fbpx

“داعش” يعود إلى عمليات الإعدام المصوّرة:
إلى أي مدى يجب أن نقلق؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

جاء فيديو الإعدام ليوقظ الذاكرة السوداء لنشر “داعش” الرعب عبر الإنترنت، من خلال تصوير الإعدامات التي كان ينفذها بطرائق وحشية ومتنوّعة. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أنهى تنظيم “داعش” عام 2021 بنحر ضابط عراقي (ياسر الجوراني)، قام باختطافه في وقت سابق، ليكون إعدامه بمثابة صندوق بريد يحمل رسائل عدة الى الحكومة العراقية، إذ قام التنظيم الإرهابي بتصوير عملية الإعدام المرعبة، في مشهد يعيد إلى الأذهان زمن ماكينة داعش الإعلامية في فترة نشاطها قبل أن يخسر التنظيم آخر معاركه عام 2016 ويندحر عن المناطق التي احتلها في العراق. 

الضابط الذي أعدم كان يعمل في وزارة الداخلية العراقية بمنصب مدير اصدار الجوازات في منطقة الاعظمية وسط بغداد، برتبة عقيد تم اختطافه في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2021 مع رفاقه الثلاثة خلال رحلة صيد، قرب حوض جبال حمرين.

بقايا تنظيم “داعش” الذين يتخذون من المناطق الجبلية والوعرة ملاذاً آمناً لهم، عادوا مع إعدام الضابط إلى الظهور في منصات التواصل الاجتماعي بشكل مفاجئ بعد غياب لسنوات. جاء فيديو الإعدام ليوقظ الذاكرة السوداء لنشر “داعش” الرعب عبر الإنترنت، من خلال تصوير الإعدامات التي كان ينفذها بطرائق وحشية ومتنوّعة. 

حادثة نحر الضابط العراقي حملت في طياتها رسائل عدة وفق مراقبين في مقدمتها أن “داعش” لاما زال موجوداً ولم ينتهِ تماماً، ولا يجب الاستخفاف به، وسبق أن قام بعمليات انتحارية وهجمات على قرى وبلدات عراقية، بعدما ظن الجميع انه اندحر وخسر الحرب. 

اختطاف الجوراني دفع برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى توجيه القوات الأمنية لزيادة جهدها الاستخباري والاستمرار به للقضاء على تنظيم “داعش”. وقد نفذت قوة امنية مشتركة من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب مداهمات في مناطق عناصر التنظيم، وعثرت خلال تلك العمليات على جثة أحد رفاق الضابط المخطوفين برفقة آخر كان لا يزال على قيد الحياة، إلا أنه توفي بعدما تم نقله الى المستشفى، فيما بقي الشخص الرابع مفقوداً.

ويستغل “داعش” الخلاف بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان حول الحدود في شمال شرقي العراق، للانتشار والسيطرة على نقاط “ضائعة” بسبب غياب التنسيق في هذه المناطق. 

بقايا تنظيم “داعش” الذين يتخذون من المناطق الجبلية والوعرة ملاذاً آمناً لهم، عادوا مع إعدام الضابط إلى الظهور في منصات التواصل الاجتماعي بشكل مفاجئ بعد غياب لسنوات.

مدير مركز الجنوب للدراسات والتخطيط صلاح الموسوي لا يبدي استغرابه من الطريقة التي نفذ فيها “داعش” عملية قتل الضابط ياسر الجوراني فهو نمط اعتاد عليه التنظيم، إلا أن اختياره هذا التوقيت، محاولة لإثبات وجود التنظيم في العراق بالاعتماد على بث رسائل الرعب والخوف في نفوس الناس، لا سيما عبر عمليات تصوير قتل الضحايا بتقنية احترافية عالية المستوى.

الباحث قبس الموصلي يرى أن الطريقة التي روج بها “داعش” هذه المرة لصورته الإعلامية، مع إعادة تفعيل الحسابات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنطوي على إشارات بأن قدرته العددية القتالية لا تزال موجودة، وأن إمكاناته اللوجستية متوفرة ليستطيع تنفيذ عملية إعدام وتصويرها وبثها، وهو ما يعني أن الضربات العسكرية من قبل القوات الأمنية العراقية لم تنه وجوده عناصره، بما يؤمن منع خطرهم وتقويض قدرتهم على الإيذاء. 

أما الكاتب أحمد الحداد فيرى في حادثة مقتل الضابط بهذه الطريقة دلالة على المستوى الإجرامي الذي يمتلكه التنظيم، وهي محاولة إثبات وجود ليس إلا، على رغم أن الواقع العملي يشير إلى أن المجموعات الداعشية منحسرة الوجود ولا بيئة اجتماعية يمكن أن تحتضنها، ولجوء العناصر إلى المناطق الجبلية خير دليل على ذلك، فهي  فإن تعد وفق التصنيف العسكري مكاناً جيداً للهاربين لذا العمليات العسكرية التي تنفذها الأجهزة الأمنية ستكون غير مجدية، إن لم يتم تفعيل الجهد الاستخباري وتقاطع المعلومات ما بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان، كون معظم تلك المناطق متنازع عليها. هذه الطريقة الفعالة لتطويق وجود التنظيم هناك، ودرء خطره.

ولعل الفتور السياسي الذي يشهده العراق قبيل تشكيل حكومته الجديدة سمح للتنظيم بأن يلملم بقاياه، ليعود من جديد إلى الواجهة الأمنية والإعلامية. وهو ما دفع مركز الإعلام الرقمي في العراق إلى التحذير من تنامي الوجود الرقمي للتنظيم، لأنه بدأ باستخدام طرائق جديدة من صور واسماء تتغلب على خوارزمية “فايسبوك”، كما تقوم الحسابات بتشفير بعض الكلمات المحظورة من أجل عدم رصدها، وبالتالي حذفها، ولم يقتصر هذا الأمر على منصة “فايسبوك”، بل انسحب أيضاً إلى “إنستغرام”، حيث حسابات كثيرة مرتبطة بـ”داعش”، تقوم بنشر مقاطع فيديو قصيرة عبر خدمة reels. 

ويرى مركز الإعلام الرقمي أن الحل الأمثل لهذه الحسابات هو زيادة الفرق البشرية في إدارة “فايسبوك” في منطقة الشرق الأوسط لرصد هذه الحسابات وحظرها بدلاً من الاعتماد على بلاغات المستخدمين التي يتأخر الرد على مضمونها.

إقرأوا أيضاً: