fbpx

العراق: أحزاب السلطة التقليدية
“تصادر” مقاعد الأقليات في الانتخابات

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“لم يعترف الدستور بوجودنا في العراق وهذا ساهم في عدم إعطاء مقعد للمكون الكاكائي على الرغم من ان عددنا يتجاوز 150 ألف نسمة في العراق”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في الثاني من تشرين أول/ اكتوبر الماضي، منعت مجموعة من اهالي سنجار الإيزيديين وصول مرشحي الحزب “الديمقراطي الكردستاني” الى مزار شرف الدين في جبل سنجار غربي محافظة نينوى شمالي العراق، حيث كان مقرراً ان يعرضوا برنامجهم الانتخابي على أهالي سنجار الذين عادوا من النزوح وبقوا هناك بعد أحداث داعش عام 2014.

المنع جاء من قبل أنصار الإدارة الذاتية في سنجار والتي اصدرت بياناً في اليوم التالي قالت فيه إن “الحزب الديمقراطي الكردستاني حاول إدخال قواته إلى شنكال بحجة الدعاية الانتخابية”، معربة عن رفضها القاطع لهذا الأمر، وأكدت أن هذه المحاولة “جزء من الاتفاقية المناهضة لشنكال/سنجار”. 

المتحدثة باسم مكتب مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والمرشحة عن دائرة سنجار فيان دخيل دعت في بيان صحفي، رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي الى إيلاء الاهتمام الخاص بسنجار وأوضاعها والانتباه لما يتم التخطيط له فيها، في يوم الاقتراع وندعوه لإستخدام صلاحياته لمنع أي تلاعب أو تأثير من اي جهة كانت بخيارات الناخبين.

وشددت على تحميل فريق المراقبة التابع إلى الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة في حال عدم أخذ دورها في المراقبة الشديدة والدقيقة لأيام الاقتراع في سنجار وما حولها. لإن ما حصل اليوم مؤشر خطير حول قدرة بعض الجماعات المسلحة على التحكم بالدعاية الانتخابية وحتى بالتصويت في يوم الاقتراع، بقوة السلاح والترهيب والتخويف. وطالبت دخيل المفوضية العليا للانتخابات بإيجاد مراكز انتخابية بديلة وآمنة (خارج سنجار) لتأمين أصوات أهل سنجار من عبث العابثين.

ويستعد العراقيون للتصويت في الانتخابات المقررة الأحد المقبل في العاشر من تشرين الأول/ اكتوبر الحالي وينتخبون 329 نائبا جديدا في البرلمان من بينها 9 مقاعد خصصت للأقليات ووزعت على خمس مقاعد للمسيحيين ومقعد واحد لكل من الإيزيديين والصابئة المندائيين والشبك والكرد الفيليين.

ساهمت الصراعات السياسية في “عدم وصول شخصية مستقلة لمقعد الكوتا المخصص للإيزيديين على مدار الدورات الانتخابية السابقة” ويتوقع أن يتكرر الأمر هذه العام ايضاً.

صراع متجدد 

هذا ليس إلا جزءً من الصراعات السياسية التاريخية على تطويع الأقليات في العراق كما يقول إسماعيل احمد، مواطن إيزيدي من سنجار. اليوم يتجدد الصراع من خلال الإيزيديين المنقسمين بين موالين لـ”الديمقراطي الكردستاني”، وآخرين يوالون حزب “العمال الكردستاني”، وهم مقربون من القوى الشيعية التي “تحاول ايجاد فرصة لها في مناطق الإيزيديين والأقليات الأخرى” بحسب أحمد.

الصراعات السياسية هذه ساهمت، كما يقول أحمد، في “عدم وصول شخصية مستقلة لمقعد الكوتا المخصص للإيزيديين على مدار الدورات الانتخابية السابقة” ويتوقع أن يتكرر الأمر هذه العام ايضاً.

أما حسن أحمد، وهو مدرس من المكون الشبكي العراقي، فيقول إن الصراع الأكبر لديهم ليس سياسياً، بقدر ما هو قومي بين مناصري الحزب الديمقراطي الكردستاني ومناصري القومية الشبكية مؤكدا ان “الطرفين لا يهتمان بمصلحة المكون بقدر اهتمامهما بمصالح احزابهما”.

مع ذلك قرر حسن المشاركة في الانتخابات، على أمل ان يلتزم من سيدخل البرلمان عن مقعد الشبك بالعمل على إبعاد الأيادي الخارجية عن الشأن الشبكي الداخلي وعن مناطق تواجدهم في سهل نينوى.

تلاعب بالاصوات 

واعلن حزب ابناء النهرين الاشوري المسيحي انسحابه من الانتخابات معللاً ذلك بأسباب عدة أهمها عدم حصر السلاح بيد الدولة، وعدم الكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم إلى العدالة، والحزم في معالجة ملفات الفساد.

 الحزب أشار في بيانه الى سبب أعتبره الأهم بين أسباب الانسحاب الأخرى، وهو ضخ آلاف الأصوات من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني وكتلة الفتح الشيعية القريبة من إيران لصالح مرشحين محددين في قوائم الكوتا، كما حدث في الإنتخابات الماضية.

عضو الهيئة القيادية لحزب ابناء النهرين عصام نيسان، يرى في هذه التدخلات “خطوة سلبية جدا وغير متوافقة مع ما يعلن في الاعلام من مجاملات فارغة مفادها بان الحكومتين المركزية والاقليم تؤمنان بالتعايش السلمي والتعددية السياسية”. يقول نيسان بحزم:
“كلا الأمر سلبي، ومن اسمه واضح – تدخل!”.

يحدث هذا التدخل، بحسب نيسان، عن طريق ضخ الاف الأصوات من خارج المكون لصالح مرشحين محددين، و”هم ليسوا بالضرورة مع ما تقرره الفعاليات السياسية الخاصة بشعبنا وانما مرتبطون بتلك الاحزاب ويدافعون عن اجنداتها”. وبذلك تغيرت نتائج الكوتا المسيحية في الانتخابات الماضية، وتم تفريغ الكوتا من محتواها الحقيقي، وهو ما يخشى نيسان ان يتكرر في هذه الانتخابات أيضاً.

إقرأوا أيضاً:

دون جدوى 

سركون عمانويل مواطن مسيحي من بغداد لا يفكر مطلقا بالمشاركة في الانتخابات المقبلة لأنها “محسومة سلفاً” كما يقول، و”المقاعد ستوزع حسب الاتفاقيات السياسية بين الاحزاب السياسية الكبيرة”، ولذلك يفضل المقاطعة لأن المشاركة “من دون جدوى”.

ويتفق سام ستار، وهو صابئي من جنوب العراق مع عمانويل على أن الانتخابات البرلمانية المقبلة “لن تأتي بأي جديد للعراق”، كما ان “تمثيل الصابئة المندائيين يخضع لارتباط بعض الشخصيات باحزاب شيعية واليوم لم نعد نبحث عن شيء سوى الأمان”.

وعلى الرغم من تشاؤمه وفقدانه للأمل بالتغيير، يتمنى ستار ان يتغير وضع العراق نحو الأفضل: “ثورة تشرين كانت فرصة جيدة للشعب العراقي للحصول على التغيير المنشود وساهمت في تخفيف حدة الصراعات الطائفية والتمييز بين مكونات المجتمع العراقي الا ان السياسيين استغلوها كما استغلوا الشعب العراقي منذ 2003”.

غياب إجباري 

علي كاكائي، ناشط كاكائي عراقي، يشير إلى أن الدستور العراقي وقانون الانتخابات لم ينصف الأقلية التي ينتمي إليها: “لم يعترف الدستور بوجودنا في العراق وهذا ساهم في عدم إعطاء مقعد للمكون الكاكائي على الرغم من ان عددنا يتجاوز 150 ألف نسمة في العراق”.

وينوّه علي الى أن الكاكائين “قدموا تضحيات في حرب داعش وتعرض ابناء هذا المكون الى هجمات متكررة من هذا التنظيم الإرهابي من دون أي تحرك حكومي لإيقاف ذلك”، والكاكائيون، كما يقول علي، أدخلوا في السجلات الرسمية على أنهم اسلام الا انهم ديانة منفصلة عن الديانة الإسلامية.

والكاكائية ليست المكون الوحيد المغّيب عن مقاعد كوتا الأقليات في البرلمان العراقي وانما هناك تغييب لمكونات اخرى مثل البهائية والزرادشتية التي عادت مؤخرا الى الظهور في العراق وخاصة في إقليم كردستان العراق.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.