fbpx

المتحرش سامر مولوي…
حشرة على كتف غول

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ما فعله طلاب وطالبات تحت الثامنة عشرة، في المدرسة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان درساً في التربية الوطنية لقنوه لبلد ما زال فيه من يحمي منصور لبكي المغتصب المتسلسل للأطفال ويدافع عنه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في العادة، يعد اكتشاف رجل مثل سامر مولوي صيداً ثميناً لهواة النوع على السوشيل ميديا.

ومن حسن الحظ أنه تلقى الصدمة على دفعات، أو أنه لم يكن موصولاً بالانترنت حيث فر إلى جهة مجهولة، بعدما فضحت إحدى تلميذاته في منشور على “فايسبوك” أنه متحرش جنسي، اعتدى ويعتدي لفظياً وجسدياً عليها وعلى زميلاتها في ثانوية في طرابلس شمال لبنان.

تأخره في إغلاق حساباته، وبعضها موجود حتى كتابة السطور هنا، أتاح الفرصة للفرجة على هذه البلاهة المجانية. سامر مولوي من صنف بات منتشراً في الفترة الأخيرة. لا يمكن الوصول إلى اسمه إلا بعد عبور سطر طويل ومرهق من الألقاب. فهو أستاذ ومربٍّ ومدرب إعلامي وناشط ورئيس تحرير موقع “سامريات” (نسبة إلى سامر) نيوز. الأخير يستحق التوقف عنده بالطبع، لأن الموقع الذي يرأس تحريره مدونة منشأة عبر “ووردبرس” وفيها إضافة إلى ما يمكن التسامح بشدة وتسميته مقالاته، صور نعوات وأخبار وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، وصور سامر مع طلابه رافعاً إبهامه أسوة بدونالد ترامب، إضافة إلى سيرته الذاتية الممتدة وفيها أنه نائب رئيس “جمعية المرأة والمجتمع”، وأنه مشارك في أكثر من مئتي محاضرة فكرية في مجال حقوق الإنسان ومناصرة المرأة وآفة المخدرات… وتأتي السيرة على اهتمامه بلعبة الدومينو لكنها لا تذكر ولو عرضاً هوايته التحرش بالأطفال.

إبهام سامر يتكرر في معظم صوره، ما لم يكن واقفاً أمام لافتة مطعم مشيراً إليها مرة بذراع اليمنى ومرة ثانية باليسرى. وتحسب له هذه القدرة الجبارة على أن يحافظ على تعبير الوجه نفسه في كل صوره، حتى لا يتمالك المتفرج نفسه، وهو يرى أستاذ التربية الوطنية الغريب من نوعه هذا، متنقلاً بين مئات الصور والمنشورات البائسة، فيضحك رغماً عنه. سامر وصل إلى تلك الدرجة من التفاهة والبلاهة التي تجعله عدواً لنفسه، حين يفعل فيها ما يفعل على وسائل التواصل الاجتماعي.

 لكن سامر ليس مضحكاً. سامر “بيدوفيل”، أي ينتمي، من دون منافسة، إلى أقذر نوع من الذكور وأشدهم انحطاطاً. حثالة تامة وناجزة. ليس مضحكاً. هو خطر داهم ليس على الأطفال في المدرسة فحسب، بل على أطفاله هو، على ابنتيه الصغيرتين وابنه، الذين يفترض به أن يزيل صورهم عن وسائل التواصل بأسرع ما يمكن ليحمي خصوصيتهم، ويفترض بالقانون أن يبعد الأطفال منه أيضاً بالسرعة ذاتها، في إجراء وقائي على الأقل. 

سامر مرض منتشر منذ زمن بعيد، لا حل له. لن يأتي يوم يختفي فيه البيدوفيل عن وجه الكوكب. سيظل مجهول ما، في مكان ما، يقدم على التحرش بطفل. والأفضل حينها أن يكون هذا الطفل محصناً بالبدهيات، المعرفة، والثقة، والطمأنينة بأنه إذا قال، فإن كلامه سيُسمع. رد الفعل العام على كشف التلميذة المتحرش كانت مبهرة. فتيات واضحات وقويات يعرفن تماماً حقوقهن ويعرفن تماماً ما هي جريمة المتحرش. لم يقفن عند أي حرج قد يكون متوقعاً، وهن يدلين بشهاداتهن الخاصة حول ما فعله معهن. ولم يكتفين بالأستاذ، بل حملن مدير الثانوية المسؤولية عن محاولته ترهيب التلميذة التي كتبت ما كتبت على “فايسبوك”، تضامن هؤلاء في ثورة صغيرة لكن نموذجية. متى سمعنا، من قبل، طلاباً يهتفون في وجه مدير مدرسة “ذكوري… ذكوري”؟ 

إقرأوا أيضاً:

ما فعله طلاب وطالبات تحت الثامنة عشرة، في المدرسة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان درساً في التربية الوطنية لقنوه لبلد ما زال فيه من يحمي منصور لبكي المغتصب المتسلسل للأطفال ويدافع عنه. ومع أننا نرجو السماء أنها لم تسمح لسامر بارتكاب جرائم لبكي، ومع أنهما يقعان نظرياً في خانة واحدة، إلا أن سامر بالقرب من لبكي يبدو كحشرة تقف على كتف غول. سامر، شبه النكرة، لن يجد على الأرجح من يحميه. لكن الغول ذا الصوت العذب عاد إلى العتمة بعد بضعة أيام فقط على الضجة التي أثيرت حوله بعد الحكم القضائي الفرنسي عليه. عاد ينفذ حكم تأنيب نفسه بنفسه، سرّاً، لأن كنيسته قررت أنها لن تطرده، ولن تحضه على الاعتراف بجرائمه، والاعتذار لضحاياه، كأقل الإيمان. والقضاء اللبناني لم يجرؤ على ما يبدو إلى المبادرة. وتابع مريدوه التشهير بالضحايا والتحصن بذكريات الحرب الأهلية للذود عنه. كأن ما فعله دفن مع إصدار الحكم الفرنسي الذي لن ينفذه، بانتظار أن يأخذ الرب وديعته بسلام، مع أن لبكي لا يستحق موتاً رحيماً. 

اللواتي كن صغيرات حين اغتصبهن لبكي، لم يصل صوتهن في حينها. وحين رفعن الصوت واجهن تضامناً ضدهن من سلطتين، دينية واجتماعية. تضامن يكاد يكون بسوء جرائم الغول. لم يصلن إلى العدالة تامةً، لكن صوتهن لا شك وجد طريقه إلى ثانوية في طرابلس. والفتيات في طرابلس واجهن المتحرش ومدير المدرسة الذي حاول حمايته، واجهن المذنب والسلطة. حمين أنفسهن منه، وأزلن خطره. تمتعن بجرأة الناجيات من لبكي وانتقمن لهن، وحققن بعضاً من العدالة لهن. فتيات طرابلس أوصلن صوت الناجيات من لبكي، وحققن لهن حلمهن الأول والأخير: ألا يجثم على طفلات آخريات الوحش الذي جثم على طفولتهن.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!