ضحية أخرى امام  الاستنفار المذهبي حيناً، والتواطؤ السياسي أحياناً، والتهديد آخِراً، وأمام فرضية كهذه، لا بأس في أن تكون “عورة” وليم نون الأكثر حضوراً في وجه القتلة.

“العورة” بالمناسبة هي مصطلح فقهي إسلامي يستخدمه عادةً رجال الدين كتورية لفظية عن العضو الذكري، ولأنَّ المجالس المِلِّية المذهبية ورجالها  صاروا كثيفي الحضور في الوقائع السياسية لجريمة المرفأ، لا سيما موقف  دار الفتوى الأخير على ما وشى به النائب نهاد المشنوق، ولكونه حضوراً يُثقِل أكثر على الحقيقة حين يصنع عازلاً آخر أمامها، وواقياً للسياسيين الذين مثلت “عورة” وليم نون الملقاة في وجههم ثأراً معنوياً لوجع الضحايا وأهلهم، إلى أن يتاح للعدالة أن تسلك مسارها نحو الحقيقة العارية.

إقرأوا أيضاً: