fbpx

الوحدة… حقيقة أنك حالة مستعصية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحوّلك الوحدة إلى شخص عصيّ، بطيء في الكلام في معظم الأحيان، إنما بركان في أحايين لا يخالها أحد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تتحوّل حياتك إلى أشلاء لأشخاص رحلوا يوم كشفوا حقيقة أنك حالة مستعصية، أو أشخاص طردتهم من غرفتك، انتصاراً للعزلة. وهكذا حين تنظر إلى الخلف، تجد المعارك التي خضتها، لا لشيء، بل انتصاراً للعزلة وحسب. مهمّتك اليومية تكمن في محاولة تفكيك نفسك، وتحويلها إلى كائن سهل، يمكن اختراقه، لكنك كل يوم تصطدم بأن الأمر لا ينجح، فحقيقتك ستلاحقك، حتى إن دعوت أصدقاءك إلى حفلة رقص، وإن اتصلت بحبيب قديم في محاولة للتبسيط ومكافحة جفاف التربة. الوحدة لا تعني أنك لن تجازف أبداً أو أنك بالفعل مغرم بالجدار الأبيض الذي في وجهك، تمجيد الوحدة، لا يعني تخفيف قسوتها، ولا يعني أنها أفضل ما يحصل عليه المرء. ستذهب إلى مجازفاتك بثياب جديدة، حتى تتحول خزانتك إلى صندوق من الأثواب التي تفوح بالحكايات، وغالباً بالخيبات. في الواقع أنت خيبتك الأكبر. ستصحو من كل مجازفة لتؤنّب نفسك وتعتذر من الجدار الأبيض وتَعِده بأنه الخطأ الأخير… ثم ستجازف مرّة أخرى وتعود، تارةً بلا يد، وطوراً بلا قلب.

حين تنظر ملياً ستفهم كم أنك محاصر، هنا قميص استطعت بعد عشر سنوات تحويله إلى قماشة لتلميع الصحون ومسح الطاولات. وتعدّ ذلك انتصاراً، غاضاً النظر عن العشر سنوات التي كنتَ خلالها تحتفظ بقميص نسيه أحدهم في قلبك عن قصد، ثم ذهب لأجل قلب آخر. وهناك كأس، تأنَّيت كثيراً قبل غسلها، كنت تحاول تحنيط شفتيّ أحدهم على طرفها، وكنتَ تعتقد أنك ستنجح… لغبائك. في الجهة المقابلة بعثرةٌ، لم تستطع ترتيبها منذ سنوات، وكنتَ تهرب من المواجهة بشجاعة نادرة. وفي مكان ما من حياتك، ستجد “أكواريوم” لأسماكك المقتولة، تظن أن الاحتفاظ بالجثث يبث الحياة فيها. والمشكلة أنك كل يوم تضع طعاماً للسمك المقتول، وتجلس منتظراً حتى يأكله. وفي كل مكان منك، يجلس عقلك ويحاسبك ويطرح أسئلة منطقية على أشجارك اليائسة… والأشجار لا تثمر ولا تبتسم حتى…

إقرأوا أيضاً:

الوحدة لا تكتفي بتعليمك إعداد قهوة لك وحدك، أو النوم بعمق مهما بدا الجوّ بارداً، ولا تنتهي الوحدة عند شراء صحن واحد أو زجاجة جعة واحدة… الوحدة تحوّلك إلى طبيب فاشل، إذ تصحو كل يوم لتواصل معالجة نفسك من الندوب، لكنها تتكاثر في النهاية، حتى تصبح قبيلة من النمل. وستعيش مع نَمْلك بطريقة ما. وحين تتعب، ستضيء شجرة للعيد أو ستعلّق لوحة وتقعد لتحدّثها طوال الليل، وبكامل قواك العقلية ستظنّ أنك لم تعد وحيداً. تأتي اللوحة أحياناً على شكل شخص، تجلبه إلى بيتك، قبل أن يطوف الاستعصاء على السطح من جديد، وتجد نفسك مرغماً على تغيير بيتك أو توديع لوحتك.

الوحدة هي ترك بابك مفتوحاً… تظنّ أنك بهذا تكافح حزنك وأن الأبواب المفتوحة علاجٌ مجدٍ للعزلة… لكن الباب الكبير مغلق، ومفاتيحه قد لا يملكها أحد، أو قد تكون بحوزة شخص، منشغل الآن برتق ثقب في جاربه، وهو ببساطة غير راغب بتحريرك في هذا اليوم… أو أنه لا يعرف أين أنت الآن، الجغرافيا متواطئة، تقول لحزنك الطويل. تعجبك أغنية، تلهي نفسك بها، حتى لا تعترف بأنك سجين، وأن سجّانك منشغل جداً برتق جاربه أو تصليح درّاجته المعطّلة… الدراجات المعطّلة متواطئة، تقول لنفسك. تعجبك أغنية أخرى، تأخذها معك إلى العتمة، وترقص وحيداً، بكل ما تملكه من إغراء وجنون.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.