fbpx

إليسا في بغداد بدرعٍ واقٍ من الرصاص: “صاحبة رأي” شجاعة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بعد أكثر من عشرين عاماً على “الشرشف”، تضطر اليسا إلى ان تلبس درعاً واقياً من الرصاص لتحيي حفلاً في العاصمة العراقية بغداد بعد حملة تهديدات طالت الفنانة اللبنانية من قبل حسابات الكترونية تابعة لميلشيات الحشد الشعبي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
اليسا كما ظهرت في حفل بغداد مرتدية درعاً واقياً

لدى انطلاقتها الفنية في العام 1998 في كليب “بدي دوب” تعرّضت الفنانة اليسا لانتقادات قاسية بسبب ظهورها وهي تغطي جسدها بـ”شرشف”، واعتبر كثيرون هذا الأمر تجرّأً على التقاليد المحافظة، واستخداماً للاغراء وسيلة للنجاح. نجحت الأغنية آنذاك، وحصدت اليسا على مرّ السنين ملايين المعجبين الذين احبوا اغنياتها وتراقصوا معها في السهرات، وفرضت نفسها رقماً صعباً وإشكالياً في عالم النجوم في الألفية الجديدة. 

بعد اكثر من عشرين عاماً على “الشرشف”، تضطر اليسا إلى ان تلبس درعاً واقياً من الرصاص لتحيي حفلاً في العاصمة العراقية بغداد بعد حملة تهديدات طالت الفنانة اللبنانية من قبل حسابات الكترونية تابعة لميلشيات الحشد الشعبي، بسبب مواقفها السياسية التي تعبرّ عنها في لبنان ضد “حزب الله”. هكذا، وبسبب آراء سياسية لا تعجب محور الممانعة، تتلقى اليسا تهديدات بضرورة الغاء حفلها وعدم السفر إلى بغداد. 

وسائل إعلام عراقية تحدثت عن الدرع الواقي الذي صنعته شركة ألمانية خصيصا لإليسا، وقد اضطرت إلى لبسه تحت ثيابها، وقد صمم الفستان الذي لبسته خصيصاً ليراعي اخفاء الدرع تحته. ولم يجر التأكد من صحة هذا الخبر، الذي نقلته صحيفة “النهار” اللبنانية، لكنه إن صحّ يفتح باباً للتأمل في مآلات منطقتنا التي تذهب بعيداً في محاولات قمع الاختلاف، وتهديد اي رأي مختلف، حتى لو صدر عن فنانة لا تتعاطى السياسة بشكل مباشر، بل تعبّر عن ميولها السياسية تجاه فريق دون آخر بناء على تماسها اليومي مع الأحداث.

حتى الحب، الذي يشكل مادة أساسية لمعظم أغنيات اليسا، يصير في خطر ومهدّداً بالإغتيال، إذا تخلّت صاحبة “بينا نعشق” عن رأيها. 

تحدّت اليسا التهديدات وذهبت إلى بغداد وأحيت الحفل في “سندباد لاند”، وسط إجراءات أمنية مشددة، ودخلت بمرافقة مجموعة كبيرة من الحراس الشخصيين، قبل ان تعتلي المسرح وتغني من قديمها وجديدها، وتقدم اغنية “وأخيراً قالها” باللهجة العراقية للفنان أحمد المصلاوي، وأغنية “موطني” التي اعتمدت نشيداً وطنياً في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، كما غنّت اغنية “وحشتوني” لوردة الجزائرية وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير. لكن مجرّد فرضية أن تغني فنانة كإليسا على خشبة المسرح وهي خائفة من تعرّضها للاغتيال تنسف كل منطق الغناء المرتبط بشكل أساسي بالحرية، ويمكننا تخيّل المشاعر التي كانت تعتري اليسا وهي على المسرح وفي قلبها خوف من تنفيذ التهديدات التي تلقّتها.  

لكن اليسا “صاحبة رأي” على ما أعلنت في ألبومها الأخير(2020). والأغنية التي حمل الألبوم عنوانها تقول بوضوح: “أنا صاحبة رأي/ وعايشة حياتي بوجهة نظري/ ما بقولش كلام من ورا قلبي/ مش مؤمنة بيه/ وأبويا علمني ما خفش/ ودايما أواجه قدري/ وما دام على حق ما خفش/ دا مبدأ عايشة عليه”. 

هو مبدأ الشجاعة. والرأي يتقدّم على “شجاعة الشجعان”، ويأتي في المقام الأول، كما يقول أبو الطيب المتنبي، ابن العراق. وهذا الصراع حول حرية الرأي والتعبير يجب أن يبقى متقدماً على كل ما عداه من صراعات. واليسا اذ تغني، متحدّية التهديدات، تعزّز قوة الرأي، وتقدّمه على كل ما عداه من تفاصيل لا يعود لها أي أهمية في غيابه. حتى الحب، الذي يشكل مادة أساسية لمعظم أغنيات اليسا، يصير في خطر ومهدّداً بالإغتيال، إذا تخلّت صاحبة “بينا نعشق” عن رأيها. 

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.