fbpx

“نزيهة ومحاولات التلاعب سترتد على أصحابها”:
تصريح بلاسخارت حول الانتخابات العراقية يثير الجدل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بلاسخارت بدت في نهاية كلمتها غير واثقة مما ستؤول إليه الأمور: “لا يسعني إلا أن أؤكد أن ما سيحدث في الأيام والأسابيع المقبلة سيكون له أهمية أكبر في مستقبل العراق القريب”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

12 دقيقة كانت مدة إحاطة المبعوثة الأممية إلى العراق جنين بلاسخارت أمام مجلس الأمن، قالت السيدة الأممية مثيرة الجدل خلالها حقائق تبدو صادمة لكثر من العراقيين الذين انتقدوا مسيرة العملية الانتخابية الاخيرة وشككوا فيها. بلاسخارت قالت بصراحة للقوى المعترضة على نتائج الانتخابات: «لا دليل على وجود تزوير أو احتيال ممنهج في الانتخابات، وأي محاولة غير قانونية لتغيير النتائج سترتدّ على أصحابها».

هكذا اختزلت المبعوثة الأممية في إحاطتها حول الانتخابات وما تبعها من تطورات معقدة بوصفها الحدث الأهم «الانتخابات أجريت بصورة عامة بهدوء وبإدارة حسنة، وأظهرت تحسناً فنياً وإجرائياً واضحاً، ومثلت بصفة عامة إنجازاً كبيراً من الأجدى بالسلطات والأطراف العراقية الإقرار به علناً». 

كانت واضحة في الإحاطة، إشارة بلاسخارت إلى أن الانتخابات تحققت بشق الأنفس، وانبثقت من “موجة غير مسبوقة من التظاهرات التي عمّت أرجاء البلاد عام 2019، تخللها عنف واستخدام مفرط للقوة وعمليات اختطاف وحالات استهداف بالقتل وأسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى”.

وجهت بلاسخارت كلامها إلى المعترضين على النتائج، مؤكدة لهم أن «القنوات القانونية متاحة للاعتراض، وقد استخدمت على نطاق واسع، ولكن حتى الآن، وكما صرحت السلطة القضائية، لا دليل على وجود تزوير ممنهج».

لا دليل على التزوير!

نتج عن الاعتراض على الانتخابات تداعيات غير ديموقراطية، بسبب عدم تقبّل بعض الأطراف النتائج، بحسب بلاسخارت، التي قالت إنه «لا يجوز تحت أي ظرف السماح للإرهاب والعنف أو أي أعمال غير قانونية أخرى بإخراج العملية الديموقراطية عن مسارها في العراق، وعلى الأحزاب دراسة أسباب الخسارة والتعلم منها من أجل الانتخابات التي تجرى في المستقبل»، في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي بطائرات مسيّرة، وما سبقها من توترات أمنية في محيط المنطقة الخضراء.

ووجهت بلاسخارت كلامها إلى المعترضين على النتائج، مؤكدة لهم أن «القنوات القانونية متاحة للاعتراض، وقد استخدمت على نطاق واسع، ولكن حتى الآن، وكما صرحت السلطة القضائية، لا دليل على وجود تزوير ممنهج».

دعماً للمفوضية والكاظمي

يرى الباحث والأكاديمي عقيل عباس أن «شهادة بلاسخارت قدمت دعماً قوياً لمفوضية الانتخابات وحكومة الكاظمي لمصلحة نزاهة الاقتراع، وأن ما ذكرته بخصوص نزاهة الاقتراع يفنّد الحجج الأساسية لقوى الإطار التنسيقي المعترضة على النتائج».

وعن أهمية توقيت الموقف الأممي الجديد، يشرح عباس في حديث مع “درج”، انه «مهم، وجاء في لحظة حرجة وحساسة تتعرض فيها المفوضية وحكومة الكاظمي لهجوم إعلامي وتهديدات مبطنة، خصوصاً أنه جاء قبل حسم الطعون وإعلان النتائج النهائية».

كما يرى عباس أن «التقرير الأممي كان متوازناً، وهناك قناعة دولية بأن الاقتراع نزيه، لكن مصدر القلق ليس الانتخابات إنما محاولة التلاعب بنتائجها، وهو ما أشارت إليه بلاسخارت، بمعنى قبول الخاسرين بحقيقة الخسارة الانتخابية، وهو موضوع سياسي يرتبط بالقوة وأدوات النفوذ لتغيير النتائج، وأن استخدامها في هذا الإطار سيولد مشكلة مع المجتمع». 

إقرأوا أيضاً:

 أين النتائج؟

لن تكون نتائج الانتخابات نهائية إلا بعد مصادقة المحكمة الاتحادية العليا عليها، وسيتم ذلك بمجرد أن تبتّ الهيئة القضائية الانتخابية في الطعون المقدمة إليها، إذ لم يحدد الدستور مهلة زمنية واضحة لمصادقة المحكمة عليها.

«من المستحسن أن تتم المصادقة على النتائج عاجلاً وليس آجلاً»، تقول بلاسخارت وتؤكد أن «أي محاولات غير مشروعة تهدف إلى إطالة أو نزع مصداقية عملية إعلان النتائج، أو ما هو أسوأ: كالقيام بتغييرها عبر الترهيب وممارسة الضغوط، لن تسفر إلا عن نتائج عكسية».

وعلى رغم أن الانتخابات المبكرة كانت من مطالب متظاهري تشرين، فإن مطالبهم الأخرى وتظلماتهم لا تزال قائمة «الغضب المتأجج يزداد بسهولة وبصراحة، فإن المشهد الحالي محفوف بالمخاطر- وهذا أقل ما يقال- وفي ظل غياب إصلاحات حقيقية، فلن يتحسن الوضع، بل على العكس» بحسب بلاسخارت.

الشارع… القنبلة الموقوتةَ!

«هناك تجاهل عام من الطبقة السياسية للاستحقاق الحقيقي في هذه الانتخابات التي قامت بسبب مطالب انتفاضة تشرين، وبدلاً من أن يكون هناك سعي وجهد لتصبح مجالاً للتعبير الحقيقي عن الاحتجاجات أصبحت وسيلة للتقاتل في ما بينهم، شأنها شأن الانتخابات السابقة»، بحسب المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الناصر دريد، الذي يضيف لـ«درج»: «تم ركن قنبلة موقوتة تحت الأرض، اسمها الغضب الشعبي، وسوف تبقى تدق حتى تنفجر، وهذا ما حذرت منه بلاسخارت بقوة في كلمتها». وبحسب دريد، فإن «أي محاولة لتغيير نتائج الانتخابات ستؤدي إلى صِدام فوري مع الكاسبين في الانتخابات، والخاسرون أول من يعرف هذه الحقيقة، هناك سيناريو آخر يريدون تمريره خلال المرحلة المقبلة، على رغم صمود المفوضية، وهو الاعتداء على مقاعد المستقلين، وإن حصل ذلك سيؤدي إلى انفجار شعبي».

سبّب جدل الانتخابات انسداداً سياسياً غير مسبوق منذ سنوات، وهو ما ينذر بأنه إذا أعلنت النتائج وتشكّلت حكومة بعدها، فستكون رهينة «معارضة مسلحة» داخل البرلمان وخارجه، ما قد يمنع الحكومة من التعامل بفاعلية مع لائحة طويلة من المهمات المهملة التي يريد المواطن العراقي إنجازها.

ومع ذلك يتوقع أن يُحدث التقرير الأممي تغييراً في موازين القوى؛ فهو جاء بمثابة فوز جديد للفائزين في الانتخابات وخسارة أخرى للخاسرين الذين سيبقون يناورون للحصول على مزيد من المكاسب السياسية، لكن ذلك قد لا يستمر سوى أيام معدودة وسينتهي فور مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج. بلاسخارت بدت في نهاية كلمتها غير واثقة مما ستؤول إليه الأمور: “لا يسعني إلا أن أؤكد أن ما سيحدث في الأيام والأسابيع المقبلة سيكون له أهمية أكبر في مستقبل العراق القريب”.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!