fbpx

اليمنيون ينعون رشا عبدالله:
بأي ذنب قتلت؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يعيش الوسط الصحفي والإعلامي في اليمن منذ أول أمس، حالةً من الصدمة لمقتل صحفية يمنية حامل في شهرها التاسع وهي في طريقها لتضع مولودها، بطريقة وحشية لا يستوعبها أي عقل أو منطق، وهو بمثابة استهداف للإنسانية والبشرية جمعاء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

حالة من الذهول تسود الوسط الصحفي واليمن بشكل عام، بعد مقتل الصحفية رشا عبدالله الحرازي وطفلها وإصابة زوجها الصحفي محمود العتمي، في تفجير استهدف سيارتهما في عدن عصر الثلاثاء 9 نوفمبر/ تشرين الحالي.

وهزت حادثة الاستهداف الذي تعرض له الصحفي محمود العتمي وزوجته رشا عبدالله بتفخيخ سيارتهما، الرأيَ العام اليمني والدولي باعتبارها جريمة سابقة غير معهودة ومستهجنة، ومؤشرًا خطيرًا لمرحلة جديدة وعنيفة تستهدف الصحفيين في اليمن بهذه الوسائل الرخيصة والجبانة، حسب تعبير نقابة الصحفيين اليمنيين، في ظل إفلات قتلة الصحفيين ومنتهكيهم من العقاب والمساءلة.

وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين بأشد العبارات هذه الجريمة المروعة وغير المسبوقة، التي استهدفت صحفيَّين أعزلين أثناء توجهما إلى المشفى، وطالبت السلطات الأمنية في عدن سرعة التحقيق في الواقعة وكشف ملابساتها، وإلقاء القبض على الجناة، لينالوا جزاءهم الرادع.

ويعيش الصحفيون اليمنيون في الداخل أوضاعًا معيشية وإنسانية قاسية، في ظل الحرب القائمة وعدم توفر فرص العمل، بالإضافة إلى الملاحقات والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل أطراف الحرب، إذ تعتبِر منظمات محلية ودولية، اليمنَ “من أسوأ بلدان العالم في حرية الصحافة والإعلام”، وأنها “الأسوأ عالميًّا للصحفيين”.

محمود العتمي وزوجته رشا عبدالله

يعد التفجير الذي حدث بسيارة الصحفي محمود العتمي، هو الرابع في أقل من عام في عدن منذ تشكيل الحكومة الجديدة المنبثقة عن اتفاق الرياض، والثالث خلال فترة لا تتعدى الشهر، إضافة إلى المواجهات المسلحة الدامية التي دارت في منطقة كريتر وسط عدن مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بين فصيلين عسكريين متناحرين يتبعان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًّا.
وطالبت نقابة الصحفيين اليمنيين بتوفير بيئة آمنة للعمل الصحفي في اليمن، معلنة أن بيئة العمل الصحافي الراهنة شديدة الخطورة، بعد أن تعرضت للتجريف والقمع والإغلاق وإلغاء التعددية الإعلامية والتعامل مع الصحفي كعدو من أطراف الحرب.

كما طالب الاتحاد الدولي للصحفيين السلطات المعنية بإجراء تحقيقات فورية وخطوات ملموسة لإنهاء الإفلات من العقاب.

فيما كرر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ النداء لتحقيق العدالة والمحاسبة، مؤكدًا ضرورة أن يتمكن الصحفيون والصحفيات في كل مكان من العمل بلا خوف من الانتقام.

جرائم دون عقاب

ويعيش الوسط الصحفي والإعلامي في اليمن منذ أول أمس، حالةً من الصدمة لمقتل صحفية يمنية حامل في شهرها التاسع وهي في طريقها لتضع مولودها، بطريقة وحشية لا يستوعبها أي عقل أو منطق، وهو بمثابة استهداف للإنسانية والبشرية جمعاء.

وجاءت اليمن في مقدمة خمس دول ركزت عليها حملة الاتحاد الدولي للصحفيين لمقاومة الحصانة والإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين لهذا العام، والتي تصادف الثاني من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، حيت تشير إحصائيات الاتحاد الدولي للصحفيين إلى مقتل خمسة وأربعين صحفيًّا وصحفية في اليمن بين عامي 2011 وسبتمبر/ أيلول 2021، ولم يتم تقديم أيٍّ من الجناة إلى العدالة.

وسجّلت نقابة الصحفيين اليمنيين 63 انتهاكًا بحق الصحفيين والإعلاميين من يناير/ كانون الثاني إلى نهاية سبتمبر/ أيلول 2021، وأكثر من 1300 حالة انتهاك منذ 2015، تنوعت بين الاعتقال والتهديد والاعتداء والقتل ومنع من التغطية، إضافة إلى اعتداءات على مقرات مؤسسات إعلامية أدت لتوقفها عن العمل.

وقال أنتوني بيلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: “إن القتل المستهدف لرشا عبدالله الحرازي وإصابة محمود أمين العتمي هي جريمة بشعة يعجز اللسان عن التعبير عنها.

في حين، دعت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك، جميع الأطراف في اليمن إلى التوقف عن مهاجمة الصحافة، وضمان التحقيق الشامل في مقتل الصحفيين ومحاسبة المسؤولين.

ونعى يمنيون الصحافية رشا عبدالله بعد مقتلها وجنينها بعبوة ناسفة، معبرين عن حزنهم وألَمهم بهذه الفاجعة وإراقة دماء أبرياء بصورة بشعة غير مسبوقة. 

إقرأوا أيضاً:

استهداف متواصل

تشهد مدينة عدن منذ بداية العام الحالي، سلسلةً من الأزمات الاقتصادية والخدمية، وموجة من الاضطرابات والاحتقانات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، منذ واقعة الانفجار الذي حدث في مطار عدن أثناء عودة الحكومة المعترف بها دوليًّا عقب تشكيلها الجديد مناصفة مع المجلس الانتقالي، بحسب مخرجات اتفاق الرياض.

ويعد التفجير الذي حدث بسيارة الصحفي محمود العتمي، الرابعَ في أقل من عام في عدن، منذ تشكيل الحكومة الجديدة المنبثقة عن اتفاق الرياض، والثالث خلال فترة لا تتعدى الشهر، إضافة إلى المواجهات المسلحة الدامية التي دارت في منطقة كريتر وسط عدن مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بين فصيلين عسكريين متناحرين يتبعان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًّا.

وتزيد هذه الاضطرابات والاختلالات الأمنية من تعقيدات المشهد السياسي المتأزم في عدن، وتضيف أعباءً ثقيلة أخرى على الحكومة المعترف بها دوليًّا والتي تواجه سلسلة من الأزمات المتراكمة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف، أن مدينة عدن (جنوبي اليمن)، شهدت 200 حادثة تصفية جسدية منذ العام 2015.

وقال في بيان تناقلته وسائل إعلامية دولية، إن اغتيال الصحفية رشا عبدالله الحرازي وإصابة زوجها، فاجعة جديدة تضاف إلى سلسلة الاغتيالات التي وقع ضحيتها عدد كبير من المدنيين في اليمن.

وكانت “خيوط” قد كشفت ما تعيشه الصحافة والصحفيين في اليمن طيلة السنوات الست الماضية من عمر الحرب، من أوضاع مزرية وانتهاكات واسعة، إذ أقدمت أطراف الحرب: سلطة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والحكومة المعترف بها دوليًّا، والتحالف بقيادة السعودية والإمارات، على استهداف و”اختطاف” الصحافة واستخدامها وتأطيرها وتنفيذ سياسة “من ليس معي فهو ضدي”؛ الأمر الذي أدّى إلى ملاحقة واعتقال واحتجاز عدد من الصحفيين في البلاد، ووصل الأمر إلى صدور أحكام بالإعدام على عدد منهم.

كما مثّل الواقع الجديد -وَفق ما كشف عنه تحقيق نشرته “خيوط” في 4 مايو/ أيار 2021- تحدّيًا قاسيًا للصحفيين والعاملين بمجال الإعلام، نظرًا للقيود والمخاطر التي كبَّلت العمل الصحفي في مناطق سيطرة أطراف الصراع، فضلًا عن الانتهاكات والتعرّض للاعتقال أو التصفية الجسدية، سواء عن طريق الاغتيالات أو المحاكمات الصورية التي تنتهي بالإعدام، كما فعلت المحكمة الجزائية بصنعاء بحق 4 من الصحفيين في مارس/ آذار 2019؛ الأمر الذي دفع بكثير من الصحفيين إلى التوقف عن العمل، أو الفرار إلى مناطق أكثر أمنًا داخل الوطن أو خارجه.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.