fbpx

انتصار سوري… بطعم الهزيمة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

اليوم صار الموت خبر جريدة الأمس. أخبارنا تتصدرّها نشرة أسعار المواد الغذائية وصور الأبطال وهم يعانقون رغيف الخبز تارة وقنينة الزيت. في فمنا ماء وفي قلوبنا خواء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نحن نعيش على الأرض التي أحرقت تحت أقدامنا لإبادتنا أو تهجيرنا إذا حالفنا الحظ… 

تتفاوض أطراف لا نعرفها باسمنا من أجل الحل السياسي. ومنذ سنين. وكل ما يصلنا من أنباء المفاوضات أن أحد الأطراف قد عرقل أعمال الآخر… وتفشل جولة المباحثات.

نحن لم نفوّض أحداً ليتكلم باسمنا لا في الداخل ولا في الخارج.

نحن لم نوافق على هذه المعارضة التي تبين أن كل همها معارضة تقاسم الثروات المسروقة.

نحن لم نتعرف إلى المجتمع المدني بعد، كل ما نعرفه منذ وعينا على هذه الدنيا هو البسطار العسكري.

يوم حلّ السلام، بدأت الحرب الحقيقية.

في زمن السلام هذا نسبح جميعاً عكس التيار. 

نجد أننا نتراجع رويداً رويداً عن مواقعنا التي اكتسبناها بتعب السنين. تقل قدرتنا الشرائية ونقبل بالموجودات الرديئة لنستمر في الحياة.

هكذا يعيش الشعب الذي انتصر على الإرهاب بفخر.

كيف تكون الانتصارات؟ بالشعور بالهزيمة؟

 تهزمنا أحلامنا ويهزمنا الزمان ونحاول أن نتعرّف إلى هويتنا القديمة فلا نجدها في أي مكان حولنا.

وبينما يحلّ يوم المولد النبوي في دمشق. نستمع إلى المدائح  من منارات الجوامع ونتفرج على الأضواء التي تزين الأموي. ونتذوق الملبس باللوز وتحت لساننا مرارة الأيام المقبلة.

كيف يؤمن أرباب الأسر خبز أولادهم؟ كيف تمرّ الأيام على أطفال الشوارع، أطفال الحروب والاختطاف والتهجير؟ وماذا تخطط اللجنة الدستورية وعلامَ تتفاوض تحديداً؟

 ما نخشاه أن  أركان اللجنة الدستورية الثلاثة تجتمع في كل مرة لتتفّق على مستحقاتها الخاصة. وأن كل ما تتفاوض عليه هو ضمان استمرار اجتماعاتها  لسنين آتية في اليمن والخير والبركات.

فالاجتماعات لا يغطي الإعلام تفاصيلها وليست لها مرجعيات تحاسبها على  الأموال والدم المهدور والوقت الذي يمرّ على الأرض المحروقة…  

نحن “شعب الأرض المحروقة” الذي لم يغادر أرضه رغم كل شيء.   والذي ينتظر بشائر جديدة كل يوم عن “التوافق الإقليمي” وعن “أطراف الصراع” وعن “الحل السياسي” وعن إمكانية فتح الحدود لكنه لا يتلقّى في النهاية سوى أنباء مؤكدة عن تفجير هنا وقصف هناك والنتيجة دماء طازجة تروي عطش الأخبار العاجلة للإعلام.

اليوم صار الموت خبر جريدة الأمس. أخبارنا تتصدرّها نشرة أسعار المواد الغذائية وصور الأبطال وهم يعانقون رغيف الخبز تارة وقنينة الزيت تارة أخرى في محاولات أخيرة لإحياء تراث الإصلاح. 

في فمنا ماء وفي قلوبنا خواء.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.