fbpx


أصحاب ولا أعز”: وزارة و5 مؤسسات حكومية مصرية تملك أسهماً في الشركة المنتجة 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الحكومة المصرية شريك في إنتاج الفيلم مع المنتج محمد حفظي، عبر بنك الاستثمار القومي، إحدى الأذرع الاستثمارية والاقتصادية المهمة للدولة لتنفيذ خططها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى 5 جهات حكومية أخرى، بينها وزارة السياحة والآثار المصرية. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم تتراجع الحملة الواسعة التي رافقت عرض فيلم “أصحاب ولا أعز” على “نتفليكس” لجهة المضامين “الجريئة” التي قدمها والتي أثارت جدلاً وهجوماً غير مسبوق في حدته ضد أبطاله والقيمين عليه. 

المفارقة أن وجوهاً أساسية في البرلمان وفي الإعلام المصري بدأوا الحملة ضد الفيلم، لكن بالبحث قليلاً عن جهة إنتاج الفيلم تكشفت لنا مفاجأة. 

الحكومة المصرية شريك في إنتاج الفيلم مع المنتج محمد حفظي، عبر بنك الاستثمار القومي، إحدى الأذرع الاستثمارية والاقتصادية المهمة للدولة لتنفيذ خططها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى 5 جهات حكومية أخرى، بينها وزارة السياحة والآثار المصرية. 

فكيف تكون جهات رسمية خلف إنتاج الفيلم لكن في الوقت نفسه تحتضن جهات تحديداً في البرلمان، طالبت بمنع عرض الفيلم داخل مصر، وأخرى دعت إلى حجب المنصة ومنعها من الوصول إلى المشاهدين المصريين، إضافة إلى دعوى قضائية تطالب بالتحرك ضد منتج الفيلم؟ 

هنا معطيات حصل عليها معد التحقيق عبر المصادر المفتوحة. 

لم تتراجع الحملة الواسعة التي رافقت عرض فيلم “أصحاب ولا أعز” على “نتفليكس” لجهة المضامين “الجريئة” التي قدمها والتي أثارت جدلاً وهجوماً غير مسبوق في حدته ضد أبطاله والقيمين عليه. 

الحكومة تملك حصة في شركة محمد حفظي 

نهاية آب/ أغسطس الماضي شهدت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورئيسة مجلس إدارة بنك الاستثمار القومي، توقيع عقد استثمار شركة “إيرجو” المملوكة لشركة “أيادي للاستثمار والتنمية” في شركة “فيلم كلينك”.

يمتلك بنك الاستثمار القومي، الذي تترأس مجلس إدارته وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، شركة “إن آي كابيتال”، وهي الذراع الاستثمارية للبنك، وتمتلك “إن آي كابيتال” شركة أيادي للاستثمار والتنمية، والتي تمتلك بدورها شركة “إيرجو ميديا فنتشرز”، العاملة في مجال الإعلام والإنتاج الفني. 

وقع عقد الشراكة أسامة صالح رئيس مجلس إدارة شركة “أيادي للاستثمار والتنمية”، ومحمد حفظي مؤسس مجموعة شركات “فيلم كلينك”، وعمرو سلامة المؤسس المشارك في إحدى شركات المجموعة، بحسب بيان صادر عن وزارة التخطيط، نهاية أغسطس الماضي. 

فيلم كلينك تنتج أصحاب ولا أعز 

أنتجت شركة “فيلم كلينك” المملوكة لمحمد حفظي، فيلم أصحاب ولا أعز، وعرضته عبر منصة نتفليكس الإلكترونية، التي لا تسمح للمشاهدين بالإطلاع على محتواها إلا بعد سداد رسوم اشتراك، تتراوح قيمتها بين 120 و200 جنيه شهريا، وتنتج الأخيرة مجموعة متنوعة من الأعمال السينمائية والروائية والوثائقية، كما أنها تعرض أفلاما لمنتجين آخرين. 

أُسست شركة “إن آي كابيتال”، إحدى شركات بنك الاستثمار القومي، الذراع الاستثماري الرئيسي للحكومة المصرية، كما تعرف الشركة نفسها عبر موقعها الإلكتروني، وبدورها أسست الأخيرة شركة أيادي للاستثمار والتنمية، مارس 2015، وتعرف الأخيرة نفسها عبر موقعها الإلكتروني أنها نتاج مبادرة تعاون بين وزارة التخطيط وعدد من المؤسسات شبه الحكومية ككيان استثمار خاص، إذ تطمح “أيادي” إلى تشجيع الاستثمارات وتعزيز التنمية في مصر من خلال توفير سبل لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة.

إقرأوا أيضاً:

وزارة و5 مؤسسات حكومية شركاء في فيلم كلينك 

6 مؤسسات حكومية تساهم في شركة أيادي للاستثمار والتنمية، هي وزارة السياحة والآثار، والصندوق الاجتماعي للتنمية، وهيئة البريد المصري، وبنك الاستثمار العربي، وبنك فيصل الإسلامي، إضافة إلى بنك الاستثمار القومي. 

3 وزراء وبرلماني 

يرأس مجلس إدارة الشركة وزير الاستثمار السابق أسامة صالح، ويضم مجلس الإدارة وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، ووزير الدولة للتنمية الإدارية في حكومتي إبراهيم محلب وحازم الببلاوي ووزير الاتصالات في حكومة هشام قنديل، المهندس هاني محمود عبدالمجيد، إضافة إلى المهندس محمد زكي السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصري، والبرلماني السابق، وآخرين. 

تمتلك شركة “أيادي” 99.99 في المئة من أسهم شركة “إيرجو ميديا فنتشرز”، برأسمال 50 مليون جنيه، وبموجب بيان صادر عن وزارة التخطيط نهاية آب الماضي، تمتلك “إيرجو ميديا” حصة غير حاكمة بنسبة 49 في المئة في شركة فيلم “كلينك” التي يملكها المنتج محمد حفظي. 

رئيس مجلس إدارة شركة “أيادي”، يقول في كلمة عبر الموقع الإلكتروني للشركة: نركز على تحقيق رؤية مصر 2030 واتخاذ خطوات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال خلق فرص العمل.

“إيرجو”: نقرب بين الشعوب 

أما شركة “إيرجو ميديا” فتقول عبر موقعها الإلكتروني، إنها أخذت على عاتقها مساندة أصحاب الرؤى المستنيرة للاستفادة من الميزات التنافسية الخاصة بمصر، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى فرص استثمارية واعدة ومؤثرة، تساهم في إعادة صياغة المشهد والمحتوى الإعلامي، بشكل يؤدي إلى نمو الصناعة بشكل مستدام، علاوة على سعيها للتقريب بين الشعوب وإعطاء مصر صوتًا يساعد على نشر ثقافتها ورؤاها للمستقبل.

برلمانيون وقانونيون يطالبون بوقف عرض الفيلم 

تتضح لنا الآن المشاركة المباشرة لجهات حكومية في شركة “فيلم كلينيك” المنتج لفيلم “أصحاب ولا أعز”، وبرغم ذلك شهد الفيلم حملة رفض واسعة من أطراف عدة، في مقدمها البرلمان المصري.

طالب الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري، المحسوب على التيار المؤيد للحكومة، بوقف التعامل مع شركة “نتفليكس”، حفاظاً على “قيم الأسرة المصرية”، لافتاً إلى أن وزيرة الثقافة لن تقبل بعرض هذا الفيلم في مصر، لمخالفته المعايير كافة، معتبراً أن شركة “نتفليكس” تستهدف الوطن العربي، وأن روسيا منعت نتفليكس من عرض أي أفلام فيها، بسبب ما تعرضه ويخالف قيمها المجتمعية.

أما النائب محمود قاسم، فأرسل بياناً عاجلاً لرئيس البرلمان، موجهاً إلى وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، سائلاً عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بعد عرض الفيلم، مطالباً بوقف عرض الفيلم فوراً، وأن يكون للوزارة دور في منع عرض أي أفلام هابطة تتعارض مع القيم والتقاليد والأخلاق المصرية مستقبلاً، معرباً رفضه ترويج الفيلم قضايا كالمثلية الجنسية. 

المحامي أشرف فرحات، مؤسس “حملة تطهير المجتمع”، رفع دعوى أمام محكمة القاهرة الاقتصادية، لحجب المواقع التي تعرض فيلم “أصحاب ولا أعز”، مختصماً وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفته، والرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بصفته، ورئيس مجلس الوزراء بصفته.

وقال إن مواد الدستور المصري (2، 9، 73، 79، 155) والمادة الرابعة من قانون الاتصالات رقم 10 لسنة 2003، تضع على عاتق المدعى عليهم مسؤولية عن جميع التعاملات داخل جمهورية مصر العربية مع الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، “فيجب عليهم تقنين استخدام تلك الشبكة بما يتفق وقيم وتقاليد الشعب المصري وحماية الأمن القومي والمصالح العليا للدولة”.

التحركات السابقة، واجهتها نقابة المهن التمثيلية بدفاع عن الفيلم والممثلين، مؤكدة أنها ستدخل طرفاً في أي إجراء يُتخذ ضد أبطاله. وقال رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، في تصريحات صحافية، إن العمل ليست له علاقة بمصر لا من قريب أو بعيد، فهو لبناني ولسنا طرفاً فيه.

6 مؤسسات حكومية تساهم في شركة أيادي للاستثمار والتنمية، هي وزارة السياحة والآثار، والصندوق الاجتماعي للتنمية، وهيئة البريد المصري، وبنك الاستثمار العربي، وبنك فيصل الإسلامي، إضافة إلى بنك الاستثمار القومي.

وزيرة التخطيط: الدولة تساند أصحاب الرؤى 

أما على المستوى الرسمي، فلم تصدر أي بيانات أو تصريحات رسمية حتى الآن، ولكن وزيرة الاستثمار هالة السعيد، ذكرت في بيان الوزارة لإعلان الشراكة مع “فيلم كلينيك”، أن تأسيس “إيرجو” وهذه الصفقة تعكسان التزام الدولة بمساندة أصحاب الرؤى في صناعة الإعلام للاستفادة من التاريخ المتميز لمصر في صناعة الإعلام والإنتاج الفني، وتحويل الأفكار إلى فرص استثمارية مؤثرة تساهم في إعادة صياغة المشهد الإعلامي والفني وقيادة قاطرة النمو المستدام.

وأضافت: “نسعى من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز مساهمة صناعة الإنتاج الفني في النمو الاقتصادي وزيادة الصادرات المصرية من المحتوى، وتعزيز الاستثمار في القوى الناعمة للدولة المصرية، والتي تحمل الكثير من الفرص الاستثمارية وتمتلك كل مقومات النجاح”.

وذكر بيان الوزارة، أن الاستثمار يهدف لمساندة شركة “فيلم كلينيك” في سعيها لتوسيع أنشطتها في التطوير والإنتاج والتوزيع الفني، وخلق كيان مؤسسي قوي يستطيع التعاون مع الكيانات العالمية لإنتاج وتصدير المحتوى المصري للمنطقة والعالم، ما يؤهل الشركة لقيادة الجهود المبذولة لتحويل صناعة الإعلام لمساهم رئيسي في الدخل القومي ومصدر متجدد لفرص العمل ومساند للقوة الناعمة لمصر في المنطقة.

شركة “فيلم كلينيك” أسسها عام 2005 محمد حفظي، وتضم شركات أخرى، وتعاونت سابقاً مع معظم منصات عربية وعالمية مثل Viu وShahid VIP وAmazon، وطورت وأنتجت مسلسل “ما وراء الطبيعة” لحساب منصة Netflix وهو يعد أول مسلسل مصري يتم إنتاجه وعرضه من قبل المنصة.

وصرح مصدر مسؤول، بأن قيام “شركة فيلم كلينيك” بإنتاج فيلم “أصحاب ولا أعز”، سابق على توقيع عقد الشراكة بين الطرفين، وأن شركة “إيرجو ميديا” لم تستكمل عملية الاستحواذ على أسهم ملكيتها داخل شركة “فيلم كلينيك” بعد، دون الإفصاح عن السبب. 

حاولنا التواصل مع المنتج محمد حفظي، ومع شركة فيلم “كلينيك،” للسؤال عن تفاصيل الشراكة وما جاء في التحقيق، لكننا لم نتمكن من الوصول إليهما. 

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!