fbpx

“زوجي أول من تركني”… نساء غزة
في مواجهة السرطان والحرب و”كورونا”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تبقى النساء من الفئات الأكثر تهميشاً والأقل حظاً؛ بخاصة في ظل الأزمات الصحية والحروب التي تمر على قطاع غزة؛ الأمر الذي يستوجب تقديم الدعم المادي والمعنوي لهن.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تصاب النساء في فلسطين كما في أنحاء العالم بالسرطان، لكن الإصابة عندنا تتوزّع جراحها على الألم الجسدي والضرر النفسي الذي تسببه النظرة المجتمعية إلى النساء وتخلي أقرب الناس عنهنّ.

“لن يتزوجك أحد، ستعيشين ما تبقى من عمرك وحيدة، على رغم أنك ما زلت شابة، بناتك عندما يكبرن لن يجدن من يتزوجهن”، كأزيز الرصاص كانت هذه الكلمات تخترق أذني أنصاف إسماعيل (43 سنة، غزة)، مذ عرف الناس بأنها مصابة  بسرطان الثدي في كانون الأول/ ديسمبر 2014.

تقول بحرقة: “أول من تركني في محنتي كان زوجي، بمجرد معرفته بمرضي، فكانت والدتي الحضن الدافئ الذي لملم شتاتي ومكنني من استعادة قواي؛ لإتمام بروتوكول العلاج بعد توقفي عن مواصلة جلسات الكيماوي لقسوتها نفسياً وجسدياً”.

قصة إنصاف، واحدة من بين 3800 حالة تم تسجيلها خلال السنوات الخمس الماضية، وفق الرقم الأحدث الصادر عن حملة أكتوبر الوردي، التي حملت شعار “لسن مجرد رقم”.

ويعد السرطان المسبب الأول لوفيات النساء في فلسطين، والأكثر انتشاراً بين السيدات، إلا أن نسبة الشفاء تصل إلى 90 في المئة في حال الكشف المبكر، و70 في المئة من الحالات يتم اكتشافها بالفحص الذاتي الشهري.

“على رغم كشفي المبكر الورم الخبيث في الثدي، إلا أن بروتوكول العلاج تطلب عملية استئصال للثدي، تمت العملية بنجاح، وكنت حريصة على مراجعة دورية كل ستة شهور” تضيف إنصاف.

“معاناتي كانت مركبة خلال رحلة العلاج في ظل جائحة كورونا، فالمستشفيات في غزة لا تستقبل إلا الحالات الطارئة؛ بخاصة مُستشفى الرنتيسي المخصص للأورام”. تروي أنصاف.

فرضت جائحة “كورونا” تحديات جديدة على المصابات بالسرطان عموماً وتحديداً في غزة، نتيجة النقص الحاد في الأدوية وعدم توفر بروتوكولات العلاج والخوف من السفر للعلاج في مستشفيات القدس والضفة والداخل المحتل؛ بسبب الحجر الصحي في ظل عدم توفر مستشفى متخصص في غزة.

“رحلة العلاج الهرموني تستغرق 5 سنوات؛ لكن جائحة كورونا وأزمة الإغلاق والحصار المفروض على غزة، حرمتني من تلقي إبرة الزولادكس، لأربعة شهور على التوالي، الأمر الذي أدى إلى خلل وإرباك في بروتوكول العلاج الخاص بي، فزادت آلامي الجسدية والنفسية”. 

تتابع إنصاف: “كنت في حيرة من أمري، لمن ألجأ وأين أجري فحوصاتي وأين أتلقى علاجي الذي كان متوقفاً في قسم الأورام في مستشفى الرنتيسي خلال ذروة كورونا عام 2020″، مشيرة إلى اضطرارها إلى شراء إبرة الزولادكس بـ650 شيكلاً (200 دولار)، على حسابها الخاص، علماً أنها لا تملك مدخولاً، فهي متطوعة في جمعية العون والأمل لمريضات السرطان.

أقسام الأورام في مستشفيات غزة لا تكفي في ظل تشخيص 316 حالة سرطان ثدي عام 2019؛ لكن، توطين الخدمة سيساهم بعدم خروج 75 في المئة من مريضات السرطان من القطاع وسيوفر الوقت والجهد.

السرطان والحرب

تؤكد إنصاف، أن المحطة الأصعب جسدياً ونفسياً في رحلة علاجها، كانت الـ11 يوماً من الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة في 21 أيار/ مايو الماضي، فالقصف العشوائي عطل العلاج. 

وتضيف: “المأساة الكبرى كانت في عدم توفر طاقم طبي في مستشفى الرنتيسي للأورام، لخدمة المرضى، إلا للحالات الحرجة. حتى مؤسسة العون والأمل التي كانت تتعاون معنا لإرسال الدواء لنا خلال الحرب، كانت حركتها مشلولة، فكل جسم متحرك على الأرض هدف مشروع لطائرات الحرب الإسرائيلية”.

تصمت للحظات، وتستذكر، كيف فاقمت الحرب من آلامها النفسية والجسدية؛ باضطرارها لإخلاء منزلها في حي تل الهوا، واضطرارها لحمل ابنتيها، والركض مسرعة؛ خوفاً من الصواريخ التي كانت تتساقط على الرؤوس عشوائياً؛ على رغم توصيات الأطباء بمنعها من حمل أي جسم ثقيل لخمس سنوات؛ لكنه نداء الأمومة…

“تجربة المرض جعلتني أكثر قوة وصلابة، من بعدها أصبح كل شيء هيناً. لقد تعلمت أن أهتم بنفسي وأن أحبها”.

إضافة إلى التحديات التي فرضتها ظروف غزة على مريضات السرطان، تقول مديرة مؤسسة “العون والأمل” إيمان شنن، في حديث صحافي، إن النساء في فلسطين يصبن بالسرطان مرتين، مرة في الجسد، ومرة في الشريك، الذي يهجر زوجته؛ بخاصة بعد عمليات الاستئصال، وهذا مصير واجهته 75 في المئة من النساء تقريباً.

في حال أصيب الرجل بالسرطان، يتلقى مساعدة مجلس العائلة، أما المرأة فتصبح عبئاً؛ بخاصة في ظل ضعف الإمكانات المادية في أحيان كثيرة.

وتبقى النساء من الفئات الأكثر تهميشاً والأقل حظاً؛ بخاصة في ظل الأزمات الصحية والحروب التي تمر على قطاع غزة؛ الأمر الذي يستوجب تقديم الدعم المادي والمعنوي لهن.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.