fbpx

كيف خذل “حمد” حبيبته وجميع العراقيين؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحوّل وسم “حمد” إلى “ترند”، بعدما استخدمه مدونون وشعراء وصحافيون ومواطنون، لانتقاد المشهد السياسي وأداء الأحزاب الحاكمة في العراق.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أكثر من 48 ساعة استمرت حملة “حمد”، إذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأبيات شعر مستوحاة من قصة حمد الذي خذل حبيبته، وفق إحدى الحكايات الشعبية، وكما تروي قصيدة الشاعر مظفر النواب، “الريل وحمد”، وهي قصة الخيبة ذاتها التي يعيشها المواطنون، بسبب المسؤولين السياسيين. 

تحوّل وسم “حمد” إلى “ترند”، بعدما استخدمه مدونون وشعراء وصحافيون ومواطنون، لانتقاد المشهد السياسي وأداء الأحزاب الحاكمة في العراق، ثم طاول الترند رؤساء الأحزاب وممثلي كتلها، ليمتد الى نقد شخصيات سياسية بارزة، مثل مصطفى الكاظمي ومحمد الحلبوسي، وأخرى دينية مثل مقتدى الصدر.

“حمد عاف الرئاسة وكاعد اهنانه       حمد سوه الدرب بغداد – حنانه”

هذا البيت الشعري حمل بين طياته اصابة مباشرة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لتنقله المتكرر في الفترة الأخيرة بين بغداد والنجف، وتحديداً زياراته المتكررة إلى مدينة الحنانة التي يقطنها مقتدى الصدر.

استخدم مغردون هذا البيت لانتقاد الكاظمي الذي يقدم تنازلات لمقتدى الصدر بغية الحصول على منصب رئاسة الحكومة للمرة الثانية، كما يعتقد البعض. 

يذكر أن الكاظمي التقى الصدر مرتين متتاليتين في أسبوع واحد، علاوة على لقائه رئيس “منظمة بدر” هادي العامري لأغراض التسوية مع “الإطار التنسيقي”، ولإيجاد مخرج للازمة الحالية التي أخّرت تشكيل الحكومة أكثر من ثلاثة أشهر.

“حمد عاف الإطار وعاف قيوسي       حمد عاف العشيرة وصار حلبوسي”

هنا يصوب المدونون في بيتهم الشعري الشعبي نحو هادي العامري، الذي يرى مغردون انه بدأ يتنصل من اتفاقات الإطار التنسيقي، تاركاً بذلك الوقوف الى صف القياديين في الاطار (نوري المالكي وقيس الخزعلي)، ومكثفاً في الوقت نفسه لقاءاته مع الكاظمي وجهات سياسية أخرى بهدف البقاء في منطقة حياد كما يرى مراقبون.

في هذا الإطار، يقول ماجد العراقي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة “النهرين”، إن العامري اذا استمر مع الإطار التنسيقي، فإنه سيخسر التحالفات الاخرى، ولن يجني أي مكسب سياسي أو نفوذ في صنع القرار، و”بتنصله من الإطار التنسيقي يحاول الحصول على صفة قيادية حتى وإن كانت معاوناً لرئيس هيئة الحشد الشعبي أو رئيساً لها إذا سنحت له الفرصة”.

“حمد لابس جفن و يقشمر بناسه        حمد بالسدة جانت شغلته اعلاسه”

وهنا بيت القصيد أصعب لجهة الترجمة والمقصد، إذ ينتقد متداولو هذا البيت، اعضاء التيار الصدري الذين دخلوا البرلمان في جلسته الاولى مرتدين الأكفان، مذكرين إياهم بتاريخهم إبان أحداث 2006 وكيف كان معظمهم يتصدرون المشهد الميداني في القتل والخطف (الخطف الذي كان يسمى باللهجة العراقية في تلك الفترة “إعلاسه”)، وكيف كانت تلك الحالات المتراوحة بين قتل وخطف فردي وكذلك جماعي ترمى خلف منطقة “السدة” المحاذية لمدينة الصدر شرق العاصمة بغداد.

كما يشدد المدونون على إعادة الذاكرة للعراقيين من خلال هذا البيت، وكيف أن تلك القيادات كانت بارزة في صفوف “جيش المهدي”، والبعض منها كان يتصدر المشهد الطائفي سابقاً، واليوم يتربع على مقاعد البرلمان، حتى إن أبرز المتهمين بقيادة فرق الموت، حاز منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب في جلسته الاولى التي اختير فيها رئيس مجلس النواب من المكون السني ونائبيه من المكون الشيعي والكردي.

“حمد نازع السترة وعاف دهن الحر         حمد صدك بروحه ويحكم ويأمر”

بهذا البيت، صوّب مدوّنون أصابعهم نحو محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب، وكيف أنه ترك مهنته السابقة في الأعمال الحرة والتجارة مع والده، وتم تذكيره بقصة “الدهن الحر” التي ظهر فيها في أحد البرامج على قناة الشرقية قبل دخوله عالم السياسة.

وينتقد المدونون الرجل لتسلقه مناصب سياسية سريعاً حتى أصبح يلقب في الآونة الأخيرة بـ”الريس” في محافظة الانبار التي يمثلها وحزبه “تقدم”، ووصفه مواطنون بالحاكم الآمر الناهي في القضايا الحالية كونه يتصدر مشهد السياسة الحالية.

ويشير المدونون من خلال هذا البيت أيضاً الى قضية خلع الحلبوسي سترته أثناء جلوسه مع المتظاهرين في إحدى ساحات التظاهر، حين وعدهم بتحقيق مطالبهم، ولكنه لم يف بوعده وتم قمع التظاهرات.

يرى الباحث جابر الخزرجي في تلك الحملة “صندوق رسائل لشعب كامل، شعب منهك، شعب لم يعطه سياسيوه سوى الجهل والخراب والفقر بعد مرور 18 سنة من حكم تلك الطبقة السياسية”.

“حمد باع العراق وصار ايراني                 وصفه جندي بفصيل يقوده قآني”

يدمج العراقيون في هذا البيت “الحمدي” (نسبة إلى حمد) بين كل من قيس الخزعلي الامين العام لـ”عصائب أهل الحق” وحسين مؤنس المتخفي خلف اسم “ابو علي العسكري” في تغريداته عبر “تويتر”، وكيف أنهما أصبحا جنديين عسكريين يدينان بالولاء لإيران، كما أصبحا ضمن “الإطار التنسيقي” المطالب بإلغاء الانتخابات الاخيرة وبأوامر إيرانية.

ويشير ناشرو هذا البيت إلى تدخلات ايران وتحركات قائد الحرس الثوري الايراني اسماعيل قآني في العراق وتحكمه في تشكيل الحكومة المقبلة، كما كان يفعل سلفه قاسم سليماني.

“حمد لابس عمامة و يحجي باسم الله           حمد بالليل باك وبالصبح صلى”

وهنا إشارة واضحة إلى حكم الإسلام السياسي وسطوته على مؤسسات الدولة ومقدراتها، وكيف يتحكم رجال الدين بمصير الشعب من دون أي رادع.

يقول المواطن حسن راضي في هذا السياق: “لم اعد اثق بأي عمامة تتبع لأي طائفة، وأينما أشاهدها في أي مكان سياسي اعتبر أن هذا المكان فيه سرقة وفساد مشرعن، وهناك من يحلل لهم السرقات والتلاعب بأموال الشعب ولقمة عيشه تحت عباءة الدين، وليس هناك من يردعهم لانهم يحتمون بستار الدين”.

لم يقتصر استخدام “حمد” على السياسة فقط، بل لجأ مغرّدون إليه للسخرية من قضايا كثيرة في العراق تمس حياة المواطن اليومية، وآخرها الأمطار وما خلفته من دمار في المدن.

لكن ما هي قصة حمد؟ ولماذا تحول إلى شخصية شعبية وإلى “ترند”؟ الحكاية تعود الى سنوات طويلة خلت، وتتعلق بشاب من جنوب العراق اتفق مع حبيبته لمغادرة مدينته بسبب العرف العشائري الذي يمنع حبهما وزواجهما، وما أن قررا المغادرة حتى نقض الحبيب العهد وترك حبيبته تنتظره لساعات طويلة في محطة قطار مدينته الجنوبية، ما اضطرها إلى المغادرة الى بغداد وحدها، وحين عادت بعد سنين طويلة، ألقت أبيات شعر شعبية عبرت بها عن خيبة أملها بحمد.

استثمر مغردون عراقيون بتلك القصة لبثّ رسائلهم المبطنة التي تحمل نقداً لتقلب السياسة العراقية وكيف أن رجال السياسة لا يفون بوعودهم.

لم يقتصر استخدام “حمد” على السياسة فقط، بل لجأ مغرّدون إليه للسخرية من قضايا كثيرة في العراق تمس حياة المواطن اليومية، وآخرها الأمطار وما خلفته من دمار في المدن، وحتى في اقليم كردستان الذي يعتبره العراقيون أفضل من المحافظات الأخرى.

إقرأوا أيضاً: