fbpx

ملاعب كرة القدم منصات احتجاج سياسية
من أجل أوكرانيا وروسيا والوقود!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

استخدام المباريات الرياضية والاستفادة من الحشود الكبيرة ومن البث التلفزيوني والاهتمام الواسع بالمباريات لتوجيه الرسائل أو تسليط الضوء على القضايا، لا يقتصر على المبادرات الفردية، بل هناك حالات احتجاج جماعية بواسطة العشرات أو المئات من المشجعين الموجودين في المدرجات.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

خلال مباراة فريقي “إيفرتون” و”نيوكاسل” ضمن فعاليات الدوري الإنكليزي لكرة القدم، اقتحم أحد المشجعين ملعب المباراة، وقام بتقييد نفسه بالقائم الأيسر للمرمى، لتوجيه رسالة نيابة عن حركة Just Stop Oil، للمطالبة بتخفيف استخدام الوقود الأحفوري، بسبب آثاره السلبية على المناخ والتوازن البيئي. المباراة توقّفت لسبع دقائق، قبل أن يفكّ رجال الأمن القيود التي وضعها المحتج حول عنقه ويده، وقاموا بإخراجه من الملعب، وسط صيحات استنكار وغضب من جماهير ملعب “الجوديسون بارك”، الذين أزعجهم توقّف المباراة لدقائق، غير آبهين للرسالة التي حاول المشجع إيصالها.

ليست هذه المرة الأولى التي يقوم بها أحد المشجعين باقتحام مباراة لكرة القدم والتسبب بإيقافها، وتوجيه الأنظار والكاميرات إليه. تختلف الأهداف التي تدفع المشجعين إلى اقتحام الملاعب، فالبعض يفعل ذلك للفت الانتباه والحصول على الاهتمام والشهرة، البعض الآخر بداعي الشغف، إذ يتوجه للاعبه المفضل بهدف الحصول على عناق منه أو التقاط صورة معه، فيما آخرون لا يهتمون بالشهرة أو بالاقتراب من نجوم كرة القدم أو الرياضة، بل بتسليط الضوء على القضايا التي يؤمنون بها، كما هي الحال مع مشجع نادي “إيفرتون” هذا، الذي يرى أن قضية الوقود الأحفوري والاستخدام المفرط للموارد الطبيعية، تستحق إيقاف مباراة كرة قدم مهما بلغت أهميتها. 

تُستخدم الرياضة أحياناً من قبل اللاعبين والمدربين لتمرير الرسائل وإعلان المواقف في القضايا وبخاصة السياسية منها.

هل من السهل اقتحام ملعب أثناء المباراة ؟ 

تختلف ملاعب كرة القدم في تصاميمها، وفي الإجراءات الأمنية المتبعة داخلها. في ملاعب إنكلترا مثلاً، تجلس الجماهير على بعد أمتار قليلة من أرضية الملعب. الملاعب الأولمبية تتضمن مضماراً لألعاب القوى، ما يجعل المسافة بين المتفرجين واللاعبين كبيرة. يتطلب اقتحام بعض الملاعب مخاطرة كبيرة، كتسلّق أسوار مرتفعة أو القفز عنها، تخطي أسلاك شائكة، القفز فوق حفر كبيرة (كملعب المدينة الرياضية في مدينة بيروت)، إضافة إلى مواجهة الهراوات وعصي رجال أمن الملعب، وركلاتهم ولكماتهم، ناهيك بالعقوبات التي قد تُفرض عليهم والتي تختلف بين بلد وآخر، وتتراوح بين المنع من دخول المباريات ودفع غرامات مالية، وصولاً إلى السجن في بعض البلدان في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، بتهمة الإخلال بالنظام العام.

خلال نهائي دوري أبطال أوروبا لنسخة 2018- 2019، الذي جمع بين فريقي “ليفربول” و”توتنهام” الإنكليزيين على ملعب “الواند ميتروبوليتانو” في العاصمة الإسبانية مدريد، اقتحمت الشابة الروسية كينزي وولانشكي، وهي عارضة أزياء متخصصة بملابس السباحة، ملعب المباراة وهي شبه عارية، ليقوم رجال الأمن بملاحقتها وإخراجها من الملعب، وولانسكي قالت بعد المباراة إنها قامت بذلك بهدف الحصول على الشهرة، واستغلالها للترويج للموقع الذي يملكه صديقها فيتال زدورتفسكي، وبالفعل فقد زاد عدد متابعي وولانسكي على انستاغرام إلى مليون بعد اقتحامها نهائي الأبطال، وقد استغلت الأمر لدعوتهم إلى الاشتراك في موقع صديقها. 

يذكر أن فيتاي زدروفسكي صديق كينزي نفسه، كان اقتحم نهائي مونديال 2014 في البرازيل بين ألمانيا والأرجتنين، وكتب يومها على صدره العاري عبارة Natural Born Pranksters، وهو عنوان فيلمه الجديد يومها، الذي لم يجد أفضل من نهائي كأس العالم للترويج له!

ظاهرة اقتحام الملاعب خلال إقامة المباريات منتشرة في الولايات المتحدة، وخصوصاً في كرة السلة، البيسبول، وكرة القدم الأميركية، حيث تشهد المسابقات حالات اقتحام بشكل سنوي، أبرزها كان قبل فترة في مدينة شيكاغو، خلال مباراة لـ”السوبر بول”، حين دخل أحد المشاهدين إلى الملعب راكضاً، وهو يحمل لافتة كتب عليه “Jesus is lord”، وقد قام رجال الأمن بإسقاطه أرضاُ، وجرّه خارج الملعب، وسط ذهول لاعبي الفريقين. 

إقرأوا أيضاً:

احتجاجات الجماهير تطاول أسعار التذاكر ورفض تغيير هوية الفريق

استخدام المباريات الرياضية والاستفادة من الحشود الكبيرة ومن البث التلفزيوني والاهتمام الواسع بالمباريات لتوجيه الرسائل أو تسليط الضوء على القضايا، لا يقتصر على المبادرات الفردية المتمثلة بالركض داخل الملعب أو حمل لافتة في المدرجات، بل هناك حالات احتجاج جماعية بواسطة العشرات أو المئات من المشجعين الموجودين في المدرجات.

في نيسان/ أبريل من العام الماضي، احتشد أكثر من ثلاثة آلاف مشجع لنادي “أرسنال” الإنكليزي خارج استاد الإمارات في لندن، وأطلقوا صيحات الاستهجان، رافضين دخول النادي في “السوبر ليغ” الأوروبي، معتبرين أن التجربة محكوم عليها بالفشل، كما طالبوا باستقالة ملّاك النادي من آل كروينكي، بعد اتّهامهم بمحاولة توريط النادي من خلال الزجّ به في المجموعة الداعية إلى إنشاء السوبر ليغ، بقيادة فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد. 

ملعب الإمارات شهد موجة احتجاج أخرى، إذ قررت مجموعة من جمهور “بايرن ميونيخ”، مقاطعة الدقائق الخمس الأولى لمباراة الفريق ضد “أرسنال” في دوري أبطال أوروبا لعام 2015، رفضاً لارتفاع أسعار التذاكر في الملعب، والتي كانت تبلغ نحو 100 يورو للبطاقة الواحدة كمعدل وسطي، في مقابل 30 يورو فقط يدفعونها لمشاهدة مباريات فريقهم في “استاد الأليانز آرينا” في ميونيخ.

إضافة إلى الجماهير، تُستخدم الرياضة أحياناً من قبل اللاعبين والمدربين لتمرير الرسائل وإعلان المواقف في القضايا وبخاصة السياسية منها، وإذا كانت الاتحادات الرياضية الدولية والقارية تحرص على فصل الرياضة عن السياسة، فإن تعامل هذه الاتحادات مع الحرب الروسية على أوكرانيا راهناً، والقرارات الانتقامية التي اتخذتها بحق الرياضيين والفرق الروسية، تصرفات أثارت حفيظة المتابعين والمراقبين الذين اتهموا هذه الاتحادات بازدواجية المعايير.

آخر هذه الانتقادات أتى على لسان لاعب “الاسكواتش” المصري المصنف الثاني عالمياً علي فرج، الذي انتقد ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات، إذ لم يكن مسموحاً خلط السياسة بالرياضة، لكنه أصبح اليوم متاحاً بعد العدوان الروسي على أوكرانيا، وقد أعلن فرج تضامنه مع فلسطين التي قال إنها تمرّ بما تمر به أوكرانيا اليوم منذ 74 سنة. 

إقرأوا أيضاً: