fbpx

لن نتحمل بعضنا بعضاً يا حضرة الملياردير!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

مستفز ما عرضه ميقاتي علينا. فهو قاله ثم توجه إلى منزله المضاء من الطبقة الأولى إلى الطبقة المئة، فيما من دعاهم إلى التعايش مع الكابوس يئنون من موجات البرد المتلاحقة التي تضرب بيوتهم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 ليس بإمكان رئيس الحكومة اللبنانية الملياردير نجيب ميقاتي أن يجيب المواطن اللبناني الذي افترض هو أنه سأله من أين لي أن أدفع فواتير الماء والكهرباء والاتصالات، فيما تحتجز المصارف أموالي ولا أستطيع أن أتصرف بها، لا يمكنه أن يجيبه: “معليش بدنا نتحمل بعضنا”!

كان هذا تصريح رئيس الحكومة بعد اجتماع وزاري لإقرار الموازنة الجديدة التي قدم لها ميقاتي بأنها ستشهد ارتفاعاً في تكلفة الاتصالات والماء والخدمات، مستبقاً ما سيقوله المواطن الذين احتجزت المصارف أمواله بقوله “بدنا نتحمل بعض”.

أولاً “بدنا نتحمل بعضنا”، تعني أن الرئيس الملياردير ساوى نفسه بالمواطن العادي، و”من ساواك بنفسه ما ظلمك”! ميقاتي يمكن أن يدفع فواتير الماء والكهرباء والاتصالات بالدولار الأميركي، والمواطن لا يستطيع.

ثانياً “بدنا نتحمل بعضنا” تنطوي على قناعة بأن الجميع يتساوى بالمسؤولية عن الكارثة، وعلى المواطن الجنوبي مثلاً أن يتحمل تبعات الكارثة مثله مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري. عليه أن يتحمل نبيه بري مثلما على بري تحمله.

و”بدنا نتحمل بعضنا” ثالثاً، تقال عادة في أعقاب الكوارث الطبيعية، وفي سياق تضامن اجتماعي هدفه التحصن من كوارث لا يد للمتضامنين فيها، لكنها لا تصح في الحالة اللبنانية ذاك أنها تنطوي على دعوة الضحية إلى تحمل الجلاد.

ويا سيدي الملياردير، لا تمكن مخاطبة الرعية بـ”معليش بدنا نتحمل بعضنا” وأنت استفدت من قرض مدعوم من مصرف لبنان، في وقت تتهاوى فيه منازل فقراء طرابلس الذين نشرت صورك على سطوح منازلهم، وغادرت المدينة حين حل الجوع فيها، فكيف يمكن تصريف “بدنا نتحمل بعضنا” بين صاحب منزل في بناية البلاتينوم في سط بيروت وبين صاحب منزل متداع في باب التبانة في طرابلس!

إقرأوا أيضاً:

ثم إن “سلوغون” (شعار) “حكومة الإنقاذ” هذا يقوم على المساواة بين نجيب ميقاتي والمواطن الأشد فقراً، ذاك أنهما سيتحملان بعضهما بعضاً، لا بل أن هذه المعادلة تقوم على ضيم أكبر يتمثل في أن الأكثر غنىً حاز قرضاً مدعوماً، فيما الأشد فقراً تولى المصرف حجز قروشه القليلة.

مستفز ما عرضه ميقاتي علينا. فهو قاله ثم توجه إلى منزله المضاء من الطبقة الأولى إلى الطبقة المئة، فيما من دعاهم إلى التعايش مع الكابوس يئنون من موجات البرد المتلاحقة التي تضرب بيوتهم. ثم إن هذا العرض يا دولة الرئيس يأتي من طرف واحد، ذاك أنكم تريدوننا أن نتحملكم، وأنتم لا تريدون دفع قرش واحد مما سطوتم عليه على مدى أكثر من ثلاثين عاماً. 

خطة الإنقاذ تقضي بأن يدفع الفقراء فاتورة الإفلاس، ونحن ندفعها كل يوم يا دولة الرئيس، فيما المصارف، شريكتم في المنهبة لا تريد أن تقدم شيئاً. لا تريد إعلان إفلاسها خوفاً على عقاراتها وموجوداتها، ولا تريد أن تكشف لنا عن ودائعها في الخارج، تلك التي هربتها مدعية أنها جزء من احتياطاتها الخارجية. سيدفع الفقراء كلفة كل شيء فيما الرؤساء والوزراء والنواب يعيشون بنعيم الثروات التي حصلوها، وفيما أنت وأقرانك تدعوننا لـ”نتحمل بعضنا بعضاً”. من أنتم ومن نحن لكي نتحمل بعضنا بعضاً يا حضرة الملياردير، يا ابن أفقر مدينة على ساحل المتوسط.      

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.