fbpx

ذكرى أكتوبر: الحرب ذات الأسماء الخمسة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إنها حرب لها أسماء كثيرة، لكن الرئيسية، منها، هذه الخمسة: أكتوبر، تشرين (الأول)، رمضان، الجولة العربية- الإسرائيلية الرابعة، يوم الغفران.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بقي عامان على انطلاق صخب متوقع: نصف قرن على الانتصار العظيم في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، نصف قرن على حرب تشرين التحريرية، العرب يحتفلون باليوبيل الذهبي للحرب. نصف قرن بينما لا تزال خمسة أسئلة، كبرى، ومركزية، تبحث عن إجابات واضحة، ورسمية، وموثقة: هل قدم المصريون لرفاق الحرب السوريين خطة مزورة؛ خطة لم يكن في نيتهم العمل على تنفيذها، لأنهم، وببساطة، ليسوا قادرين على ذلك؟ هل خدع وزير الحربية المصري، والقائد العام للحرب، الفريق أول أحمد إسماعيل، رفاق الحرب السوريين؛ الذين كان يقودهم، وهو يخبرهم في دمشق، قبل ثلاثة أيام فقط على الحرب، بضرورة ضرب إسرائيل في العمق، وقد فعل السوريون في اليوم الثاني للحرب، في الوقت نفسه، بالضبط، ما وعد الرئيس أنور السادات، الأميركيين بأن مصر لن تفعله، والتزم بوعده؟ لماذا رفض السادات كل المطالبات بوقف إطلاق النار، حتى طلبه بنفسه ليلة 20 تشرين الأول، وماذا كان ينتظر طوال هذه الفترة؟ هل طلب الرئيس حافظ الأسد من الاتحاد السوفياتي العمل على وقف إطلاق النار، وإن كان قد فعل، فمتى كان ذلك؟ ما مسؤولية السادات عن ثغرة الدفرسوار، وهل تعمد الوقوع فيها؟

الدولتان، مصر وسوريا مطالبتان بالإجابة الرسمية، والموثقة، صحيح أنه كتب الكثير عن الحرب، وطرحت هذه الأسئلة، وقدمت لها إجابات، لكنها كانت غير رسمية وغير موثقة بقدر كاف، المطلوب نشر وثائق الدولتين الرسمية، الأصلية، والصحيحة.

في ما يلي، محاولة لوضع سياق لتبيان أهمية هذه الأسئلة، والبحث عن إجابات لها، ترتكز على شهادات وآراء عدد ممن شاركوا مباشرة، وبتأثير كبير، في صنع الحدث الكبير، ودراسته، والتعليق عليه.

نصف قرن على الانتصار العظيم في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، نصف قرن على حرب تشرين التحريرية، العرب يحتفلون باليوبيل الذهبي للحرب.

إنها حرب لها أسماء كثيرة، لكن الرئيسية، منها، هذه الخمسة: أكتوبر، تشرين (الأول)، رمضان، الجولة العربية- الإسرائيلية الرابعة، يوم الغفران. ولكل من الأربعة الأول سردية كبرى، وسياق تاريخي، يتصلان، ويفترقان، أحياناً، ويتقاطعان، أحياناً أخرى، مع تصورات ومعتقدات وآمال ومهمات. والأربعة معاً، أو البعض، أو كل اسم على حدة، لا يزال يتصارع مع الخامس. 

وللخمسة ثلاثة تواريخ: 6 تشرين 1973 مـ، 10 رمضان 1393 هـ، 7 تشريه 5734 عبري.

ومن بين ما يعنيه  ذكر هذه الأسماء الخمسة لهذه الحرب، معاً، أنها: حرب بين كل من مصر وسوريا والدول العربية التسع التي قدمت دعماً عسكرياً، مباشراً لهما، معاً، وكل واحدة، منها، على حدة، وبين دولة إسرائيل، وهي بالتالي، حرب بين العرب والإسرائيليين، وأنها؛ في عقيدة البعض: حرب بين المسلمين واليهود. 

وحين بدأت شرارتها الأولى كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة منعقدة، وقد ظلت كذلك طوال فترة الحرب، وكان جدول أعمالها، منذ عام 1967، يتضمن، دائماً، فقرة “الوضع في الشرق الأوسط”.

وأخير، ومن منظور المواجهة بين القوتين العظميين: الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي (وربما تشمل حلفاءهما، أيضاً)، تمثل هذه الحرب إحدى أهم حلقات ما عُرف بـ”الحرب الباردة”.

حرب رمضان

جمع عنوان واحد من أوائل الكتب المصرية، والعربية، التى نشرت عن هذه الحرب (القاهرة، 1974)، بين ثلاثة أسماء: “حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة أكتوبر 1973″، وفي إهداء المؤلفين: اللواء حسن البدري، اللواء طه المجدوب، اللواء ضياء الدين زهدي، نقف على دلالة العنوان: “إلى شهداء العرب… كل الشهداء على درب الكفاح الطويل… من بدر الأولى عام 623 ميلادية… إلى بدر الثانية (حرب رمضان)… وما سوف يتلوها من حروب”.

 وبدر الأولى، هي: غزوة بدر، التي وقعت في 17 رمضان في العام الثاني من الهجرة (من مكة ليثرب)، بين المسلمين، بقيادة الرسول محمد، وبين قبيلة قريش، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر حيث وقعت المعركة، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة.

أما عيد الغفران، أو يوم كيبور، أو يوم الكفارة، أو سبت الأسبات، فيعد أقدس أيام السنة العبرية، فهو مذكور في التوراة؛ في سفر اللاويين، وبحسب الرواية الدينية، فإنّ اليهود بعدما قادهم موسى للخروج من مصر، عبدوا العجل الذهبي. ولطلب المغفرة، صعد موسى إلى جبل سيناء، حيث صلى وتعبّد مدّة أربعين يوماً، ونزل حاملاً وحي الشهادة (الوصايا العشر)، معلناً لأتباعه أنّ الله غفر لهم خطيئتهم. وإحياءً لهذه المناسبة الدينية، يستعيد كلّ يهودي؛ مرّة في السنة، خطاياه، لتكون بمثابة ولادة روحانية جديدة. ويقتضي الاحتفال بهذا العيد الصوم مدّة 26 ساعة، يمتنع خلالها المؤمنون عن الطعام والشراب والتنقّل والاستحمام والاغتسال والجنس، كما يحرّم عليهم ارتداء أحذية جلديّة.

وأبلغ تعبير عن  “هول” وقوع الحرب في ذلك اليوم، قاله وزير خارجية إسرائيل، أبا أيبان، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في اليوم الثالث للحرب (الإثنين 8 تشرين الأول): “لقد تم الهجوم العربي في يوم عطلة يهودي “يعدونه وحيداً في الجدول الروحي للإنسانية”، إن الهجوم المُحضّر كان أحد أكثر الأعمال وضاعة في التاريخ وسوف يحبط ويرد”.

الأسماء الخمسة تتقاطع، بالضرورة، فهناك تداخل بين مساق الصراع العربي- الإسرائيلي، ومساق رمضان- كيبور، أو المساق “القومي”، والمساق “الديني”، إذا جاز التعبير، وكلٌ يمتزج، بدرجة ما، بالمساق “الوطني”.

البحث في مساق الصراع العربي- الإسرائيلي في ما نشره قادة الحرب، والسياسيون المصريون، أو الباحثون العرب، يبين أن هناك، دائماً، كلمات قاطعة من نوعية ما ذُكر في إهداء اللواء البدري ورفيقيه “وما سوف يتلوها من حروب”، والتقاطع نجده في تقديم المشير محمد عبد الغني الجمسي (شغل وظيفة رئيس عمليات القوات المسلحة المصرية؛ أثناء الحرب) لكتابه “مذكرات الجمسي- حرب أكتوبر 1973″، الذي نشره عام 1989، حيث يذكر من بين أسباب تفكيره في الكتابة عن الحرب أن “الصراع العربي الإسرائيلي لن يتوقف”، ونجده في عنوان كتاب الفريق عبد المنعم واصل (كان قائداً للجيش الثالث؛ أثناء الحرب)، “الصراع العربي الإسرائيلي”. أما كتاب اللواء عبد المنعم خليل، الذي تولى، يوم 16 تشرين الأول 1973، قيادة الجيش الثاني؛ إثر إصابة قائده، اللواء سعد مأمون، بأزمة صحية؛ استدعت نقله إلى المستشفى في القاهرة للعلاج، فقد حمل عنوانه “في قلب المعركة- إستراتيجية إعداد القوى ورباط الخيل”، أكثر من دلالة على منظوره المتشبع بالمساق “الرمضاني/ البدري”، وقد خصص البابين الأولين من كتابه للكشف عن أعمدة استراتيجية إعداد القوى ورباط الخيل، وإعداد القوى ورباط الخيل في صدر الإسلام، مفصلاً في ذلك وقائع غزوات الرسول، وشارحاً كيف نهتدي؛ في مواجهتنا الاستعمار والصهيونية، بالآية (60) من سورة الأنفال: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”. وفي الكتاب يذكر، اللواء خليل، أنه نقل للرئيس أنور السادات، مرتين، خلال السنوات الثلاث التي سبقت الحرب، رؤية رجل صالح “ولي من أولياء الله”، بشره (السادات) بالنصر، وأنه (خليل) أضحى على يقين تام من ذلك حين تم تحديد موعد بدء المعركة، وتسمية خطتها “بدر”.

إقرأوا أيضاً:

الجولة الرابعة

في تبيان مساق “الجولة الرابعة من الصراع العربي الإسرائيلي”، يذكر الجمسي أنه “عام 1948، زادت إسرائيل من مساحة الأراضي التي قامت عليها طبقا لقرار التقسيم من 56.5 في المئة من مساحة فلسطين إلى 77.4 في المئة. وعام 1956، أصبح لإسرائيل حق الملاحة في مضايق تيران بمدخل خليج العقبة. وأعلن بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل وقتئذ أمام الكنيست (البرلمان) ضم شبه جزيرة سيناء إلى إسرائيل، إلا أنه اضطر للانسحاب منها بجهود المجتمع الدولي. وعام 1967، استولت إسرائيل على أجزاء من أراضي ثلاث دول عربية مجاورة لها، ونادت بأن ما احتلته من أراض يشكل ضرورة أمن لها”.

وفي الواقع فإن الجولة الرابعة هي أكثر الجولات تحقيقاً لمفهوم “قومية المعركة”، لاعتبارت عدة، أهمها على الإطلاق أنه في الجولة الأولى (1948) كانت نسبة كبيرة جداً من الأقطار “الدول” العربية لا تزال تحت الاحتلال (البريطاني والفرنسي)، ولذلك فقد شاركت فيها، حصراً الجيوش النظامية لخمس دول: مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان، وقد أرسلت المملكة العربية السعودية قوة من جيشها لتعمل ضمن قوات الجيش المصري؛ وتحت إمرته. أما الجولة الثانية (العدوان الثلاثي: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا) 1956، فقد خاضتها مصر بمفردها، الجولة الثالثة (1967) تلقت نتائجها الكارثية ثلاث دول: مصر، الأردن، سوريا. وبالطبع، كانت نتائج الجولات الثلاث كارثية، بصورة مطلقة، على الشعب الفلسطيني. 

في تقديره لحجم، المشاركة العربية في الجولة الرابعة، بجانب مصر وسوريا، يضع الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء الحرب، في كتابه “مذكرات حرب أكتوبر”، تقييماً للدعم العربي بناءً على الأسس التالية: سرب جوي يعادل 20 نقطة، لواء مدرع يعادل 10 نقاط، لواء مشاة يعادل 5 نقاط، كتيبة مشاة تعادل نقطة واحدة. وفي حالة التعادل تعطى الأسبقية لتاريخ الوصول. وبذلك يقرر أنه: “قامت تسع دول عربية بتقديم الدعم العسكري لدولتي المواجهة، وإذا رغبنا في تقييم هذا الدعم من ناحية قوة التأثير فإنه يمكن ترتيب هذه الدول تبعّا للأسبقية التالية: العراق (150)، الجزائر (70)، ليبيا (50)، الأردن (20)، المغرب (15)، السعودية (5)، السودان (5)، الكويت (1)، تونس (1)”. ويضيف: “وهكذا يمكن القول إن التعاون العربي خلال حرب أكتوبر كان أفضل صورة ظهر بها العرب منذ إنشاء دولة إسرائيل”.

في الجولة الرابعة من الصراع العربي- الإسرائيلي، شاركت وحدات من جيوش 11 دولة عربية في حرب ضد دولة إسرائيل. مفهوم الصراع العربي- الإسرائيلي أكثر دقة وقطعية وعمقاً لدى قادة الحرب والسياسيين الإسرائيليين، فأي حرب خاضوها، وسيخوضونها، مستقبلاً، هي حرب ضد العرب، على الإطلاق. هكذا كان التحذير الرسمي الأول في قيادة الأركان الإسرائيلية، ظهر يوم 6 تشرين الأول 1973: بدأ العرب الحرب.

ينتقد قادة الحرب المصريين قرار العرب في الجولات الثلاث وآداءهم، ويفصّلون في شرح أسباب نقدهم، وقد أجمل اللواء خليل نقده للجولات الأربع، جميعاً، في هذه الفقرة من كتابه: “إن القرار السياسي بدخول حرب 1948 كان خطأ انفرد به شخص واحد (الملك فاروق الأول، ملك مصر والسودان) في غفلة من مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية، وكذلك قرار تصعيد الأمور في الجولة الثالثة، ثم قرار التطوير في الجولة الرابعة، الذي فتح الأبواب أمام الجحافل الإسرائيلية للعبور إلى الضفة الأفريقية، وتنقلب الموازين السياسية والاستراتيجية رأساً على عقب. وتتمثل قمة المأساة في تلك القرارات الفردية، وعلى رأسها ذلك القرار الغريب الذي لا يزال بعد أكثر من ربع قرن مجهول الأب، وأعني به قرار الانسحاب العام من سيناء ظهر السادس من يونيو 1967 الذي تسبب في هلاك جيش، وضياع سيناء، والإضرار بكرامة العرب”.

ظاهر، بوضوح، أن مصر، وحدها هي التي خاضت الجولات الأربع، وقد خاضتها، ويا للمصادفة، وهي تحمل أربعة مسميات مختلفة: المملكة المصرية، جمهورية مصر، الجمهورية العربية المتحدة، جمهورية مصر العربية.

وظاهر، أيضاً، أن مساق حرب تشرين الأول، هو الأقل من حيث المعلومات، ومن حيث مذكرات القادة والسياسيين عنها. قد يكون مفهوماً أن الجمهورية العربية السورية لا تزال في حالة حرب مع إسرائيل، وأن جزءاً عزيزاً من أرضها (الجولان) ما زال تحت الاحتلال، ولذلك فقد يكون في بعض وثائق الحرب ما يعد كشفه ضاراً بالحرب أو بالسلام، وقد يكون مفهوماً أن القيادة السياسية والعسكرية في سوريا، التي خاضت الحرب ظلت في السلطة، حتى وفاتها (الرئيس حافظ الأسد 2000، العماد مصطفى طلاس 2017)، وأن إرثها ما زال فاعلاً، على أرض الواقع، وهي في حال حرب، وصراع، متواصل، وفي المقابل سمح مقتل السادات (1981) بحرية أوسع، نسبياً، لقادة الحرب لنشر مذكراتهم، ثم إن الخلاف الحاد بين السادات والشاذلي، دفع الأخير وفي مرحلة مبكرة (1979) إلى نشر مذكراته، لكن هذا لا يكفي لتبرير قلة ما هو منشور عن الحرب حول المساق التشريني. 

في الجولة الرابعة من الصراع العربي- الإسرائيلي، شاركت وحدات من جيوش 11 دولة عربية في حرب ضد دولة إسرائيل.

“ديننا يُسبّ”!

المساق الرمضاني/ البدري أعمق، وأكثر تعقيداً، وأبعد مدى، من مجرد مصادفة تقاطع التاريخين الهجري والميلادي مع اليوم المختار لبدء الحرب، وبالنتيجة تقاطعه مع يوم كيبور.

هناك 3 وقائع تظهر بعضاً من جوانب هذا التعقيد، وهي تُظهر سطحه، فقط.

يذكر، اللواء خليل، في كتابه، أنه استبشر خيراً حين أعلن السادات، في اجتماع مع قادة القوات المسلحة، نهاية أيار/ مايو 1971، عن شروعه في بناء “دولة العلم والإيمان”. وبعد صفحات يلخص أهم ما جاء في حديث وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول محمد صادق، يوم 18 آذار/ مارس 1972، أمام قادة القوات المسلحة والرؤساء، وقد اعتبر، خليل، أن هذا “الحديث الخطير بداية النهاية لأحداث مهمة، ستظهرها الأيام وفيها حذر رجل المخابرات وحذر الوزير، وفيها وعد ووعيد وإثارة وغموض وسم ودواء”، ومما قاله، صادق، وينقله، خليل، مخاطبة صادق للضباط بهذه العبارات: “ديننا يُسب… نبينا يحقّر… في هذا الوقت ربنا يُنْعلَ. كرامتكم وكرامة جنودكم من كرامتي لماذا نحن أذلاء لست أدري! نحن غير قادرين على المعركة. كيف أسمح للجندي المصري أن ينسى دينه وحتى الديانة البهائية تحاربنا! وغرضهم السيطرة على القوات المسلحة فتصرفوا بوحي وطنيتكم”.

ولأن سياق حديث القائد العام للقوات المسلحة المصرية كان عن التعاون بين مصر والاتحاد السوفياتي، فلم يكن قصده خافياً، مطلقاً، عن الضباط.

 ويختتم، اللواء خليل، تلخيصه، بجملة صادق الختامية: “يجب أن نفهم أن الصداقة مع روسيا هي خط استراتيجي لمصر، وإذا خسرنا هذه الورقة- الروس- سنخسر! لقد أخذنا الكثير، وكان هناك أسلوب دفع ويجب أن نعمل على بقاء الصداقة!”.

الواقعة الثانية، تأتي من منظور أشمل، فيذكر الشاذلي أن آراء صادق “كان يؤمن بها كثيرون من ضباط القوات المسلحة. لقد كانوا يعتقدون أن هناك قوة سياسية خفية تريد أن تدفع القوات المسلحة المصرية إلى الحرب قبل أن تستكمل استعداداتها بهدف تدميرها. فإذا دمرت القوات المسلحة فسوف يسقط النظام الحاكم وتعم الفوضى البلاد وبذلك يصبح الجو ملائماً لانتشار الشيوعية في مصر ومنها إلى العالم العربي. لقد سمعت هذا الرأي من صادق مرات عدة… ولم أقبله قط وكان ذلك من نقاط الرئيسية بيني وبينه. ومع ذلك فإنني لم أشك مطلقاً في شجاعته ووطنيته. أو أنه كان يقوم بهذه اللعبة لحساب جهة أجنبية أخرى. لذلك حزنت كثيراً عندما سمعت السادات يتهمه أمامي بأنه ألعوبة في يد الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية وعميل له. ولقد اندفع الرئيس إلى أبعد من ذلك، فقال إنه (صادق) ليحصل على المال والذهب والهدايا الثمينة من الملك السعودي وفي مقابل ذلك فإنه يقوم بتنفيذ كل ما يأمره به”.

الواقعة الثالثة يذكرها محمد حسنين هيكل في كتابه “الطريق إلى رمضان”، ففي تعداده الأسباب التي جعلت من الحرب “ضرورة”، يذكر أنه “منذ عام 1967 والقوات المسلحة في حالة تعبئة عامة تقريباً… وكانت مظاهر التوتر تبدو على كل  مستوى”، ثم يذكر أنه “حدث في يوم، أن قاد أحد الملازمين قافلة من سبع عربات مصفحة إلى قلب القاهرة، ودخل أحد المساجد وراح يخطب مندداً بالحكومة. ثم حدثت المناقشة الصاخبة (بين السادات وصادق) التي أدت إلى إقالة الفريق صادق”. 

الشاذلي يضع للواقعة هذا العنوان: “مغامرة النقيب عيد”، وفي التفاصيل، يورد أنه في يوم 12 تشرين الأول 1972، هاتفه مسؤول في رئاسة الجمهورية، ليبلغه أن “عدداً من الدبابات قد دخلت القاهرة وإنها تعصى أوامر الشرطة العسكرية… وهذا الموقف يهدد أمن الرئيس وسلامته، ويشكل خطورة على موكب الرئيس المزمع تحركه الليلة لحضور اجتماع مجلس الأمة الاتحادي في مصر الجديدة”.

 حضر الشاذلي التحقيق مع النقيب “المغامر”، والذي كان يتولاه صادق، شخصياً، ويذكر أن “قصة النقيب عيد (على حسني عيد) غير منطقية وليست هناك إجابة مقبولة للكثير من الأسئلة، (فـ) هل من المعتاد أن يذهب المرء إلى الجامع راكباً دبابة أو عربة قتال مدرعة؟”، وقد أجاب، النقيب “المغامر” على الأسئلة، بأنه كان ينفّذ مشروعاً تدريبياً، و”بعد الانتهاء من التدريب فكرت في أن نقوم بأداء صلاة المغرب في جامع الحسين. وعند وصولنا إلى الجامع تركنا عرباتنا في ميدان الحسين ودخلنا الجامع، حيث صلينا وبعد الانتهاء من الصلاة فوجئنا بالشرطة العسكرية تحيط بنا وتقبض علينا”.

ويكمل الشاذلي: “في أثناء استجواب النقيب كان يظهر شيئاً من عدم الاتزان والتعصب الديني ويتهم المجتمع المصري بأنه نسي الله ونسي دينه، وكان يتوقف عن الإجابة في كثير من الأحيان، لكي يتمتم بآيات من القرآن الكريم. أُعلن بعد ذلك أن النقيب عيد مجنون وأرسل إلى المستشفى، وبالتالي لم يحاكم على هذه المغامرة المثيرة”.

ويقرر الشاذلي: “لقد قام السادات بطرد صادق بعد أسبوعين من هذا الحادث ومهما قال الرئيس في أسباب هذا الطرد فإن مغامرة النقيب عيد لا بد أنها كانت أحد الأسباب الرئيسية. وقد أكد لي هذا الشعور ما قاله لي السادات بعد ذلك بأنه لم يصدق ما قاله له صادق بأن النقيب عيد هو شخص مريض وغير متزن”.

يبدو حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومي المصري؛ خلال الحرب، في الاستشهاد الذي يفتتح به كتابه “أمن مصر القومي في عصر التحديات” (1987)، غريباً، بالمقارنة بالاستشهادات التي يفتتح بها معظم رفاقه من القادة العسكريين المصريين: البدري ورفيقاه في “حرب رمضان”، وواصل في “الصراع العربي- الإسرائيلي” اختاروا العبارة ذاتها للسادات “سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص، ونروي…”، واختار الجمسي عبارات آخرى، للسادات؛ كان أولها التي يفتتح بها الباب الأول؛ المعنون “حرب يونيو 1967”: “لم يكن يخامرني شك في أن هذه القوات كانت من ضحايا نكسة 1967، ولم تكن أبداً من أسبابها”، أما اللواء خليل، المشبع بالمساق الرمضاني/ البدري، فكان طبيعياً استشهاده بالآية القرآنية “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”، حافظ إسماعيل يستشهد بعبارة، مشهورة، للشاعر والروائي والفيلسوف الإسباني- الأميركي، جورج سانتايانا: “الذين لا يذكرون الماضي محكوم عليهم بأن يعيشوه مرة أخرى”.

في المقدمة يذكر، حافظ إسماعيل، أنه اقتنع بضرورة كتابه على رغم “توافر عدد من المراجع المصرية والأجنبية السياسية والعسكرية… والتي تغطي أحداث منطقتنا، حتى لم تعد هناك ضرورة إضافة جديدة”، لأن “الحقيقة لم تكن دائماً كاملة… وإن اكتملت فلم تكن دائماً دقيقة، كما أن قراءتها قد اختلفت وتفسيرها قد تباين”. 

والواقع أن بعضاً من الوقائع الرئيسية للحرب ذات الأسماء الخمسة، على رغم ظهور المزيد من المراجع، مذ أقر حافظ إسماعيل بالحاجة إلى الاكتمال والدقة والقراءة والتفسير، لا تزال غامضة، ومشوشة، وأحياناً مستعصية على الفهم، وقد تتالى كشف وقائع، وطرح إدعاءات، وتقديم تصورات كثيرة، فإذا طرحت فرضية أن يكون هناك سؤال مركزي، واحد فقط، فسيكون بلا جدال: ما هي خطة الحرب التي كانت بين يدي قادة الحرب المصريين والسوريين، على المستوى الاستراتيجي (قادة الجيوش) والمستوى التكتيكي (قادة الفرق)؟ أو في صياغة أخرى للسؤال المركزي: هل صحيح ما ذكره الشاذلي عن أن المصريين قدموا للسوريين خطة مزورة، خطة لم يكونوا يعملون على تنفيذها، لأنهم، وببساطة، ليسوا قادرين على ذلك؟

نشر الشاذلي منذ 1979، وكرر مراراً: “يجب أن أعترف بأن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية قامت بإصدار وثيقة مزورة قبل الحرب، وكان ذلك بناء على أوامر القيادة السياسية. كان الهدف من هذه الوثيقة هو إقناع السوريين بدخول الحرب إلى جانبنا في المعركة القادمة، وذلك بإخطارهم بأن هدف القوات المسلحة المصرية هو الوصول إلى المضايق وليس التوقف على مسافة 10- 15 كيلومترا شرق القناة كما كانت الخطة الأصلية. التوقف عند مسافة 10- 15 كيلومتراً شرق القناة كان هو هدفنا النهائي في أكتوبر 1973”.

وكررها أكثر من مرة: “الوثيقة التي أصدرتها القيادة العامة إلى قادة الجيوش قبل بدء العمليات… لم يكن من ضمن خطتنا أن تتقدم قواتنا نحو المضائق سواء في يوم 9 أو 10 تشرين الأول، أو قبل ذلك أم بعده”.

منذ نشر الشاذلي هذا الكلام، تم التعامل معه على أنه “فرضية” تستوجب البحث، لإثباتها أو نفيها.

إقرأوا أيضاً:

الحرب بين سوريا ومصر

تعاملت مصر وسوريا، بطريقة مختلفة، مع نتائج حرب 5 حزيران/ يونيو 1967، فقد قبلت مصر بقرار مجلس الأمن رقم 242 (الصادر في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1967)، كما قبلته كل من إسرائيل والأردن، ورفضته سوريا بشدة (قبلته بطريقة غير مباشرة عام 1973)، ولم تقبل به منظمة التحرير الفلسطينية إلا عام 1988.

وكان القرار يتضمن، وبصورة صريحة، اعترافاً بوجود إسرائيل. وفي فقرته الأخيرة يطلب القرار من السكرتير العام أن “يعين ممثلاً خاصاً إلى الشرق الأوسط؛ لإقامة اتصالات مع الدول المعنية؛ بهدف المساعدة في الجهود؛ للوصول إلى تسوية سلمية ومقبولة”، فتم تعيين جونار يارينغ، الديبلوماسي السويدي، ممثلاً خاصاً. 

واتسعت الفجوة في التعامل مع نتائج الهزيمة بين مصر وسوريا، فقد حدث تحول، كبير، نوعاً ما، في موقف الرئيس جمال عبد الناصر تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل؛ في السنة الأخيرة من حياته (1969- 1970)، وقد بنى السادات خطواته طوال السنوات الثلاث، التي سبقت الحرب ذات الأسماء الخمسة، على تحول عبد الناصر هذا، على رغم أنه أخطأ في تقدير أولى خطوات عبد الناصر.

في كتابه “الحروب العربية الإسرائيلية وعملية السلام” (ترجمة إلياس فرحات، 1992)، يذكر سيدني بيلي، أنه عام 1968 رفع هنري كيسنجر (مستشار الأمن القومي الأميركي) تقريراً إلى الرئيس نيكسون عرّف فيه التسوية العادلة بأنها هي “التي تجعل الطرفين غير سعيدين”.

ويشرح، بيلي، جهود يارينغ الأولى: “في آذار 1969 أعد يارينغ مجموعة أسئلة لمصر والأردن ولبنان وإسرائيل من أجل استخراج (أو انتزاع) مواقفهم من الإجراءات المذكورة في القرار 242. أكدت الحكومات الأربع قبولها بالقرار، ولكن إسرائيل كررت عدم رغبتها في الانسحاب حتى التوصل إلى معاهدات سلام، وكررت مصر والأردن رفضهما معاهدة السلام حتى انسحاب إسرائيل. لكن الانسحاب (بالنسبة إلى مصر والأردن) لم يكن إلى خطوط الهدنة لعام 1949- 1967 بل إلى حدود قرار التقسيم لعام 1947. وبكلمات أخرى كان على إسرائيل التخلي ليس عن الأراضي التي احتلتها عام 1967 بل وعن الأراضي التي احتلتها عام 1947- 1949. أكد لبنان وببساطة أنه يعتبر اتفاقية الهدنة لعام 1949 سارية المفعول. سوريا لم تكن في ذلك الوقت قد قبلت القرار 242 ولم ترغب في استقبال يارينغ في دمشق”.

في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1969، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ما اصطلح على تسميته “مبادرة روغرز”، وهي التي أطلقها وزير الخارجية وليم روغرز، وتضمنت الآتي: على إسرائيل أن تنسحب إلى خطوط الهدنة لعام 1949- 1967 مع تبديلات من أجل الأمن المتبادل ولكن (مكرراً عبارة استخدمها أولاً الرئيس جونسون) هذه التبديلات يجب أن تكون بشكل سيطرة أو استيلاء. يجب أن يتبنى العرب تعهدات ملزمة بسلام دائم كما ورد في القرار 242. يجب أن تأخذ التسوية العادلة لمسألة اللاجئين (الفلسطينيين) في حسابها (رغبات اللاجئين وتطلعاتهم) وكذلك الاهتمامات المشروعة للحكومات في المنطقة. يجب توحيد القدس وجعلها مدينة مفتوحة لجميع الأشخاص من جميع الجنسيات والمعتقدات.

هنا، أخطأ السادات التقدير. كان عبد الناصر في موسكو لتلقي العلاج، وبصفته نائب الرئيس ترأس السادات، في القاهرة، اجتماعاً للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي (التنظيم السياسي الوحيد “العلني والمشروع” في البلاد)، وخرج بقرار رفض مبادرة روغرز، فور علم عبد الناصر بذلك، أبرق للسادات معلناً قرار مصر بقبول المبادرة.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية المبادرة؛ بتعابير شديدة.

في حزيران 1970، أصدرت الولايات المتحدة خطة جديدة لوقف إطلاق النار لمدة 90 يوماً وإبعاد القوات مسافة 50 كلم على جانبي القناة والمفاوضات برعاية يارينغ لتنفيذ القرار 242 بكل أجزائه. قبلها عبد الناصر في 22 تموز/ يوليو، وقبلت إسرائيل بها في 8 آب/ أغسطس.

مساق حرب تشرين الأول، هو الأقل من حيث المعلومات، ومن حيث مذكرات القادة والسياسيين عنها.

يشرح حافظ إسماعيل، الذي كان وقتها رئيساً للمخابرات العامة المصرية، بعضاً من توجهات عبد الناصر الجديدة: في أول أيار توجه الرئيس عبد الناصر برسالة مباشرة وعلنية إلى الرئيس نيكسون من أجل العمل على تحقيق تسوية سياسية. وضمّن الرئيس رسالته ما يلي: “أن تطلب أميركا من إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة. فإذا كانت عاجزة عن ذلك، فعليها الامتناع عن تقديم أي دعم جديد لإسرائيل طالما استمر احتلالها الأراضي العربية. إن عدم استجابة الولايات المتحدة، يعني أنها تريد أن تملي إسرائيل شروطها علينا، وبذلك تشاركها في احتلالها غير القانوني لأراضينا”.

ويبرز، حافظ إسماعيل، أنه في 27 تموز 1970 سمح كيسنجر بتسريب تصريحات له حول سياسة أميركية هدفها “طرد الوجود العسكري السوفياتي” من الشرق الأوسط. ويلفت إلى أن جمال عبد الناصر أدرك أن الموقف الأميركي بتصفية الوجود العسكري السوفياتي في مصر شرط من شروط تحقيق تسوية سياسية. ويضيف: “كان عبد الناصر واثقاً من أنه لو خرج السوفيات من مصر فسوف يسحب الأميركيون كل عروضهم لتحقيق تسوية سياسية للنزاع العربي- الإسرائيلي”.

وعلى رغم ذلك، فإن حافظ إسماعيل يذكر أنه “منذ أيار 1970، فتح عبد الناصر طريق الاتصال السياسي المباشر مع الولايات المتحدة، عوضاً عن ترك الآمر لحوار ثنائي يُجرى بين القوتين الأعظم”. ويعلق: “لكن ذلك لم يكن يعني أنه يرى مصلحة مؤكدة في أن يستدير نصف دورة كاملة ليعيد ترتيب علاقات مصر مع القوتين العظميين. فلقد كان الدعم السوفياتي عنصراً مهماً من عناصر المناورة السياسية لعبد الناصر، كما كان الاتحاد السوفياتي يمثل في النهاية خط الارتداد والأمن لمصر في حال فشلت المبادرة السلمية. فلم يكن عبد الناصر يثق في استعداد الولايات المتحدة لتغيير موقفها لكي تحقق تسوية سياسية عادلة”.

تحولات عبد الناصر هذه، بخاصة قبول مبادرة روجرز، أحدثت تصدعات هائلة في علاقات عبد الناصر العربية.

عوارض التمرد، عربياً، التي ذكرها هيكل، كانت تزعج عبد الناصر جداً. يذكر حافظ إسماعيل أنه بحث مع الرئيس، الخطط التفصيلية على “الجبهة العربية”، ويشرح: “أطراف عربية عدة- من دون إدراك كاف لمضمون السياسة المصرية- قررت في صيف 1970 التصدي للعمل المصري من أجل إحباط جهودنا السياسية… وخلال النصف الأول من آب/ أغسطس، تصاعدت هجمات القوى المعارضة للسياسة المصرية من قلب منظمة تحرير فلسطين ومن العراق وسوريا. وخلال الأسابيع التالية، أدار عبد الناصر معركة مريرة ضد هذه القوى أسماها هو “معركة حياة أو موت”…أما عن النظام السوري، فلم يكن عبد الناصر يثق فيه، ومن ثم كان موقفه من معارضته حاداً. ولهذا قرر سحب وحداتنا الجوية وضباطنا العاملين في القواعد السورية… كما اتجه للتخلي عن القيادة الشرقية”.

مات الرئيس جمال عبد الناصر في 28 أيلول/ سبتمبر 1970. تولى أنور السادات رئاسة الجمهورية العربية المتحدة في 16 تشرين الأول 1970. بعد نحو شهر، قام حافظ الأسد، وزير الدفاع، وبدعم علني، ومباشر، من رئيس الأركان، مصطفى طلاس، بانقلاب عسكري (الحركة التصحيحية) في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر. وبعد أقل من سبعة أشهر أبعد السادات، كل منافسيه على السلطة، وسمى “إنقلابه” ثورة التصحيح.

في النصف الثاني من عام 1971 كان السادات والأسد مطلقي اليد، ومتخلصين من آثار مشاحنات “وعوارض” الماضي القريب، فذهبا، معاً، للبحث عن مخرج من الاستعصاء السياسي والعسكري، لكن كل واحد منهما كان ينطلق من واقع وتصورات وفرضيات، ويطمح لآمال، متباينة، للغاية، عن تلك التي ينطلق منها، ويطمح إليها، الآخر.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.