fbpx

هل وصل “أوميكرون” إلينا؟ :
فليقدم الجميع على أخذ اللقاح

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحرك الجهات المختصة السريع حول العالم لدراسة البروفيل الجيني للمتحور الجديد أظهر مفاجآت في المتحور لم تكن بالحسبان

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

حل “أوميكرون”، المتحور الجديد من فيروس الكوفيد 19، ضيفاً جديداً وثقيلاً مع بداية فصل الشتاء.

جنوب أفريقيا، أخطرت اواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، منظمة الصحة العالمية حول رصد متحور جديد من فيروس كوفيد 19 على أراضيها. تحرك الجهات المختصة السريع حول العالم لدراسة البروفيل الجيني للمتحور الجديد أظهر مفاجآت في المتحور لم تكن بالحسبان. فهل وصل “أوميكرون” إلى لبنان؟ وهل نتوقع هجوماً عنيفاً للكوفيد 19 هذا الشتاء؟ 

تطور سريع للفايروس:

“دلتا” الذي يضم عدداً من الطفرات الجينية على بروتينه التاجي/السبايك والتي اكسبته أفضلية في الإنتشار على متحورات أخرى، سيطر مؤخراً على العالم مزيحاً متحورات سابقة من فيروس الكوفيد 19 عن العرش.

ولكن هل يزيح “أوميكرون” دلتا عن عرشه؟

السؤال الذي يدرسه العلماء عن كثب في ظل مخاوف من أن يكون فيروس الكوفيد 19 من خلال “أوميكرون” قد أصبح أسرع إنتشاراً من جميع المتحورات التي شهدناها على مدى العامين الماضيين.

هذا الواقع يجعل المتحور “أوميكرون” موضع إهتمام وسبب تصنيفه كمتحور “مثير للقلق” من منظمة الصحة العالمية هو ما كشفه تحليل التسلسل الجيني لـ “أوميكرون”. فقد أظهرت ما يزيد عن 30 طفرة جينية في بروتينه التاجي مسجلاً بذلك تطوراً سريعاً مقارنةً بمتحورات أخرى مثل دلتا الذي يضم أقل من 20. 

من غير المفهوم بعد كيف أكتسب الفيروس هذا العدد الكبير من الطفرات بهذه السرعة وكيف حدث ذلك. ولكن هذا العدد الكبير من الطفرات في البروتين التاجي للفيروس قد يكون له تأثير على سلوك الفيروس لجهة سهولة الإنتشار أو حتى شدة المرض الذي يمكن أن يتسبب به وهذا ما ليس واضحاً بعد. المعلومات العلمية حول تأثير “أوميكرون” ما زالت طور النمو وربما ستحتاج أيام أو حتى أسابيع قليلة لتبيان صورة واضحة للسيناريو الذين أمامنا الآن.

معلومات أولية تشير إلى إحتمال سهولة أكبر في الإصابة بـ”أوميكرون” لدى الأشخاص الذين كانوا قد أصيبوا سابقاً بمتحورات أخرى، ولكن المعطيات ما زالت محدودة بإنتظار دلائل علمية إضافية في الأيام والأسابيع القادمة للتأكيد أو النفي.

ما يبقى مؤكداً، أن الأشخاص الذين قد أتموا بالفعل جرعتين من لقاح الكوفيد 19 سيبقى لديهم مستوى معين من الحماية ضد النتائج الخطيرة للإصابة بالكوفيد 19 مع توقعات بأن تعزيز الجرعة الثالثة المطروحة من اللقاحات هذه الحماية في ظل ظهور متحورات جديدة من الفيروس.

“أوميكرون” في لبنان؟ 

حتى اللحظة تم رصد “أوميكرون” في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية وحتى العربية بعد أن أعلنت السعودية كما الإمارات العربية المتحدة منذ أيام قليلة عن وصول “أوميكرون” إلى أراضيها. 

في لبنان، من الملاحظ الارتفاع المتسارع في أعداد إصابات الكوفيد 19 في الأيام الأخيرة، لكن الصورة ما زالت غير واضحة المعالم والأسباب. فبحسب د. فادي عبد الساتر، الأستاذ الباحث في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، فإن مختبر الكوفيد في الجامعة اللبنانية والمسؤول عن متابعة وتحليل عينات الوافدين إلى مطار بيروت، لم يلحظ حتى اللحظة أي معطيات من فحوصات الـPCR تشير إلى وجود “أوميكرون” على الأراضي اللبنانية. المختبر حيث يتم العمل على ترصد تطور الوباء يعيش حالة ترقب، “أوميكرون” سيصل إلى لبنان عاجلاً أم أجلاً. 

من غير المستبعد أن يكون “أوميكرون” قد دخل بالفعل إلى لبنان خلسةً، إما عبر أشخاص حديثي الإصابة وبالتالي فحص PCR سلبي، أو ربما عدم دقة في استحصال العينة مثلا؟! احتمالات واردة طبعاً.  

يتساءل د. نادر حسين الباحث في مختبر الكوفيد في الجامعة اللبنانية ما إذا كان هذا الارتفاع في أعداد الإصابات في لبنان ناتج عن “أوميكرون” أو ربما تحور “لبناني” محلي في الفيروس؟ هذا السؤال سيحاول د. نادر وزملاؤه في الجامعة اللبنانية الإجابة عنه ولكن غياب دعم رسمي كاف يقف عائقاً أمام الوصول لإجابات سريعة.

الأدوات اللازمة لتتبع الفيروس غائبة

 من منظور علمي، فإن فحص ال-PCR المعتمد يمكن أن يخطر الباحث، في بعض الأحيان، إلى وجود تحور جديد في الفيروس ولكنه غير كافي بتاتاً لتأكيد وجود متحورات معينة مثل “أوميكرون” على سبيل المثال لا الحصر. التأكيد في هذه الحالات يتطلب إجراء تحليل/قراءة للحمض النووي للفيروس والذي يعرف بـsequencing. التقنية معتمدة بشكل أساسي حالياً حول العالم ليس فقط لرصد أي تحور جديد في الفيروس بأسرع وقت ممكن بل أيضاً لتتبع أعداد الإصابة بمتحورات معينة وبالتالي مراقبة تطور الفيروس وانتشاره عن كثب. عملية ضرورية وأساسية في حربنا ضد الوباء. 

ولكن للأسف، رغم مرور ما يقارب السنتين على اجتياح وباء الكوفيد 19 لحياتنا، ما زال اعتماد هذه التقنية غائباً في لبنان تحت حجج عديدة من بينها التكلفة العالية للأدوات ولكن باطنها تقصير رسمي تجاه مؤسسات البحث العلمي في لبنان وبالتالي حياة المواطن اللبناني الذي سيتأثر بالضرورة بأي هجوم جديد للكوفيد. على أمل أن تثمر جهود من عدد من الباحثين في الجامعة اللبنانية من أجل استقدام هذه المعدات اللازمة قريباً في دفع العجلة إلى الأمام. 

بناءً على ذلك، فإن رصدنا للمتحور “أوميكرون” وتتبعه عن كثب في لبنان كما متحورات جديدة “ربما” ليس، ولن يكون في المستوى المطلوب حتى إشعار آخر. 

إقرأوا أيضاً:

اللقاحات في مواجهة “أوميكرون”:

بالطبع إحتمالية أن تكون اللقاحات المعتمدة حاليا أقل فعالية ضد المتحور “أوميكرون” الجديد واردة، ولكن لا دليل علمي مؤكد بعد على صحة ادعاءات كهذه. وبالتالي فإن إستخلاص استنتاجات حول فعالية اللقاحات ضد “أوميكرون” سابق لأوانه بإنتظار معطيات علمية واضحة قريباً تقيم تأثير “أوميكرون” على مناعة اللقاح. 

من جهته أعرب المدير التنفيذي لشركة بيونتيك المنتجة للقاح الحمض النووي الريبوزي ضد كوفيد، أور شاهين، عن عدم قلقه حيال “أوميكرون” مشيراً بأن ظهور متحور كهذا كان متوقعاً، كما أن الشركات المصنعة للقاح الكوفيد 19 في وقتنا الحاضر بات لديها الإمكانات والأدوات اللازمة لإجراء تعديلات في اللقاح تتناسب مع أي متحور جديد في وقت قصير نسبياً في حال تطلب الأمر.

ما يبقى مؤكداً، أن الأشخاص الذين قد أتموا بالفعل جرعتين من لقاح الكوفيد 19 سيبقى لديهم مستوى معين من الحماية ضد النتائج الخطيرة للإصابة بالكوفيد 19 مع توقعات بأن تعزيز الجرعة الثالثة المطروحة من اللقاحات هذه الحماية في ظل ظهور متحورات جديدة من الفيروس.

المتحدثة بإسم منظمة الصحة العالمية شجعت على أهمية المسارعة في أخذ اللقاح مشيرةً إلى أن اللقاحات تنقذ الأرواح، لأن فرص إصابتك بمضاعفات خطيرة للمرض أو الموت ستكون أقل بشكل ملحوظ مع اللقاح. 

 الأبحاث العلمية بشأن “أوميكرون” سارية على قدم وساق إذاً لكي تصبح الصورة أمامنا مكتملة المعالم. في الإنتظار، فليقدم الجميع لأخذ اللقاح ولنشجع بعضنا بعضاً. فكلما زاد تداول الفيروس في المجتمع كلما زادت أعداد الإصابات، وبالتالي عدد الأشخاص الذي سيلحقهم شبح الموت وهذا يمكن تفاديه بخطوات بسيطة: الإلتزام بإجراءات الوقاية، التباعد الإجتماعي والتلقيح. ليس فقط من أجل حماية شخصية بل لحماية من هو حبيب أو عزيز خاصةً ممن هم أكثر عرضة لمخاطر الإصابة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

إقرأوا أيضاً: