fbpx

نفتالي بينيت في أبو ظبي وطحنون في طهران وبن زايد في دمشق

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هذه الزيارات هي وقائع تعري حقيقة الصراع، وتضعنا أمام مشهد لا علاقة له بغير مصالح أنظمة لا يعنيها سوى حماية مصالحها، ومواصلة قمعها شعوبها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 حط نفتالي بينيت في أبو ظبي، وقبله كان عبدالله بن زايد حط في دمشق! الربط بين المحطتين قد يبدو ضرباً بالرمل، لكن الربط بين مشهدي بينيت في أحضان بن زايد والأخير في ضيافة بشار الأسد، يحيلنا إلى متن الخطب التخوينية التي تحفل بها منطقتنا!

الإمارات باعت تل أبيب القدس. القدس التي لا تملكها. وها هي تبيع سوريا لبشار الأسد. هذه المعادلة هي خارج خطاب التخوين الذي يدين اتفاقات ابراهام ويرحب في الوقت نفسه بانفتاح أبو ظبي على دمشق، ويعتبره خرقاً في جدار الحصار! الخطاب الذي يعلك فلسطين يومياً، وهو مستعد لأن يبيعها لقاء التستر على مجزرة، ولقاء مصافحة حاكم مستبد! فلسطين التي بيعت في سوق عكاظ مذهبي، وعلى طول خط الانقسام السني الشيعي، والذي أعدت له أسلحة تتراوح من الكيميائي إلى الإعلامي، تحضر وتغيب في خُطب حسن نصرالله وفقاً لوجهة الرحلة! 

على الفلسطينيين أن يستعيدوا قضيتهم من هؤلاء، تماماً كما فعلوا عندما أطلقوا انتفاضتهم الأولى. عليهم أن يستعيدوها من إيران ومنظومتها المذهبية، ومن أبو ظبي والرياض ومن مقامرات حكامهما. سبق للفلسطينيين أن فعلوا ذلك فلاحت فرصة خلاص وفرصة استعادة لفلسطين. اتفاقا جنيف وأوسلو لم يولدا في طهران وفي الرياض ولا في القاهرة، بل في رام الله التي كانت تواجه بالحجارة في حينها. إنها مرحلة ما قبل “حماس” وارتهاناتها، وما قبل عودة “فتح” وفسادها. مرحلة محمد الدرة الذي شطبت صورته وجه إسرائيل، ومرحلة مروان البرغوتي قبل أن يسبقه إسماعيل هنية ومحمد الدحلان إلى تصدر المشهد وإلى تصدر السلاح، وتحويل الإنجاز إلى انقسام وإلى حرب أهلية.

بينيت في أبو ظبي في زيارة مجانية. هذا درس كبير للفلسطينيين، وبعيداً من محاولات الاستثمار الممانعاتية، ذاك أن خطاب التخوين حين تولى تقديم المشهد، فعل ذلك في سياق حربه المذهبية لا في سياق دفاعه عن فلسطين. بينيت في أبو ظبي، وقبلها كان طحنون بن زايد في طهران، وهو توجه منها إلى تل أبيب! فلسطين في هذا البازار ليست أكثر من تفصيل في سوق المزايدات. البيع والشراء جارٍ على قدم وساق، تماماً مثلما هي سوريا تفصيل في سياق العلاقة بين موسكو وتل أبيب، فتقصف الطائرات الإسرائيلية مرفأ اللاذقية ويرحب الضباط الروس بدقة التزام السلاح الجوي الإسرائيلي بالأهداف التي جرى الاتفاق عليها.

فلسطين تقع اليوم على خط انقسام بين من يرغب ببيعها في سياق تسوية مجانية، وبين من يدفعها ثمناً لموقعه المذهبي. زيارات طحنون إلى طهران، وبن زايد إلى دمشق، وبينيت إلى أبو ظبي، وقبلها اللقاءات الإسرائيلية- الروسية على وقع الغارات الإسرائيلية على سوريا، كلها وقائع تعري حقيقة الصراع، وتضعنا أمام مشهد لا علاقة له بغير مصالح أنظمة لا يعنيها سوى حماية مصالحها، ومواصلة قمعها شعوبها. 

في لبنان انتقل “حزب الله” بفلسطين من حرب مذهبية إلى أخرى، إلى أن وصل بها إلى مواجهة مع قاضي التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وفي أبو ظبي وهب بن زايد بنيامين نتانياهو وبعده نفتالي بينيت القدس لقاء وعد بحمايته من “الخطر الإيراني”! 

أما القول بأن لا استقرار في المنطقة من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، فقد صار وراءنا، ليس لأنه لم يعد صحيحاً، إنما لأن الاستقرار ليس مطلب أحد من هذه الأنظمة. الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يناسب أحداً من هؤلاء. إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية في جوارها، وإيران لا يلبي هذا الأمر شروط نفوذها، وملف أنظمة الخليج وإماراته سيكون على محك أسئلة وجودية إذا ما حُلت القضية الفلسطينية.

وحدهم الفلسطينيون يملكون مصلحة في حل عادل لقضيتهم. ووحدهم يجب أن يتحركوا.       

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.