fbpx

العراق: “تهشيم” جمجمة ناشط
تظاهر سلمياً أمام منزل نائبة عن التيار الصدري

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“لم يبتغ من خروجه مصالح شخصية وانما هدفه استنكار الفساد ورفع مطالب الاهالي في هذه المحافظة”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

خرج ضرغام ماجد من المستشفى بعد عشرة أيام تقريباً من العلاج بعد إصابته بجروح وكسور خطرة جراء تعرضه للسحل من قبل حرس النائبة في التيار الصدري سهى السلطاني. ضرغام هو أحد ابرز الناشطين في وسط العراق من محافظة بابل، تعرض للضرب بالهروات والعصي واصيب معه عدد آخر من النشطاء مساء يوم  8 اذار/مارس الماضي اثناء قيادته تظاهرة سلمية انطلق فيها نحو منزل النائبة المنتمية إلى الكتلة التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، حاملاً عدداً من مطالب الأهالي، كان في مقدمتها تحسين الواقع المعيشي للمواطن ومعالجة الغلاء الفاحش في الأسعار ورفع المستوى الخدمي للمحافظة. 

سبق هذه التظاهرة أخرى مماثلة توجهت إلى بقية منازل النواب في المحافظة نفسها وجرى تسلميهم المطالب من دون أي تعرض لهم. لكن حرس النائبة السلطاني كان لهم “رأي آخر”، اذ ما ان رأوا تجمّع الناشطين يتوجه إلى منزلها، حتى بدأوا بإطلاق النار لتفريقهم وانهالوا على ماجد وبقية المحتجين بالضرب. ماجد فقد الوعي نتيجة الضرب المبرّح، واصيب ناشطون آخرون بالرصاص ونقلوا جميعاً إلى المستشفيات. 

أمضى ماجد قرابة عشرة أيام في المستشفى بعد اصابته بنزيف دموي في الدماغ وكسور في جمجمته، وقد غادر المستشفى بعد تحسّن حالته، لكن الحادثة دفعت بمئات المحتجين من ناشطي تشرين إلى الساحات مجدداً في مدن الناصرية والبصرة والسماوة وغيرها مستنكرين حادثة الاعتداء مطالبين القوات الأمنية بمحاسبة ومعاقبة المتسببين بهذه الحادثة فضلا عن اقالة محافظ بابل وقائد شرطتها.

ما تقوم به الكتلة الصدرية “سياسة ممنهجة بالاعتداء والضرب والقمع لكل من يخالفهم بالراي”

الكتلة الصدرية في البرلمان التي تنتمي اليها النائبة السلطاني أرسلت وفدا من اعضائها إلى منزلها حيث وقع الاعتداء، ليتضامنوا مع المعتدين لا مع المعتدى عليهم، ويلعلنوا مساندتهم للسلطاني، معتبرين ان التظاهر امام منزلها هو استهداف للكتلة الصدرية كلها. 

مدونون تناقلوا تغريدة للنائبة الأبرز في التيار الصدري عن بغداد مها الدوري اذ وصفت تظاهر الناشطين امام منزل زميلتها بانه منظّم من قبل “مخربين وأصحاب الفتن” مهددة إياهم بالقضاء، الا ان هذه التغريدة سرعان ما تم حذفها من حسابها الخاص.

قيادة شرطة محافظة بابل أصدرت بياناً تضمن فتح تحقيق في حادثة الاعتداء على الناشط ضرغام ماجد وانها اعتقلت احد المتورطين في الاعتداء، ووفقا للبيان فقد جرى استخدام ” الحجارة و العصي الغليظة وفتح الرصاص الحي وأن الخسائر اقتصرت على إصابة خمسة متظاهرين بجروح متفاوتة بالحجارة والعصي ومتظاهر سادس بطلق ناري”.

في الجانب الاخر تحرك نواب تشرين من كتلة “امتداد” يرأسهم الأمين العام علاء الركابي اذ توجهوا الى محافظة بابل وجمعهم لقاء مع قائد الشرطة والتحدث معه بلغة أكثر صرامة مهددين بجمع تواقيع لإقالته ما لم يتخذ الجهاز الأمني في المحافظة اجراءات للقبض على المتسببين بالحادث ومن ثم سلك نواب “امتداد” طريقاً اخر عبر الاعتصام بالقرب من منزل السلطاني للمطالبة بالقبض على المتورطين في الحادثة من افراد الحماية الخاصة بها.

والد الناشط ماجد بعث برسالة مصورة الى زعيم التيار الصدري نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي يبين فيها ان ابنه لم يخرج عن اطر السلمية، سيما وان الناشط ووالده كانوا من اتباع المرجع الديني محمد الصدر والد زعيم التيار الصدري خلال حقبة حكم صدام حسين، وقد أكد الوالد ان ابنه الناشط “لم يبتغ من خروجه مصالح شخصية وانما هدفه استنكار الفساد ورفع مطالب الاهالي في هذه المحافظة”.

إقرأوا أيضاً:

الناشط محمد الخياط يجد ان الخطوة التي أقدم عليها ضرغام ماجد لم تخرج عن إطار القانون الذي كفله الدستور، والمتمثل بحق التظاهر بصورة سلمية، وما تعرض له ماجد هو بحسب الخياط “اعتداء إرهابي لا يختلف عن الطرق والأساليب التي يقوم بها تنظيم داعش”.

ويرى الخياط ان استهداف النشطاء هو جزء من محاولة اجهاض الحركة الاحتجاجية في عموم المدن العراقية سيما وان انصار التيار الصدري عمدوا في الفترة الماضية الى اقتحام ساحات التظاهر والاعتداء بشكل سافر على المتظاهرين من دون أي تحرك من قبل المؤسسات الأمنية.

ويجد الناشط في ساحة التحرير في بغداد احمد الوشاح ان ما تقوم به الكتلة الصدرية “سياسة ممنهجة بالاعتداء والضرب والقمع لكل من يخالفهم بالراي” وان الناشطين “أمهلوا القضاء العراقي مدة معينة لاتخاذ القرارات المناسبة تجاه ما يحدث وبخلافه لن يقفوا مكتوفي الايدي”، على حد وصفه.

أمين عام حزب البيت الوطني حسين الغرابي وهي كتلة تشرينية قاطعت الانتخابات البرلمانية يجد في الطريقة التي انتهجتها الكتلة الصدرية تضارباً مع شعاراتها بالإصلاح، اذ يتم استخدام الرصاص الحي ضد المحتجين المطالبين بمكافحة الفساد الذين يسلكون الطرق السلمية في بابل وبقية المحافظات وان الحصانة التي يحتمي خلفها البرلمانيون لابد من ان ترفع وتحال النائبة السلطاني الى القضاء العراقي لمحاسبتها.

إقرأوا أيضاً: