fbpx

“تسريبات بيغاسوس”: NSO الإسرائيلية ترضخ للضغوط وتقاطع الامارات
هل تكون DarkMatter بديلاً عنها؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

منذ نشر التحقيقات في سياق المشروع، لم تتوقّف التفاعلات على مختلف الأصعدة: السياسيّة والديبلوماسيّة والأمنيّة والتقنيّة. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

خلص القضاء البريطاني في 6 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021 إلى أنّ حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان بالفعل يستخدم تقنيّة “بيغاسوس” التجسّسيّة التابعة لشركة NSO الإسرائيليّة، لاختراق هاتف الأميرة “هيا” وخمسة من المرتبطين بها (محامين ومرافقين)، ما اعتبره القضاء البريطاني إساءة استخدام السلطة بشكل غير قانوني.

وقطعت هذه الخلاصة القضائيّة الشك باليقين بوجه كل من شكّك بتسريبات “بيغاسوس” أو قلّل من شأنها، وبالتالي ساهمت في تأكيد المؤكّد، وهو كيف تستغلّ الأنظمة القمعيّة تقنيّات التجسّس والخرق الإسرائيليّة للضغط على أي صوت معارض سواء من داخل هذه الأنظمة أم من خارجها. هذه الخلاصة أتت بمثابة تكريم لجهود الكثير من الصحافيين الذين لم يألوا جهداً لكشف كيفيّة استغلال الأنظمة الدكتاتوريّة هذه التقنيّة لاستهداف غير الخاضعين لسلطتها. 

وكان لقضيّة الأميرة “هيا” – الزوجة السابقة للشيخ محمد التي نجحت في الهروب من دبي الى بريطانيا عام 2019 – حيّز مهم من مشروع “بيغاسوس” الذي اعتمد على تسريبات حصلت عليها مؤسسة Forbidden Stories، وشاركتها مع “درج” و16 مؤسسة إعلاميّة أخرى في سياق مشروع “بيغاسوس” (The Pegasus Project). وهذا المشروع هو مشروع تعاوني استقصائي يشارك فيه أكثر من 80 صحافياً من 17 مؤسسة صحافيّة في 10 دول حول العالم، تقوم بتنسيقه منظّمة Forbidden Stories، بمساعدة تقنيّة من Amnesty International’s Security Lab. 

حصل الاختراق العام الماضي خلال المعركة المستمرة بين الزوجين في لندن حول الوصاية على طفليهما والتي تقدر بملايين الدولارات. ورفض الشيخ محمد خلاصة المحكمة قائلاً إنها تستند إلى صورة غير مكتملة. وقال في بيان: “لطالما أنكرت المزاعم التي وجهت ضدي وما زلت أفعل ذلك”.

إنهاء عقد شركة NSO مع الإمارات

وعقب التحقيق القضائي، أعلنت شركة NSO الإسرائيليّة إنهاء عقدها مع الإمارات العربيّة المتّحدة وذلك لإساءة استخدام الأخيرة تقنيّة “بيغاسوس”، “التي يفترض أن تستخدم لجمع البيانات من الأجهزة المحمولة لمجرمين أو إرهابيين معينين مشتبه بهم”، بحسب الشركة.

وقالت NSO، في بيان لها بعد نشر الخلاصة القضائيّة: “كلما ظهر اشتباه في إساءة استخدام التقنيّة، تتحقّق NSO، تنبّه NSO، وتوقف NSO الاستخدام”.

وقالت الشركة إنّها أغلقت ستة أنظمة لعملاء سابقين بعقود تزيد قيمتها عن 300 مليون دولار، من دون الإدلاء بتفاصيل إضافيّة، علماً أنّ 150 مليون دولار منها هي خسارة إنهاء العمل مع الإمارات فقط، بحسب مصدر صحافي متابع لعمليّات شركة NSO. 

إلّا أنّ المدير التنفيذي لمنظّمة SMEX التي تعمل على الحريّات الرقميّة في لبنان والمنطقة العربيّة، محمد نجم، استبعد، في حديث مع “درج”، أن يستمرّ هذا الإيقاف إذ إنّ الإمارات هي أحد أكبر عملاء الشركة. 

ولكن هل ما زالت الإمارات بحاجة إلى شركة NSO وتقنيّتها التجسّسيّة “بيغاسوس”؟  ألا تستطيع الشركة الإماراتيّة الرقميّة DarkMatter، تقديم الخدمات نفسها للسلطات الإماراتيّة من داخل الامارات بكلفة أقلّ؟

منذ نشر التحقيقات في سياق المشروع، لم تتوقّف التفاعلات على مختلف الأصعدة: السياسيّة والديبلوماسيّة والأمنيّة والتقنيّة. 

“لطالما أنكرت المزاعم التي وجهت ضدي وما زلت أفعل ذلك”.

تحديث Apple

أحدثت تسريبات “بيغاسوس” ضجّة بخصوص برمجيّات شركة Apple التي لطالما اعتُبرت الأكثر أماناً. فبحسب تحقيق لـ”الواشنطن بوست“، في سياق مشروع “بيغاسوس”، فحص المختبر الأمني لمنظمة العفو الدولية 67 هاتفاً ذكياً كانت أرقامها ضمن قائمة منظمة “فوربيدن ستوريز”، وعثر هذا الفحص على أدلة جنائية تفيد باستهداف “بيغاسوس” أو محاولات استهداف 37 هاتفاً بالبرنامج، من ضمنها 34 هاتفاً من طراز “آيفون”؛ ظهرت على 23 منها علامات اختراق ناجح لبرنامج “بيغاسوس”، وأظهر 11 علامات على محاولات الاختراق.

يكشف عدد المرات التي نجح فيها تثبيت برنامج “بيغاسوس” على هواتف آيفون الثغرات ونقاط الضعف الموجودة حتى في أحدث النماذج. إذ شملت الهواتف المخترقة “آيفون 12″ بآخر تحديثات برمجيات Apple”.

وبعد ذلك، اكتشف مركز Citizen Lab التابع لجامعة تورنتو الكنديّة “ثغرة” في iMessage تسمح باختراق هواتف الآيفون من دون أي نقرة، وذلك من خلال أثناء تحليل هاتف ناشط سعودي تمّ اختراقه ببرنامج التجسس “بيغاسوس”. وبناءً على ذلك، أصلحت شركة Apple الثغرة الأمنية في تطبيق iMessages.

إقرأوا أيضاً:

الشرطة الألمانيّة تحت المجهر

بحسب بحث مشترك من قبل Die Zeit وكذلك صحيفة Süddeutsche Zeitung، ومحطات البث العامة NDR وWDR، الألمانيّة في أيلول/ سبتمبر 2021، اشترى مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية (BKA) برنامج تجسس “بيغاسوس” من شركة NSO الإسرائيلية عام 2019. وتمّت عمليّة الشراء تحت “أقصى درجات السرية”، وفقًا لـ Die Zeit، على رغم تردد المحامين لأن أداة المراقبة يمكن أن تفعل أكثر بكثير مما تسمح به قوانين الخصوصية الألمانية. 

وقضت المحكمة الدستورية الفيدرالية الألمانية بأنه لا يُسمح للأجهزة الأمنية إلا باستخدام برامج التجسس على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بأهداف المراقبة في حالات خاصة، بحسب تقرير DW الألمانية حول الموضوع.

أبرز قصص “بيغاسوس”

لا بدّ من التذكير بأبرز التحقيقات التي نشرها “درج” في سياق المشروع:

محاولة المغرب خرق هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي آثر البدء بالتحقيقات في هذا الخصوص فور نشر المشروع.

اختراق هواتف أشخاص على علاقة بالصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل بوحشيّة في قنصليّة بلده في اسطنبول. ومن المرجّح أن تكون هذه الاختراقات، قبل الجريمة وبعدها، قد ساهمت في عمليّة الاغتيال وسهّلتها.

اختراق الإمارات لهواتف أميراتها.

محاولة الإمارات استهداف عدد من أبرز ساسيّي لبنان على رأسهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

استهداف المغرب لما يزيد عن 10 آلاف رقم عدد منها تابع لصحافيين سجنوا بعدها، كعمر راضي وتوفيق بوعشرين وهاجر وسلمان الريسوني.

استهداف الإمارات لما يزيد عن 10 آلاف رقم ايضاً من صحافيين ونشطاء، أبرزهم آلاء الصدّيق، أحمد منصور وغيرهما.

محاولة خرق كلّ من السعوديّة والإمارات لهواتف وزراء في مصر واليمن على التوالي. 

وكانت شركة “واتساب” قد ادّعت على الشركة الإسرائيليّة في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019  متهمة إياها بمساعدة جواسيس حكوميين على اختراق هواتف نحو 1400 مستخدم، بينهم ديبلوماسيون ومعارضون سياسيون ومسؤولون حكوميون.

فهل تشكّل هذه الخلاصة القضائيّة البريطانيّة مدخلاً للمزيد من التحقيقات والقرارات القضائيّة لمحاسبة مستغلّي تقنيّة “بيغاسوس” ومنتجيها؟ 

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!