fbpx

عزّ الدين، اذهب إلى لاهاي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يا عزيزي أبو العيش، اختَر طريقًا أخرا. فإذا لم يُصغ لك قضاة المحكمة العليا في القدس، فاذهب إلى لاهاي… بإمكانك تقديم دعوى ضدّ النظام القضائي الإسرائيلي في لاهاي، لمنحه حصانة اوتوماتيكية لجميع جرائم الحرب التي تقترفها الدولة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

حاوَل د. عز الدين أبو العيش أيضًا بالحسنى. فها هو ومنذ مقتل بناته في غزة يجول العالم ويتحدث عن الرجاء، الصَّفح، السلام، والحياة معًا. التقيتُ به في البرلمان الأوروبي وفي تل أبيب، أخبرني حينها إنه ليس بساخط. تبدو أقواله أحيانا غير إنسانية، بل ويصعب تصديقها. فقد قتل الجيش الإسرائيلي بناته الثلاث، لكنه يتحدث عن الزلل وعن أهمية والغفران. لكنه، غضب أخيرا عقب خذلان المحكمة العليا له، بل وأدرك أنّ الطريق الذي اختاره مسدود.

عزالدين حاملا صور بناته

دعني أخبرك يا عزّ الدين بأمر ربما غفلت عنه، لستَ الفلسطيني الأول الذي حاول سلوك هذه الطريق الحسنة وانتهى به الأمر محبطا. كانت نهاية مروان البرغوثي، الذي جرّب أيضًا طريق الرجاء والحوار قبل الانتقال إلى المقاومة المسلّحة، سيّئة أيضا. لذلك دعك من ذلك، د. أبو العيش، انسَ الأمر. كُفّ عن الحديث عن الرجاء، العدل، والسلام، فلا آذان صاغية. لا تجيد دولةُ إسرائيل هذه اللغة، فهي غريبة عنها. عليك الحدّيث بلغة أخرى إن أردت تحقيق القليل من العدل المتأخر لبناتك الميتات، الاعتراف بالظُّلم، التعويض أو منع تكرار أعمال شبيهة مستقبلا.

ما كان يجب أن تصل قضية أبو العيش للمحكمة أصلًا. فغداة قتل بناته، كان على إسرائيل التوجه إلى الطبيب الفلسطيني الذي عمل حينها في مستشفى “شيبا”، لتطلب منه الصفح بل ولتعرض عليه المساعدة دون اللجوء للمحكمة. ربما لم يقصد الجنود قتل بناته، لكنهم أيضا لم يحاولوا بما فيه الكفاية منع قتلهنّ. هذه جريمة، ينبغي على مُرتكبيها تحمل مسؤوليتها كاملة. أهذه سابقة؟ نعم فهذا بالضبط هدفها! فحين تدفع إسرائيل ثمن جرائم جنودها وإهمالهم، فسيوخّي الجيش الحذر عند تعامله مع حياة البشر. كانت هناك حالة إستثنائية واحدة تصرّفت إسرائيل بسخاء وإنسانية، حالة الطفلة ماريا آمن التي شُلت من رأسها إلى أخمص قدمَيها جراء وقوع صاروخ إسرائيلي على بيتها نتج عنه مقتل نصف عائلتها في غزّة، لم تقع مصيبة عقب هذا “السخاء”! تعيش ماريا إلى يومنا هذا معنا بل وحصلت على خدمة إعادة تأهيل استحقتها. كان هذا مجرّد تصرف إنساني لا سابقة خطيرة ولا يحزنون.

إقرأوا أيضاً:

ليس من الصعب تخيل ما كان سيحدث لو أن حركة حماس تسببت بمقتل ثلاث أخوات يهوديات. دعوني أخبركم؛ كانت منظّمة “شورات هدين” القومية والسيئة السمعة ستلاحق الحركة بتهمة “الإرهاب” عالميا بل وكانت سحقق انتصارا منقطع النظير. آمن أبو العيش بالنظام القضائي في إسرائيل وبعدالته. لكن، وجه رئيس تشكيلة قضاة في المحكمة العليا يتسحاق عميت، لأبو العيش كلمات أسف معسولة ومنفّرة قائلا: “نحس بما يحس به مع المُدعي” – ثم صرف الطبيب الثاكل من حضرته. تفضلوا هذه المحكمة التي يخشى المعسكر الليبرالي اندثارها، هذه المنارة التي نهتدي بنورها بل ولا يمكن مساسها. فالمساس بها كارثي! لا يا سادة لن يكون كارثيا، فلن نصدع سوى صورة إسرائيل المُضلِّلة التي تدّعي النزاهة.

والآن، يا عزيزي أبو العيش، اختَر طريقًا أخرا. فإذا لم يُصغ لك قضاة المحكمة العليا في القدس، فاذهب إلى لاهاي. لا تملك ووفقا لأنظمة المحكمة الجنائية في لاهاي أي فرصة لتحقيق العدالة، وذلك لأنها لا تعالج حالات خاصّة كان سببها الإهمال كما ولا تملك الصلاحية القانونية للبت بما حدث بالبلاد قبل عام 2014. لكن بإمكانك تقديم دعوى ضدّ النظام القضائي الإسرائيلي في لاهاي، لمنحه حصانة اوتوماتيكية لجميع جرائم الحرب التي تقترفها الدولة.

وسواءٌ نوقِش الأمر أم لم يُناقَش، ينبغي على صداه التردد عالميا. ومن ثمة انضم يا عزيزي أبو العيش لمنظومة أخرى، قادرة على منع إسرائيل من الحصول على نفس السلاح الفتاك الذي قتل بناتك. تحدّث عن المقاطَعة وعن العقوبات، بدل الحديث عن التعايش والسلام. انضمّ للـ BDS. فهذه الخطوات التي قد تُحدِث التغيير الذي تناضل من أجله. ألم تعلمكَ المحكمة العليا ذلك بعد؟

هذا الموضوع مترجم عن Haaretz.com  ولقراءة الموضوع الاصلي زوروا  الرابط التالي.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.