fbpx

50 عاماً على “بلو”… جوني ميتشيل
التي غنّت حكاياتنا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في الذكرى الخمسين لصدور هذا الألبوم الأسطوري، ما قصة “بلو”؟ ومن هم الأشخاص والموسيقيون الذين ألهموه؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مثل جميع ألبومات جوني ميتشيل، أبصر “بلو” النور منذ 50 عاماً بصوت أنين. ولم ينطلق ويلقى رواجاً إلا في وقت لاحق. كانت معظم ردود الفعل التي تلقتها ميتشيل وقتها أنها ذهبت بعيداً جداً وفضحت الكثير عن نفسها. حتى إنها في البداية لم تستطع تحديد ما صنعته حقاً. 

كانت الاستجابة الأولية التي تلقتها على الالبوم انتقادية، معظمها من مغنين وكتّاب ذكور. كانت لحظة شبيهة بأخرى قبل ست سنوات عندما ادخل بوب ديلان الغيتار الكهربائي إلى أغانيه للمرة الأولى عام 1965. ديلان صعق الجميع وقتها. ميتشيل بدورها أخافتهم، فبدأوا يسألون: “هل هذا معدٍ؟”. 

في الذكرى الخمسين لصدور هذا الألبوم الأسطوري، ما قصة “بلو”؟ ومن هم الأشخاص والموسيقيون الذين ألهموه؟

أطلت جوني على المشهد فيما كانت نساء قليلات قد خضن تجربة كتابة أغانيهن الخاصة، كن مهمشات ومحاطات بالرجال، لكنها لم تتأثر بهذا قط. أغانيها هي قصتها الخاصة كشخص، وصودف أنها إمرأة. 

جوني ميتشيل

“كل ما أريد”، الأغنية الأولى في الألبوم، من الصعب جداً أداؤها لأنها مشبّعة بالألحان. أغنية جميلة عن الحب الشاعري الذي ينكشف. “أنا في طريق وحيد وأنا أسافر وأسافر وأسافر”. اتسمت علاقات جوني بالكثير من الحزن حيناً والانعتاق أحياناً، “لن أدعك تدمرني أو تؤذيني. سأنتصر في النهاية بكتابة الأغاني وحريتي”.

في أغنية “رجلي العجوز”، تصف جوني نوع الحب الذي تتجاهل فيه الحاجة إلى الزواج، مدركة أن شهادة الزواج هي مجرد قطعة من الورق، أي أنها نظام في بنية اجتماعية بعيد تماماً من الشعور بالحب الحقيقي. الحب شيء قوي لدرجة أنه موجود من تلقاء نفسه؛ هناك رغبة طبيعية في أن نكون صادقين ومعاً، وربما لا علاقة للزواج بذلك. 

تصف جوني هذا الشخص الحبيب بأنه الوتر الأكثر دفئاً الذي سمعته: “انه يغني في الحديقة / انه يمشي تحت المطر / انه راقص في الظلام”. وبعد ذلك: “ولكن عندما يرحل، أصطدم بالشجن الوحيد / السرير كبير جداً / والمقلاة واسعة جداً”. ربما هنا تكمن العلاقة الجميلة مع شخص ما. هناك هذا الشخص الذي يبقيها بعيدة من الكآبة، وعندما يرحل، يصبح كل شيء أشبه ببالفراغ. لكن ماذا يشعر الشخص عندما يُكتب عنه هكذا؟ بعضهم، مثل المغني ديفيد كروسبي، بكى.  قليلة جداً هي الاغاني التي تضمنت هذا القدر من الصدق.

كانت جوني، بعد نجاحها في البدايات، سافرت في “رحلة هروب” الى اوروبا. انتهى بها الأمر بالعيش في جزيرة كريت مع مجموعة من الهيبيين يعيشون في الكهوف. وعادت مع الكثير من الأغاني والأفكار. أغنية “كاليفورنيا”، التي كتبتها في باريس، هي أغنية العودة إلى الوطن. بعد السفر، يصبح للوطن سياق مختلف، وتلتقط الأغنية ذلك. كانت جوني تتوق للعودة الى كاليفورنيا، الى معقل الثقافة المضادة وصناعة موسيقى البوب. ومع ذلك، كانت كاليفورنيا أيضاً مكاناً للإنكار شبه الواعي، إذ تلامس ابيات الشعر الافتتاحية الإدراك المبكر، في السبعينات، بأن زمن “السلام والحب” قد انتهى. “أجلس في حديقة في باريس، فرنسا/ أقرأ الأخبار ومن المؤكد أنها تبدو سيئة/ لن يمنحوا السلام فرصة/ كان ذلك مجرد حلم لدى البعض منا”. 

بعد عودتها إلى لوس أنجليس، وقعت ميتشيل في حب المغني جيمس تايلور. على رغم أن العلاقة تركتها في حالة من اليأس، إلا أن تايلور انضم إليها بشكل رائع على الغيتار في هذه الأغنية الراقية عن الحنين الى الوطن وحاجتها للهروب مرة أخرى إلى الحديقة. 

في أغنية “نهر” تتألم جوني ميتشيل. تحكي عن انفصالها عن المغني غراهام ناش وتقول الحقيقة. جمعتها به علاقة عاصفة وجميلة ومؤلمة، لكنها فشلت، وجرحته. “جعلت طفلي يبكي”، غنت. وهي أيضاً تألمت وعبّرت عن حزنها على رغم الصورة الاحتفالية التي تبدأ بها الأغنية: “إنهم يقطعون الأشجار/ ويقيمون حيوانات الرنة / ويغنون ترانيم الفرح والسلام”. وتدريجياً، تبدو جوني غير سعيدة بشكل مخيف وتتمنى لو كان لديها نهر تتزلج عليه بعيداً من كل هذا الفرح. هناك حزن راقٍ ومعقد في كتاباتها وحتى في صورتها العامة حيث لا نجد لها الكثير من الصور المبتسمة. كأنها “تلاعب الحدود بين السعادة والحزن والحب والكراهية والعقلانية والانهيار”، بحسب تعبير المغني غريغوري بورتر، “وهو المكان الذي  نعيش فيه مرات عدة”. 

في نهاية الألبوم أغنية ذات مقدمة طويلة نسبياً للبيانو، كأننا أمام عازف بيانو في حانة ليلية  يجري آخر تمارينه قبل البدء ببرنامج الأمسية. تدور أغنية “آخر مرة رأيت فيها ريتشارد”     حول رجل وامرأة لا تجمعهما علاقة رومانسية. يدور جدال فلسفي بين المرأة الواقعية الساخرة وريتشارد المثالي الرومانسي. يقدمان تقارير لبعضهما عن حياتهما: “لم أرك منذ فترة، كيف حالك؟”. كلمات جوني هنا يمكن أن تصف تجربة اي شخص نظراً إلى عالمية السيناريوات التي تكتبها. حتى إن المرأة والرجل في الاغنية يمكنهما أن يتبادلا الاماكن بسهولة، وهما يفعلان هذا في النهاية. المفارقة في الأغنية هي أن أي رومانسي سيصل الى المصير ذاته، وهو أن الرومانسية تتأرجح بين المد والجزر. سيمر واحدنا بفترات صعود أو نزول حتى عندما يكون متزوجاً ومتأكداً من أن الرومانسية ستستمر إلى الأبد. لكنها ليست كذلك. كلها أكاذيب جميلة. ومع ذلك، ليست هناك رحلة أحلى يمكن القيام بها. 

ثمة من يعتبر أن هذا الالبوم هو أفضل تسجيل لمغنٍ وكاتب أغانٍ على الاطلاق، وان هذه المجموعة من الأغاني تمثل الذروة في قدرة المغني وكاتب الاغاني على الابداع. “أنا فخور بكوني جزءاً من حياتها”، علق حبيب ميتشيل السابق غراهام ناش قائلاً، “في غضون 100 عام، سيتذكر الناس البيتلز وبوب ديلان وجوني”.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.