fbpx

تسريبات “بيغاسوس”:
البرنامج التجسّسي الذي لم يستثنِ أحداً!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عقب السنة المأساويّة التي تعرّضت لها الشركة بعد نشر التحقيقات ووضعها على القائمة السوداء الأميركية، تحاول الشركة إيجاد مخرجٍ للأزمة التي تعاني منها، فمن جهة تستثمر أكثر في مشاريع وبرامج أخرى، ومن ناحية أخرى تفكّر في إغلاق قسم “بيغاسوس” وبيع الشركة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أرملة جمال خاشقجي ولجنة الأمم المتّحدة حول اليمن وشخصيات بارزة ضحايا اختراق إلكتروني “قاتل”

ما زالت التحقيقات في سياق تسريبات “بيغاسوس”، التي كشفت عن محاولات اختراق لهواتف صحافيين ونشطاء وديبلوماسيين وغيرهم، مستمرّة. وآخر هذه التحقيقات ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركيّة والذي يثبت مخبريّاً أنّ أرملة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل في جريمة مروّعة في قنصليّة بلده في اسطنبول-  تركيا عام 2018، تمّ اختراق هاتفها قبل أشهر من اغتياله. 

تحدّثت أرملة خاشقجي، حنان العتر، كيف تمّ توقيفها لساعات في مطار دبي واحتجاز جميع أغراضها: هاتفها وحقيبة يدها، من قبل المخابرات الإماراتيّة في 21 نيسان/ أبريل 2018، أي قبل أقل من ستّة أشهر من اغتيال خاشقجي في 2 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2018. عندها تمّ التحقيق معها لمدّة 17 ساعة وبعدها وُضعت في إقامة جبريّة. 

كشف تحقيق “واشنطن بوست” أنّ عمليّة اختراق هاتف حنان العتر من قبل جهاز إماراتي، تمت عبر برنامج “بيغاسوس” التجسّسي حين كانت موقوفة في دبي، وتبيّن ذلك من خلال الفحص المخبري للهاتف. إلّا أنّ شركة NSO ما زالت مصمّمة على إنكار هذه الوقائع، على رغم الإثباتات، فردّت على الواشنطن بوست، “أجرت مجموعة NSO مراجعة بيّنت أنّه لم يتمّ استخدام بيغاسوس للاستماع إلى أو مراقبة أو تتبع أو جمع معلومات حول السيدة العتر. إن الجهود المستمرة التي تبذلها صحيفة The Post لربط مجموعة NSO بشكل خاطئ بجريمة القتل البشعة للسيد خاشقجي محيّرة”.

“أشعر بالأسى والحزن الشديد، استخدموني بطريقة ما… لأنهم يعلمون أنّه يحبّني وأنّه يخبرني بكل ما يجول في أفكاره… وبالتالي كان من السهل تعقّبه من خلالي… لا أعلم لماذا أنا ما زلت على قيد الحياة.. لأنني الضحية الثانية بعد جمال”، تقول العتر لـ”بوست”. 

ويأتي هذا التحقيق في سياق مشروع “بيغاسوس”، وهو تحقيق استقصائي عالمي مبني على تسريبات حصلت عليها مؤسسة Forbidden Stories وشاركتها مع “درج” و16 مؤسسة إعلاميّة أخرى، وعمل عليه أكثر من 80 صحافياً في 10 دول حول العالم، وبمساعدة تقنيّة من Amnesty International’s Security Lab. كشف المشروع استغلال أنظمة قمعيّة عدّة برنامج “بيغاسوس” التجسّسيّ لاستهداف أكثر من 50 ألف رقم، 200 منها تعود لصحافيين، إضافة إلى مدافعين عن حقوق الإنسان وزعماء دينيين وسياسيين وعسكريين. 

للمرّة الأولى: إثبات اختراق هاتف تابع للأمم المتّحدة 

للمرّة الأولى منذ بدء التحقيقات حول برنامج تجسّس “بيغاسوس” التي تنتجه شركة NSO الإسرائيليّة، أثبت تحقيق جديد لجريدة “لو موند” Le Monde، في سياق المشروع، أنّ البرنامج تمّ بالفعل استخدامه للتجسّس على هاتف كيان تابع للأمم المتحدة، تحديداً الجهة المنوطة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.

بحسب التحقيق، “خلال السنوات الأربع من وجودها، تعرضت مجموعة الخبراء الدوليين التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن لضغوط من جميع الأنواع: مالية وسياسية وديبلوماسية. أثبت تحقيق في سياق “مشروع بيغاسوس”، الذي يجمع لوموند وستة عشر هيئة تحرير أخرى بتنسيق من منظمة “القصص المحظورة”، أن أداة التحقيق التابعة للأمم المتحدة (UN) كانت أيضاً ضحية التجسس الدولي الرقمي”.

وهذه الأداة هي الآلية الدولية الوحيدة المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع في اليمن. إلّا أنّ دورها تمّ الحدّ منه في  تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بعد حملة ضغط سعودية.

المملكة  هي التي حاولت في آب/ أغسطس 2019 التجسّس على هاتف المدافع عن حقوق الإنسان والوزير التونسي السابق، كامل الجندوبي، باستخدام برنامج بيغاسوس. وتم تعيين الجندوبي على رأس فريق الخبراء في كانون الأوّل/ ديسمبر 2017 من قبل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، “وكان الجندوبي وفريقه يستعدون لنشر تقريرهم الثاني الذي يشرح بالتفصيل جرائم الحرب التي ارتكبت خلال النزاع. وخلص المحققون إلى أن الكثير من الانتهاكات “يمكن أن تؤدي إلى إدانة أشخاص بارتكاب جرائم حرب إذا مثلوا أمام محكمة مستقلة ومختصة”، كما طالبوا المجتمع الدولي بالامتناع عن بيع الأسلحة إلى المتحاربين، بحسب تحقيق “لو موند”.

إقرأوا أيضاً:

استهداف شخصيّات ديبلوماسيّة أميركيّة

أفادت وسائل إعلام أميركية في بداية شهر كانون الأوّل بأن برنامج التجسس “بيغاسوس” استهدف تسعة مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية. 

وبينما لم يتضح من يقف وراء الهجوم الإلكتروني، إلّا أنّ هذا الخرق يمثّل المرّة الأولى المعلومة عن استخدام برنامج “بيغاسوس” ضد موظفي حكومة الولايات المتحدة.

أبرز ردود الفعل

لا بدّ هنا من التذكير بأنّ مكتب الصناعة والأمن (BIS) التابع لوزارة التجارة الأميركية أصدر قراراً صادماً في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 يقضي بإضافة أربع شركات أجنبية إلى “قائمة الكيانات” المشاركة في “أنشطة إلكترونيّة خبيثة”، تتعارض مع مصالح الأمن القومي أو السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ومن أبرز هذه الشركات مجموعة NSO الرقميّة الإسرائيليّة المنتجة لبرنامج “بيغاسوس” التجسّسيّ، وقد كشف مشروع صحافي عالميّ كيف تستخدم السلطات القمعيّة هذا البرنامج لاستهداف هواتف الصحافيين والنشطاء والمعارضين والديبلوماسيين في محاولة لقمعهم وإسكات أي صوت معارض. 

وفي منتصف الشهر الجاري طالب 18 ديموقراطياً من وزارة الخزانة ووزارة الخارجية تجميد الحسابات المصرفية لمديري الشركة التنفيذيين بتهمة مساعدة الأنظمة الاستبدادية في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وراهناً، قطعت شركة زوم Zoom علاقتها وأغلقت جميع حساباتها التجاريّة مع شركة NSO الإسرائيليّة. وكانت شركة Whatsapp التابعة لشركة Meta (فايسبوك سابقاً)، قد رفعت دعوى قضائية ضد NSO عام 2019 بعدما اخترق البرنامج رسائل ومعلومات عبر تطبيق Whatsapp.

أمّا شركة Apple فكانت رفعت دعوى ضدّ الشركة أيضاً في تشرين الثاني 2021 بعد تأكّدها مخبريّاً من خرق “بيغاسوس” هواتف آيفون حديثة، وذلك للحد من إساءة استخدام برامج التجسس التي ترعاها الدول، بحسب بيان الشركة، التي أعلنت عن مساهمة ماليّة قدرها 10 ملايين دولار لدعم باحثين ودعاة المراقبة الإلكترونية.
وعقب السنة المأساويّة التي تعرّضت لها الشركة بعد نشر التحقيقات ووضعها على القائمة السوداء الأميركية، تحاول الشركة إيجاد مخرجٍ للأزمة التي تعاني منها، فمن جهة تستثمر أكثر في مشاريع وبرامج أخرى أبرزها: تقنية مراقبة الطائرات بدون طيار ومنصة تحليلات البيانات الضخمة، ومن ناحية أخرى تفكّر في إغلاق قسم “بيغاسوس” وبيع الشركة ويتمّ التفاوض مع شركتين أميركيّتين وفق التقارير الصحافيّة. 

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!