fbpx

لبنان: قرداحي يعتذر من السعودية
لا من السوريين!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

الإعلام الذي تريده لنا السلطة اللبنانية هو على شاكلة هذا الوزير، إعلام استرزاق وتخفف من القيود الأخلاقية، ناهيك بالقيود المهنية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أثار وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي موجة ردود وسخط وارتباك ديبلوماسي في لبنان بعد انتشار تصريحات أدلى بها في برنامج “برلمان الشعب” على موقع “الجزيرة”، قبيل تعيينه وزيراً في حكومة نجيب ميقاتي. في البرنامج أعرب قرداحي عن آرائه فأكد دعمه الانقلابات العسكرية والنظام السوري وعرج على حرب اليمن وانتقد الأداء السعودي هناك.

ورعلى غم كارثية معظم التصريحات التي أدلى بها قرداحي، إلا أن رأيه في الشق السعودي هو وحده ما أثار عاصفة الردود والتي دفعته لتوضيح مقاله وعقد لقاء إعلامي مع الصحافيين لتكرار التوضيح.

وهنا كان على المتابع ربما أن يتجنب أن يؤخذ بعاصفة الردود على التصريحات المخزية لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، لولا فداحة هذه التصريحات وانحدارها إلى مستويات جديدة من وضاعة اللغة، ناهيك بإهانتها ذكاء اللبنانيين والسوريين مجتمعين. 

أما مرد التجنب فهو أن عاصفة الردود اقتصرت على بعدها السعودي، ذاك أن فِعلة الوزير الحقيقة، تكمن في ما قاله عن سوريا، فنفى القصف الكيميائي واعتبر بشار الأسد “بطلاً”. كل هذا تم تزخيمه بسيل الاعتذارات التي قدمها قرداحي، وهي اعتذارات تنم عن ذمية سياسية وعن مزاج استرزاقي، لطالما حفلت به علاقة طبقة من السياسيين والإعلاميين اللبنانيين بالسعودية وبدول الخليج العربي. فقرداحي أطلق مواقف سياسية في ما يخص السعودية واليمن، قد يختلف المرء معه فيها وقد يتفق، لكنها من دون شك لا ترقى إلى مستوى السقطة الأخلاقية التي ارتكبها في ما يتعلق بسوريا والسوريين. 

“بشار الأسد بطل” عبارة لا تتطلب اعتذاراً، بينما “الحرب في اليمن عبثية” استدرجت خوفاً بدا واضحاً على وجه الوزير في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع رئيس “الهيئة الوطنية للإعلام المرئي والمسموع” هادي محفوظ، وبدا خلاله الوزير مستعداً لأن يهين نفسه طلباً للمغفرة، فيما لم يكن مضيفه أقل حماسة للذهاب بهذه الوجهة.

الإعلام الذي تريده لنا السلطة اللبنانية هو على شاكلة هذا الوزير، إعلام استرزاق وتخفف من القيود الأخلاقية، ناهيك بالقيود المهنية. في مقابل الإعجاب ببشار الأسد علينا أن نشيح بوجهنا عن الحرب في اليمن. هذا هو لبنان، وهذا هو الإعلام فيه. وقرداحي لا يستحق أكثر من ملامح التقزز التي تخلفها مشاهدتنا مؤتمره الصحافي المهين له، لكن لنا أيضاً نحن الصحافيين، إذ شملنا بطلبه حماية علاقة لبنان ببشار الأسد وبدول الخليج. 

نحن الصحافيين الذين تفترض مهنتهم تعقب كل من اعتذر منهم الوزير وكل من أوصله إلى الحكومة وعلى رأسهم بطله بشار الأسد. فما الذي يبقى من المهنة إذا ما استجبنا طلب الوزير؟ نعم يبقى منها ما دأب هو على فعله منذ سنوات نجوميته الأولى، وهو توزيع الابتسامات للحكام القتلة.

ويبدو أن الوقائع الثقيلة التي شهدها لبنان في السنوات الثلاث الفائتة أفضت إلى قناعة لدى الطبقة السياسية بأن الوظيفة المطلوبة للبنان في ظل الانهيار وفي ظل الفساد والارتهان، تتمثل بالمزيد من الفساد والمزيد من الارتهان، والنموذج المثالي لهذه الوظيفة هو جورج قرداحي، الآتي إلى الوزارة من إعجاب شديد ببشار الأسد وبنماذج حكام دول الخليج، ولعل الجسر الذي يربط الهوة بين الخيارين في الوعي الذمي للوزير هو إعجابه بنظام الملالي في إيران، وعندها يكتمل عقد الاعجابات في وعي رجل خبأ جواز سفره الفرنسي بانتظار أن ينفجر في وجهنا بركان الحروب الأهلية، الذي يختزن وجوه مثلث إعجاباته، فيتركنا ويغادر إلى بلده الحنون ونبقى نحن وجهاً لوجوه مع أصحابه.      

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!