fbpx

“حزب الله” سائر في معركة إنهاء التحقيق إلى النهاية!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

البيطار ليس “وهابياً”، وخطاب تخوينه لم ينجح بعد بصياغة علاقة بينه وبين “السفارات”، كما أن المواجهة ليست جزءاً من مواجهة مذهبية إقليمية، فالانتقال في خطبة نصرالله من مهاجمة القاضي إلى توجيه التحية إلى عبد الملك الحوثي ستجعل الخطبة أقرب إلى لغة أفلام الخيال اليابانية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 بعدما أجهز على موقع الطائفة السنية في لبنان عبر سحقه زعامة آل الحريري، بمساعدة “غير مقصودة” من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، باشر “حزب الله” مواجهة مفتوحة مع المسيحيين اللبنانيين على جبهتين، الأولى قضية التحقيق بانفجار المرفأ الذي أعلن أمين عام الحزب حسن نصرالله رغبته بتغيير المحقق العدلي فيه القاضي طارق البيطار، وكان سبق أن أوفد مساعده وفيق صفا إلى القصر العدلي وأبلغ الأخير صحافيين رسالة تهديد معلنة للقاضي، أما جبهة المواجهة الثانية مع المسيحيين، فهي رفضه انتخاب المغتربين، مع ما يمثله ذلك من تصدٍ لحساسية لطالما شكلت شعاراً تتنافس عليه أحزاب المسيحيين المتنازعة بين التحالف مع الحزب وبين مخاصمته. 

والغريب أن الحزب ومثلما حظي خلال حربه مع الطائفة السنية بمساعدة ضمنية من “أمهم الحنون”، أي السعودية، يحظى في مواجهته مع المسيحيين بتسهيل، ضمني أيضاً، من “أمهم الحنون” فرنسا، ذاك أن الأخيرة هي شريكة طهران في تشكيل الحكومة اللبنانية التي وجه إليها نصرالله الـ”order” بضرورة وضع حدٍ لعمل المحقق العدلي، وهي باشرت تنفيذه، عبر رفض وزير الداخلية فيها بسام المولوي، وهو قاضٍ ومن فلول الطائفة السنية، رفع الحصانة عن مسؤولين أمنيين طلب البيطار التحقيق معهم.

والحال أن المواجهة التي يخوضها الحزب مع المسيحيين تبدو أكثر تعقيداً من تلك التي خاضها مع السنة، ذلك أن شعارات المواجهة في الأولى كانت أوضح، ومنسجمة مع اندراج الحزب في حلف إقليمي مذهبي بدت فيه خطوط الاشتباك محددة بضوابط المعركة الأوسع. الحرب على “داعش”، مع ما استدرجته من شعارات حول الوهابية والعمالة للغرب ولإسرائيل، والحرب في سوريا والاشتباك المعلق مع إسرائيل. جميع هذه العناصر كانت عدة الحزب في منازعته الطائفة السنية في لبنان. كما أن المسيحيين اللبنانيين كانوا أقرب إليه في هذه المواجهة عبر استتباعه “التيار الوطني الحر”، وقوى أخرى مثل “تيار المردة”. أما اليوم فالمعركة التي يخوضها الحزب تبدو من دون شعارات، بحيث يبدو أمين عام “حزب الله” في خطبه الأخيرة المتوترة فاقداً العبارة التي لطالما غلفت خطبه. البيطار ليس “وهابياً”، وخطاب تخوينه لم ينجح بعد بصياغة علاقة بينه وبين “السفارات”، كما أن المواجهة ليست جزءاً من مواجهة مذهبية إقليمية، فالانتقال في خطبة نصرالله من مهاجمة القاضي إلى توجيه التحية إلى عبد الملك الحوثي ستجعل الخطبة أقرب إلى لغة أفلام الخيال اليابانية.

لم يبلور “حزب الله” بعد وجهة واضحة للمواجهة على جبهتي التحقيق في انفجار المرفأ واقتراع المغتربين. الأكيد أنه سائر فيهما إلى خاتمتهما، وبما أنه القوة الأكبر والأكثر فعالية في الحكومة وفي السلطة، فمن المرجح أن يحقق فيهما ما سبق أن حققه في المهمة الأولى المتمثلة بسحق التمثيل السياسي للطائفة السنية. لكن الأثمان الكبيرة التي دفعها لبنان، بعد انتصار الحزب الأول، وليس أقلها العزلة العربية الرهيبة التي يعيش فيها لبنان، ستتكرر بعد الانتصار الثاني بصيغ مختلفة تماماً. القضاء على التحقيق في انفجار المرفأ يعني عملية تزخيم لليأس المرافق للعملية السياسية البائسة التي استأنفها النظام اللبناني بعد تشكيل الحكومة. وسنكون نحن اللبنانيين أمام “حزب الله”، ولا شيء غير “حزب الله”. كل الأقنعة التي يستعين بها الحزب لحجب حقيقة أن ثمة ديكوراً محلياً لسلطته ستسقط. فالتيار العوني مثلاً لن يجد ما يستر به حقيقة أنه ليس شريكاً، وسيمارس صمتاً أين منه صمته اليوم حيال قضية المرفأ، ونجيب ميقاتي لن تسعفه تقيته في مداراة الفضيحة. 

أما فرنسا، أم حكومة “حزب الله” الحنون، فبدورها ستجد نفسها قد انتقلت من أم الضحايا الذين زارهم رئيسها ايمانويل ماكرون في أعقاب الكارثة، إلى أم الانفجار وأم الكارثة اللبنانية، وهذا ما لن يتمكن ماكرون من هضمه في الاستحقاقات الفرنسية المقبلة.

كل هذا لن يعيق تصميم الحزب على تنفيذ المهمة المتمثلة في إنهاء التحقيق، ومثلما رأى أن بإمكان لبنان تحمل أثمان إدراجه في مواجهة إقليمية، ربحها الحزب وخسرها لبنان، يرى اليوم أن أكلاف المهمة الجديدة ممكنة، طالما أنه ليس هو من سيدفعها.         

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.