fbpx

الانتخابات والمأزق العوني بعد حادثة الطيونة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية (في حال أجريت) سنشهد على الأرجح المزيد من التباعد العوني مع “حزب الله”، وذلك حمايةً لشعبيته المسيحية في بيروت خصوصاً، نظراً إلى العداوة التي تزداد يوماً بعد يوم في  الشارع المسيحي تجاه “حزب الله” وحلفائه…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“أحبائي”، بهذه العبارة أطل رئيس جمهورية لبنان على “الميني حرب أهلية” التي شنّها حليفه “حزب الله” ومعه “حركة أمل”، في مواجهة قناصة تابعين لـ”القوات اللبنانية”، وفق روايات متداولة.

“تنذكر وما تنعاد”، “ومش مقبول ترجع لغة السلاح لغة التخاطب بين المواطنين”، كليشيهات أطل بها علينا رئيس جمهوريتنا في ظل حادثة شديدة الخطورة ذهب ضحيتها 7 قتلى، و32 جريحاً، ووعد رئيس الجمهورية بأننا ذاهبون نحو الحل بالتعاون مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب الذي كان مقاتلوه يسرحون ويمرحون ويقصفون بالـ”آر بي جي” في أحياء الطيونة وعين الرمانة.

ولكن لم تلقَ هذه الكلمة العامة والممزوجة بالعبارات التقليدية صدى طيباً لدى حلفاء عون، كما أتى بيان “التيار الوطني الحر” شبيهاً إلى حد كبير بكلمة عون، وربما يكون كاتب البيان والكلمة هو نفسه، إضافةً إلى مقدمة نشرة أخبار OTV، التي اتبعت نهج الحياد في الحادثة.

وجاء في بيان التيار: “تشكيك أي جهة بعمل المحقق العدلي وصولاً إلى الرغبة بكفه عن العمل، وهو أمر مشروع قضائياً، يكون حصراً بالوسائل والقنوات القضائية، لا من طريق الإخلال بمبدأ فصل السلطات، حيث القضاء سلطة مستقلة”. 

ولكن لم يسمِّ التيار ولا رئيس الجمهورية أي طرف في المعركة التي حصلت في الطيونة وعين الرمانة، علماً أن أبرز خصمين له، متورطان فيها، أي “القوات اللبنانية” و”حركة أمل”.

ولاقى هذا الموقف الحيادي انتقادات لاذعة على لسان إعلاميين في قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، وفي جريدة “الأخبار”، كونه لم يتبنّ فرضية الكمين المسلح ومسؤولية “القوات اللبنانية” المباشرة عنه، وهذا ما صدر في بيان رسمي لـ”حزب الله” و”حركة أمل” كما في تقرير لـ”المنار” ليلاً، عرض المشاركين والمخططين لعملية القنص. ولكن لماذا فوت عون وصهره رئيس التيار جبران باسيل هذه الفرصة الذهبية لمهاجمة خصمهما الأول سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية)، عبر السير في فرضية حليفهما وتحميل جعجع مسؤولية أحداث الطيونة!؟

إقرأوا أيضاً:

الانتخابات والشارع المسيحي

تحتل الانتخابات النيابية سلم أولويات الهم العوني حالياً، وتمكن مراقبة ذلك من خلال الخدمات التي يقدمها مرشحوه المحتملون وأعضاء المكتب السياسي للتيار للمواطنين في المناطق، وأبرز تلك الخدمات هي تأمين المازوت لمن يريد، ووفقاً لبعض المعلومات، كانت بعض هيئات التيار، تسجل أسماء طالبي المازوت، وتسألهم قبل تسليمهم من ستنتخبون.

إضافة إلى ذلك، يشعر العونيون بثقل تحالفهم مع “حزب الله” بخاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، ومواجهة “حزب الله” التحقيق وللقاضي بيطار، وهذا ما لا يستطيع “التيار الوطني الحر” وميشال عون، تحمل وزره ونتائجه ولعل أكثر ما أغضب جمهور الثنائي في كلمة عون هو عبارة: “إنّ الشارع ليس مكان الاعتراض…” وقد ذكره البعض بأن شارعه لاحق نقيب الصحافة عوني الكعكي إلى منزله، ولاحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى منزله أيضاً، وأن مجموعة الحرس القديم العونية، لا تكل وتمل من التظاهرات اليومية.

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية (في حال أجريت) سنشهد على الأرجح المزيد من التباعد العوني مع “حزب الله”، وذلك حمايةً لشعبيته المسيحية في بيروت خصوصاً، نظراً إلى العداوة التي تزداد يوماً بعد يوم في  الشارع المسيحي تجاه “حزب الله” وحلفائه، بسبب محاولته المتكررة تطيير أي مسار عدالة في تحقيق المرفأ. حتى إن “تيار المردة” والذي يضم أحد المطلوبين للعدالة وهو الوزير السابق يوسف فنيانوس، تنصل من الدعوة إلى التظاهرة أمام العدلية، اقتصرت الدعوة على الثنائي الشيعي، فبدا أن الشيعة يريدون تطيير التحقيق الذي يدعمه الشارع المسيحي، وهو ما تكرس في اشتباكات الطيونة.

هذه العوامل كلها جعلت باسيل وميشال عون ينأيان بنفسيهما عن مشكل 14 تشرين الأول/ أكتوبر، لأنهما لا يريدان خسارة حليفهما الذي أنقذ عهدهما عام 2019 من انتفاضة الشعب اللبناني، كما أنهما لا يريدان خسارة الشارع المسيحي لمصلحة سمير جعجع، وهما بطبيعة الحال لن يتوانيا عن الخطاب الطائفي عالي النبرة المفيد انتخابياً، لذلك لن يستطيعا الدفاع عمّن يهاجم التحقيق العدلي وإن كان هو نفسه من أنعم عليهما بالسلطة حتى الآن.

إقرأوا أيضاً: