fbpx

صواريخ على مطار بغداد: “قمة استهتار السلاح المنفلت”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

انطلقت الصواريخ التي تحتفل بانطلاقها المنصات الإعلامية التابعة للفصائل المسلحة الحليفة لإيران، من منطقة “أبو غريب” غرب بغداد، وتبعثرت معظمها في منطقة المدرج ومناطق قريبة من الجانب المدني في المطار، لكن صاروخاً واحداً ضرب طائرة مهجورة كانت تعود إلى فترة حكومة نوري المالكي، أدت إلى تحريك دول عدة لاستنكار الحادث.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم تُسفر ستة صواريخ من نوع “كاتيوشا” سقطت، فجر الجمعة، على مطار بغداد الدولي عن أي خسائر بشرية، كما لم تتسبب بتوقف الرحلات الجوية من العراق وإليه. لكن الصور التي انتشرت عن الطائرة الرئاسية التي تعرضت لأضرار بالغة، أدت إلى زيادة في التداول الإعلامي لهذا الاستهداف بالذات، رغم أن المنطقة الخضراء (المجمع الحكومي الذي يضم السفارة الأميركية) وأرض المطار تشهد شهرياً أكثر من 5 استهدافات مماثلة.

انطلقت الصواريخ التي تحتفل بانطلاقها المنصات الإعلامية التابعة للفصائل المسلحة الحليفة لإيران، من منطقة “أبو غريب” غرب بغداد، وتبعثرت معظمها في منطقة المدرج ومناطق قريبة من الجانب المدني في المطار، لكن صاروخاً واحداً ضرب طائرة مهجورة كانت تعود إلى فترة حكومة نوري المالكي، أدت إلى تحريك دول عدة لاستنكار الحادث، ولو أن هذا الصاروخ سقط هو الآخر في فضاء مفتوح، لمرَّ الحادث من دون أي اهتمام.

قبل انطلاق الصواريخ بنحو ساعة، ألمحت منصة “صابرين” عبر التليغرام، إلى استهداف المطار، بطريقة تحريرية ساخرة وغامضة في الوقت نفسه، حيث نشرت: “سمعت ليزا تريد فيزا، وأشار للكمبيوتر. فقلت: من هي ليزا؟. قال اسكت انت معليك وسلملي على عيسى”.

هذه التدوينة فُسرت في الحال من قبل صحفيين عراقيين يتابعون “صابرين”، على انها مقدّمة للهجوم الذي طال المطار. وهذه المنصة عادة ما تلفت إلى وقوع الحوادث قبل وقوعها، ثم تتكفل بنشر البيانات الخاصة بالجهات المسلحة والميليشيات التي تتبنى الحادث، كما أنها لا تمانع في نشر أي بيانات تستنكر الحدث أو تشجبه.

قبل انطلاق الصواريخ بنحو ساعة، ألمحت منصة “صابرين” عبر التليغرام، إلى استهداف المطار، بطريقة تحريرية ساخرة وغامضة في الوقت نفسه، حيث نشرت: “سمعت ليزا تريد فيزا، وأشار للكمبيوتر. فقلت: من هي ليزا؟. قال اسكت انت معليك وسلملي على عيسى”.

ويضم مطار بغداد قسمين الأول مدني، والآخر عسكري يوجد فيه مستشارون عسكريون من الولايات المتحدة، إلى جانب قوات عراقية، ويسمى الأخير بـ”معسكر النصر”، وتوجد فيه قوات أميركية تابعة للتحالف مهمتها حماية “مركز بغداد للدعم الدبلوماسي”، وكان آخر مرة تعرض فيها هذا المعسكر للهجوم في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري تزامنا مع مرور الذكرى الثانية لمقتل أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، إثر غارة جوية أميركية على طريق مطار بغداد.

وقال التحالف الدولي بقيادة واشنطن إن “مليشيات خارجة على القانون استهدفت مطار بغداد الدولي، وإن منظومة دفاع عراقية تصدت لعدد من الصواريخ”، فيما أعربت بعثة الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء موجة الهجمات الحالية وآخرها استهداف مطار بغداد الدولي، كما نددت دول أوروبية وعربية بقصف المطار.

الإطار التنسيقي (يحوي معظم الفصائل المسلحة والأحزاب الشيعية العراقية) أصدر بياناً ضد استهداف مطار بغداد، واعتبره “عملاً إرهابياً إجرامياً يُراد منه إثارة الفتنة وخلق الذرائع لتدخلات مدسوسة تريد الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد”.

لكن البيان تحدَّث عن جزئية مهمة في بيانه، حيث دعا الإطار التنسيقي “جميع القوى الوطنية للتلاحم ورص الصفوف والابتعاد عن منهج الاقصاء والاستقواء بالخارج، وذلك لتفويت الفرصة على أعداء الوطن للعبث بأمنه وسيادته”.

يبدو الجزء الأخير موجهاً لمقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري الفائز بالمركز الأول في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أكتوبر العام الماضي، ورغم أن الحدث أمني إلا أن تضمين هذه الرسالة كشف عن احتمالية أن يكون الهجوم ورقة ضغط على الحكومة والصدر في سبيل حل أزمة التحالفات السياسية، كما يقول الباحث عبدالله الركابي لـ”درج”.

ويجد الركابي، أن “غالبية صواريخ الفصائل المسلحة تنطلق من إرادة سياسية نحو قضية ما، إذ أن فترات الهدوء السياسي الذي سبقت إجراء الانتخابات العراقية الأخيرة، كانت تؤكد أن الفصائل إن رضت هدأت، وإن غضبت قصفت المنشآت والمعسكرات، وهي متلازمة باتت واضحة”.

ويعتبر أيضاً أن “صراع الفصائل حالياً مع الكاظمي الذي أفشل وصولها للبرلمان، ومع الصدر الذي يعاند في التحالف معها، بالتالي فإن هذه القوى المسلحة لا تملك أي معالجات لأزمتها غير إثارة الفوضى الأمنية التي كان بعض قادة هذه الميليشيات قد تحدثوا عنها بعد إعلان نتائج الانتخابات”.

وحذر الصدر في تغريدة من استهداف “مصالح الشعب”، ووصف استهداف المطار بـ”الخط الأحمر”، كما أنه أجاب على بيان الإطار التنسيقي، بالتأكيد على مضيه “بحكومة أغلبية وطنية”. 

غيث التميمي، وهو رئيس حزب “المواطنة”، وصف حالة استهداف مطار بغداد، بأنه “قمة استهتار السلاح المنفلت”، ويعتبر أن “استهداف المقار الحزبية ومنزل الكاظمي ومنزل الحلبوسي، واختطاف الناشطين وقصف السفارات والمطارات، كلها حوادث تدفع باتجاه إعلان حالة الطوارئ في البلاد”.

وجاء بيان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي متأخراً، بعد انتهاء حفلة البيانات الحزبية، ربما لأنه يحتاج إلى قراءة جميع المواقف قبل إطلاق موقفه الذي عادة ما يتخذ طابع التطمين، وليس أكثر من ذلك، وذكر الكاظمي في بيانه أن “تعرّض مطار بغداد للهجوم الصاروخي، هو عمل إرهابي جبان كشف عن إصرار المجرمين على ضرب أمن شعب العراق، والتزاماته، وإمكاناته، وتعريض مصالحه للخطر”.

كما وجه دعوة إلى الدول الإقليمية وشركات الطيران إلى “عدم وضع قيود للسفر أو النقل الجوي من وإلى العراق، بما يشكّل إسهاماً في ردع الإرهاب عن تحقيق غاياته”.

إقرأوا أيضاً: