fbpx

العونيون لا يحبون طارق البيطار وعوني الكعكي يتصدر همومهم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هي إذاً حسابات انتخابية-طائفية تدفع بالعونيين إلى الصمت وعدم مهاجمة البيطار، كما أن هيمنة “حزب الله” على الدولة والرئاسة من جهة أخرى تمنعهم من دعم القاضي بيطار فيما لو أرادوا ذلك.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

منذ مدة، ومحور الممانعة، من أمينه العام إلى  صحافييه،  يشنون حملات أسبوعية  بالمقالات وعناوين الصحف ونشرات الأخبار ووسائل التواصل الإجتماعي على المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار. وكان يؤخذ على نصرالله في السابق، انه يتكلم عن اليمن وسوريا وفلسطين والعراق أكثر من لبنان، ولكن منذ مدة، أو منذ تعيين البيطار محققاً عدلياً في جريمة تفجير المرفأ، صارت لبيطار حصّة وازنة من خطب نصرلله. وهذا أمر يحسب لبيطار، بأنه “لبنن” نصرالله وخطبه من جديد. 

ولكن خلال هذه الكباشات الإعلامية، وقبلها ذهاب مسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا إلى العدلية، للتأكد من “حسن” سير عملية التحقيق، من خلال تهديد البيطار، لم نسمع أي موقف علني لرئيس الجمهورية ميشال عون ولا لأي من مستشاريه، ولا بطبيعة الحال لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حول رأيهم بتهديد حليفهم الأول لقاضي التحقيق بشكل مستمر.

فالرئاسة اللبنانية ومعها “التيار الوطني الحر” وأنصاره مشغولون بقضية أخرى “ملحّة”: “مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية يسأل نقابة الصحافة عن موقفها من الإساءة المستمرة لموقع الرئاسة ولشخص الرئيس من قبل صحيفة “الشرق” وصاحبها عوني الكعكي عبر نشر صور مركبة وأخبار كاذبة ومختلقة”. الرئاسة مشغولة بالمعركة “المصيرية” مع عوني الكعكي، في ظل احتدام المعركة الإعلامية على القاضي بيطار، وتصاعد وتيرة التهديدات، وإصدار مذكرة توقيف بحق وزير المالية السابق علي حسن خليل، الذي بدوره دخل على خط تهديدات البيطار خلال مقابلته ليل 12/10/2021 على قناة الميادين، مهدداً باللجوء إلى الشارع “في حال إستمرار الأمر على ما هو عليه”. خلال كل هذه التطورات المصيرية المرتبطة بأكبر انفجار هزّ مدينة بيروت وراح ضحيته أكثر من مئتي قتيل وآلاف الجرحى والمشرّدين، كان أنصار التيار الوطني الحر، وبدل أن يشكّلوا تكتّلاً شعبياً لحماية القاضي بيطار من الحملات التي يتعرض لها، كانوا يحاصرون منزل عوني الكعكي، بعد أن أقتحموا جريدة الشرق التابعة له، وذلك على إثر نشر كاريكاتير عن ميشال عون يلبس البيجاما ليل 13 تشرين الشهيرة، وهي نكتة قديمة عن ليلة هروب ميشال عون في 13 تشرين عام 1990 وترك جنوده وحدهم يواجهون مصيرهم. 

منذ مدة، ومحور الممانعة، من أمينه العام إلى  صحافييه،  يشنون حملات أسبوعية  بالمقالات وعناوين الصحف ونشرات الأخبار ووسائل التواصل الإجتماعي على المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار.

يعيش عونيون كثر في عالم آخر، عالم ينسون فيه كل ما كانوا ينادون به، فيسقطون المخفيين قسراً في السجون السورية في بئر النسيان بعد تحالفهم مع النظام السوري و”حزب الله”، ويرضخون لرغبات الحزب بتدمير المؤسسات كرمى لعيون التحالف معه، ويهملون قضية هامة مثل قضية المرفأ للتلهي بكاريكاتور سخيف نشره عوني الكعكي.

فميشال عون الذي استقبل مجلس القضاء الأعلى في بعبدا منذ ثلاثة أعوام  ودق على صدره حينها قائلاً لهم “احكموا بعدل ولا تخافوا من التهديدات، أنا أحميكم”، لم يصدر أي موقف تجاه التهديدات المتكررة بحق المحقق العدلي، فيما غرّد حساب رئاسة الجمهورية مراراً تصدياً لعوني الكعكي. ويبدو أن هذه الحماية التي وعد عون القضاة بها لا تشمل تهديدات وفيق صفا، ولا حسن نصرالله ولا حتى علي حسن خليل، التي يوجهونها للقاضي بيطار.

إقرأوا أيضاً:

لماذا الصمت العوني؟

لم يتحمس العونيون يوماً للقاضي بيطار، على الرغم من أن من طرحت إسمه هي وزيرة العدل السابقة ماري كلود نجم، المحسوبة على التيار الوطني الحرّ، ووافق مجلس القضاء الأعلى عليه. لكن يبدو أن  التيار العوني وكأنه تفاجأ بجرأة البيطار، الجرأة التي يخاف العونيون أن تصل يوماً إلى حدّ إستدعاء رئيس الجمهورية ميشال عون إلى التحقيق كونه كان يعلم بوجود نيترات الأمونيوم، عدا عن أن البيطار مصرّ على استدعاء وتوقيف اللواء طوني صليبا، مدير عام أمن الدولة، والذي يرفض عون رفع الحصانة عنه، بالإضافةً إلى أنه أبقى على احتجاز مدير عام الجمارك بدري ضاهر، الذي بدوره يرفض عون تسريحه من موقعه إلى اليوم.

ولكن بالرغم من كل ذلك لم يتجرأ العونيون على مهاجمة البيطار علناً إلى الآن، وذلك لما يمثله البيطار من أهمية ومن خلفه التحقيق في وجدان “الشارع المسيحي” في بيروت خاصةً، وبما أن عون وباسيل لطالما فكرا انتخابياً بـ”الشارع المسيحي” فهما لن يقوما بمهاجمة مجانية للقاضي بيطار، تخسرهم أكثر من ما خسروه في بيروت تحديداً وفي البلد عموماً بعد 17 تشرين الأول/اكتوبر 2019.

صورة العونيين تضررت كثيراً بعد إنفجار مرفأ بيروت، لدرجة أن ميشال عون لم يجرؤ حينها على مرافقة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي زار بيروت بعد الانفجار إلى شارع الجميزة، لعلمه أن البندورة والبيض والشتائم ستكون باستقباله، وبما أن العونيين يستعدون للإنتخابات النيابية، فهم لا يريدون خلق عداوات جديدة في “الشارع المسيحي” الذي سيشهد منافسة محتدمة، كما لا يريد جبران باسيل أن تسرح القوات اللبنانية وتمرح في دائرة بيروت الأولى، المكان الأكثر تضرراً من التفجير.

هي إذاً حسابات انتخابية-طائفية تدفع بالعونيين إلى الصمت وعدم مهاجمة البيطار، كما أن هيمنة “حزب الله” على الدولة والرئاسة من جهة أخرى تمنعهم من دعم القاضي بيطار فيما لو أرادوا ذلك.

 أما تفجير مرفأ بيروت، والعدالة واستقلالية القضاء، وحماية القضاة، وفصل السلطات، فتأتي في آخر سلم أولويات ميشال عون، الذي يلاحق مناصروه ليلاً عوني الكعكي إلى منزله بسبب كاريكاتور. 

ربما هذا الصدام العوني/الكعكي يعبّر بصورة مكثفة عن مآلات الحالة العونية التي وصلت إلى ذروة يأسها في العهد العوني القوي.

إقرأوا أيضاً: