fbpx

بغداد تنتصر لإعلامية لبنانية
أهانها السفير العراقي في بيروت

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، عفواً “الدكتور” وليد فياض، كان موجوداً وشاهداً على الحادثة أيضاً. ولم يقم بأي حركة لدفع الاهانة عن زميلتنا التي وقفت مكسورة الخاطر بعد مغادرة السفير وقد “جرّ” وراءه رئيس الوفد بأسلوب أقلّ ما يقال فيه إنه “همجي”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

المراسلة في الفيديو المتداول تدعى ريما حمدان. والفيديو يظهرها بوضوح وهي تحمل مايكروفون عليه شعار قناة “العراقية” التابعة لشبكة الإعلام العراقي، وتستصرح رئيس الوفد العراقي الموجود في وزارة الطاقة والمياه اللبنانية للتباحث حول مستحقات العراق من توريد الطاقة إلى لبنان. 

لا يبدو على المراسلة أي انفعال، ولم يصدر عنها أي كلام خارج آداب الحوار أو الأصول المهنية. لا بل أنها سألت سؤالها العادي، كما يظهر الفيديو، وتركت رئيس الوفد يجيب أمام الكاميرا بشكل عادي جداً، ومن دون مقاطعة. حمدان هي مراسلة لشبكة رسمية تابعة للحكومة العراقية. ومن الطبيعي أن تغطي نشاط وفد عراقي إلى لبنان. لكن السفير العراقي في بيروت حيدر البراك، ولأسباب لا تزال غير مفهومة، هاجم بأسلوب لا أخلاقي الزميلة حمدان وقطع مقابلتها مع رئيس الوفد بفجاجة ووجه إليها كلاماً قاسياً مانعاً إياها من إكمال وظيفتها. 

رئيس الوفد انصاع للسفير من دون أن يصدر عنه أي ردّ فعل. لم يدافع لا عن المراسلة ولا عن نفسه. هو أيضاً تعرّض للإهانة من السفير، لكنه ربما لم يشعر بها. لا يدري أن قيام أحد بمقاطعتك وأنت تجري مقابلة بطريقة غير لائقة، يعتبر إهانة مزدوجة. ولم يخطر ببال رئيس الوفد أن يدافع عن حقه في أن يكمل تصريحه، ولم يستنكر سلوك السفير البغيض في حق المراسلة. بل انساق إلى ما أراده السفير وشاركه الإهانة للمراسلة التي بقيت مهذّبة ومهنية، برغم السلوك اللاأخلاقي واللامهني الصادر عن السفير ورئيس الوفد على السواء. 

وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، عفواً “الدكتور” وليد فياض، كان موجوداً وشاهداً على الحادثة أيضاً. ولم يقم بأي حركة لدفع الاهانة عن زميلتنا التي وقفت مكسورة الخاطر بعد مغادرة السفير وقد “جرّ” وراءه رئيس الوفد بأسلوب أقلّ ما يقال فيه إنه “همجي”. حتى إنها، كما يظهر في الفيديو، استنجدت بالوزير اللبناني. قالت له بحسرة ظاهرة: “معالي الوزير نحنا عندك بوزارة الطاقة وصار هيك”. لا نعرف بماذا أجاب الوزير المعتد بنفسه، والمتحدّر من المدرسة العونية التي لا تقلّ فجاجة في تعاملها مع الإعلاميات والإعلاميين من السفير العراقي. لكن لم يصدر بعد عن وزارة الطاقة أي بيان أو استنكار لما حدث في حرمها وتحت أنظار الوزير الحريص دائماً على أن يسبق اسمه لقب “دكتور”، كما لو أن هذا اللقب وحده ما يعطي الناس مكانتهم ويحفظ لهم كراماتهم. وربما في خضمّ شكوى الزميلة، قاطعها وزير الطاقة اللبناني وصحّح لها لقبه: “دكتور”، بما أنها نسيت كما ينسى كثيرون أن وزيرنا يحمل شهادة دكتوراه، ومع ذلك هو عاجز عن إدارة قطاع الطاقة والكهرباء، وفي عهده تشهد البلاد أسوأ أزمة محروقات وطاقة في تاريخها. 

الحادثة أثارت استهجاناً واعتراضاً واسعين على مواقع التواصل الإجتماعي، خصوصاً لدى العراقيين، وقامت كتلة “الجيل الجديد” النيابية العراقية، عبر رئيستها البرلمانية سروة عبد الواحد، بتوجيه كتاب إلى وزارة الخارجية تدعو فيه إلى إحالة السفير العراقي في بيروت حيدر يشاع البراك إلى التحقيق بسبب سلوكه “غير اللائق”، والمخالف لـ”واجبات السفير وغير المطابق للمعايير الديبلوماسية”. كما استنكرت “جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق” التصرف “غير الديبلوماسي” الذي صدر عن السفير ضد مراسلة شبكة الإعلام العراقي، ورأت فيه “انتهاكاً لحرية العمل الصحافي والإعلامي ومخالفة دستورية واضحة”.

وزارة الخارجية العراقية أصدرت بياناً قالت فيه إنها استدعت السفير العراقي إلى بغداد، “بشأن ما تَمَّ تداوله عبرَ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من منع السفير أحد أعضاء الوفد العراقيّ، الذي زار لبنان أخيراً لإجراء مباحثات ثنائيّة، من الإدلاء بتصريح إعلامي، للوقوف على حيثيّات الموضوع واتخاذ الإجراء المناسب”.

استدعاء الحكومة العراقية سفيرها يشكّل انتصاراً للإعلام العربي بشكل عام بمعزل عن جنسية الصحافية المعتدى عليها، كما يقول المسؤول الإعلامي في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” جاد شحرور، وربما تكون هذه سابقة تقف فيها حكومة إلى جانب صحافية، وتقوم بمحاسبة المسؤول، بدل إلقاء اللوم على الإعلام. وهذا يجب، بحسب شحرور، أن “يشكّل درساً للحكومة اللبنانية والمجلس النيابي اللبناني، في كيفية التعامل مع السياسيين الذين يهينون الإعلاميين، ويكشف عن غياب أطر المحاسبة أو الدفاع ضمن القانون عن الصحافيين الذين يتعرضون للكثير من المضايقات من قبل أهل السلطة”.

إقرأوا أيضاً: